أعراض هشاشة العظام بالتفصيل: العلامات المبكرة وطرق التشخيص الفعّالة

تُعد هشاشة العظام من الأمراض الصامتة التي تتسلل إلى الجسم دون إنذار، لتُضعف الهيكل العظمي تدريجيًا وتعرضه للكسور. من هنا تبرز أهمية معرفة أعراض هشاشة العظام، فهي الخطوة الأولى للحفاظ على صحة العظام قبل أن تتفاقم المضاعفات.

مقدمة عن هشاشة العظام

يُعرف مرض هشاشة العظام بأنه حالة تقل فيها كثافة العظام وتضعف بنيتها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور حتى عند القيام بحركات بسيطة أو مجهود خفيف. يُعتبر هذا المرض من أكثر اضطرابات الهيكل العظمي شيوعًا، ويؤثر عادةً على كبار السن، خصوصًا النساء بعد انقطاع الطمث.

يحدث تآكل العظام تدريجيًا دون أعراض واضحة في المراحل المبكرة، ولذلك يُلقب بـ”المرض الصامت”. مع مرور الوقت، تبدأ العظام بفقدان صلابتها نتيجة اضطراب التوازن بين بناء العظام وتحللها. لا تظهر أعراض هشاشة العظام إلا عندما يصبح الفقد العظمي كبيرًا، وتبدأ حينها المضاعفات، مثل كسور العمود الفقري أو الورك أو الرسغ، حتى عند السقوط الطفيف.

تتعدد العوامل المسببة له، مثل التقدم في العمر، ونقص الكالسيوم، ونمط الحياة الخامل، وبعض الأدوية المزمنة. وكون المرض مزمنًا وتراكميًا، فإن الكشف المبكر يُعد حجر الأساس في الوقاية والعلاج.

تعرف أيضًا على: أسباب آلام العظام: من ضغوط الحياة اليومية إلى الأمراض المزمنة وحلول للتخفيف

ماهي أعراض هشاشة العظام؟

تتعدد أعراض هشاشة العظام وتختلف من شخص إلى آخر، لكنها في الغالب لا تظهر في بداية المرض، مما يزيد من خطورته. مع تقدم الحالة، تبدأ بعض العلامات الجسدية في الظهور لتكون بمثابة إنذار يجب الانتباه إليه.

من أبرز علامات الإصابة بهشاشة العظام:

• ضعف قبضة اليد.
• انخفاض ملحوظ في الطول.
• انحناء الظهر أو تقوس العمود الفقري.
• ألم في أسفل الظهر أو الرقبة نتيجة كسور مجهرية في الفقرات.

كما قد يُعاني بعض الأشخاص من كسور متكررة دون سبب واضح أو بعد مجهود بسيط، مثل السقوط الخفيف أو حتى أثناء العطس! هذه الحالات تدل على أن العظام قد أصبحت هشة بما يكفي لتنكسر بسهولة. لذلك، الانتباه للعلامات البسيطة قد يُنقذ المريض من مضاعفات خطيرة مستقبلًا. [1]

تعرف أيضًا على: علاج ضيق التنفس بسبب القولون العصبي: الأعراض، وأسرع الطرق الطبيعية للتهدئة

كيف تعرف أنك مصاب بمرض هشاشة العظام؟

يمكن أن يكون تشخيص الإصابة بهشاشة العظام تحديًا في البداية بسبب غياب الأعراض. ولكن هناك مؤشرات معينة إذا ظهرت عليك، فيجب استشارة الطبيب فورًا.

من العلامات المهمة: الشعور بألم مزمن في الظهر أو الرقبة، أو ملاحظة انكماش في طول الجسم، أو حدوث كسر في الورك أو الرسغ بعد السقوط البسيط. وتُعد هذه العلامات من أعراض هشاشة العظام التي يجب عدم تجاهلها. عند ظهور هذه العلامات، يبدأ الطبيب أولًا بسؤال المريض عن تاريخه الطبي والعائلي، ثم يوصي بإجراء فحص كثافة العظام (DEXA).

في هذه المرحلة يُصبح تشخيص هشاشة العظام أمرًا ضروريًا لتحديد درجة ضعف العظام ووضع خطة علاج مبكرة. من المهم أيضًا الانتباه إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة، مثل النساء بعد سن اليأس أو من يتناولون أدوية كورتيزون لفترات طويلة.

كذلك، من المفيد معرفة متى تبدأ هشاشة العظام غالبًا، حيث تُشير الدراسات إلى أن الكثافة العظمية تبدأ بالانخفاض تدريجيًا بعد سن الأربعين، وتتسارع بعد الخمسين خاصةً لدى النساء.

تعرف أيضًا على: أسباب آلام العظام: من التعب اليومي إلى الأمراض المزمنة وطرق التخلص منها

ماهي الآلام التي تسببها هشاشة العظام؟

أعراض هشاشة العظام ترتبط عادة بآلام مزمنة تؤثر على الحياة اليومية. ألم هشاشة العظام ليس محددًا دائمًا، لكنه غالبًا ما يظهر في منطقة الظهر بسبب الكسور الدقيقة في فقرات العمود الفقري.

يعاني المريض من آلام مستمرة تتراوح شدتها حسب مدى التآكل العظمي، وقد تمتد إلى الورك، الركبة، أو الكتف، خصوصًا بعد الحركة أو الوقوف الطويل. في الحالات المتقدمة، قد يصبح الألم حادًا لدرجة أنه يُعيق النوم أو ممارسة الأنشطة البسيطة.

كذلك، الكسر المفاجئ الناتج عن هشاشة قد يسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا. من المهم التفريق بين ألم المفاصل العادي وألم ناتج عن ضعف في العظام، حيث أن الثاني غالبًا ما يتزامن مع علامات مثل انحناء الظهر أو نقص الطول التدريجي.

تعرف أيضًا على: أفضل طرق علاج ارتفاع ضغط الدم طبيعياً وطبيًا مع خطوات لخفضه بسرعة في المنزل

متى تبدأ هشاشة العظام؟

السؤال الشائع: متى تبدأ هشاشة العظام؟ الحقيقة أن بداية المرض صامتة، لكنه عادة ما يبدأ بالتطور بعد سن الأربعين نتيجة لتراجع نسبة الكالسيوم وفقدان الكتلة العظمية مع التقدم في العمر.

عند النساء، تزداد الخطورة بشكل كبير بعد انقطاع الطمث نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة العظام. أما لدى الرجال، فقد تبدأ علامات الضعف العظمي في سن متأخرة نسبيًا، ولكنها تكون أكثر إهمالًا نتيجة قلة التشخيص المبكر.

من هنا تنبع أهمية الكشف الدوري والمتابعة المستمرة، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو يعانون من أمراض مزمنة تؤثر على امتصاص الكالسيوم وفيتامين D.

تعرف أيضًا على: أسباب تساقط الشعر عند النساء والرجال: العوامل الصحية والفيتامينات والنصائح للعلاج

كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟

يتم تشخيص هشاشة العظام من خلال فحص يُسمى “قياس كثافة العظام” أو DEXA، وهو اختبار غير مؤلم يحدد مدى فقدان العظام لكتلتها. يُجرى الفحص عادة على الورك والعمود الفقري لأنهما أكثر المناطق عرضة للكسر.

إضافة إلى ذلك، يُجري الطبيب تحاليل للدم لمعرفة نسبة الكالسيوم وفيتامين D، وفحوصات للغدة الدرقية إذا وُجدت مؤشرات على اضطرابات هرمونية. كما قد يُوصى بالأشعة السينية في حالات الكسر لتحديد مدى التلف العظمي.

تشمل الفئات التي يُوصى لها بإجراء الفحص: النساء فوق سن 65، والرجال فوق 70، وأي شخص تعرض لكسر بدون سبب واضح. الكشف المبكر يُمكّن الطبيب من التدخل سريعًا وإبطاء تقدم المرض.

طرق الوقاية وتقوية العظام

تناول كميات كافية من الكالسيوم يوميًا (1000–1200 ملغ) من منتجات الألبان والخضار الورقية.

• التعرض لأشعة الشمس أو تناول مكملات فيتامين D بانتظام.
• ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين المقاومة والمشي.
• التوقف عن التدخين وتقليل استهلاك الكافيين.
• المتابعة الدورية مع الطبيب، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي للمرض.
• تجنب تناول الأدوية المؤثرة على العظام دون وصفة طبية.
• مراقبة الوزن والحفاظ على نمط حياة نشط لتقليل الضغط على العظام.

الوقاية المبكرة والالتزام بعادات صحية من أهم الوسائل لتفادي أعراض هشاشة العظام وتقليل تأثير علامات الإصابة بهشاشة العظام وألم هشاشة العظام مستقبلاً. [2]

في الختام، يمكن القول إن فهم أعراض هشاشة العظام منذ بدايتها يُشكل خطوة مهمة في الوقاية من المضاعفات التي قد تُهدد الحركة وجودة الحياة. من الضروري معرفة متى تبدأ هشاشة العظام وأخذ العلامات المبكرة على محمل الجد.

• Health lineSymptoms of Osteoporosis Explained-بتصرف
• Harvard HealthOsteoporosis-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم