قصة صاحب الجنتين كما وردت في سورة الكهف

تعد قصة صاحب الجنتين من القصص القرآنية البليغة، التي تقدم عبرة عميقة حول فتنة الغنى وبطر النعمة. تصور هذه القصة رجلا أنعم الله عليه بجنتين عظيمتين، لكنه تكبر وبغى، ونسي فضل ربه، ليلقنه الله درسا قاسيا في زوال الدنيا وتقلب أحوالها.

ما هي قصة صاحب الجنتين باختصار؟

قصة صاحب الجنتين هي إحدى القصص التي وردت في سورة الكهف، وتدور حول رجلين، أنعم الله على أحدهما بجنتين جميلتين من أعناب، محاطتين بأشجار النخيل، وتملؤهما الزروع والمياه الجارية. ورغم هذه النعم، تكبر الرجل وغرّه ماله، فكان يقول لصاحبه: “أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا”، وظن أن جنتيه لن تهلكا أبدًا، بل وشكّ في قيام الساعة. حذره صاحبه المؤمن من كفر النعمة ودعاه إلى التواضع وشكر الله، لكن المتكبر لم يستجب. فكان أن خسف الله بجنتيه، فهلكت، وأصبح يندم على غروره وكفره، ولكن بعد فوات الأوان.

تعرف أيضًا علي: قصة نبى الله نوح والطوفان

كما وردت في القرآن، وهي مناسبة أيضًا عند عرضها للأطفال لأنها تعلم دروسا مهمة عن التواضع، وشكر النعمة، وعدم الاغترار بالدنيا.

وقد تناول قصة صاحب الجنتين الشعراوي رحمه الله بشرح مؤثر، مبينا كيف أن الكِبر والغفلة عن شكر المنعم يؤديان إلى زوال النعمة، وربط القصة بواقع الناس وسلوكهم تجاه المال والجاه.[1]

تعرف أيضًا علي: قصة السيدة هاجر وإبنها إسماعيل

ما هي قصة صاحب الجنتين؟

قصة صاحب الجنتين وردت في القرآن الكريم في سورة الكهف (الآيات 32–44)، وهي تحكي عن رجلين، أحدهما مؤمن، والآخر أغناه الله فامتلك جنتين (بستانين) من أعناب، تحيط بهما النخيل، وتتخللهما الزروع، وتجري بينهما الأنهار.

تعرف أيضًا علي: قصة ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل

الرجل الغني اغتر بما لديه من مال ، وتفاخر أمام صاحبه قائلًا: “أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا”، ولم يكتفِ بذلك، بل شك في البعث والحساب. وقال إنه إن رد إلى ربه فسيجد خيرًا مما لديه. أما صاحبه المؤمن فذكره بالله، ودعاه إلى شكر النعمة والتواضع، وقال له: “أكفرت بالذي خلقك من تراب؟”، وأكد له أن الله قادر على أن يسلب منه كل ما يملك.

وبالفعل، عاقبه الله بزوال الجنتين، فاستيقظ ليجد كل ما كان يملكه قد دمر، وأصبح يتحسر ، لكن بعد فوات الأوان.

هذه القصة، تحمل معاني تربوية عظيمة تصلح لتكون قصة صاحب الجنتين للأطفال، لأنها تعلمهم شكر النعمة وعدم التكبر.

ومن العبرة من قصة صاحب الجنتين أن المال ليس دليلًا على رضا الله، وأن الكِبر قد يؤدي إلى الهلاك، وأن دوام النعمة مرهون بالشكر والتواضع.[2]

تعرف أيضًا علي: قصة خلق آدم وحواء

ما هي قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف؟

قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف هي مثل ضربه الله سبحانه وتعالى. لبيان الفرق بين من يشكر نعم الله ومن يغتر بها. تبدأ القصة برجلين، أحدهما مؤمن فقير، والآخر كافر أنعم الله عليه بجنتين من أعناب، محاطة بأشجار النخيل، تتخللها الزروع. وتسقى من نهر جار. كانت جنتاه في غاية الجمال والإنتاج، لكنه لم يشكر الله على هذه النعم.

تعرف أيضًا علي: قصة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

بل زاد تكبره، وقال لصاحبه المؤمن: “أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا”، وظن أن هذه النعمة ستدوم إلى الأبد، بل وأنكر البعث قائلًا: “وما أظن الساعة قائمة، ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا”. فرد عليه صاحبه المؤمن بالحكمة، وذكّره بالله الذي خلقه من تراب، وحذره من الكفر بالنعمة.

هذه القصة نموذج حي يوضّح العبرة من قصة صاحب الجنتين: أن الغرور بالنعم وعدم شكر الله يقود إلى الهلاك، وأن التواضع والإيمان هما طريق النجاة.

ولا يُعرف أين وقعت تحديدًا، لأن القصة جاءت كمثل قرآني للعظة، لا كموقف تاريخي بموقع معين.

القصة تصلح لأن تُعرض بأسلوب مبسط ضمن قصة صاحب الجنتين للأطفال لتعليمهم قيم الشكر والتواضع.

تعرف أيضًا علي: قصة يوسف عليه السلام وأحداثها بالتفصيل

ما سبب نزول قصة صاحب الجنتين؟

جاءت قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف على شكل مثل ضربه الله تعالى. للعبرة والتدبر، وليس بسبب حادثة معينة في زمن النبي ﷺ، لذلك فهي لا تعد من القصص التي نزلت لسبب خاص. أو سؤال مباشر، مثل بعض الآيات الأخرى.

ولكن السبب العام لنزول سورة الكهف، هو رد على أسئلة طرحها كفار قريش على النبي محمد ﷺ بتحريض من يهود المدينة، حيث طلبوا منه أن يجيب عن ثلاث مسائل لا يعرفها إلا نبي:

• قصة أصحاب الكهف
• قصة ذو القرنين
• والروح

تعرف أيضًا علي: من هم أصحاب الأيكة؟ ولماذا أرسل الله لهم شعيب عليه السلام؟

فأنزل الله سورة الكهف تتضمن الإجابة عن هذه القصص، ومنها قصة صاحب الجنتين، التي جاءت لتكون عبرة للمغترين بالدنيا وأهل الأموال والجاه، وتوضيحًا لحقيقة أن المال لا يدوم، وأن الغرور به قد يؤدي للهلاك، كما أنها تعلّم قيمة شكر النعمة والتواضع.

أما عن أين وقعت، فلم يذكر القرآن مكانها بالتحديد، لأن الهدف منها هو العبرة، لا الموقع الجغرافي.

وقد فسّرت قصة صاحب الجنتين للشعراوي أن القصة مثال رمزي، وليست حادثة واقعية نزلت لسبب تاريخي. بل لبيان سنن الله في الناس: من شكر نعم الله زادت، ومن كفر بها ذهبت.

تعرف أيضًا علي: قصة سيدنا لوط وما واجهه من قومه

وفي الختام، تُقدم قصة صاحب الجنتين درسًا خالدًا للإنسانية جمعاء، يُحذر من الغرور بالدنيا ونسيان فضل المنعم. إنها تُذكرنا بأن النعم زائلة، وأن الشكر لله والتواضع هما مفتاح دوامها وبركتها. هذه القصة القرآنية البليغة تبقى عبرة لكل من يتملك الثروة، بأن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان والعمل الصالح، وليس في مجرد الممتلكات الدنيوية الزائلة.

• thesciencefaith The Owner of Two Gardens (Surah Al Kahf)(بتصرف)
• theseekeroftruth The Story of the Owner of the Two Gardens in Surat Al-Kahf Lessons and Benefits(بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم