قصة أصحاب الفيل والحدث العظيم قبل مولد الرسول

الكاتب : آية زيدان
19 يونيو 2025
عدد المشاهدات : 78
منذ 7 أيام
قصة أصحاب الفيل
ماهي قصة أصحاب الفيل مختصرة؟
ماهي قصة الفيل الذي رفض هدم الكعبة؟
ماهو سبب نزول سورة الفيل؟
لماذا حاول أبرهة هدم الكعبة؟
تابع: لماذا حاول أبرهة هدم الكعبة؟

تعد قصة أصحاب الفيل من أبرز القصص القرآنية التي تظهر عظمة الله في حماية بيته الحرام من العدوان. وقعت أحداثها قبل ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حينما قرر أبرهة الحبشي مهاجمة مكة وهدم الكعبة بجيش ضخم يتقدمه فيلٌ عظيم. لكن إرادة الله تدخلت، فأرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فهلكوا جميعًا. وتبقى هذه القصة شاهدًا خالدًا على أن الله يدافع عن بيته وأوليائه مهما عظمت قوة المعتدين.

ماهي قصة أصحاب الفيل مختصرة؟

قصة أصحاب الفيل

قصة أصحاب الفيل هي سردٌ مختصر لمحاولة جيش أبرهة الأشرم، حاكم اليمن من الحبشة، لهدم الكعبة المُشرفة في مكة المُكرمة، مستخدمًا جيشًا ضخمًا يضم فيلة. لكنّ الله عز وجل أرسل عليهم طيورًا أبابيل دمّرتهم قبل وصولهم إلى هدفهم. حيث تُعتبر هذه القصة معجزة ربانية وقعت قبل فترة قصيرة من ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ابتدأت القصة عندما بنى أبرهة كنيسة فخمة في صنعاء، أطلق عليها اسم “القليس”، مُتمنيًا أن يُحوّل إليها حج العرب بدلًا من الكعبة. وعندما لم يستجب العرب لطلبه، بل ازدادوا تمسكًا بالكعبة، قام رجل من قبيلة كِنانة بإهانة “القليس”، مما أثار غضب أبرهة بشدة، وقرّر هدم الكعبة كعقوبة لهم. جهّز أبرهة جيشًا هائلاً، شمل عددًا كبيرًا من الفيلة الهائلة، كان أشهرها الفيل الذي يقوده بنفسه، واسمه “محمود”.

عندما وصل جيش أبرهة إلى حدود مكة، أرسل الله عز وجل عليهم طيورًا أبابيل. وهي طيور صغيرة جاءت في مجموعات متتالية، تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة من سجيل (طين مُتحجّر). سقطت هذه الحجارة على رؤوس الجنود، واخترقت أجسادهم وخرجت من الأسفل، مما أدّى إلى هلاك الجيش بأكمله، وتحوّلوا إلى ما يشبه “العصف المأكول”، أي كأوراق النباتات التي أكلتها الدواب وتخلصت منها. نجا أبرهة في البداية. ولكنه أُصيب بجروح خطيرة، وتوفي لاحقًا.

تعرف أيضًا على: قصة قوم عاد وثمود: من هم؟ وكيف كانت نهايتهم؟

ماهي قصة الفيل الذي رفض هدم الكعبة؟

قصة أصحاب الفيل

تعتبر قصة أصحاب الفيل من القصص القرآنية العظيمة التي تجلّت فيها قدرة الله عز وجل على حماية بيته الحرام، وتجسد حكاية الفيل الذي امتنع عن هدم الكعبة جانبًا جوهريًا من هذا الإعجاز. مظهرة قدرة الخالق عز وجل على السيطرة على مخلوقاته، حتى تلك الحيوانات الجسيمة التي كانت تعتبر وسيلة للخراب، هذا الفيل، المسمى “محمود”، أظهر سلوكا غير متوقع أذهل الجيش بأكمله.

عندما وصل جيش أبرهة إلى موقع يُعرف باسم “المغمس” أو “وادي محسر” قرب مكة، وحاولوا توجيه الفيل “محمود” نحو الكعبة لتهديمها، برك الفيل وأبى أن يتقدم باتجاه الكعبة. جربوا ضربه وإيذاءه، وإجباره على المسير، إلا أنه بقي صامداً لا يتحرك صوب البيت الحرام. كان هذا تصرفاً عجيباً للغاية، فلم يسبق للفيل أن أبدى أي مقاومة من قبل.

الغريب في الأمر أن الفيل كان ينهض ويمشي بمنتهى السهولة إذا ما وجهوه في أي اتجاه آخر غير اتجاه الكعبة، فإذا ما وجهوه نحو اليمن أو الشام أو أي موضع آخر، تحرك دون تردد. أما إذا وجهوه نحو الكعبة، برك ورفض الحركة. هذا السلوك الخارق للفيل “محمود” كان بمثابة إشارة إلهية جلية على أن الله تعالى يرفض هذا الاعتداء على بيته، وأنه لن يمنح أبرهة ما يصبو إليه، وكان ذلك إرهاصًا بما سيحل بالجيش من هلاك. [1]

تعرف أيضًا على: قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال مع إبراهيم وإسماعيل

ماهو سبب نزول سورة الفيل؟

قصة أصحاب الفيل

سبب نزول سورة الفيل في القرآن الكريم هو إعطاء ذكرى خالدة لقصة أصحاب الفيل، كونها علامة فارقة من علامات الله عز وجل، وتذكيراً بجبروته وعظمته في حماية بيته المقدس، حيث جاءت السورة لتكون بمثابة شاهد عيان على هذه المعجزة التي رأتها قريش بأبصارها، وتأكيداً للمشركين أن الله قادر على حماية المؤمنين وبيته، حتى لو كانوا قلّة مستضعفين.

نزلت سورة الفيل في مكة المكرمة، وهي سورة مكية قصيرة تتألف من خمس آيات كريمة. أتت السورة لتذكّر قريشًا بنعمة الله عليهم. حيث أنقذ الكعبة من التدمير، وبذلك حفظ مكانتهم وشرفهم كجيران لبيت الله الحرام، كانت هذه الواقعة معلومة تماماً لأهل مكة، فقد شهدوها بأنفسهم أو سمعوا عنها من آبائهم، ولهذا كانت السورة بمثابة تذكير مباشر بآية كونية حدثت أمام أعينهم.

علاوةً على ذلك، نزلت السورة لتوضيح أن الله تعالى لا يحتاج إلى جيوش بشرية لحماية بيته، بل يمكنه أن يفعل ذلك بأضعف مخلوقاته. كانت هذه رسالة قوية للمشركين الذين كانوا يعادون النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بأن الله الذي حامى الكعبة من جيش أبرهة الجبار، قادر على حماية نبيه ودينه. إنها تؤكد على عظمة الله وقدرته المطلقة، وأن مكر الإنسان وتدبيره لا يغني شيئاً أمام تقديره وحفظه. [2]

تعرف أيضًا على: قصة الإسراء والمعراج: تفاصيل الرحلة وأهم الدروس

لماذا حاول أبرهة هدم الكعبة؟

قصة أصحاب الفيل

حاول أبرهة هدم الكعبة، مدفوعًا بعدة دوافع جوهرية. ترتكز في مجملها على رغبته في تغيير مسار الحج والتجارة. ونقله من مكة إلى اليمن، وتقوية سلطته ونفوذه الديني والاقتصادي، حيث كان القصد الأساسي هو التقليل من شأن الكعبة، وتهميشها، وجعل “القليس”. التي شيدها في صنعاء. هي الوجهة الأساسية للعرب.

الدافع الأول، والأبرز، كان الحسد الديني والاقتصادي، فقد أدرك أبرهة أن الكعبة بمكة تجذب العرب من كل حدب وصوب، بغرض الحج والتجارة. مما يمنح مكة قوة اقتصادية وسياسية مهيبة. سعى إلى تحويل هذا التوجه إلى اليمن، حيث أقام كنيسة فخمة وعظيمة. أطلق عليها اسم “القليس”، وزينها بأفخر أنواع الزخارف والنفائس، طمعًا في أن تصبح مركز الحج الجديد للعرب. كانت هذه الخطوة محاولة لتعزيز سلطانه وسلطة مملكته في اليمن.

تابع: لماذا حاول أبرهة هدم الكعبة؟

الدافع الثاني، هو الانتقام والتحقير. عندما لم يستجب العرب لدعوته بتحويل وجهتهم إلى “القليس”. بل زادوا تمسكًا بالكعبة، بل قام رجل من بني كنانة بتدنيس “القليس”. ثار غضب أبرهة واشتد، واعتبر هذا تحديًا صريحًا لسلطته ولمكانة الكنيسة التي بناها. لذا. قرر الانتقام من العرب عبر هدم الكعبة، معتقدًا أنه بهذا سيقضي على قدسيتها ومنزلتها في نفوسهم، ويجبرهم على التوجه إلى كنيسته في صنعاء. كان هذا الدافع الشخصي، المختلط بالدوافع الدينية والاقتصادية. هو ما حفز إقدامه على شن حملته على مكة.

وهناك قصة أصحاب الكهف تحكي عن مجموعة من الشباب المؤمنين فرّوا بدينهم من قومٍ كافرين، فاختبأوا في كهفٍ طلبًا للحماية. أنامهم الله هناك لعدة قرون، ثم بعثهم آيةً للعالمين على قدرة الله في إحياء الموتى وحفظ المؤمنين.

تعرف أيضًا على: قصة نبي الله صالح: قوم الناقة والعبرة

في الختام، إن قصة أصحاب الفيل ليست مجرد حدث تاريخي عابر. بل هي آية عظيمة ومعجزة إلهية تثبت قدرة الله تعالى على حماية بيته ودينه. وتظهر كيف أن تدبير البشر مهما بلغ من قوة وجبروت. فلقد عرفنا كيف كانت نهاية جيش أبرهة. وكيف انتهت خطته من أجل هدم الكعبة بالفشل. وعرفنا أيضاً سبب نزول سورة الفيل لتكون ذكرى خالدة لقصة أصحاب الفيل.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة