الفراسة عند العرب: كيف كانوا يكتشفون الخدع والنيات من الوجوه؟

تُعَدّ الفراسة عند العرب علماً يستكشف خفايا النفس من ملامح الوجه ولغة الجسد. ما هي الفراسة؟ هي القدرة على تحليل السمات الظاهرة لتوقّع الطباع فوراً. اعتمدها العرب لاختيار القادة وحلّ النزاعات، فغدت معياراً للحكمة وسلامة الرأي.
التعرف أيضًا على: أمثال العرب: قصص ومواقف وراء أشهر الأمثال التراثية
ما هي الفراسة عند العرب؟

الفراسة عند العرب هي علم أو ملكة فطرية يتمكّن من خلالها الشخص من معرفة بواطن الناس وصفاتهم النفسية والأخلاقية من خلال مظهرهم الخارجي، مثل ملامح الوجه، ونظرات العين، وطريقة الكلام، وحركات الجسد.وقد اعتبرها العرب نوعاً من الذكاء الحاد وقوة الملاحظة، وكانت تُستخدم في مجالات متعددة مثل تمييز الطباع كالشجاعة، الكرم، الكذب، أو الخيانة الحكم على الناس بسرعة، خاصة في السفر أو التعاملات التجارية.معرفة نسب الأشخاص أو أصولهم القبلية من خلال ملامحهم. [1]
التعرف أيضًا على: الثأر في الجاهلية: كيف كانت تبدأ وتنتهي الحروب في قصص العرب؟
ماذا قال العرب عن الفراسة؟
قال العرب عن الفراسة أقوالًا كثيرة تدل على مكانتها العالية في حياتهم وتعاملاتهم، ومن أبرز ما قيل
الفراسة نور يقذفه الله في قلب المؤمن” وهو مأخوذ من الحديث النبوي الشريف، ويُظهر إيمان العرب بأن الفراسة ليست مجرد حذق أو خبرة، بل هبة إلهية تُعين على التمييز بين الحق والباطل.
تحدّث حتى أراك” أي أن العرب الفراسة عند العرب كانوا يعتبرون أن كلام الإنسان يكشف عن طباعه وصفاته، وهو جزء من الفراسة.
إذا رأيت الرجل حسن السمات، طيب الكلام، فاختبره، فإنّ الذهب قد يكون مطلياً” وهذا يدل على أن العرب كانوا يحتاطون من الظواهر ويعتمدون على الفراسة لاكتشاف الباطن.
إياس بن معاوية من أشهر الفَرَّاسِين
“إنّي لأعرف الرجل من مشيته، وسمته، وسكوته، وكلامه، كما يُعرف الكتاب من عنوانه.”
وقالوا: “ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا هلك من قدر” وقد فسّر بعضهم هذا القول بأن الفراسة جزء من الحكمة في التعامل،كالاستشارة والتقدير، كما كانت العرب تمدح الرجل الفطِن، فتقول
“فلان أروغ من ثعلب، وأحدّ من صقر، وأفرس من الأسد” كناية عن قوّة فراسته.
التعرف أيضًا على: أخبار العرب في الجاهلية: قصص ومواقف خالدة من التراث العربي
من أشهر علماء الفراسة؟
أشهر علماء الفراسة عند العرب عبر التاريخ، خاصة في العالم العربي والإسلامي، ما يلي:
ابن القيم الجوزية
أشهر مؤلفاته: كتاب الفراسة تناول فيه الفراسة من منظور ديني ونفسي، وربطها بالإيمان والعقل، وبيّن أن المؤمن القوي البصيرة يستطيع التمييز بين الناس بنور الله.
أرسطو
ليس عربياً، لكنه أثّر في فكر المسلمين في علم الفراسة. كتب عن تأثير الأخلاق والطبع على ملامح الوجه والجسد.تُرجمت أفكاره إلى العربية ودرسها العلماء المسلمون.
الفراّس العربي إياس بن معاوية
قاضٍ عربي شهير، اشتهر بحدة الذكاء وقوة الملاحظة.تُروى عنه قصص كثيرة في التفرس، ومنها أنه كان يحكم بين الناس من خلال نظراتهم وكلماتهم القليلة.
أبو عبد الله محمد بن السائب الكلبي
برع في معرفة الأنساب والقبائل من خلال ملامح الأشخاص وله فراسة قوية في تمييز أصول الناس.
أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي
راوي وأديب، اشتهر بالفراسة في معرفة الأنساب والطباع، وكان يقول إنه يعرف البدوي من أي قبيلة من مشيته أو لهجته.
ابن سينا
تناول الفراسة ضمن كتبه الطبية والنفسية، ودرس العلاقة بين المظهر الجسدي والحالة النفسية والصحية.
جالينوس
طبيب وفيلسوف يوناني أثّر كثيرًا في الفكر العربي، وكتب عن الفراسة من منظور طبي، خاصة في تأثير الأخلاط الأربعة على المظهر والشخصية. [2]
التعرف أيضًا على: شعر الحكمة عند العرب: أبيات وقصص تعبر عن فكر أمة
ما هي فراسة العرب في الرجال؟
الفراسة عند العرب في الرجال كانت من أهم أوجه استخدام الفراسة عند العرب، وقد أولوا عناية كبيرة بتمييز صفات الرجل من خلال ملامحه وسلوكه وكلامه، حتى يتمكنوا من معرفة معدنه وطباعه، خاصة في المجالس والأنساب والحروب والتجارة.
ملامح الوجه
- اتساع الجبهة: دليل على الذكاء والحكمة.
- حدة العين ونظرتها: علامة على الفطنة وسرعة البديهة.
- طول الأنف ودقته: دليل على الفراسة والبصيرة.
- كثافة اللحية وترتيبها: دليل على الوقار والشهامة.
الهيئة الجسدية
- الطول المعتدل مع عرض المنكبين: علامة على الرجولة والشجاعة.
- القامة المستقيمة والمشية الواثقة: تدل على الهيبة والثقة بالنفس.
- قوة اليدين والذراعين: دليل على الشجاعة والقدرة على القتال.
السلوك والتصرفات
- الكرم والبشاشة: علامات على حسن الخلق وطيب النفس.
- الصبر في المواقف الصعبة: يدل على رجاحة العقل.
- الغيرة على العرض والحمية: كانت تُعد من علامات الرجولة الأصيلة.
التعرف أيضًا على: قصة الحب العذري: قيس وليلى ومجنون ليلى ونموذج العشق الطاهر
لقد كانت الفراسة عند العرب علماً وفناً قائماً بذاته، استُخدم لفهم النفوس واستقراء البواطن من خلال الظواهر. وقد برع العرب في هذا المجال، فربطوا بين ملامح الوجه، وهيئة الجسد، وتصرفات الإنسان، وبين طباعه وسجاياه. لم تكن الفراسة مجرد خرافة أو تخمين، بل كانت نتاج مراقبة دقيقة وتجربة طويلة، مدعومة بالحكمة والمعرفة بطبائع البشر.
المراجع
- nlm.nih.govWhat is physiognomy among Arabs? _بتصرف
- britannicaWho are the most famous physiognomists? _بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

قصة النبي أيوب عليه السلام مع المرض والصبر

الحيلة عند العرب: قصص ذكاء ومكر من نوادر...

قصة موسى عليه السلام مع الخضر والدروس المستفادة...

قصة يوسف عليه السلام للأطفال بأسلوب بسيط وتربوي

قصة أطفال عن الصدق تنتهي بعبرة قوية

قصة أطفال عن البيئة وحماية الطبيعة من التلوث

قصة أهل الكهف كما وردت في سورة الكهف

قصة سيدنا لوط مع قومه ودعوة الطهر والخلاص

الزير سالم: من هو؟ القصة الكاملة لأشهر فارس...

النعمان بن المنذر: قصة ملك العرب الذي استقبل...

قصة عبد الرحمن بن عوف: من التجارة إلى...

قصة علاء الدين والمصباح السحري

قصة مجنون ليلى: الحب الذي جنّ صاحبه وخلّده...

من هم هاروت وماروت وماذا قال المفسرون عنهم؟
