كم سنة نام أهل الكهف كما ورد في القرآن؟

تدور الكثير من التساؤلات حول كم سنة نام أهل الكهف، وهي من أكثر القصص إعجازًا وعمقًا في القرآن الكريم. فقد نام هؤلاء الفتية المؤمنون بأمر الله مدة طويلة داخل كهفهم. وكانت نومهم آية من آياته التي أظهرت قدرته سبحانه على حفظ عباده ورعايتهم مهما طال الزمن.
لماذا قال الله 300 سنين وازدادوا تسعًا؟

قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ [الكهف: 25]
تتناول الآية الكريمة كم سنة نام أهل الكهف حسب القرآن الكريم. والفترة التي قضاها رفاق الكهف في سباتهم، وتشير الظاهرية إلى كم سنة نام أهل الكهف وهي ثلاثمائة عام شمسي، مع إضافة تسعة أعوام، ليصبح المجموع ثلاثمائة وتسع سنوات. وقد سعى العلماء لتفسير هذه الزيادة، مقدمين تفسيرين رئيسيين، كل منهما يستمد شرعيته من التراث الإسلامي ودلالته الخاصة.
الرأي الأول، وهو الأكثر قبولاً بين غالبية المفسرين، مثل الإمام الطبري والقرطبي وابن كثير، يرى أن الفترة الفعلية التي استغرقها نوم أهل الكهف هي 309 أعوام، لكنها وردت بصيغتين مختلفتين للتعبير عن تباين التقاويم. فـ”ثلاثمائة سنة” تشير إلى السنة الشمسية، القائمة على دوران الأرض حول الشمس، في حين أن “وازدادوا تسعًا” هي الزيادة الناتجة عن اختلاف حسابات السنة الشمسية عن السنة القمرية، إذ أن السنة القمرية أقصر بحوالي 11 يومًا. ولو حُسبت الفترة بالسنة القمرية، لبلغت 309 أعوام، وهذا من بين جوانب الإعجاز القرآني في دقته الفلكية.
تابع: لماذا قال الله 300 سنين وازدادوا تسعًا؟
أما الرأي الثاني، فيذهب إلى أن هذا القول ليس وحيًا إلهيًا، بل هو نقلاً لقول أهل الكتاب عن مدة بقاء أصحاب الكهف. ويُستدل على ذلك بما ورد في بعض القراءات، مثل قراءة عبد الله بن مسعود: “وقالوا لبثوا في كهفهم…”. وكذلك بالآية التالية مباشرة: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾، والتي يُفهم منها أن القول السابق كان مجرد اجتهاد بشري. والله وحده يعلم الحقيقة الكاملة. وهذا التفسير اعتنقه بعض التابعين، مثل قتادة ومطر الوراق.
لكن، أغلب المفسرين رجّحوا الرأي الأول، لكون الآية بدأت بالفعل الماضي “ولبثوا”. وهذا أسلوب يُستخدم غالبًا للتعبير عن خبر يقيني. وليس مجرد نقل لأقوال الآخرين.
إذًا، قول الله تعالى “ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا” يُعد إعجازًا في كشف الفرق الزمني بين التقويمين الشمسي والقمري، وهو ما أثبته العلم الفلكي الحديث، مما يظهر دقة القرآن الكريم في الإخبار عن الغيب، ويجيب عن تساؤلات مثل “لماذا نام أهل الكهف 309 سنة“؟ . [1]
تعرف أيضًا على: قصة سيدنا يعقوب عليه السلام مع أبنائه
كم عاش أصحاب الكهف بعد استيقاظهم؟
لم يرد في القرآن الكريم بشكل دقيق كم سنة نام أهل الكهف بعد استيقاظهم. وإنما ذُكرت تفاصيل نومهم الطويل داخل الكهف. وهو ما جاء في قوله تعالى:
﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ [الكهف: 25].
أما بعد استيقاظهم، فقد ورد فقط أنهم استيقظوا وتناقشوا فيما بينهم عن مدة نومهم. ثم بعثوا أحدهم إلى المدينة لجلب الطعام. ثم بعد أن عُرف أمرهم بين الناس، أماتهم الله مرة أخرى. ولم يُحدد كم من الوقت عاشوا بعد يقظتهم.
قال تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ [الكهف: 21].
وقد ورد في بعض كتب التفسير، مثل تفسير القرطبي وابن كثير، أن أصحاب الكهف بعد أن استيقظوا وأدرك الناس قصتهم، توفاهم الله مرة أخرى، وأنهم لم يعيشوا بعد يقظتهم إلا وقتًا قصيرًا جدًا – ربما بضع ساعات أو يومًا واحدًا – ثم ماتوا جميعًا، ليبقى كهفهم آية للعبرة والإيمان بقدرة الله.
وقد ذُكر في بعض المرويات أن أسماء أصحاب الكهف لم تُذكر صراحة في القرآن. ولكن وردت اجتهادات في كتب التاريخ والتفسير حول أسمائهم وعددهم، وهو ما يرتبط أيضًا بسياق العبرة لا التفصيل. [2]
تعرف أيضًا على: قصة أصحاب الفيل والدروس المستفادة منها
لماذا نام أهل الكهف 309 سنة؟
تقدّر مدة رُقاد أهل الكهف بحسب ما جاء في الكتب المقدسة بثلاثمئة عامٍ شمسية. أمّا وفقًا للروايات العربية فتزيد بتسع سنين قمرية، كما ورد في الآية الكريمة:
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ۚ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا).
وبناءً عليه، يتبيّن كم سنة نام أهل الكهف، وهي ثلاثمئة عامٍ شمسية. وثلاثمئة وتسع سنوات قمرية.
الفارق بين كل مئة سنة قمرية ومثلها شمسية هو ثلاث سنوات؛ فالمئة سنة القمرية أطول بثلاث سنوات عن المئة سنة الشمسية.
وكان من أهمّ الأسباب التي دفعت أهل الكهف إلى الاختفاء في الكهف هو إيمانهم بالله -تعالى- وتوحيده، بينما كان الحاكم في ذلك العصر يعبد الأصنام. لم يتردّد الحاكم في دعوة الفتية إلى عبادة الأصنام، فرفضوا دعوته وأصرّوا على التمسّك بعبادة الله -تعالى- وحده، كما قال -تعالى-:
(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا).
فالشرك هو افتراء على الله -تعالى- وظلم للنفس، فما كان من الفتية إلّا أن اعتزلوا مجتمع الشرك ولجؤوا إلى الكهف. وناموا فيه مدة طويلة بأمر الله -تعالى-.
وقد تساءل كثيرون: في زمن أي نبي كانوا أصحاب الكهف؟
الرأي الأرجح في كتب التفسير أن أهل الكهف عاشوا بعد رفع عيسى عليه السلام. وقبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في مرحلة انتشرت فيها الوثنية وقل فيها من يتمسك بالتوحيد.
وقد وردت بعض الأقوال حول كم عدد أصحاب الكهف. منهم من قال ثلاثة، ومنهم من قال سبعة، لكن القرآن لم يحسم العدد بدقة، وأحال العلم إلى الله تعالى، مما يعزز مبدأ التركيز على العبرة لا الأرقام.
تعرف أيضًا على: قصة صاحب الجنتين كما وردت في سورة الكهف
هل بقيت الروح في أهل الكهف عند نومهم؟
كم سنة نام أهل الكهف سؤال يرتبط أيضًا بكيفية حفظهم طوال هذه المدة، وهنا يأتي التساؤل: هل بقيت أرواحهم معهم أثناء النوم؟
اختلف العلماء في هذه المسألة. والحقيقة أنها تدخل في دائرة الغيب الذي لم يُفصّل فيه القرآن تفصيلًا مباشرًا. لكن المؤشرات القرآنية وأقوال المفسرين توصلنا لفهم أقرب للعقل والإيمان.
بعض أهل العلم رأى أن الروح بقيت في أجسادهم. لأنهم كانوا في حالة رقاد عميق لا موت تام، واستدلوا بقول الله:
﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾، أي أن أجسادهم كانت في وضع النوم لا الموت، مع استمرار تقلبهم في الكهف. وهذا لا يحدث إلا لمن فيه بقايا حياة. كذلك لم يرد أنهم ماتوا فعليًا ثم أُعيدت أرواحهم، بل ذُكر أنهم ناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا. أي أن حالة النوم كانت مستمرة طوال هذه المدة.
ومن جهة أخرى، ذهب بعض المفسرين إلى أنهم ماتوا ثم بُعثوا. مستندين إلى لفظ “بعثناهم”. لكن جمهور العلماء رجّح أن كلمة “بعث” هنا تعني الإيقاظ من النوم، لا الإحياء بعد الموت.
إذن، ندرك أن الحكاية تكشف عن قدرة الله الفائقة في حفظ الحياة متجاوزة نواميس الكون، وهو ما يتجلى أيضًا في وقائع أخرى مماثلة. كقصة الرجل الذي أماته الله مئة عام ثم أحياه. فالنوم المطول مع بقاء الروح. ليس مستحيلاً على الله. بل هو من براهين القدرة الإلهية ودلائل الإيمان بحقائق الغيب، والتي تجيب ضمنًا عن تساؤلات مثل: لماذا نام أهل الكهف 309 سنة؟
تعرف أيضًا على: قصة سيدنا لوط وما واجهه من قومه
في الختام، هكذا نجد أن قصة أصحاب الكهف تكشف إعجازًا ربانيًا في الزمن والغيب. وتُجيب عن تساؤلات مثل: كم سنة نام أهل الكهف؟ وكم سنة نام أهل الكهف حسب القرآن الكريم؟ . ولماذا نام أهل الكهف 309 سنة؟ كما توضح لنا الروايات في زمن أي نبي كانوا أصحاب الكهف، وتثير الفضول حول كم عدد أصحاب الكهف وأسماء أصحاب الكهف التي تناقلها المفسرون.
المراجع
- en.wikipediaBio Miracle of People of Cave (Ahl Al-Kahf) -بتصرف
- islamicseminary23 Foods You Should Not Refrigerate -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

السينما المصرية وتاريخها: من أول فيلم إلى أعلى...

شعر أشعل حربًا بين قبيلتين في الجاهلية: قصة...

عاصمة الدولة العثمانية في عهد محمد الفاتح

لقيمات مقرمشة: ذهبية من الخارج وهشة من الداخل

سلطة التونة بالمايونيز والذرة: وصفة مشبعة وسهلة

سلطات صحية للدايت: مقال شامل للإجابة على أهم...

كل ما تحتاجين معرفته عن العناية بجلد الطفل...

عاصمة النرويج حالياً

ما هي عاصمة التبت حالياً؟

عاصمة سلطنة عمان في عهد الدولة العباسية

عاصمة الدولة العلوية في المغرب

عاصمة الدولة الطولونية القطائع: مدينة القوة والعمران التي...

ألغاز تحتاج إلى حسابات رياضية دقيقة

ألغاز غامضة تحتاج إلى تحليل منطقي
