جولة في التراث المصري القديم
عناصر الموضوع
1- تاريخ التراث الثقافي
2- الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز استدامة القرى الأثرية
3- تقنيات رقمية للحفاظ على الأبنية التراثية
4-لمحة تاريخية عن التراث المصري
التراث الثقافي هو كل ما يُنتقل من عادات وتقاليد وآداب و علوم وفنون من جيل إلى آخر. ويتضمن هذا التراث جميع الفنون الشعبية، مثل الشعر والغناء والموسيقى، بالإضافة إلى المعتقدات الشعبية والقصص والأمثال التي تُتناقل بين الناس. كما يشمل عادات الزواج والمناسبات المختلفة وما يتبعها من طرق تقليدية في الأداء والأشكال، فضلاً عن ألوان الرقص والألعاب والمهارات.
1- تاريخ التراث الثقافي
يعكس التراث الثقافي ما حققته حضارات الدول. فحضارةٌ ما لا تكون عريقة ولها جذور تاريخية إلا بقدر ما تملكه من دلائل تشير إلى تطورها الإنساني. ومن خلال مسيرته التاريخية، يسعى الإنسان إلى الارتقاء بنفسه، وهو ما ينعكس في سلوكيات تُرسَّخ في حياة المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا النوع من التراث مكونًا أساسيًا للذاكرة الجمعية. ويُعتبر التراث الثقافي المصري، بما يمتاز به من تنوع وثراء عبر التاريخ، إرثًا إنسانيًا عالميًا. لذا، فإن الحفاظ على هذا التراث وتنميته بطرق مستدامة يمثلان أولوية قصوى للدولة المصرية، نظرًا للآثار الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بذلك. وفي إطار الدور الأساسي الذي يلعبه البحث العلمي في هذا المجال، يهدف صندوق نيوتن-مشرفة إلى تعزيز التراث الثقافي المصري كأحد أولوياته لدعم البحث والابتكار في البلاد. فيما يلي أربع قصص ملهمة لعلماء وعالمات يسعون لحماية وتطوير التراث الثقافي المصري في مجالات متعددة، من خلال الحفاظ على القرى الأثرية في صعيد مصر وتنميتها بشكل مستدام، وتطوير تقنيات رقمية للحفاظ على المعالم الأثرية،واستخدام الواقع المعزز لإثراء التجربة السياحية في مصر، بالإضافة إلى بناء قدرات الباحثات المصريات في مجال التراث الثقافي.[1]
2- الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز استدامة القرى الأثرية
تبعد قرية شُطب الأثرية حوالي 5 كيلومترات جنوب مدينة أسيوط في مصر، وقد أُقيمت على أنقاض مدينة “شاشوتيب”، التي كانت مركزًا إقليميًا وعاصمة للمقاطعة الحادية عشر في مصر العليا نحو عام 2000 قبل الميلاد. تسعى إيلونا ريجولسكي، الباحثة في المتحف البريطاني، من خلال مشروعها البحثي المشترك المدعوم من صندوق نيوتن-مشرفة، إلى الحفاظ على التراث الثقافي في صعيد مصر، وخاصة في قرية شُطب، بطرق مستدامة,تمكن الفريق البحثي المصري البريطاني من رسم خريطة للتراث المصري في منطقة أسيوط بهدف حفظه وتقديمه للعالم. وقد تضمن ذلك استعراض تاريخ عدد من المواقع الأثرية متعددة الطبقات منذ عام 3000 قبل الميلاد حتى الوقت الحاضر، بالإضافة إلى دراسة ردود فعل المجتمعات المحلية تجاه تراثهم الثقافي، حيث كانت قرية شُطب مثالًا بارزًا لتلك الدراسات ،لم يقتصر المشروع الممول من صندوق نيوتن-مشرفة على الأنشطة البحثية الأكاديمية فقط، بل سعى أيضًا إلى تمكين أهالي قرية شُطب وإشراكهم في فعالياته، مما يعزز من اهتمامهم بتراثهم الثقافي. تم ذلك من خلال تقديم مجموعة متنوعة من ورش العمل والتدريبات، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات متنوعة. شملت هذه الأنشطة جولات للشباب لرسم معالم المباني العامة في القرية، وتنفيذ أنشطة فنية تهدف إلى تصميم مواد دعائية لترويج القرية كمزار سياحي، بالإضافة إلى فعاليات للسرد القصصي تسلط الضوء على القصص المصرية القديمة، علاوة على ذلك، تمكن مشروع ريجولسكي من إصدار سلسلة من المنشورات باللغتين العربية والإنجليزية حول التراث الثقافي للقرية، كما تم تطوير مجموعة من الأدوات التفاعلية وإنتاج ثلاثة أفلام، من بينها فيلم “هل سمعت عن شُطب؟”، الذي تأهل للقائمة القصيرة في إحدى مسابقات الأفلام. تأتي كل هذه الجهود في إطار التنمية المستدامة، وفقًا لرؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. يهدف المشروع إلى بناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة من خلال ترميم العمارة المحلية في قرية شُطب، وتطوير التعليم عبر مشاركة نتائج الدراسات الجديدة لزيادة الوعي بالتاريخ والتراث. [2]
3- تقنيات رقمية للحفاظ على الأبنية التراثية
يُعتبر الحفاظ على التراث الثقافي المصري مسؤولية جماعية يتشارك فيها جميع فئات المجتمع، وخصوصًا العلماء والباحثون. وقد تحمل محمد مرزوق، الأستاذ بجامعة القاهرة، هذه المسؤولية من خلال مشروع بحثي بالتعاون مع جامعة ميدلسكس البريطانية، وبدعم من صندوق نيوتن مشرفة، فقد جاء لتنفيذ إجراءات الاستدامة المطلوبة في حماية المواقع التراثية المصرية. وهذا من شأنه أن يساعد على تطوير نظام متكامل لبناء خطط فعالة للحفاظ على المباني التراثية. والشرط المسبق للقيام بذلك هو الفهم العميق لهذه المباني لضمان سلامتها وضمان دقة قرارات إعادة التصميم قبل تنفيذها. وتمكن من تطوير إطار لترميم المباني التراثية باستخدام التقنيات الرقمية، وأهمها نمذجة معلومات البناء. في هذا النظام يتم استخدام وسائل تكنولوجية مختلفة لإنشاء نماذج رقمية تعكس الخصائص المادية والوظيفية لهذه المباني. وهذا من شأنه أن يعمل على الحفاظ عليها بطريقة فعالة ومستدامة.
لم يقتصر المشروع البحثي على ذلك، بل شمل أيضًا إجراء تحليل بيئي لتقييم كفاءة الحالة الحالية للأبنية التراثية، وتحديد الأهداف المستقبلية المرغوبة. كما تم تنفيذ استبيانات متعددة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي لتوقع تفضيلات وسلوكيات المستخدمين المحتملين، مما يسهم في إعادة تأهيل المباني التراثية بأفضل الطرق الممكنة,يتماشى كل ذلك مع رؤية التنمية المستدامة للتراث المصري. كما يوضح محمد مرزوق: “يتمحور هدف المشروع حول الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، والذي يركز على تطوير مدن ومجتمعات محلية مستدامة من خلال تعزيز الجهود لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.” بالإضافة إلى ذلك، أشار مرزوق إلى أن التعاون المثمر والتواصل الفعّال بين المؤسسات العلمية المصرية والبريطانية في إطار هذا المشروع قد ساهم في تعزيز قدراته العلمية والعملية، مما كان له تأثير كبير على مسيرته كباحث يسعى لحماية التراث الثقافي المصري. [3]
ممفيس ومنطقة الأهرامات
تُعرف أيضًا مدينة “منف” بأنها أول عاصمة لمصر القديمة، وقد أسسها الملك مينا حوالي عام 3200 قبل الميلاد، وتقع مقبرتها بالقرب من القاهرة الحالية,أحتلت مدينة ممفيس مكانة مرموقة خلال عصر الفراعنة، حيث كانت مركزًا لإدارة شؤون البلاد، وأيضًا مكانًا لعبادة الآلهة المصرية القديمة,هل تعلم أن هناك أكثر من 38 هرمًا في مناطق الجيزة وسقارة وأبو صير ودهشور؟ إنه لأمر رائع حقًا! يمكنك اكتشاف هذه الحضارة التاريخية المذهلة عند زيارة المعابد والآثار الفرعونية القديمة، بالإضافة إلى المخطوطات والآثار الأخرى التي تعكس تفاصيل التاريخ الفرعوني.احرص على حجز رحلة إلى منطقة الجيزة والأهرامات خلال زيارتك للقاهرة. ولا تقلق بشأن البحث عن تلك الرحلات، فهناك العديد من شركات السياحة التي تنظم جولات جماعية لاستكشاف أهرامات الجيزة والمعالم التراثية المحيطة بها.
- طيبة القديمة:تُعتبر مدينة طيبة، التي تعرف حاليًا بالأقصر، ثاني عاصمة لمصر القديمة بعد مدينة ممفيس، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل. ومن أبرز معالمها التي لا تزال قائمة حتى اليوم معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومعبد حتشبسوت، بالإضافة إلى مقابر وادي الملوك، والدير البحري، ووادي الملكات وغيرها من المعالم الأثرية الرائعة. إذا كنت من عشاق ركوب القطارات، يمكنك حجز مقعد في القطار المتوجه من القاهرة إلى الأقصر، لكن استعد لرحلة قد تستغرق حوالي 10 ساعات. أما إذا كنت تبحث عن وسيلة أسرع، يمكنك الطيران مباشرة إلى مطار الأقصر. ولعشاق الاسترخاء، يمكنك تجربة حجز رحلة بحرية من أسوان إلى الأقصر للاستمتاع بجمال نهر النيل الخلاب.
- الأثار النوبية من أبوسمبل إلى فيلة: تُعد معابد رمسيس الكبير في أبو سمبل من الآثار المذهلة التي بُنيت قبل حوالي 3200 عام، ومن أبرزها معبد رمسيس الثاني ومعبد إيزيس في جزيرة فيله، بالإضافة إلى ملاذ إيزيس في معبد فيلة، والتي تم إنقاذها من الغرق بسبب فيضان السد العالي. يمكنك الوصول إلى هذه المعابد واكتشافها عن طريق حجز تذكرة طيران إلى أسوان، أو ركوب القطار، أو الانطلاق في إحدى الرحلات البحرية من الأقصر للاستمتاع بجولة نيلية رائعة.
- وادي الحيتان: أما وادي الحيتان، الواقع في محمية وادي الريان في الفيوم، فقد تم اكتشاف 10 هياكل من الحيتان التي عاشت في المنطقة منذ 40 مليون سنة. لذلك، تم اختيار وادي الحيتان في عام 2005 كواحد من أفضل مواقع التراث العالمي وفقًا لمنظمة اليونسكو.
- أبو مينا: أما عن موقع أبو مينا، فهو يُعتبر من المواقع الأثرية الهامة أيضًا،حيث كان مركزًا دينيًا قديمًا يُكرّم القديس مينا، ويحتوي على العديد من الآثار الرائعة التي تستحق الزيارة.Top of Form،تقع أبو مينا عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية غرب الإسكندرية، وكانت في الأصل قرية صغيرة تحتضن مدفن القديس مينا. يُعتقد أن القديس مينا توفي في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع. ورغم أن الموقع لم يتبقَ منه الكثير، إلا أنه يعد وجهة مهمة للزيارة إذا كنت بالقرب من الإسكندرية، حيث يُعتبر أحد مواقع التراث العالمي، تشتهر مصر بالعديد من المعالم الأثرية المذهلة التي لا تعد ولا تحصى. فقد ترك التاريخ الفرعوني القديم قصصًا وحكايات مثيرة، ولا تزال هناك أسرار وتراث قديم لم يُكتشف بعد. فما الذي تنتظره؟ احجز رحلتك مع مصر للطيران وابدأ مغامراتك الاستكشافية في هذا العالم المليء بالكنوز والأسرار.
4-لمحة تاريخية عن التراث المصري
- Bottom of Form
تظهر أمثلة احترام الأصول الثقافية للأعداء منذ العصور القديمة، حيث تعود جذور الوضع القانوني الحالي لحماية التراث الثقافي إلى قرارات تاريخية، مثل تلك التي اتخذتها الحاكمة النمساوية ماريا تيريزا (1717-1780) بشأن عدم إزالة الأعمال الفنية خلال الحرب. وتطورت هذه المبادئ مع مرور الزمن، حيث تم الاتفاق في عام 1874 في بروكسل على مشروع اتفاقية دولية تتعلق بقوانين الحرب. ثم في عام 1899، عُقد مؤتمر دولي للسلام في هولندا بمبادرة من القيصر نيقولا الثاني بهدف تنقيح إعلان لم يُصدق أبداً، مما أدى إلى اتفاقيتي لاهاي في 1899 و1907، اللتين وضعتا مبدأ حماية الممتلكات الثقافية،في عام 1935، تم صياغة مقدمة معاهدة حماية المؤسسات الفنية (ميثاق روريتش). وفي عام 1945، وبمبادرة من اليونسكو، تم توقيع اتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية في حالات النزاع المسلح،تتضمن حماية التراث الثقافي جميع التدابير الرامية إلى حماية الممتلكات الثقافية من التدمير أو السرقة أو أي خسائر أخرى. يُعنى مصطلح “حماية النصب التذكارية” بشكل خاص بالممتلكات الثقافية غير المنقولة، بما في ذلك منع النهب والحفر غير المشروع في المواقع الأثرية. تشمل الحماية القانونية للتراث الثقافي مجموعة من الاتفاقات الدولية والقوانين الوطنية.
- هناك شراكة وثيقة بين الأمم المتحدة واليونسكو واللجنة الدولية للصليب الأحمر والدرع الأزرق الدولية، مما يعزز الجهود لحماية التراث الثقافي. تعتمد هذه الحماية على الحساسية تجاه الذاكرة الثقافية والتنوع الثقافي، كما تلعب دورًا في الحفاظ على الأسس الاقتصادية للمجتمعات.
- لتحقيق الحماية المستدامة لمواقع التراث العالمي يتطلب تعاونًا أساسيًا مع السكان المحليين، بما في ذلك الوحدات العسكرية وموظفي التخطيط. كما لخص الرئيس المؤسس لمنظمة الدرع الأزرق الدولية، كارل فون هابسبورغ، بقوله: “بدون المجتمع المحلي والمشاركين المحليين، سيكون ذلك مستحيلاً تمامًا.”
المراجع
- "الرامسيوم"، تاريخ التراث الثقافي -بتصرّف.
- "الحقبة الفرعونية"الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز استدامة القرى الأثري -بتصرّف.
- "وادي الملوك"تقنيات رقمية للحفاظ على الأبنية التراثية -بتصرّف.