البورصة حلال ام حرام

تشكّل البورصة، أو ما يعرف بسوق المال، دعامة رئيسة للاقتصادات المعاصرة، حيث تعمل كنظام لتبادل الأسهم والسندات وغيرها من الأدوات المالية، ومع الازدياد الملحوظ في الاهتمام بالاستثمار في البورصة، يتبادر سؤال بالغ الأهمية للمسلمين هل البورصة حلال أم حرام؟. الإجابة المختصرة: البورصة حلال إذا التزمت بالضوابط الشرعية، مثل تجنب التعامل بالربا أو الأسهم المحرّمة.

ما هو حكم البورصة في الإسلام؟

لفهم مسألة البورصة حلال أم حرام في الإسلام؟، من الضروري التمييز بين أجزائها وأنواع العمليات التي تجري فيها، فالنظام المالي هذا ليس كيانًا واحدًا له حكم واحد مطلق، حيث أن الحكم الشرعي يتعلق بطبيعة ما يتم تبادله وكيفية التبادل.

أولاً: الأصل في التعاملات المالية هو الإباحة، باستثناء ما نص الشرع على تحريمه. البورصة في الأساس هي سوق لتداول الأصول. لذا، إذا كانت المعاملات في البورصة تتعلق بأسهم شركات مباحة النشاط (أي أنها لا تعمل في أنشطة محرمة كالكحول أو الربا أو القمار)، وكانت هذه المعاملات خالية من المخالفات الشرعية (مثل الربا، الغرر الكثير، القمار، بيع ما لا يملك، أو بيع الدين بالدين)، فالأصل فيها الجواز. وهذا هو جوهر حكم البورصة دار الإفتاء المصرية وغيرها من الجهات الفقهية، التي تسمح بالاستثمار في الأسهم النظيفة بشروط معينة.

تعرف أيضًا على: حكم كفارة اليمين

ثانيًا: الإشكالية تكمن في بعض أنواع التعاملات أو الأصول المتداولة في البورصة. فعلى سبيل المثال، المتاجرة بأسهم الشركات التي تتعامل بالربا أو تنتج أشياء محرمة، هي محرمة شرعًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن المضاربات القائمة على الغرر الكبير أو القمار، مثل بعض المشتقات المالية المعقدة التي لا تمثل أصولاً حقيقية، أو البيع والشراء بغرض الربح السريع دون وجود قيمة حقيقية للتبادل، تعتبر من المحرمات. [1]

تعرف أيضًا على: حكم خروج المرأة بالعطر

هل البورصة حلال أم حرام ابن باز؟

بداية، أشار الشيخ ابن باز، رحمه الله، إلى أن الاستثمار في الأسهم جائز، شريطة الالتزام بضوابط محددة:

أ- يجب أن يكون نشاط الشركة التي يتم شراء أسهمها متوافقًا مع الشريعة الإسلامية

أي ألا تمارس أنشطة محرمة مثل الربا أو إنتاج الخمور أو التبغ أو دور العرض السينمائية التي تعرض المحرمات، أو التعامل مع البنوك الربوية وشركات التأمين التجاري. بالتالي، إذا كانت الشركة تعمل في نشاط مباح، فلا مانع من شراء أسهمها. وهذا يوضح بشكل لا لبس فيه أن الإجابة على سؤال هل الأسهم حلال أم حرام ابن باز؟ هي أنها حلال بشروط.

ب- يجب أن تكون عمليات شراء وبيع الأسهم خالية من الغرر والقمار والربا والجهالة

أي يجب أن تخلو من أي نوع من التلاعب أو الخداع في عمليات البيع والشراء. وعليه، يسمح بشراء وبيع الأسهم بهدف تحقيق الربح من فروقات الأسعار، بشرط أن يتم ذلك بناءً على معرفة ودراية بالشركة ونشاطها. هذا يوضح أن تحديد البورصة حلال أم حرام يعتمد على نوع الأسهم وطريقة التداول.

ج- ضرورة تجنب المضاربات غير المشروعة

تلك التي تعتمد على المقامرة أو بيع ما لا يملكه الشخص، أو التعامل بالعقود الآجلة التي لا تظهر حيازة فعلية للأصل، فإذا اشتملت المعاملات في البورصة على هذه المحاذير، فإنها تصبح محرمة، وهذا يؤكد أن مسألة البورصة حلال أم حرام ليست بسيطة ولها إجابة واحدة، بل تتوقف على تفاصيل المعاملات. [2]

تعرف أيضًا على: حكم عن الغدر والخيانة في الصداقة

هل البورصة حرام أم حلال بن عثيمين؟

شدد الشيخ ابن عثيمين على أن التعامل بالأسهم جائز إذا كانت الشركات تعمل في مجالات مباحة، وغير متورطة في الأمور المحرمة. هذا يعني ألا يكون للشركة تعاملات رئيسية ربوية، أو أن يكون نشاطها الأساسي في إنتاج أو بيع المحرمات. وهذا يجيب بوضوح على سؤال هل الاسهم حلال أم حرام ابن عثيمين؟ بالإيجاب، مع نفس الشروط المذكورة، فالأصل في المعاملات المالية هو الإباحة، إلا إذا وُجد دليل على التحريم.

تعرف أيضًا على: ماهي أركان الإيمان

يحذر الشيخ ابن عثيمين من المخاطر الشرعية المتعلقة بالمضاربات الكبيرة والتعاملات التي تشبه القمار، حيث يصبح الهدف هو الربح السريع من التغيرات في الأسعار، دون النظر إلى القيمة الحقيقية للشركة أو الأصل. كما يحذر من بيع الأسهم التي لم يتم الاستيلاء عليها بعد أو امتلاكها فعلياً. هذه الممارسات تدخل المستثمر في دائرة الغرر والجهالة المحرمين. وبالتالي، فإن (البورصة حلال أم حرام) تعتمد على تقييم كل حالة على حدة، فالرأي الشرعي ليس عاماً لجميع المعاملات. وهذا يوضح أهمية معرفة حكم تداول الأسهم عبر الإنترنت، حيث تنطبق عليه نفس الشروط والقيود.

تعرف أيضًا على: حكم عن النفاق

هل العمل في البورصة حلال أم حرام؟

السؤال هل شراء الأسهم من البنك حلال أم حرام يمثل محور اهتمام أساسي للراغبين في الانخراط في سوق المال، سواء كوسطاء أو كموظفين في المؤسسات المالية التي تعمل فيه، وتعتمد الإجابة على نفس القواعد الشرعية العامة المطبقة على الاستثمار.

• إذا كان العمل في البورصة يقتصر على التعاملات المباحة شرعاً

(مثل تداول الأسهم النظيفة، وإدارة المحافظ الاستثمارية لشركات تلتزم بالضوابط الشرعية)، فهذا العمل مباح ولا غبار عليه. العديد من الوظائف في البورصة، مثل دراسة الأسواق وتقديم الاستشارات المالية، وإدارة صناديق الاستثمار المتوافقة مع الشريعة، تعتبر مشروعة ومفيدة للاقتصاد. هذا يظهر أن مسألة هل البورصة حلال أم حرام؟ تتحدد بناءً على طبيعة العمل.

• إذا كان العمل في البورصة يشمل المشاركة المباشرة في معاملات محرمة

كترويج أو تنفيذ صفقات قائمة على الربا، أو التداول بأسهم شركات محرمة النشاط، أو تسهيل معاملات ميسرة للميسر أو معاملات فيها جهالة مفرطة، يصبح هذا العمل حراماً، التعاون على ارتكاب المعاصي محظور شرعاً. هذا يبرز أهمية التفريق في إجابة السؤال هل شراء الأسهم من البنك حلال أم حرام؟، حيث يعتمد على ما إذا كان البنك يقدم خدمة شراء أسهم متوافقة مع الشريعة بطرق صحيحة، أم يتعامل بالربا أو يمول شركات محرمة. وبالمثل، حكم تداول الأسهم عبر الإنترنت يخضع لنفس الضوابط، فإذا كان الموقع يتيح تداول أسهم محرمة أو بآليات غير شرعية كالرافعة المالية المحرمة، يصبح التعامل من خلاله غير جائز.

تعرف أيضًا على: أحكام شرعية لسورة الكهف

وفي الختام. يتوقف الجواب عن سؤال هل البورصة حلال أم حرامعلى نوع المعاملات التي يجريها المستثمر. فإذا كانت الأسهم لشركات مباحة ونشاطها خالٍ من الربا أو المحرمات، وكانت التداولات خالية من الغرر والمقامرة، فإن التعامل بها يعد حلالًا شرعًا. أما إن خالفت الضوابط الشرعية، كالمضاربة المحرّمة أو الاستثمار في قطاعات محرّمة، فإنها تدخل في دائرة الحرام. لذا، من الضروري لكل مستثمر مسلم أن يتحرى ويتأكد من شرعية معاملاته المالية قبل الدخول في سوق البورصة.

• iifa-aifiFinancial Markets (Shares, Options, Commodities, and Credit Cards) -بتصرف
• dorarSummary of Feqh - Section 5: Financial Securities -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم