حكم البكاء على الميت

حكم البكاء على الميت حكم البكاء على الميت من المسائل التي يكثر فيها التساؤل عند وقوع المصاب، ويحتاج الناس إلى معرفة ما يجوز وما لا يجوز فعله في مثل هذه اللحظات. البكاء على الميت أمر إنساني فطري، لكن الأحكام الشرعية تميز بين البكاء المشروع وغيره، وفق ما ورد عن النبي ﷺ وأقوال العلماء، وهو ما سنوضحه في هذا المقال بشكل مفصل وواضح . وقد يتساءل البعض: هل الدموع محرّمة أم أن المحظور هو النياحة ورفع الصوت؟ وهل يعدّ البكاء اعتراضًا على قضاء الله أم أنه رحمة تلامس القلوب المفجوعة؟

متى يكون البكاء على الميت حرام؟

حكم البكاء على الميت في الإسلام قائم على التفرقة بين البكاء الطبيعي والنياحة المحرّمة.

 فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه بكى على ابنه إبراهيم، وعلى بعض أصحابه، وقال: “إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”. وهذا يدل على جواز البكاء إذا خلا من رفع الصوت والصراخ.

تعرف أيضًا على: شروط المسح على الجوارب

ويتساءل البعض: هل البكاء على الميت يمنع رؤيته في المنام؟، وليس في الشريعة ما يدل على أن البكاء يمنع رؤية الميت. فالرؤى من الله، وقد يرى الإنسان الميت سواء بكى أم لم يبكِ.

أما حكم البكاء على الميت عند ابن عثيمين، فقد أوضح رحمه الله أن الدمع جائز، والحزن لا يلام عليه العبد، ما لم يصل إلى التسخط أو الاعتراض على قضاء الله. وبذلك فإن البكاء رحمة، وليس ذنبًا، متى ما التزم المسلم بآدابه الشرعية.

تعرف أيضًا على: حكم نفخ الشفاه

 ما حكم البكاء على الميت؟

حكم البكاء على الميت في الإسلام جائز ما دام خاليًا من النياحة ورفع الصوت، وهو أمر فطري يدل على الرحمة والوفاء، وقد بكى النبي ﷺ عند وفاة ابنه إبراهيم، وقال: “العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”.

تعرف أيضًا على: هل الموسيقى حرام

أما هل حكم البكاء على الميت ليلاً يختلف عن غيره؟ فالجواب: لا فرق بين الليل والنهار، فالبكاء الجائز لا يتقيّد بوقت، بشرط ألا يصحبه تسخّط أو اعتراض.

وكذلك حكم البكاء على الميت بعد ثلاثة أيام لا يمنع شرعًا، لأن الحزن قد يرافق الإنسان أيامًا أو شهورًا، وإنما الذي يكره هو استمرار النياحة والتجديد المستمر للأحزان.

فالبكاء المعتدل رحمة، ولا يتعارض مع الصبر، بل هو مظهر من مظاهر الإنسانية والوفاء للميت دون تجاوز حدود الشرع.[1]

وهل يُعذّب به؟ هل يتألم الميت عند البكاء عليه؟

حكم البكاء على الميت في الإسلام مبنيّ على التفرقة بين البكاء الطبيعي والنياحة المحرّمة. فالبكاء بدمع العين وحزن القلب جائز، كما فعله النبي ﷺ، ما دام لا يصحبه اعتراض على قضاء الله.

 وقد ورد في الحديث: “إن الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه”، وقد فسّره العلماء بأن ذلك يقع إذا أوصى الميت بالنياحة، أو لم ينهَ عنها في حياته.

تعرف أيضًا على: حكم استخدام الفيلر لإزالة الهالات السوداء

ويتساءل البعض عن حكم البكاء على الميت يوم العيد، والراجح أنه لا حرج في ذلك إذا لم يتعدّ الأمر حدود الحزن المشروع، إذ لا يمنع الحزن لوقتٍ معين ما دام بلا جزع. كما يسأل كثيرًا: هل البكاء على الميت ينافي الصبر؟ والجواب: لا، فالبكاء رحمة لا تنافي الصبر، بل السخط والنياحة هما ما يخالفان خلق المؤمن الصابر. أما عن شعور الميت، فالله أعلم بحاله، لكن المسلم يؤجر على الصبر والدعاء، لا على الجزع والعويل.

تعرف أيضًا على: هل يمكن الشراء بعد أداء طواف الوداع؟

هل البكاء على الميت حرام عند ابن باز؟

حكم البكاء على الميت عند الشيخ ابن باز – رحمه الله – يقوم على التفرقة بين البكاء الجائز والبكاء المحرم، حيث أوضح أن البكاء بدمع العين وحزن القلب لا حرج فيه، بل هو من الرحمة، كما ورد عن النبي ﷺ.

أما البكاء المصحوب بالنياحة، ورفع الصوت، ولطم الخدود، وشق الجيوب، فهو محرم شرعًا ومنهيّ عنه. وأما ما يرد من الناس حول البكاء على الميت في المنام وهو ميت في الحقيقة، فهو لا يدل على حكم شرعي، بل قد يكون تعبيرًا عن الحزن الداخلي أو رغبة في الدعاء له، ولا علاقة له بتحريم أو إباحة.

 الشيخ ابن باز أكد أن الأصل في البكاء الرحمة، وليس الحرام، ما دام لم يتجاوز حدود الأدب الشرعي. فالإسلام دين يراعي طبيعة النفس البشرية، ويحث على الصبر، دون منع التعبير عن الحزن المشروع.[2]

تعرف أيضًا على: أحكام الصيام شروط، مفسدات، وكفارات

في الختام، يتبيّن لنا أن حكم البكاء على الميت في الإسلام مبنيّ على التوازن بين الرحمة الفطرية والانضباط الشرعي. فالبكاء الهادئ بلا جزع أو اعتراض لا حرج فيه، بل هو من طبيعة الإنسان، أما النياحة ورفع الصوت وشقّ الجيوب فهي مما نهى عنه الشرع. لذا من المهم أن نواسي أنفسنا ومن حولنا بطريقة ترضي الله، ونسأل الله أن يربط على قلوبنا عند المصاب، ويجعلنا ممن يصبرون ويحتسبون.

• IslamQAPermissibility of weeping for the deceased and ..بتصرف
• AbdurRahman.OrgThe Heavens and the Earth weep when the Believer Dies بتصرف

مشاركة المقال

وسوم