حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة

يُعدّ النقاب من المسائل الفقهية التي أثارت جدلًا واسعًا بين العلماء على مر العصور، وتعددت حوله الآراء والأحكام. في هذا المقال، سنستعرض حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة. الفقهية الكبرى، مع توضيح الفروقات في وجهات نظر كل مذهب، والتعمق في أدلتهم الشرعية.

ما هو حكم الأئمة الأربعة في النقاب؟

يعد حكم النقاب على المذاهب الأربعة. من القضايا الفقهية التي شهدت تنوع في الآراء. مما يعكس ثراء الفقه الإسلامي ومرونته في التعامل مع النصوص الشرعية. فالأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم. وإن اتفقوا على وجوب ستر جسد المرأة كله عدا الوجه والكفين عند بعضهم إلا أنهم اختلفوا حول حكم تغطية الوجه تحديدا. فهذا الاختلاف ليس مجرد تباين بسيط. بل هو نتيجة لاجتهاد فقهي عميق يعتمد على استنباط الأحكام من القرآن الكريم والسنة النبوية. بالإضافة إلى قواعد الاستدلال الأخرى كالإجماع والقياس. فكل إمام استند إلى أدلة معينة ورأى أن فهمه للنص هو الأقرب للمقصود الشرعي وهذا ما أثر في تحديد حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة.

تعرف أيضًا على: حكم نفخ الشفاه

بالنسبة للمذهب الحنفي يعتبر النقاب من المستحبات أو الجائزات. في الأحوال العادية ويصبح واجب عند خوف الفتنة وهذا يعني أن الأصل في حكم النقاب في المذهب الحنفي. هو عدم الوجوب ما لم تكن هناك ظروف تستدعي ذلك. أما المذهب المالكي فيرى أن كشف الوجه جائز في الأصل. ويصبح ستره واجب إذا خيفت الفتنة أو كان هناك قصد للاستعراض. فهذه المرونة في حكم النقاب في المذهب المالكي. تعكس تقدير للظروف المحيطة. وفي المقابل يميل المذهب الشافعي إلى استحباب النقاب و مع عدم فرضيته. بينما ذهب المذهب الحنبلي إلى القول بوجوب تغطية الوجه والكفين عند الأجانب معتبرين أن النقاب جزء من الستر الواجب على المرأة المسلمة.[1]

تعرف أيضًا على: شروط المسح على الجوارب

ما هو حكم المذاهب الأربعة في تغطية الوجه؟

يتفاوت حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة. في مسألة تغطية الوجه بشكل كبير مما يعكس تفاسير مختلفة للنصوص الشرعية وأساليب الاستنباط الفقهي. فالمذهب الحنفي الذي يعتبر من أكبر المذاهب انتشار يرى أن الأصل في وجه المرأة ليس عورة. وبالتالي فكشفه جائز ما لم يكن هناك خوف من فتنة أو شهوة فحينئذ يجب ستره و هذا الرأي مبني على التيسير ورفع الحرج. واعتبار أن وجه المرأة ضروري للتعاملات اليومية وهذا ما يؤثر على حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة. فهذا التفسير يمنح المرأة حرية أكبر في اختيار لبسها. مع الأخذ في الاعتبار سياق المجتمع والضرورات الشرعية.

تعرف أيضًا على: متى يتم أداء صلاة الأوابين؟

أما المذهب المالكي وإن كان يميل إلى جواز كشف الوجه إلا أنه يشدد على ضرورة ستره في حالة خوف الفتنة. أو إذا كانت المرأة من النساء اللاتي يشتهين عادة فهذا التضييق في حالة الفتنة. هو بمثابة سد للذرائع وحماية للمجتمع من أي تجاوزات قد تنشأ عن كشف الوجه. أما المذهب الشافعي فيرى أن النقاب مستحب وليس واجب. ويستند في ذلك إلى أن الوجه والكفين ليسا عورة في الصلاة فبالقياس على ذلك لا يعتبران عورة خارج الصلاة أيضا وهذا الرأي يجعل حكم عدم لبس النقاب. في هذا المذهب جائز ويشجع على الاحتشام دون فرض قيود صارمة و في المقابل يرى المذهب الحنبلي أن الوجه والكفين عورة يجب سترهما أمام الأجانب مستند إلى بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي فسرت على أنها تدعو إلى تغطية جميع بدن المرأة بما في ذلك وجهها.

تعرف أيضًا على: أحكام البيع والشراء في الشريعة

ما هو المذهب الذي لا يفرض النقاب؟

عند البحث عن المذهب الذي لا يفرض النقاب. نجد أن هناك اختلاف واضح بين المذاهب الأربعة في هذه المسألة مما يمنح المسلمات خيارات متعددة بناء على اجتهادات العلماء فالمذهب الحنفي والمذهب المالكي بالإضافة إلى المذهب الشافعي لا يفرضان النقاب كوجوب دائم في الأحوال العادية بل يعتبرونه إما مستحب أو جائز ويصبح واجب في حالات معينة مثل خوف الفتنة وهذا التوجه يعكس فهم أوسع لمقاصد الشريعة الإسلامية التي توازن بين الحفاظ على الأخلاق واليسر على المكلفين وهذه المذاهب ترى أن النصوص الشرعية المتعلقة بالحجاب لا تشمل الوجه والكفين بالضرورة وأن الستر المطلوب هو ما يحقق العفة ويمنع الفتنة دون تشديد غير مبرر؟

• المذهب الحنفي: يرى أن كشف الوجه جائز طالما لا يؤدي إلى فتنة ويعتبر النقاب مستحب وقد يصبح واجب في حال وجود خشية من الفتنة.
• المذهب المالكي: يرى أن كشف الوجه جائز لكن إذا خيفت الفتنة أو كان هناك قصد من المرأة لإثارة الانتباه وجب ستره.
• المذهب الشافعي: يعتبر أن النقاب مستحب وليس واجب ويستندون في ذلك إلى أن الوجه والكفين ليسا عورة.
• المذهب الحنبلي: يرى أن الوجه والكفين عورة ويجب سترهما أمام الرجال الأجانب وهذا هو المذهب الأكثر تشددا في حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة.[2]

تعرف أيضًا على: أحكام الصيام شروط، مفسدات، وكفارات

ما هو رأي الشيخ ابن عثيمين في النقاب؟

يعد رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة. من الآراء المعاصرة الهامة التي يستشهد بها الكثيرون ويقدم منظور مختلف قد يثير التساؤل هل النقاب فرض ابن عثيمين؟ الشيخ ابن عثيمين وهو من علماء المذهب الحنبلي كان يرى أن النقاب واجب على المرأة المسلمة أمام الرجال الأجانب مستند في ذلك إلى هل النقاب مذكور في القرآن. والسنة النبوية ومؤكد على أن الوجه من أشد مواضع الفتنة في المرأة و كان يرى أن تغطية الوجه من كمال الستر والعفة وأنها تحقق مقصد الشريعة في صيانة المرأة وحمايتها من الأعين الطامعة فهذا الرأي يتماشى مع التفسير الحنبلي الذي يعتبر الوجه والكفين عورة يجب سترهما.

و كان الشيخ ابن عثيمين يشدد على أن النقاب ليس مجرد عادة اجتماعية بل هو حكم شرعي له أدلته من الكتاب والسنة وأن القول بأن الوجه ليس بعورة هو قول يحتاج إلى دليل صريح وقوي وقد استدل بآيات مثل قوله تعالي “يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ” (الأحزاب59) وفسرها بأنها تشمل تغطية الوجه كما استشهد بحديث عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك حيث قالت :  فخمرت وجهي بجلبابي”  دلالة على أن الصحابيات كن يغطين وجوههن و على الرغم من أن بعض العلماء يرون أن دليل أن النقاب مش فرض. أقوى إلا أن الشيخ ابن عثيمين كان يرى أن الأدلة على وجوب النقاب أقوى وأكثر صراحة وأن الشبهات التي تثار حول فرضية النقاب يمكن الرد عليها بالأدلة الشرعية الثابتة.

تعرف أيضًا على: هل يمكن الشراء بعد أداء طواف الوداع؟

وفي الختام، يوضح استعراض حكم النقاب بحسب المذاهب الأربعة. التباين في الآراء الفقهية، حيث ذهب كل مذهب إلى رأي معين بناءً على فهمه للأدلة. بينما يرى بعضهم أنه واجب، يرى آخرون أنه مستحب، بينما يرى البعض أنه جائز. هذا التعدد الفقهي يعكس سعة الشريعة الإسلامية ومرونتها، ويؤكد على أن المسألة تحتمل أكثر من اجتهاد، مما يمنح المسلمة حرية الاختيار بين هذه الآراء المعتبرة.

• The Islam QA Ruling on covering the face for women- بتصرف
• About Islam Does Islam Mandate The Niqab -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم