أبرز كتب الفلسفة وأهميتها
عناصر الموضوع
1- تاريخ بداية الفلسفة
2- علماء الفلسفة وأهم نظرياتهم
3- الفلسفة الحياتية
4- أبرز كتب الفلسفة
نشأت الفلسفة في بلاد اليونان، ولكنها انتقلت إلى بلدان أخرى،وظلت حاضرة حتى اليوم، حيث مرت عبر محطات تاريخية مختلفة. فما هي المحطات الأساسية في تاريخ الفلسفة؟ وما الثوابت والمتغيرات في هذه المحطات؟
1- تاريخ بداية الفلسفة
ظهرت الفلسفة في اليونان نتيجة لتطورات ثقافية وفكرية في العالم الإغريقي. في بداياتها، اهتمت الفلسفة بتفسير أصل العالم، مثل فكرة “الماء أصل كل الأشياء”. بلغت الفلسفة أوجها مع سقراط وأفلاطون وطاليس، من خلال مساهمات خالدة مثل نظرية المثل الأفلاطونية والمنطق الأرسطي. وقد ضحى سقراط بنفسه دفاعًا عن الفلسفة ومبادئها. لكن “لكل شيء إذا ما تم نقصان”، فتراجعت الفلسفة في مراحل لاحقة.
انتقلت الفلسفة إلى العالم الإسلامي عبر الترجمة، خاصة في عهد الخليفة العباسي المأمون الذي كان محبًا للعلم ومتسامحًا مع الأفكار الأخرى. تم إنشئ”بيت الحكمة” لترجمة كتب الفلاسفة اليونانيين، مما أتاح للمسلمين التعرف إلي الفلسفة رغم بعض التحريفات. ظهر فلاسفة بارزون مثل الكندي والفارابي وابن سينا، لكن الفقهاء واجهوا هذا الوافد الجديد بقوة، حيث حرّموا الاشتغال بالفلسفة معتبرين أن معظمها كفريات. وقد تلقّت الفلسفة ضربة قاسية على يد أبي حامد الغزالي، الذي رد على الفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة”، مشيرًا إلى أن الكثير مما في الفلسفة لا يقبله العقل. حاول ابن رشد الدفاع عن الفلسفة من خلال كتابه “تهافت التهافت”، مؤكداً على توافق الفلسفة مع الشريعة. ومع ذلك، لم يتسامح المجتمع الإسلامي مع ابن رشد، إذ أحرق كتبه.
انتهت رحلة الفلسفة في المجتمع الإسلامي، وبدأت فترة جديدة بالغرب المسيحي، حيث استقبلت الفلسفة بحفاوة. مثل الفيلسوف الفرنسي ديكارت، المعروف بأب الفلسفة الحديثة، هذه المرحلة. مارس ديكارت الشك المنهجي في كل شيء، مما ساعده على إعادة بناء المعرفة علي نحو يقيني قائم على العقل. دعا إلى تجاوز المنطق الأرسطي، واقترح منهجًا جديدًا يتكون من أربع قواعد للوصول إلى المعرفة اليقينية المفيدة للإنسان. اتجه الفكر الفلسفي إلى البحث في كيفية السيطرة على الطبيعة لخدمة الإنسان، مما أدى إلى ظهور العلم والتقنية. وجدت الفلسفة في المجتمع الغربي بيئة حاضنة ،واستمرت منذ ذلك الحين.
تعد الفلسفة المعاصرة المرحلة الثانية في تاريخ الفلسفة الغربية، والتي بدأت من القرن العشرين حتى اليوم. كان للعلم دورًا كبير في هذا القرن، مما أثار تساؤلات حول موقع الفلسفة. يجيب برتراند راسل على هذا السؤال موضحًا أن الفلسفة تهتم بالقضايا التي تتقاطع مع حدود العلم، مثل الإشكاليات الإبستمولوجية. تمارس الفلسفة نقدًا للعلم من خلال البحث في مشكلاته المنهجية والأخلاقية، كما تتأمل في وجود الإنسان وتأثير الضرورات في مصيره. وفقًا لسارتر، يبقى الإنسان كائنًا حرًا قادرًا على التحكم في مصيره وصنع مستقبله. [1]
2- علماء الفلسفة وأهم نظرياتهم
ظهرت الفلسفة الحديثة لتكون تعبيرًا عن تيار فلسفي جديد، يتجاوز حدود الفلسفة التقليدية. نشأت في وقت شهد فيه العالم انتشار الأفكار الجديدة، واكتشافات علمية غيرت أنماط حياة الناس وتفكيرهم. كان هناك كثير من الفلاسفة الذين أسهموا في تطوير هذا الفرع من الفلسفة، وفيما يلي نستعرض بعض من أبرزهم وإنجازاتهم:
- جون لوك (1632-1704)
جون لوك كان فيلسوفًا إنجليزيًا بارزًا في القرن السابع عشر، ويُعتبر مؤسس الفلسفة التجريبية البريطانية. اعتقد أن المعرفة تأتي من الملاحظة والتجربة، وليس من التفكير الاستنتاجي. كما دافع عن الحقوق الطبيعية للإنسان، مثل حق الملكية والحياة والحرية، مؤكدًا أن هذه الحقوق تُعتبر هبة إلهية لا يمكن لأحد انتزاعها.
- جورج باركلي (1685-1753)
جورج باركلي هو فيلسوف ورجل دين إيرلندي، اشتهر بأفكاره حول عدم وجود المادة. عد أن الأشياء التي نراها ليست موجودة فعليًا، بل هي أفكار في أذهاننا. وقدم فلسفة تُعرف باللامادية، حيث عد الإدراك شرطًا أساسيًا لوجود الأشياء.
- ديفيد هيوم (1711-1776)
يُعتبر ديفيد هيوم من أبرز رواد الفلسفة الغربية وحركة التنوير الأسكتلندية. تناول الشكوكية، مشيرًا إلى عدم قدرة الإنسان على اليقين في معتقداته. كما قدم نظرية الحس الأخلاقي، التي تفيد بأن التمييز بين الخير والشر يعتمد على الإحساس بالفضيلة والرذيلة.
- إيمانويل كانت (1724-1804)
كان إيمانويل كانت من الفلاسفة البارزين في عصر التنوير الأوروبي. تعد أن العقل وأنماط الفهم البشرية تؤدي إلى معرفة مشتركة صحيحة. كما ربط الإدراك بوجود هاتين: داخلية تتعلق بالعقل، وخارجية تتعلق بالشعور بالعالم المادي. [2]
3- الفلسفة الحياتية.
الفلسفة في الحياة: طريق للوجود الواعي
يُطرح النص فكرة مهمة حول أهمية امتلاك فلسفة واضحة في الحياة، حيث يميز بين نوعين من البشر: أولئك الذين يعيشون على هامش الوعي، بلا فلسفة تُرشدهم، وثانيًا أولئك الذين يعيشون بوعي عميق، مدفوعين بفلسفة واضحة، تُعرّف الفلسفة في الحياة بأنها طريقة تعاطينا مع العالم، مع كل الموجودات، وكيف نفهم الحياة ونعيشها.
تُطرح أسئلة جوهرية لتحديد فلسفتنا في الحياة:
- ما هو هدف وجودي؟
- ما الذي يعطي لحياتي معنى؟
- ما هي القيم التي أحيا بموجبها؟
الإطار العام: تُعتبر الفلسفة في الحياة إطارًا عامًا يجمع القيم، والمبادئ، والأفكار، والمعتقدات، لتشكل منهجًا متكاملاً للحياة.
فوائد الفلسفة في الحياة
- التحكم في مسار الحياة: تساعد الفلسفة على تحديد مسار الحياة، وتجنب الارتباك والانحرافات.
- التكيف مع التغيرات: تُساعد الفلسفة على الانسجام مع المتغيرات والتكيف مع ظروف الحياة المختلفة.
- الوعي بالوجود: تمنح الفلسفة الشعور بالمعنى والهدف في الحياة.
- تحمل المسؤولية: تُساعد الفلسفة على تحمل مسؤولية خياراتنا واستجابتنا للتحديات.
- تحقيق الأهداف: تُساعد الفلسفة على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف.
- تُركز فلسفة المسلم في الحياة على: الرؤية الكونية: الإيمان بالله، والعقيدة الإسلامية.
- معايير السلوك: الأخلاق، الآداب، والسلوكيات التعبدية. [3]
4- أبرز كتب الفلسفة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “المفهوم الفلسفي عند جيل تولوز” للكاتب زهير قوتال. يتناول الكتاب جيل تولوز كفيلسوف يمتاز بالفضول، حيث ينظر إلى كل ما يحيط به، ويؤثر به في عصره. يسعى قوتان إلى استكشاف كيفية استغلال تولوز لآليات الكتابة الفلسفية لتجاوز الفراغات المعنوية، ويعتبر تولوز من أكثر الفلاسفة انشغالاً بتطوير المفاهيم الفلسفية، من خلال حواراته مع فلاسفة كبار.
يطرح قوتان في كتابه مجموعة من التساؤلات، مثل: كيف تعامل تولوز مع التراث الفلسفي؟ كيف تتشكل النصوص عنده؟ وما العلاقة بين الفلسفة والآداب والفنون؟ بالإضافة إلى كيفية الخروج من العدم نحو التماسك الفكري. يسعى للإجابة عن هذه التساؤلات من خلال مناظرات بين تولوز وفلاسفة آخرين مثل أفلاطون، أرسطو، ونيتشه.
الفلسفة عند تولوز: يتكون الكتاب من ثلاثة فصول. في الفصل الأول، يتناول قوتان حياة تولوز وأعماله، وكيف تشكلت أفكاره الفلسفية بين التاريخ والفلسفة. يشير إلى أن تاريخ الفلسفة عند تولوز هو فن تصوير الأفكار، حيث يجب أن تكون المفاهيم نتاجًا للإبداع وليس مجرد تكرار لما قيل سابقاً.
الإبداع عند تولوز: في الفصل الثاني، يتناول نظرية الإبداع، لدى تولوز، موضحًا أن فلسفته لا تفصل بين الفلسفة والفنون. تعد أن الفلسفة يجب أن تكون منصة للتعبير الفني، مما يبرز اهتمام تولوز بكل مجالات الإبداع، بما في ذلك الأدب والرسم والموسيقى.
المفهوم عند تولوز: في الفصل الثالث، يبحث قوتان في طبيعة المفهوم الفلسفي وفقًا لتولوز، ويؤكد أن المفهوم الفلسفي يشكل بُعداً روحياً للواقع. يشير إلى أن المفاهيم هي أساس الفلسفة، وأن مقام المواجدة هو الأرضية التي ينطلق منها الفيلسوف لإبداع أفكاره، مما يعزز من أهمية السياق الذي يُطوَّر فيه النشاط الفلسفي.
خلال رحلتها الطويلة، مرت الفلسفة بمراحل متعددة، اختلفت في طبيعة الأسئلة المطروحة والحلول المقترحة، ولكنها اتفقت على منهج واحد هو التفكير، الذي يتمثل في استخدام العقل كأداة أساسية لتحليل الظواهر، والتساؤل عن أسبابها، ووضع فرضيات لتفسيرها، واختبار هذه الفرضيات بالنقد والتحليل. [4]
المراجع
- ملخص محطات من تاريخ تطور الفلسفةتاريخ بداية الفلسفة -بتصرف
- ضحى الطلافيح، أهم رواد الفلسفة الحديثةعلماء الفلسفة وأهم نظرياتهم -بتصرف
- علاء الجنابي، ما هي فلسفتك في الحياة؟الفلسفة الحياتية -بتصرف
- زهير قوتال، المفهوم الفلسفي عند جيل دولوزأبرز كتب الفلسفة -بتصرف