عبد الله بن الحسين وتاريخه في الأردن

عبد الله بن الحسين، من هو هذا الاسم الذي لمع في تاريخ الأردن الحديث؟ هو مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأحد الشخصيات المحورية في القرن العشرين العربي. فقد كان له دور حاسم في بناء الدولة وتأسيس مؤسساتها الحديثة لعب دورًا سياسيًا فاعلًا على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأثر تأثيرًا بالغًا على مجريات الأمور في المنطقة. ما جعله شخصية لا تنسى في الذاكرة الأردنية والعربية.

 من هو عبد الله ابن الحسين؟

يعد عبد الله بن الحسين أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ العرب الحديث. وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى ولد في مكة المكرمة في عام ١٨٨٢. ونشأ في بيئة حجازية ذات طابع ديني وثقافي تلقى علومه الأولى في مكة ثم في إسطنبول. حيث التحق بالمدارس العثمانية.

وبرز منذ شبابه بشخصية قيادية وطموحة، وقد شارك بفعالية في الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ وبعد سقوط الخلافة العثمانية. اتجه إلى المشرق العربي حيث اختير أميرًا على شرق الأردن عام ١٩٢١ وقد كانت زوجته تعرف بأنها مصونة الشرف والسيرة. وكان زواجه منها خطوة تعكس التقاليد الملكية الهاشمية أما عن تاريخ ومكان الميلاد فهو ١٨٨٢ بمكة كما أسلفنا. وهو ما شكل مزيجًا بين الإرث الديني والسياسي.[1]

تعرف أيضاَ على :عادات الملوك عند تناول الطعام

هل ملك الأردن شيعي أم سني؟

من المعروف أن الأسرة الهاشمية التي ينتمي إليها تتبع المذهب السني. وهو ما أكسب المملكة الأردنية طابعًا سنيًا محافظًا لم يكن هناك أي توجه طائفي واضح في سياسة المملكة. بل ساد التوجه القومي والوطني ضمن منهج الاعتدال.

الملك عبد الله الأول حافظ على علاقات طيبة مع مختلف المذاهب الإسلامية. إلا أن مرجعيته الدينية ظلت سنية خالصة. مستندة إلى نسبه الهاشمي المتصل بالرسول محمد ﷺ واهتم كذلك بتأسيس مؤسسات تعليمية ودينية على هذا الأساس.

ومن المعروف أن عبد الله الاول بن الحسين الابناء لعبوا دورًا في الحفاظ على هذا النهج. حيث ورثوا عنه الفكر المعتدل والبعد عن الانقسامات المذهبية، واستمر هذا النهج في الأسرة حتى يومنا هذا.

تعرف أيضاَ على :كيف تتحمل المسؤولية وتبني شخصية قوية وناجحة

من هو عبيد الله بن الحسين؟

عند الحديث عنه، من الضروري التمييز بينه وبين شخصيات أخرى قد تشتبه في الاسم. مثل عبيد الله بن الحسين هذا الأخير هو شخصية تاريخية قديمة تعود إلى العصر العباسي. ولا علاقة مباشرة له بالأسرة الهاشمية المعاصرة في الأردن.

لكن يلاحظ أحيانًا في المصادر خلط بين الأسماء. لذا وجب التوضيح أن عبيد الله بن الحسين كان فقيهًا أو زعيمًا محليًا في إحدى الحقب الإسلامية. وربما أشير له في بعض السجلات على نحو مختلف. لكنه لا يمت بصلة للملك الأول.

وفي هذا السياق، يظهر دور عبد الله الثاني بن الحسين الأشقاء كجيل جديد يحمل راية الأسرة الهاشمية. ويواصل خطا الأب المؤسس في بناء الدولة الحديثة، على أسس الانفتاح والاعتدال والهوية الإسلامية الوسطية.

تعرف أيضاَ على :أنواع الشخصيات

من هو الأمير عبد الله بن علي بن الحسين؟

الأمير عبد الله بن علي بن الحسين هو أحد أبناء عمومة . وينتمي أيضًا إلى البيت الهاشمي الشريف لا يحظى بنفس الشهرة السياسية، لكنه يمثل امتدادًا للعائلة الحاكمة التي عرفت بتاريخها العريق في قيادة العرب، خصوصًا في الحجاز وبلاد الشام.

كانت علاقته قوية بالملك الأول، حيث جمعتهما روابط الدم والولاء للقضية العربية وبالرغم من عدم ظهوره البارز في السياسة الأردنية، فقد كان جزءًا من الحياة الاجتماعية والسياسية للعائلة الهاشمية الموسعة.

من ناحية أخرى، فإن عبد الله الثاني بن الحسين الابناء يمثلون الامتداد العصري للعائلة، وهم الذين يتولون الآن أدوارًا رمزية ووطنية في الحياة العامة الأردنية، مؤكدين استمرار الدور الهاشمي في البلاد.

تعرف أيضاَ على :ماهي أساليب القيادة الإدارية

تأثير عبد الله بن الحسين على الحياة السياسية في الأردن

لا يمكن الحديث عن السياسة الأردنية دون ذكر تأثير عبد الله بن الحسين الكبير في رسم معالمها فقد كان أول من وضع لبنات الدولة الأردنية بعد خروج الاستعمار العثماني عمل على تأسيس الوزارات والمؤسسات الأمنية، واهتم ببناء جيش وطني قوي يكون عماد الدولة الحديثة.

خلال فترة حكمه، سعى عبد الله إلى تقوية العلاقات الدولية، خصوصًا مع بريطانيا والدول العربية وكان دوره مفصليًا في القضية الفلسطينية، حيث سعى للتفاوض والتوصل لحلول تحمي مصالح الأردن وتحقق العدالة.

وقد ساعده في ذلك خلفاؤه الذين ساروا على نهجه ولعل أبرز ما يذكر هنا هو عبد الله الثاني بن الحسين العمر الذي تولى فيه الحكم بعد والده الملك حسين، ويعرف اليوم بدوره الإقليمي والدولي الفاعل.

تعرف أيضاَ على :أهمية الوثائق التاريخية

أهم إنجازات عبد الله بن الحسين الداخلية والخارجية

يعد عبد الله بن الحسين حجر الأساس في بناء الدولة الأردنية، وفيما يلي أبرز إنجازاته بشكل نقطي ومنظم:

• الإنجازات الداخلية:

  • إنشاء مؤسسات الدولة مثل الوزارات والمحاكم والمجالس التشريعية.
  • تطوير التعليم وإدخال المناهج الحديثة وبناء المدارس النظامية.
  • تأسيس الجيش العربي الأردني، وهو من أوائل جيوش المنطقة تنظيمًا.
  • دعم الزراعة وتوسيع الرقعة المزروعة، وإنشاء مشاريع مائية.
  • تعزيز البنية التحتية من طرق وجسور واتصالات.

• الإنجازات الخارجية:

  • توقيع معاهدة الاستقلال مع بريطانيا عام ١٩٤٦.
  • لعب دور في المؤتمرات العربية والدولية، خاصة بشأن فلسطين.
  • الحفاظ على علاقات متوازنة مع الغرب والدول العربية.
  • دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية.
  • تمثيل الأردن ككيان مستقل ذو سيادة في العالم.

وقد كان من حوله نخبة من الشخصيات الوطنية والدينية، وبرز من بينهم بعض أفراد أسرته مثل اسم ابناء الملك عبد الله الأول بن الحسين الذين تولوا أدوارًا عسكرية وسياسية لاحقًا، وأسهموا في استكمال ما بدأه والدهم.[2]

تعرف أيضاَ على :عظماء غيروا مجرى التاريخ

في الختام، يظل اسم عبد الله بن الحسين محفورًا في الذاكرة الوطنية كأحد أعمدة بناء الدولة الأردنية الحديثة، وزعيمًا امتاز بالحكمة والبعد السياسي، حيث جمع بين الإرث التاريخي والحنكة الواقعية لم يكن مجرد ملك، بل كان مؤسسًا ومخططًا وملهمًا للعديد من الأجيال في الأردن والعالم العربي.

• Britannica Abdullah II ( بتصرف)
• Jordan timesKing Abdullah’s glorious record ( بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم