مفهوم الإدارة التعليمية أساس تنظيم وتطوير العملية التعليمية

مفهوم الإدارة التعليمية مجال ديناميكي يشكل كيفية عمل المدارس وإدارة مواردها وتقديم التعليم للطلاب. ومن أهم جوانب هذه العملية فهم مختلف مستويات الإدارة التعليمية. بدءًا من المستوى الوطني وصولًا إلى المدارس الفردية ولكل مستوى دوره والإجراءات المتخذة في كل مرحلة تُؤثر على نحو مباشر على أداء المدرسة.
ما هي مستويات الإدارة التربوية؟
- بينما تركز الإدارة التعليمية على الاستخدام الأمثل للموارد، تعنى الإدارة التعليمية بتطبيق السياسات التي تنظم تلك الموارد. بمعنى أخر الإدارة هي التطبيق العملي للسياسات التعليمية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والوطنية. وقد تشمل هذه السياسات إرشادات المناهج، أو معايير توظيف المعلمين، أو قواعد سلوك الطلاب.
- يتمثل دور الإدارة التعليمية في ضمان تطبيق السياسات التي يضعها صانعو السياسات على نحو صحيح في المدارس والكليات والجامعات، ويتولى المسؤولون التربويون مسؤولية الإشراف على تنفيذ هذه السياسات على مستوى المؤسسة التعليمية، والتأكد من توافقها مع الأهداف التعليمية الأوسع.
- تعمل مفهوم الإدارة التعليمية على مستويات مختلفة من المدارس الابتدائية إلى مؤسسات التعليم العالي. وتشمل المستويات الرئيسة للإدارة التعليمية ما يلي:

- المستوى المحلي: يشمل إدارة المدارس أو المؤسسات التعليمية الفردية، ويلعب مدير المدرسة دورًا رئيسًا في ضمان التزام المعلمين بالمنهج الدراسي، وحصول الطلاب على الدعم اللازم لنموهم الأكاديمي.
- المستوى الإقليمي: هنا تتدخل المجالس التعليمية على مستوى المقاطعات أو الولايات، تشرف هذه الهيئات على عمليات مدارس متعددة ضمن المنطقة، وتضمن اتساق السياسات وحصول المدارس على التمويل والدعم الكافيين.
- المستوى الوطنى: على المستوى الوطني، تضع وِزارة التعليم السياسات التعليمية الواجب اتباعها في كل أنحاء البلاد. ويتولى هذا المستوى مسؤولية الرؤية والاستراتيجية الشاملة للتعليم، التي تنتقل إلى المستويين المحلي والإقليمي لتنفيذها.
- تقع على عاتق كل مستوى من مستويات الإدارة مسؤولية ضمان تشغيل النظام التعليمي وفقًا للمعايير الوطنية، وتطبيق السياسات التي تم تحديدها على المستويات الأعلى على نحو فعال على مستوى الأرض. [1]
الفرق بين الإدارة التربوية والإدارة التعليمية
- من المصطلحات الشائعة جدًا عند الحديث عن التعليم مفهوم الإدارة التعليمية والإدارة التربوية. قد تبدوان مترادفتين، لكنهما في الواقع ليس كذلك، فهناك فرق جوهري بينهما.
- تشير الإدارة إلى العمل مع الأفراد ومن خلالهم لتحقيق أهداف المؤسسة ومن ناحية أخرى. تعنى الإدارة بتوجيه ومراقبة الوظائف اللازمة لإدارة المؤسسة التعليمية. تضع الإدارة سياسات توجه عملية صنع القرار وتطبق القوانين واللوائح.
- مفهوم الإدارة التعليمية ببساطة هي العملية التشغيلية التي تضمن استمرارية المؤسسة التعليمية في ظروف عمل جيدة. إنها عملية استخدام الموارد بما يعزز التطوير الفعال للكفاءات البشرية والأداء التنظيمي. وتشمل كل التقنيات والإجراءات التي تؤدي إلى تشغيل المؤسسة وتمكينها من أداء وظائفها على أكمل وجه.
- تشمل الإدارة التعليمية أنواع الإدارة التعليمية على سبيل المثال التخطيط والتمويل والتنظيم والتوجيه والإشراف والتفتيش والتقييم. كما تتولى الإدارة التعليمية دور وضع أهداف التعليم والمراجعة والتغذية الراجعة والتقييم.
- من ناحية أخرى تعنى مفهوم الإدارة المدرسية بتنسيق وتوجيه الموارد البشرية لتحقيق أهداف المؤسسة وأغراضها باستخدام الموارد المتاحة بفاعلية.
- وتهتم الإدارة بالتخطيط وتوظيف الكفاءات واستقطابها وقيادتها والتحكم بها لتحقيق الهدف. ويشكل توزيع الموارد البشرية والمالية والتكنولوجية والطبيعية الوظيفة الأساسية للإدارة التعليمية.
- تتضمن مفهوم الإدارة المدرسية ووظائفها تحمل مسؤولية حسن سير النظام في مؤسسة تعليمية يشارك فيه آخرون.
- في المقابل تضع الإدارة التعليمية سياسات توجه عملية صنع القرار، وتسن القوانين واللوائح، وتهتم أكثر بصياغة الأهداف والخطط والسياسات العامة.
- الركيزتان الرئيستان لأي مؤسسة تعليمية هما إدارة التعليم والإدارة التربوية، ومن دون حسن سير هاتين الوظيفتين، سينهار أي معهد، لذا، من الضروري أن يعمل كلاهما بتناغم وتنسيق، ويعتمد نجاح أي مدرسة كليًا على إدارتها ونظامها الإداري.
مفهوم الإدارة التربوية والإدارة التعليمية
الإدارة التربوية
تعنى مفهوم الإدارة التربوية بالعمليات المستخدمة في المؤسسات التعليمية، والغرض الرئيسي منها هو تهيئة بيئة فعالة وكفوءة في المؤسسات التعليمية، بهدف تعزيز ودعم فعالية التدريس والتعلم. وتختلف أهمية الإدارة التربوية وأهداف المؤسسات التعليمية من مؤسسة لأخرى. لذلك ينبغي مواءمة سياسات الإدارة التربوية مع هذه الأهداف. وفي الوقت نفسه ينبغي تحقيق أهداف محددة من خلال التطبيقات العملية لمبادئ الإدارة. علاوة على ذلك قد تحدث تغييرات غير مخطط لها نتيجة للتطورات الثقافية والتكنولوجية المفاجئة. لذا ينبغي أن تكون الإدارة التربوية منفتحة على هذه التغييرات في الواقع. من وأهم خصائص الإدارة التربوية أنها يجب أن تعالج البرامج المخطط لها، وكذلك التغييرات غير المخطط لها.
الإدارة التعليمية
إن مفهوم الإدارة التعليمية هي الصيانة الشاملة للمدرسة أو المؤسسة التعليمية لضمان فعالية التعلم. وتتكون عملية الإدارة التعليمية من تخطيط الأنشطة وتنظيمها وتوجيهها في المؤسسة التعليمية. وفي الوقت نفسه تحرص عملية الإدارة التعليمية على استخدام الموارد البشرية والمادية بكفاءة أكبر، لتحقيق أهداف المؤسسة التعليمية المعنية على نحوٍ مثمر. وتطبق الإدارة التعليمية على المنظمات ذات الأهداف والغايات المؤسسية، لتحقيق أهداف المؤسسة وغاياتها، قد يخطط مديروها لبرامج وأنشطة مختلفة. وبالتعاون مع المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، ينسق رئيس المعهد الأنشطة والبرامج لتحقيق الأهداف. لا تقتصر الإدارة التعليمية على عملية واحدة. بل تتكون من سلسلة من العمليات والأنشطة على سبيل المثال التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنسيق والتقييم. ورغم تشابه الإدارة التعليمية إلى حد كبير مع الإدارة العامة، إلا أن هناك اختلافات طفيفة بين هذين الإجراءين الإداريين. [2]
عناصر الإدارة التعليمية؟
لكي تنجح مفهوم الإدارة التعليمية، من الضروري فهم العناصر الأساسية التي تشملها:
- التخطيط: يتضمن ذلك وضع أهداف واضحة وتحديد استراتيجيات لتحقيقها، في مجال التعليم، قد يشمل ذلك تخطيط المناهج، وتقييم الطلاب، وتحديد أهداف تدريب المعلمين.
- التنظيم: عملية ترتيب الموارد والمهام بما يساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها، قد يشمل ذلك وضع جدول زمني للدروس أو ضمان حصول المعلمين والموظفين على الأدوات اللازمة للتدريس.
- التوظيف: يعد توظيف الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها أمرًا بالغ الأهمية. وتحتاج المؤسسات التعليمية إلى معلمين وإداريين وموظفي دعم مؤهلين لضمان سير العمل بكفاءة.
- التوجيه: يقصد به القيادة والتوجيه المقدم للموظفين والطلاب ويشمل تحفيز المعلمين، وحل النزاعات وضمان عمل الكل لتحقيق الأهداف نفسها.
- الرقابة: تشمل مراقبة الأداء والتأكد من تحقيق الأهداف المحددة إذا لم تسر الأمور كما هو مخطط لها. وتجرى تعديلات لضمان استمرارها.
تعمل هذه العناصر الخمسة معًا لضمان عمل المؤسسة التعليمية بسلاسة، وتعزيز بيئة تعزز التعلم والتطوير الفعال.
ختاما تشير مفهوم الإدارة التعليمية إلى عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة الموارد داخل المؤسسة التعليمية لتحقيق أهدافها التعليمية بفعالية وكفاءة. ويمكن اعتبارها المحرك الرئيسي للنظام التعليمي كله. فبدون إدارة سليمة، ستواجه المؤسسات التعليمية حالة من الفوضى وانعدام الكفاءة والتنظيم. مما يؤثر في نهاية المطاف على الطلاب والمعلمين والهيئة الإدارية.
المراجع
- teachers.instituteEducational Administration and Management: Key Principles and Applications_بتصرف
- differencebetweenWhat is the Difference Between Educational Management and Educational Administration_بتصرف
مشاركة المقال
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

الفرق بين المخاطر والازمات: فهم الفرق لتطوير استراتيجيات...

استراتيجية دولية: صياغة الخطط طويلة المدى في بيئة...

دليلك إلى أهم معايير تقييم المشاريع باحترافية ووضوح

إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال: خط الدفاع الذكي ضد...

أفكار تسويقية لزيادة المبيعات بميزانية محدودة

أساسيات الإدارة: كيف تدير فريقًا وتحقق نتائج؟

مؤشرات جودة الأداء أدوات قياس النجاح والتميز المؤسسي

مفهوم التغيير والتطوير الذاتي: طريقك نحو الأفضل

كيف تخطو خطوات التسويق الناجح بخطوات عملية ومدروسة؟

إدارة الأزمات في المؤسسات: استراتيجيات المواجهة والتعافي باحترافية

ماهي العوامل المؤثرة في الإدارة الصفية

أهداف إدارة المخاطر: خارطة الطريق نحو قرارات أكثر...

أنواع اتخاذ القرار في المؤسسات: من القرارات الاستراتيجية...

فوائد مكتب إدارة المشاريع دعم استراتيجي لفرق العمل...
