أم حرام بنت ملحان: شهيدة البحر وبشرت بالغزو في سبيل الله

أم حرام بنت ملحان، من هي ولماذا خصت بهذا الشرف العظيم؟إنها امرأة من صحابيات النبي ﷺ، حظيت بمكانة خاصة في قلبه، وبشرت بالغزو في سبيل الله وهي في بيتها.حتى استشهدت في البحر، فكانت تعرف بـ”شهيدة البحر” قصتها تحمل الكثير من المواقف البطولية والعبر الإيمانية. وارتبط اسمها بأحداث عظيمة في صدر الإسلام.مثل حديث أم حرام في صحيح البخاري، ووجود قرابة أم حرام لرسول الله، وغيرها من التفاصيل التي سنكشفها في هذا المقال الذي يتناول حياتها. وسبب تسميتها، واسمها الحقيقي، وأين دفنت، وما علاقتها بأختها أم سليم، والاسم الآخر الذي عرفت به.

من هي أم حرام بنت ملحان؟

تعد أم حرام بنت ملحان من النساء الصحابيات الجليلات، وهي أخت أم سليم، زوجة الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري. تنتمي أم حرام إلى بني النجار.وهم من أقرباء النبي ﷺ من جهة أمه، وقد كانت تربطها به صلة رحم ومودة. خاصة كانت من أوائل النساء المؤمنات، وشاركت في نشر الدعوة الإسلامية، وسمعت الأحاديث مباشرة من النبي الكريم.

ما يميز أم حرام عن غيرها من الصحابيات أنها نالت بشارة عظيمة من النبي ﷺ.فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أنها دخلت على النبي يومًا، فأخبرها أنها ستكون من الذين يركبون البحر في سبيل الله. فدعت الله أن يجعلها منهم، فاستجاب لها وجاء هذا الحدث في حديث أم حرام في صحيح البخاري، والذي يعد من الروايات الشهيرة التي أبرزت فضلها ومنزلتها في الإسلام.

وقد أطلق عليها لقب “شهيدة البحر” لأنها ركبت البحر مع الجيش الإسلامي بقيادة معاوية بن أبي سفيان متجهين إلى قبرص. وهناك سقطت من دابتها فماتت، فكانت أول امرأة تستشهد في البحر. ولهذا ترتبط بها أيضًا من هي شهيدة البحر ولماذا سميت بهذا الاسم. وقد أجمع العلماء على أنها أول شهيدة في البحر من النساء، فخلد التاريخ اسمها ومكانتها.[1]

تعرف أيضًا على:آخر من توفي من الصحابة

لماذا سميت أم حرام بهذا الاسم؟

عرفت هذه الصحابية الجليلة باسم أم حرام بنت ملحان، و”أم حرام” هو اسم كنية أطلقت عليها. ويرجع سبب التكنية بـ “أم حرام” إلى عادة العرب في إطلاق الكنى على النساء.سواء نسبةً إلى أولادهن أو لأسماء رمزية تعكس صفات أو مواقف معينة. ولا يعرف على وجه اليقين من هو ولدها الذي كنيت به، لكن الغالب أن الكنية كانت رمزًا وليس نسبة إلى ولد معين.

ومن الأمور المهمة التي ساهمت في شهرة هذا الاسم ارتباطه بمواقفها مع النبي ﷺ. فقد كانت من القريبات له.وكان يزورها ويجلس في بيتها، ويأكل عندها، ويحدثها.وقد جاء في كتب السيرة أن النبي كان إذا دخل المدينة نزل في بيت أم حرام وأختها أم سليم. وهذا يوضح قرابة أم حرام لرسول الله، حيث كانت من خالاته من الرضاعة، أو من أرحامه من جهة أمه آمنة بنت وهب.

وبما أن اسم “أم حرام” أصبح مشهورًا في كتب الحديث والسيرة. فإن الناس تداولوه حتى غلب على اسمها الحقيقي.مما يجعل السؤال عن هذا الاسم من الأسئلة الشائعة بين المسلمين.

تعرف أيضًا على:من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

من هي ابنة ملحان؟

أم حرام بنت ملحان هي ابنة الصحابي الجليل ملحان بن خالد.وهي أخت الصحابية الشهيرة أم سليم.وأختها لأمها هي أم أنس بن مالك، خادم النبي ﷺ. كانت عائلتها من أوائل العائلات التي أسلمت في المدينة. وبرزت أختها أم سليم في قصة مشهورة مع الرسول ﷺ، حيث عرضت عليه الزواج، واشترطت أن يكون مهرها هو الإسلام.فكان ذلك من المواقف الخالدة.

نشأت أم حرام في بيئة إيمانية خالصة، جعلتها مؤهلة لأن تكون من النساء المجاهدات والمبشرات بالجنة. ولأن اسم “بنت ملحان” ارتبط بعدة شخصيات في الإسلام.فإن كثيرًا من الناس يخلطون بين أم حرام وأم سليم، رغم أن كليهما من آل ملحان، لكن لكل واحدة منهما قصة متميزة.

وقد شاركت أم حرام في نشر الدعوة. وكانت من النساء اللواتي استقبلن النبي ﷺ في المدينة عند هجرته. وأسهمت في تعليم النساء، وفي تثبيتهن على الإسلام، مما يظهر أثر عائلتها في بناء مجتمع المدينة الإسلامي.

وإذا نظرنا إلى قصة أم حرام من زاوية المواقف البطولية. فإننا نجد أنها تمثل نموذجًا للمرأة المؤمنة التي نذرت حياتها للجهاد والطاعة. حتى كان آخر أعمالها الغزو في البحر، وهو غزو لم يشارك فيه من النساء إلا القليلات.

تعرف أيضًا على:أشهر خطب العرب: كلمات هزت المجالس وخلدت أصحابها

ما هو اسم أم حرام؟

الاسم الحقيقي لـ أم حرام بنت ملحان هو “الرميصاء بنت ملحان”.وقد اختلف بعض المؤرخين في ذلك، لكن الغالب أنها تعرف أيضًا باسم “أروى” أو “غزية” .لكن الاسم الأشهر والأكثر تداولًا في كتب الحديث والسيرة هو “الرميصاء”. وقد كانت كنيتها “أم حرام” كما سبق توضيحه.

وقد ذكر عدد من العلماء أن من هي أم حرام يجيب عنه اسم “الرميصاء”. وهو نفس الاسم الذي كانت تعرف به أختها أم سليم أيضًا. فكلتاهما لقبتا بهذا الاسم، مما زاد من ارتباط اسميهما في الأذهان.

وقد جمع بين أم حرام وأم سليم صفات متشابهة كثيرة. منها الإيمان القوي، والصبر، والتضحية، وحب الجهاد في سبيل الله. وهذا ما يظهر في قصة أم سليم مع الرسول ﷺ، حيث روت أحاديث، وشاركت في التربية، وكان لها حضور مؤثر في المجتمع الإسلامي.

ومن اللافت أن النبي ﷺ كان يدخل بيت أم حرام ويضع رأسه في حجرها، وتنام بجواره. وكان ذلك مما أباحه الإسلام بسبب صلة القرابة. ففي حديث أنس أن النبي نام في حجرها، ثم استيقظ مبتسمًا وبشرها بأنها من المجاهدين في البحر.

تعرف أيضًا على:ماذا تعرف عن الصحابة؟ أسئلة وأجوبة مميزة!

أين يقع قبر أم حرام ومتى توفيت؟

توفيت أم حرام بنت ملحان في أحد أشهر الغزوات البحرية في الإسلام. حين خرجت مع جيش المسلمين إلى جزيرة قبرص، وذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وتحت قيادة معاوية بن أبي سفيان. وأثناء وجودها هناك، سقطت من دابتها فاستشهدت، فدفنت في الجزيرة نفسها، ولهذا السبب اشتهرت بأنها “شهيدة البحر”.

ويعتقد أن قبر أم حرام يقع في مدينة “لارنكا” بقبرص، وتحديدًا في منطقة يطلق عليها اسم “هالة سلطان تكي”.وهو مزار قديم بني تكريمًا لها، ويقصده الناس إلى اليوم وبذلك تكون أم حرام أول امرأة مسلمة تدفن خارج الجزيرة العربية في غزوة بحرية.

هذا الحدث يعكس مدى شجاعة أم حرام، وإقدامها على ركوب البحر رغم تقدمها في السن، تلبيةً لبشارة النبي ﷺ، وتأكيدًا لإيمانها العميق. ومن هنا، صار قبرها من المعالم التي تذكر المسلمين بتاريخهم البحري في الفتوحات الإسلامية الأولى.

وفاة أم حرام كانت نهاية مشرفة لحياة مليئة بالعطاء، فقد عاشت في خدمة الإسلام، وخرجت لتغزو في سبيل الله. فماتت غريبة عن وطنها، لكنها قريبة إلى الجنة، كما بشرها رسول الله ﷺ.

تعرف أيضًا على:هل اختلف الصحابة في العقيدة؟ نظرة تاريخية وشرعية

من هي الرميصاء ولماذا ارتبط اسمها بأم سليم وأم حرام؟

يرتبط اسم “الرميصاء” بشخصيتين عظيمتين في الإسلام: أم حرام بنت ملحان وأختها أم سليم. وقد حملتا الاسم نفسه أو اللقب نفسه في بعض الروايات. مما دفع المؤرخين إلى توضيح الفرق بينهما فـ”الرميصاء” لقب شاع بين الناس، ويعني المرأة الرقيقة أو ذات الخلق الحسن.

وإذا سألنا: من هي الرميصاء ولماذا سميت بهذا الاسم؟
فالجواب أنها لقبت به لما عرفت به من النعومة، والحنان، والخلق الكريم والروايات تنسب اللقب إلى كل من أم سليم وأم حرام. لكن الأرجح أنه اسم يطلق عليهما معًا بحكم الشبه الكبير بينهما في الطبع والسلوك والإيمان.

وقد ارتبط اسم “الرميصاء” أيضًا بسيرة نسائية مشرقة، فقد روت الأحاديث، وعاشت مواقف قوية مع النبي ﷺ، وشاركت في الجهاد.وكان لها دور في تعليم نساء الأنصار ولم يكن غريبًا أن تلقب المرأة الصابرة، الصالحة، المجاهدة، باسم مثل هذا.

وما يثير الانتباه أن لقب “الرميصاء” أصبح علامة على النساء الصالحات في تاريخ الإسلا.وصار يطلق لاحقًا على من تتصف بصفات مثل صفات أم حرام وأم سليم، حتى يومنا هذا[2]

تعرف أيضًا على:قبل الإسلام: كيف غيّرت الدعوة المحمدية حياة الصحابة من الجذور؟

هكذا كانت أم حرام بنت ملحان امرأة سبقت زمنها. وتقدمت في ميادين الإيمان والجهاد، ونالت شرفًا عظيمًا بأن تبشر بالغزو وتموت في سبيل الله. قصتها تخلد في صفحات التاريخ، لا لكونها مجرد صحابية، بل لأنها نموذج للمرأة المؤمنة التي جمعت بين القوة والحنان، وبين التقوى والجهاد. من خلال سيرة حياتها نرى كيف ارتبطت بأختها أم سليم. وكيف حظيت بمحبة النبي ﷺ ومكانته، فصارت من أعلام نساء الإسلام الأوائل.

• Arab NewsWomen companions of Prophet Umm Haram: Traveling by sea for jihad(بتصرف)
• Alim Rumaysa bint Milhan ( بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم