الإمام مالك: إمام دار الهجرة وصاحب الموطأ

الكاتب : آية زيدان
17 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 67
منذ 10 ساعات
من هو الإمام مالك صاحب المذهب المالكي؟
من أبرز أعماله
هل الإمام مالك هو ابن الصحابي أنس بن مالك؟
هل الإمام مالك ابن الصحابي أنس بن مالك؟
هل أدرك الإمام مالك الصحابة؟
ومن أبرز شيوخ الإمام مالك الذين تتلمذ عليهم وتركوا أثرًا في تكوينه العلمي:
 كم كان عمر الإمام مالك عندما حفظ القرآن؟
متى ولد الإمام مالك؟
متى توفي الإمام مالك؟

لم يكن الإمام مالك مجرد فقيه من فقهاء عصره، بل كان مدرسة متكاملة في الفهم، والورع، والانضباط العلمي. نشأ في المدينة المنورة، حيث النبض الأول للسنة. فحمل نورها في قلبه، ونقل علومها للأجيال من بعده. عرف بحرصه الشديد على المرويات. واحتياطه الكبير في الفتوى، حتى صار مرجعًا للمسلمين في الشرق والغرب. تابع القراءة لتتعرف على نسبه، وقصته مع حفظ القرآن، ومتى ولد وتوفي، ومن هم شيوخه، وغيرها من التفاصيل التي تكشف لك سر مكانته الفريدة.

من هو الإمام مالك صاحب المذهب المالكي؟

الإمام مالك

يعد الإمام مالك واحدًا من كبار أئمة الفقه الإسلامي، وصاحب المذهب المالكي الذي انتشر في مناطق واسعة من العالم الإسلامي. خاصة في المغرب العربي والأندلس. ولد في المدينة المنورة في بيت علم وصلاح، وكان منذ صغره محبًا للعلم حريصًا على مجالسة العلماء والاستماع إليهم.

بدأت قصة الإمام مالك مع العلم مبكرًا، إذ نشأ في بيئة دينية قوية، وتفرغ لحفظ الحديث النبوي والفقه، وكان شديد الحرص على التثبت والتحري في النقل. لم يكن مجرد ناقل للأحاديث، بل فقيهًا متأملًا، يربط بين النص والواقع، ويستنبط الأحكام بحكمة واتزان.

من أبرز أعماله

كتاب “الموطأ”، الذي يعد من أقدم كتب الحديث والفقه، جمع فيه الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين. مع اجتهاده الفقهي المميز.

تعرف شخصيته بالوقار والهيبة، وكان يضرب به المثل في الثبات على الحق. فقد رفض أن يملى عليه رأي سياسي يخالف قناعته، حتى وإن تعرّض للضرب والسجن. لم يطلب الشهرة، لكنها أتته، ولم يسعَ للزعامة، لكنها لزمته. هذه مكانته، وتلك بدايته، فكان بحق إمام دار الهجرة، وعَلَمًا من أعلام الأمة. [1]

تعرف أيضًا على: عبد الرحمن بن عوف: تاجر الجنة وصاحب الصدقات العظيمة

هل الإمام مالك هو ابن الصحابي أنس بن مالك؟

الإمام مالك

من الأسئلة التي تتكرر كثيرًا عند الحديث عن الإمام مالك: هل هو ابن الصحابي المعروف أنس بن مالك؟ والإجابة ببساطة هي: لا، ليس بينهما رابطة نسب مباشرة.
فـ أنس بن مالك هو خادم النبي ﷺ وصاحب من أصحاب رسول الله. بينما الإمام مالك هو “مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر”. أي أن اسم “أنس بن مالك” موجود في نسبه، لكنه جده، وليس الصحابي ذاته.

هل الإمام مالك ابن الصحابي أنس بن مالك؟

ناتج غالبًا عن تشابه الأسماء، فالعرب كثيرًا ما يكررون الأسماء في أنسابهم، وخاصة الأسماء المشهورة والمحبوبة لديهم، ومن الطبيعي أن يظهر هذا اللبس بين الأجيال.

وقد نشأ الإمام مالك بعد جيل الصحابة بزمن، فهو من أتباع التابعين، ولم يدرك النبي ﷺ ولا الجيل الأول من الصحابة. لكنه تلقى العلم عن كبار التابعين، وكان شديد الارتباط بالسنة النبوية وآثار الصحابة، وكان يرى فيهم قدوة في السلوك والعلم والعمل.

هذا التوضيح يزيل الالتباس الشائع، ويؤكد أن العلاقة بين أنس بن مالك الصحابي والإمام مالك هي فقط في سلسلة النسب، وليست علاقة بنوة مباشرة. [2]

تعرف أيضًا على: الزبير بن العوام: حواري الرسول وأول من سل سيفًا في الإسلام

هل أدرك الإمام مالك الصحابة؟

الإمام مالك

لم يدرك الإمام مالك جيل الصحابة الكرام، لكنه تعلّم على يد التابعين الذين تلقّوا العلم مباشرةً من الصحابة، وكان بذلك من طبقة “تابعي التابعين”. وعلى الرغم من أنه لم يعاصر الصحابة. إلا أن أثرهم كان واضحًا في علمه، فقد كان حريصًا على التثبت من أقوالهم والاستشهاد بآرائهم في الفقه والسنة.

ومن أبرز شيوخ الإمام مالك الذين تتلمذ عليهم وتركوا أثرًا في تكوينه العلمي:

  • الزهري: أحد أعلام الحديث وأكثرهم حفظًا، وكان له دور كبير في جمع الحديث النبوي.
  • نافع مولى ابن عمر: أحد أوثق الرواة، وتلقّى عنه الإمام مالك كثيرًا من الأحاديث.
  • ابن هرمز: عرف بالصرامة والدقة، وكان له تأثير في حرص الإمام مالك على التثبت.
  • ربيعة الرأي: من كبار الفقهاء في المدينة، واشتهر باستخدام الرأي والاجتهاد.
  • يحيى بن سعيد الأنصاري: فقيه ومحدّث، أخذ عنه الإمام كثيرًا من علمه.

اعتمد الإمام مالك في منهجه على الحديث والفقه معًا، وكان دقيقًا في اختيار شيوخه. لا يأخذ إلا عن من عرف بالصدق والحفظ. وهذا ما جعل مذهبه متينًا، قائمًا على أسانيد قوية وعلم راسخ.ممتدًا من نور الصحابة إلى عصور الأئمة.

تعرف أيضًا على: أم حرام بنت ملحان: شهيدة البحر وبشرت بالغزو في سبيل الله

 كم كان عمر الإمام مالك عندما حفظ القرآن؟

الإمام مالك

كان الإمام مالك من الأطفال النابغين في عصره، وقد بدأ طريقه مع القرآن مبكرًا، فحفظه كاملًا وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره. هذا الإنجاز المبكر لم يكن مجرد حفظ، بل كان بداية لمشوار طويل في طلب العلم، بدأه بين حلقات المسجد النبوي في المدينة المنورة.

أما عن نسب الإمام مالك، فهو: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، الأصبحي الحميري. وأصله من قبيلة يمنية عريقة تعرف بـ”ذي أصبح”، لكنه نشأ وتربّى في المدينة، ولذلك لقِّب بإمام دار الهجرة.

بعد أن أتم حفظ القرآن، بدأ بحفظ الأحاديث النبوية، وتتلمذ على يد كبار التابعين، حتى أصبح من أعمدة الفقه في عصره، وتفرّغ لتدريس العلم والفتوى، وترك للناس كتاب “الموطأ” الذي أصبح مرجعًا فقهياً وحديثيًا في العالم الإسلامي.

متى ولد الإمام مالك؟

كان مولده سنة 93 هـ، أي أنه عاش نحو 86  سنة، امتلأت بالعلم، والتعليم، والتدوين، والحرص الشديد على السنّة النبوية.

سيرته تشهد له بالزهد، والعلم، والسمت الوقور. ورغم كثرة من عاصروه من العلماء، تميّز بأسلوبه الفقهي المتفرّد، وبتدوين كتاب “الموطأ” الذي جمع فيه بين الحديث والفقه، ليكون من أوائل المصنفات الجامعة في تاريخ الإسلام.

عاش قرابة ستة و ثمانين عامًا، قضاها في التعليم والإفتاء، دون أن ينشغل بجاه أو سلطة، وترك أثرًا عميقًا لا يزال حيًا في المدارس الفقهية حتى اليوم، فكان إمام دار الهجرة بحق، ورمزًا من رموز الوسطية والاتزان.

باختصار، فإن التأمل في حياته يوقظ فينا احترام العلماء، ويغرس قيمة العلم المتصل بجذور النبوة، ويؤكد أن الرجال لا يخلّدهم المال أو المنصب، بل العلم الذي ينير، والعمل الذي يثمر.

متى توفي الإمام مالك؟

فقد توفي رحمه الله عام 179 هـ

تعرف أيضًا على: جعفر بن أبي طالب: طيّار الجنة وسفير الإسلام الأول

في ختام هذا المقال، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالًا أمام سيرة الإمام مالك، الرجل الذي حمل مشعل العلم في زمنٍ كانت فيه المدينة المنورة مهد الفقه والحديث. كان مثالًا للثبات في زمن الفتن، وعنوانًا للتوازن بين النقل والعقل، فلم يكن فقط حافظًا للروايات، بل ناقدًا بصيرًا، يميز الصحيح من الضعيف، ويزن الأمور بميزان الحكمة والورع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة