أروى بنت أحمد الصليحي: أول امرأة تحكم في اليمن بلقب الملكة

الكاتب : آية زيدان
20 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 62
منذ 5 ساعات
أروى بنت أحمد الصليحي
لماذا سُميت الملكة أروى بهذا الاسم؟
الدولة الصليحية من أي قبيلة؟
من هي أول امرأة حكمت في الإسلام؟
تولي الحكم:
القوة السياسية:
الرعاية العلمية:
الأثر المعماري:
الإرث التاريخي:
ما هو اسم أروى الحقيقي؟

تاريخ اليمن زاخر بالشخصيات العظيمة، لكن تبقى أروى بنت أحمد الصليحي من أبرز الأسماء التي لا تنسى. حكمت بلادها بحكمة وذكاء، وتركت إرثًا لا يزال حاضرًا حتى اليوم. في السطور القادمة. سنكشف تفاصيل حياتها وأسرار حكمها. فتابع القراءة لتتعرف أكثر على هذه الملكة الفريدة.

لماذا سُميت الملكة أروى بهذا الاسم؟

تعد أروى بنت أحمد الصليحي شخصيةً لامعةً في سجلات اليمن والإسلام. وهذا لا يقتصر على كونها أول امرأة تولت حكم اليمن بلقب “ملكة” فحسب. بل إن اسمها نفسه تحول إلى علامةٍ فارقة للقوة والفطنة. معنى اسم “أروى” في اللغة العربية هو أنثى الوعل الجبلي. ويستعمل أيضاً لوصف المرأة الفاتنة. رشيقة القوام. بينما كان هذا الاسم معروفًا في بعض القبائل اليمنية وشبه الجزيرة العربية. وغالبًا ما يُعطى للفتيات كإشارةٍ إلى الجمال والبهجة.

تخبرنا المراجع التاريخية أن الملكة أروى ولدت حوالي عام 440 هـ (1048 م). وترعرعت في محيط علمي وسياسي ضمن الدولة الصليحية. لم يكن اختيار اسمها مجرد صدفة. بل يعكس جزءًا من ثقافة العرب في اختيار الأسماء التي تحمل معاني قوية وجميلة في نفس الوقت.

الملفت أن شهرتها لم ترتبط فقط بمعنى الاسم. بل بالأفعال التي قامت بها خلال حكمها. حيث نجحت في إدارة الدولة الصليحية بعد وفاة زوجها، وأظهرت براعة سياسية نادرة. مما جعل اسمها يكتسب بعدًا إضافيًا من الهيبة والاحترام. كما أن الألقاب التي أُطلقت عليها، مثل “السيدة الحرة” و”الملكة العادلة”. لم تطغَ على اسمها الأصلي، بل عززت مكانته في الذاكرة التاريخية.

وهكذا، أصبح اسم “أروى” ليس مجرد هوية شخصية. بينما عنوانًا لفترة من الازدهار السياسي والثقافي في اليمن. وارتبط في أذهان الناس بالقيادة الناجحة والحكم الرشيد، حتى صار يتداول عبر القرون كأحد أبرز أسماء النساء في تاريخ العرب. [1]

تعرف أيضاَ على:الصفات الشخصية لحاملة اسم أروى

أروى بنت أحمد الصليحي

الدولة الصليحية من أي قبيلة؟

ترتبط سيرة أروى بنت أحمد الصليحي ارتباطًا وثيقًا بجذور الدولة التي حكمتها، وهي الدولة الصليحية. تأسست هذه الدولة في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) على يد علي بن محمد الصليحي، وكانت مركزها في اليمن. أما عن أصولها القبلية، فقد انحدرت الأسرة الحاكمة الصليحية من قبيلة همدان، وهي واحدة من أعرق وأكبر القبائل اليمنية التي لعبت أدوارًا سياسية وعسكرية بارزة في تاريخ الجزيرة العربية.

قبيلة همدان كانت معروفة منذ الجاهلية بقوتها ونفوذها، وامتدادها في مناطق واسعة من اليمن. هذا العمق القبلي القوي منح الدولة الصليحية قاعدة صلبة للاستقرار والحكم، إذ وفّر لها الولاء والدعم العسكري، خاصة في فترات النزاعات الداخلية أو التهديدات الخارجية.

تعرف أيضاَ على:أهمية الوثائق التاريخية

وبالحديث عن قوة الدولة الصليحية، يتساءل البعض: كم حكمت الملكة أروى خلال فترة قيادتها؟ تشير المصادر التاريخية إلى أنها حكمت نحو 55 عامًا، وهي فترة استثنائية في طولها بالنسبة لامرأة في ذلك العصر، بينما يعكس مدى استقرار حكمها وقدرتها على التعامل مع تحديات السياسة والحروب.

هذا الانتماء القبلي، مع خبرة الملكة السياسية، بينما كان سببًا رئيسيًا في استمرار الدولة الصليحية قوية وموحدة طوال فترة حكمها، حتى أصبحت واحدة من أبرز الدول في تاريخ اليمن الوسيط. [2]

تعرف أيضاَ على:أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

أروى بنت أحمد الصليحي

من هي أول امرأة حكمت في الإسلام؟

عند دراسة التاريخ الإسلامي، نجد أن أول امرأة حكمت رسميًا في اليمن، وأحد النماذج النادرة في العالم الإسلامي، هي أروى بنت أحمد الصليحي. وفيما يلي أبرز النقاط حول سيرتها وإنجازاتها:

  • تولي الحكم:

اعتلت العرش بعد وفاة زوجها المكرم أحمد بن علي الصليحي عام 477 هـ، واستمر حكمها حتى وفاتها عام 532 هـ، أي نحو 55 عامًا، وهي مدة استثنائية في ذلك العصر.

  • القوة السياسية:

لم تكن مجرد واجهة للحكم، بل كانت صاحبة قرار فعلي في إدارة شؤون الدولة، وتمكنت من الحفاظ على وحدة الدولة الصليحية وسط صراعات سياسية وحروب.

تعرف أيضاَ على:أسرار التاريخ الإسلامي القديم

  • الرعاية العلمية:

اشتهرت بدعمها للعلم والعلماء، وأسست بيئة علمية نشطة في اليمن، مما ساهم في ازدهار الثقافة والعلوم في عهدها.

  • الأثر المعماري:

من أبرز إنجازاتها العمرانية بناء مسجد الملكة أروى في مدينة جبلة بمحافظة إب، والذي يتميز بطراز معماري فريد ويُعد من المعالم الإسلامية المهمة حتى اليوم.

  • الإرث التاريخي:

تركت بصمة قوية في التاريخ الإسلامي واليمني، حيث أصبحت مثالًا للقيادة النسائية الحكيمة، وملهمة للأجيال اللاحقة.

هذه النقاط تجعل الملكة أروى شخصية فريدة في تاريخ الحكم الإسلامي، حيث جمعت بين القوة السياسية والرؤية الثقافية والإنجازات العمرانية التي ما زالت شاهدة على عصرها.

تعرف أيضاَ على:أهم الشخصيات النسائية في التاريخ العربي

أروى بنت أحمد الصليحي

ما هو اسم أروى الحقيقي؟

يطرح الكثيرون سؤالًا شائعًا وهو: ما الاسم الحقيقي للملكة أروى؟ عند البحث في المصادر التاريخية، نجد أن اسمها الكامل هو “أروى بنت أحمد بن محمد الصليحي“. وُلدت هذه الملكة في أسرة صليحية عريقة تنتمي إلى قبيلة همدان اليمنية، وهي واحدة من أكبر وأعرق القبائل في تاريخ اليمن.

ورغم أن هذا هو اسمها الرسمي، فإن الألقاب التي عرفت بها كانت كثيرة ومتنوعة. من أبرزها “السيدة الحرة” و”الملكة العادلة”، وهي ألقاب اكتسبتها بفضل حكمها الرشيد ونجاحها في إدارة شؤون الدولة الصليحية لما يقرب من 55 عامًا. لكن المدهش أن اسم “أروى” ظل حاضرًا أكثر من أي لقب آخر في الذاكرة الشعبية، حتى أن الناس اليوم يتذكرونها به قبل أي شيء.

اسم “أروى” في ذاته يحوي إيحاءً لغويًا جميلاً في اللغة العربية، فهو يدل على “الأنثى الغزال” أو “المرأة ذات القوام الرشيق”، وهو اسم كان منتشرًا بين العشائر اليمنية والعربية في تلك الحقبة. هذا المدلول ربما أضفى على شخصيتها المزيد من الرمزية، خصوصًا مع ما عرفت به من جمالٍ وفطنةٍ وحكمةٍ سياسية.

تعرف أيضاَ على:العصور الذهبية في الإسلام: علم وحضارة وإنجاز

أروى بنت أحمد الصليحي

في الختام، عاشت أروى بنت أحمد الصليحي حياة استثنائية قل أن نجد لها مثيلًا في التاريخ الإسلامي. بينما جمعت بين القوة السياسية والرؤية الثقافية. ونجحت في أن تكون رمزًا للعدل والحكمة على مدار أكثر من نصف قرن من الحكم. لم يكن إنجازها مقتصرًا على السياسة فحسب، بينما امتد ليشمل العمارة، والتعليم، ورعاية العلماء، حتى أصبحت اليمن في عهدها مركزًا ثقافيًا وسياسيًا مهمًا في المنطقة.إرثها ما زال ينعكس في معالمها التاريخية، وعلى رأسها مسجدها الشهير في جبلة، ولقد أثبتت للعالم أن القيادة ليست حكرًا على الرجال، وبينما المرأة قادرة على ترك بصمة قوية في صفحات التاريخ

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة