نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي إطار متكامل لتحقيق النجاح المؤسسي

الكاتب : روان نصر
22 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 42
منذ 6 ساعات
نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي
ما هو نموذج كوفمان؟
 ما هي نماذج التخطيط الاستراتيجي؟
ما هو نموذج الخطة الاستراتيجية؟
ما هو نموذج ستينر للتخطيط الاستراتيجي؟

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسات الحديثة. بات من الضروري اعتماد نماذج تخطيط إستراتيجي فعالة تضمن تحقيق الأهداف على المستويين الداخلي والخارجي. ويعد نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي أحد أبرز النماذج التي تركز على ربط النتائج المؤسسية بالاحتياجات المجتمعية. من خلال رؤية شاملة تبدأ من تحديد القيم العليا وتنتهي بتقييم الأثر الفعلي على المستفيدين. يتيح هذا النموذج للمؤسسات بناء خطط استراتيجية ذات بعد اجتماعي واضح. مع مراعاة الفعالية والكفاءة في الأداء.

ما هو نموذج كوفمان؟

يعد نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي (Kaufman’s Model) من النماذج الحديثة في إدارة الأداء المؤسسي. حيث يربط بين الأهداف الداخلية واحتياجات المجتمع.ويركز على القيمة المضافة الحقيقية الناتجة عن الأنشطة، لا مجرد الإنجاز الداخلي.

نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي

أولًا، يعرف هذا النموذج الذي قدمه روجر كوفمان بالتفكير القائم على النتائج المجتمعية. إذ يرى أن نجاح المؤسسة يقاس بما تحدثه من أثر على المجتمع ككل.

ثانيًا، يقوم النموذج على خمسة مستويات مترابطة من النتائج:

  • المدخلات: الموارد مثل الوقت والمال والكوادر.

  • العمليات: الأنشطة والإجراءات المنفذة.

  • النتائج الداخلية: المخرجات المباشرة كعدد الخريجين أو التقارير.

  • النتائج المرحلية: التغيرات لدى المستفيدين مثل تحسن المهارات.

  • النتائج النهائية (Mega): الأثر المجتمعي الأوسع مثل جودة الحياة أو العدالة.

ثالثًا، عند تطبيق النموذج، تبدأ المؤسسة بـ تحليل الوضع الراهن وتحديد الاحتياجات المجتمعية.ثم صياغة الأهداف عبر المستويات الخمسة. بعد ذلك، تطور الاستراتيجيات وخطط العمل مع تخصيص الموارد بما يحقق أكبر قيمة. يلي ذلك التنفيذ، وأخيرًا التقويم والتغذية الراجعة لقياس الأثر الفعلي خاصة على المستوى المجتمعي.

رابعًا، يتميز هذا النموذج بعدة نقاط قوة، منها: تركيزه على المجتمع لا المؤسسة فقط، وشموليته في التقييم عبر مستويات متعددة، إضافةً إلى قابليته للتطبيق في التعليم والصحة والأعمال. كما يعزز مفهوم المسؤولية المجتمعية عبر تشجيع المؤسسات على التفكير في قيمة ما تقدمه للناس.

خامسًا، يظهر التطبيق العملي له في قطاعات عدة؛ ففي التعليم يقاس النجاح بما يضيفه الخريجون للمجتمع، وفي الصحة بالتحسن المجتمعي لا بعدد المرضى، وفي الأعمال بربط الربح بالأثر البيئي والاجتماعي.[1]

تعرف أيضًا على:التخطيط بعيد المدى وأهميته في تحقيق أهداف المؤسسة الكبرى

 ما هي نماذج التخطيط الاستراتيجي؟

تعد نماذج التخطيط الاستراتيجي أدوات منهجية تساعد المؤسسات على تحليل وضعها الحالي. وتحديد رؤيتها المستقبلية، وصياغة خطط فعالة لتحقيق أهدافها. ورغم اختلاف تركيز هذه النماذج ومراحلها، إلا أنها جميعًا تسعى إلى تحسين الأداء المؤسسي وتعظيم الأثر داخليًا وخارجيًا.

نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي

أولًا، يعتبر نموذج كوفمان من النماذج المهمة، حيث يربط الأداء المؤسسي بالنتائج المجتمعية عبر خمسة مستويات: المدخلات، العمليات، المخرجات، النتائج، والقيم العليا. أما نموذج SWOT فيركز على تحليل البيئة الداخلية والخارجية من خلال تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، مما يجعله بسيطًا وفعّالًا.

تعرف أيضًا على:أنواع التخطيط: مفاتيح النجاح في مختلف مجالات الحياة

بالانتقال إلى نموذج PEST / PESTEL. فإنه يستخدم لتحليل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، مع إضافة البعد البيئي والقانوني لتقييم الاتجاهات المؤثرة خارجيًا. بينما يركز نموذج فايفر على الموارد البشرية والثقافة التنظيمية عبر مراحل تبدأ بتحديد الرسالة والرؤية. ثم التحليل، فصياغة الأهداف، ووضع البدائل، وأخيرًا التنفيذ والمتابعة.

من ناحية أخرى، يقدم نموذج بورتر (القوى الخمس) أداة لتحليل البيئة التنافسية عبر تقييم تهديد دخول المنافسين، وقوة الموردين والمشترين، وبدائل المنتجات، وحدة التنافس. أما التخطيط المبني على النتائج (RBM) فيرتكز على تحديد النتائج وتصميم المؤشرات وجمع البيانات للتقييم المستمر، ويستخدم بكثرة في المؤسسات الحكومية وغير الربحية.

كذلك، يبرز نموذج هوشين كانري الياباني، الذي يحقق المواءمة بين الأهداف الاستراتيجية العليا والأنشطة اليومية من خلال مراجعة دورية. أما الأهداف الذكية (SMART Goals) فهي أداة مكملة لصياغة أهداف محددة وقابلة للقياس وواقعية ومحكومة بالوقت. وأخيرًا، يساعد نموذج TOWS في تحويل نتائج تحليل SWOT إلى استراتيجيات هجومية أو دفاعية أو وقائية.

وبالتالي، تتيح هذه النماذج للمؤسسات مرونة في اختيار الأنسب لها. بما يضمن وضوح الرؤية وتعزيز القدرة التنافسية.[2]

تعرف أيضًا على:أهداف التخطيط الاستراتيجي: كيف توجه منظمتك نحو النجاح المستدام؟

ما هو نموذج الخطة الاستراتيجية؟

يعتبر نموذج الخطة الاستراتيجية إطارًا منهجيًا يساعد المؤسسات على رسم مسار طويل المدى يحدد رؤيتها وأهدافها وخطواتها لتحقيق النجاح. وبدايةً، يوضح هذا النموذج ثلاثة أسئلة محورية: أين تقف المؤسسة الآن؟ إلى أين تريد أن تصل؟ وكيف ستعرف أنها وصلت؟ ولذلك، يستخدم على نطاق واسع في القطاعات الحكومية والتعليمية والصحية والشركات الخاصة وغير الربحية.

نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي

أولًا، يتضمن النموذج مكونات أساسية تبدأ بالتمهيد الذي يعرّف بالمؤسسة ويوضح أهمية الخطة. ثم تأتي الرؤية التي تصف مستقبلًا طموحًا، والرسالة التي تبرز الغرض من وجود المؤسسة. كما تبرز القيم المؤسسية التي توجه السلوك مثل الجودة والشفافية. بعد ذلك، يُجرى تحليل شامل للوضع الراهن باستخدام أدوات مثل SWOT وPESTEL لفهم نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.

ثانيًا، يتم تحديد القضايا الاستراتيجية التي تواجه المؤسسة. ثم صياغة الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى، يليها وضع أهداف تشغيلية قصيرة أو متوسطة الأجل. وهنا، تترجم الأهداف إلى خطط عمل واضحة تتضمن الأنشطة والموارد والجدول الزمني. ولضمان النجاح، تستخدم مؤشرات الأداء (KPIs) لمتابعة التقدم وتقييم النتائج.

علاوة على ذلك، تمر عملية إعداد الخطة بعدة خطوات عملية. بدءًا من تشكيل فريق التخطيط. مرورًا بجمع البيانات ومراجعة الرؤية والرسالة، وصولًا إلى اعتماد الخطة وتنفيذها، ثم المتابعة المستمرة لتصحيح المسار عند الحاجة.

وعلى سبيل المثال، في مؤسسة تعليمية قد تكون الرؤية “تحقيق تعليم شامل وجودي للجميع”، مع هدف استراتيجي يتمثل في “تحسين جودة التعليم” من خلال تدريب 100 معلم على أساليب حديثة خلال عام دراسي واحد.

وأخيرًا، يوفر هذا النموذج فوائد عديدة، منها وضوح الاتجاه، وترتيب الأولويات. وتحسين كفاءة الأداء، إضافةً إلى تحفيز العاملين ومتابعة الإنجازات بفعالية

تعرف أيضًا على:دليلك إلى أقوى أدوات التخطيط الاستراتيجي للقرارات الذكية

ما هو نموذج ستينر للتخطيط الاستراتيجي؟

يعد نموذج ستينر للتخطيط الاستراتيجي (Steiner’s Strategic Planning Model) من النماذج الكلاسيكية المهمة في هذا المجال، وقد وضعه جورج ستينر ليكون إطارًا شاملًا يساعد المؤسسات على وضع خطط طويلة المدى بطريقة منهجية. وبدايةً، يركز النموذج على أن التخطيط ليس مجرد وثيقة مكتوبة، بل هو عملية ديناميكية تبدأ من تحديد الرسالة والرؤية ثم تمتد إلى التحليل والتقويم.

تعرف أيضًا على:تعرّف على أسس التخطيط التي تميز القادة عن غيرهم

أولًا، يشمل النموذج ثماني مراحل مترابطة، تبدأ بتحديد الرسالة التي توضّح سبب وجود المؤسسة، والرؤية التي تحدد الاتجاه المستقبلي. بعد ذلك، يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى والأهداف التشغيلية القابلة للقياس وفق معايير SMART. ومن ثم، تأتي مرحلة تحليل البيئة الداخلية والخارجية باستخدام أدوات مثل SWOT لفهم الموارد والفرص والتهديدات.

نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي

علاوة على ذلك، يطرح النموذج بدائل استراتيجية متعددة، مثل التوسع في السوق أو التحول الرقمي، ليصار بعدها إلى اختيار الاستراتيجية الأنسب وفق الموارد والجدوى. ثم تترجم الاستراتيجية المختارة إلى خطط تنفيذية تفصيلية تتضمن المهام والجدول الزمني والموارد. يلي ذلك مرحلة التنفيذ. والتي تتطلب تواصلًا فعالًا ودعمًا إداريًا، وأخيرًا تأتي المتابعة والتقويم باستخدام مؤشرات الأداء لضمان التحسين المستمر.

ومن ناحية الخصائص.يتميز نموذج ستينر بالشمولية، والدقة التحليلية، والمرونة، إضافةً إلى كونه ديناميكيًا وتشاركيًا. فعلى سبيل المثال، يمكن لمؤسسة تعليمية تطبيقه من خلال تحديد رسالة تقديم تعليم متميز.ورؤية أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار بحلول 2030. ثم وضع أهداف قابلة للقياس وتنفيذ استراتيجيات مثل التعليم المدمج.

وبالانتقال إلى الاستخدام، يعتبر هذا النموذج مناسبًا عندما تحتاج المؤسسات إلى خطط طويلة المدى خاصة في بيئات سريعة التغير، كالمؤسسات التعليمية أو الحكومية أو الشركات الكبرى

وفي الختام، يتضح أن نجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها يتطلب تبني منهجيات تخطيط مدروسة ترتكز على رؤية شاملة ومتوازنة. ومن هذا المنطلق، يعد نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي إطارًا فعالًا يساعد على المواءمة بين الأداء الداخلي للمؤسسة والنتائج المرجوة على مستوى المجتمع. إن الاعتماد على هذا النموذج يسهم في رفع كفاءة الخطط الاستراتيجية. وضمان تحقيق أثر إيجابي ومستدام يتجاوز حدود المؤسسة نفسها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة