إدارة المخاطر التشغيلية درعك الواقي من الأزمات الداخلية

تعد إدارة المخاطر التشغيلية جزء أساسي من نظم الحوكمة والرقابة الداخلية في المؤسسات، حيث تهدف إلى تحديد وتحليل ومعالجة المخاطر التي قد تنشأ نتيجة لخلل في العمليات أو الأنظمة أو نتيجة لعوامل بشرية داخلية أو خارجية. وتكتسب هذه الإدارة أهمية متزايدة في بيئات الأعمال المعقدة والمتغيرة، لما لها من دور محوري في حماية الموارد وضمان استمرارية الأعمال وتحقيق الأهداف الاستراتيجية بكفاءة وفعالية.
ما هي المخاطر التشغيلية؟

المخاطر التشغيلية (Operational Risks) هي نوع من إدارة المخاطر التشغيلية التي تنشأ نتيجة فشل أو خلل في العمليات الداخلية، أو الأفراد، أو الأنظمة، أو بسبب أحداث خارجية غير متوقعة. وهي تختلف عن المخاطر المالية أو السوقية أو الائتمانية، لأنها ترتبط بالأنشطة اليومية للمؤسسة.
- تعريف شامل:المخاطر التشغيلية هي “احتمالية حدوث خسائر نتيجة لعدم كفاءة أو فشل في العمليات الداخلية، الأشخاص، الأنظمة، أو بسبب أحداث خارجية”، بحسب تعريف لجنة بازل للرقابة المصرفية.
مكونات وأنواع إدارة المخاطر التشغيلية:
- إدخال بيانات غير دقيقة.
- فشل في الرقابة أو التحقق من العمليات.
- تأخير في إنجاز العمليات أو تقديم الخدمات.
- -المخاطر المتعلقة بالموارد البشرية (العنصر البشري).
تحدث بسبب:
- نقص التدريب أو الكفاءة.
- الإهمال أو الخطأ البشري.
- الغش أو سوء السلوك الوظيفي.
- فقدان موظفين رئيسيين بشكل مفاجئ.
- -المخاطر المتعلقة بالأنظمة والتكنولوجيا.
تعرف أيضًا على: نموذج إدارة الأزمات: إطار عملي للاستجابة الفعالة وحماية المؤسسات
تتعلق بفشل أو خلل في:
- أنظمة تكنولوجيا المعلومات.
- برامج الحماية والأمن السيبراني.
- انقطاع الخدمة أو فقدان البيانات.
المخاطر الخارجية
تنتج عن أحداث خارجة عن السيطرة، مثل:
- الكوارث الطبيعية (زلازل، فيضانات).
- الحروب أو الاضطرابات السياسية.
- التغيرات المفاجئة في القوانين أو التشريعات.
- الهجمات الإلكترونية من مصادر خارجية.
أمثلة واقعية:
- في القطاع المصرفي: خطأ في إدخال بيانات حساب عميل يؤدي إلى تحويل خاطئ للمبالغ.
- في قطاع الصناعة: خلل في نظام الإنتاج يسبب تأخير التسليم وزيادة التكلفة.
- في قطاع التكنولوجيا: هجوم إلكتروني يؤدي إلى تسريب بيانات عملاء.[1]
تعرف أيضًا على: منهجية إدارة المخاطر خطوات منهجية لحماية المؤسسات من المجهول
ما هي إدارة المخاطر التشغيلية؟
إدارة المخاطر التشغيلية هي العملية المنهجية التي تقوم بها المؤسسات لتحديد، تقييم، مراقبة، والحد من المخاطر التشغيلية التي قد تؤثر على سير أعمالها اليومية وتحقيق أهدافها. تهدف هذه الإدارة إلى تقليل الخسائر الناتجة عن الأخطاء أو الفشل في العمليات الداخلية، أو المشاكل التقنية، أو الأخطاء البشرية، أو الأحداث الخارجية غير المتوقعة.
أهداف إدارة المخاطر التشغيلية
- الحد من الخسائر المالية وغير المالية الناتجة عن المخاطر التشغيلية.
- تحسين جودة العمليات وزيادة كفاءتها.
- حماية سمعة المؤسسة من الأضرار الناتجة عن الحوادث التشغيلية.
- الامتثال للقوانين واللوائح التنظيمية ذات الصلة.
- تحقيق استمرارية الأعمال وتقليل حالات التوقف أو الإخفاق.
- تعزيز ثقافة إدارة المخاطر داخل المؤسسة.
تعرف أيضًا على: إدارة المخاطر والالتزام: كيف تبني مؤسسة قوية وآمنة في عالم متغير
خطوات عملية إدارة المخاطر التشغيلية
في هذه المرحلة يتم التعرف على جميع المخاطر التشغيلية المحتملة التي قد تواجه المؤسسة عبر:
- مراجعة العمليات والإجراءات.
- إجراء مقابلات مع الموظفين والإدارة.
- تحليل الحوادث السابقة والدروس المستفادة.
- الاستعانة بالمصادر الخارجية مثل قواعد البيانات الصناعية.
- تقييم وتحليل المخاطر
- تقييم احتمال حدوث كل خطر: هل هو مرتفع، متوسط، أو منخفض؟
- تقييم تأثيره المحتمل على المؤسسة من حيث الخسائر المالية، التأثير على السمعة، أو تعطل العمليات.
- استخدام أدوات مثل مصفوفة المخاطر أو تحليل السيناريوهات لتصنيف المخاطر حسب الأولوية.
تصميم وتنفيذ ضوابط المخاطر
- تطوير إجراءات وسياسات للحد من تأثير المخاطر.
- استخدام تكنولوجيا وأدوات الحماية (مثل النسخ الاحتياطي، أنظمة الأمان)
- تدريب العاملين على التعامل مع المخاطر.
- توزيع المسؤوليات بين الفرق والإدارات.
المراقبة والمتابعة
- مراقبة تنفيذ الإجراءات المتخذة بانتظام.
- تقييم فعالية ضوابط المخاطر وتحديثها عند الحاجة.
- إعداد تقارير دورية للإدارة العليا لتقييم الوضع.
الاستجابة للطوارئ وخطط الاستمرارية
- إعداد خطط للتعامل مع الحوادث المفاجئة.
- وضع خطط لاستمرارية الأعمال للحفاظ على سير العمليات في حالات الأزمات.
- _الأدوات والأساليب المستخدمة في إدارة المخاطر التشغيلية
- نظام تسجيل الحوادث: لتوثيق وتحليل الحوادث التشغيلية.
- مصفوفة تقييم المخاطر: لتحديد الأولويات بناءً على الاحتمال والتأثير.
- تحليل السبب الجذري لفهم أسباب المشاكل ومعالجتها.
- الرقابة الداخلية والتدقيق: لضمان الالتزام بالإجراءات.
- التدريب والتوعية: لرفع كفاءة العاملين في التعامل مع المخاطر.
أهمية إدارة المخاطر التشغيلية
- تساعد في تقليل التكاليف غير المتوقعة والخسائر الناتجة عن الأعطال أو الأخطاء.
- تعزز من قدرة المؤسسة على مواجهة التحديات والمخاطر بكفاءة.
- تسهم في بناء ثقة العملاء والشركاء والمستثمرين.
- تساعد في الامتثال للمعايير والقوانين التنظيمية التي تطالب المؤسسات بإدارة فعالة للمخاطر.
- تضمن استمرارية العمل وتحسين الأداء التشغيلي.[2]
تعرف أيضًا على: الرقابة الداخلية وإدارة المخاطر درع المؤسسة في مواجهة التحديات وتحقيق النجاح
ما هي المخاطر التشغيلية في البنوك؟
تعتبر المخاطر التشغيلية من أهم التحديات التي تواجه البنوك، حيث تشمل كافة المخاطر التي قد تؤثر على سير العمليات البنكية اليومية وتتسبب في خسائر مالية أو أضرار أخرى للبنك نتيجة لفشل داخلي أو أحداث خارجية.
تعريف المخاطر التشغيلية في البنوك
- هي احتمال وقوع خسائر نتيجة لعدم كفاءة أو فشل في العمليات البنكية الداخلية، أو أخطاء بشرية، أو خلل في أنظمة تكنولوجيا المعلومات، أو بسبب أحداث إدارة المخاطر التشغيلية تؤثر على أداء البنك.
أنواع المخاطر التشغيلية في البنوك بالتفصيل
- المخاطر المتعلقة بالعمليات البنكية الداخلية.
- أخطاء في تسجيل العمليات المالية مثل التحويلات، السحب والإيداع.
- تأخير في تنفيذ المعاملات.
- فشل في إجراءات التدقيق والرقابة.
- سوء إدارة النقد.
- المخاطر البشرية
- الأخطاء غير المقصودة من الموظفين (مثل إدخال بيانات خاطئة)
- الاحتيال الداخلي مثل سرقة الأموال أو التلاعب بالحسابات.
- نقص التدريب أو ضعف الكفاءة.
- الإهمال أو سوء السلوك المهني.
مخاطر الأنظمة والتكنولوجيا
- تعطل أنظمة الحوسبة البنكية.
- هجمات إلكترونية مثل اختراق الأنظمة أو سرقة البيانات.
- فقدان البيانات أو تلفها بسبب أعطال تقنية.
- انقطاع خدمات الإنترنت أو الشبكات الداخلية.
المخاطر القانونية والتنظيمية
- عدم الامتثال لقوانين وأنظمة البنوك المحلية والدولية (مثل مكافحة غسل الأموال)
- الغرامات والعقوبات الناتجة عن المخالفات التنظيمية.
- دعاوى قضائية من العملاء أو الأطراف الأخرى.
المخاطر الخارجية
- الكوارث الطبيعية (فيضانات، زلازل) التي تؤثر على مراكز البيانات أو الفروع.
- الاضطرابات السياسية أو الاجتماعية التي تعطل العمليات.
- التغيرات المفاجئة في التشريعات البنكية.
أمثلة واقعية للمخاطر التشغيلية في البنوك
- تحويل مبلغ مالي خاطئ بسبب خطأ بشري أو تقنية النظام.
- هجوم سيبراني يؤدي إلى سرقة بيانات العملاء أو توقف الخدمة.
- تدني جودة الخدمة بسبب ضعف تدريب الموظفين.
- مخالفة قواعد الامتثال تؤدي إلى فرض غرامات مالية كبيرة.
كيف تدير البنوك المخاطر التشغيلية؟
- وضع سياسات وإجراءات دقيقة لجميع العمليات البنكية.
- استخدام أنظمة مراقبة ورصد متقدمة للكشف المبكر عن الأخطاء والاحتيالات.
- تدريب مستمر للموظفين على أفضل الممارسات والتقنيات.
- تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات وتطبيق إجراءات أمنية صارمة.
- تنفيذ اختبارات استمرارية الأعمال وخطط الطوارئ.
- الامتثال الكامل للمتطلبات التنظيمية المحلية والدولية.
أهمية إدارة المخاطر التشغيلية في البنوك
- تحمي البنك من خسائر مالية كبيرة قد تؤثر على رأس المال والسمعة.
- تعزز ثقة العملاء والمستثمرين.
- تضمن التوافق مع متطلبات الجهات الرقابية.
- تساهم في استقرار النظام المالي ككل.
تعرف أيضًا على: تحليل مخاطر العمل خطوة حاسمة لضمان بيئة عمل آمنة ومنتجة
ما هي الخسارة التشغيلية؟
الخسارة التشغيلية هي الخسارة المالية التي تتكبدها إدارة المخاطر التشغيلية نتيجة وقوع حادث أو خطأ مرتبط بالمخاطر التشغيلية. بمعنى آخر، هي النتيجة السلبية المباشرة التي تحدث بسبب فشل في العمليات الداخلية، أو خطأ بشري، أو عطل في الأنظمة، أو حدث خارجي يؤثر على سير العمل الطبيعي.
التفاصيل والتعريف
- تعرف الخسارة التشغيلية بأنها كل ضرر مالي مباشر أو غير مباشر ينتج عن خلل أو فشل في العمليات، الأنظمة، أو الموارد البشرية.
- تختلف الخسارة التشغيلية عن الخسائر المالية الناتجة عن المخاطر السوقية أو الائتمانية، لأنها ترتبط بالخطأ أو القصور في التشغيل اليومي.
أنواع الخسائر التشغيلية
- خسائر مالية مباشرة
- مبالغ نقدية تدفع نتيجة أخطاء في العمليات (مثل تحويل أموال خاطئ، أو صرف مبالغ زائدة)
- غرامات وعقوبات مفروضة على المؤسسة بسبب مخالفات تنظيمية أو قانونية.
- تكاليف إصلاح الأنظمة أو تعويض العملاء.
خسائر غير مالية (معنوية)
- تدهور سمعة المؤسسة وفقدان ثقة العملاء.
- انخفاض رضا العملاء وتأثير ذلك على الحصة السوقية.
- آثار سلبية على الروح المعنوية للموظفين.
تعرف أيضًا على: إدارة مخاطر الموارد البشرية حماية رأس المال البشري من الداخل
وفي الختام، تبرز إدارة المخاطر التشغيلية كعنصر أساسي لضمان استقرار المؤسسات وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحديات والمتغيرات.
المراجع
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

الرقابة المالية الحديثة: مفاهيم وأساليب لضمان الشفافية والاستدامة

نظام إدارة المؤسسات التعليمية: خطوة نحو تعليم أكثر...

الجدول الزمني للمشاريع: كيفية إعداده وتفادي التأخيرات المكلفة

الإدارة الذاتية ودورها في تعزيز الابتكار وتحمل المسؤولية

مظاهر تحمل المسؤولية

إطار coso لإدارة المخاطر النظام الذهبي لإدارة المخاطر...

المراقبة الصحية الفعالة تسبق الأزمة ولا تتبعها

نصائح في التسويق الرقمي والتقليدي لتحقيق نتائج أفضل

أهداف إدارة التغيير وأثرها في مواجهة تحديات بيئة...

نموذج إدارة الأزمات: إطار عملي للاستجابة الفعالة وحماية...

من الإشراف الطبي إلى تطوير الأداء: مهام المدير...

فوائد الإدارة الإستراتيجية: سر النجاح في عالم الأعمال...

أهمية المورد البشري: الركيزة الأساسية لتحقيق التفوق التنافسي...

أفضل أساليب إدارة التغيير لضمان نجاح التحول المؤسسي
