عبد الفتاح كيليطو وسحر اللغة حين يصبح النقد حكاية

الكاتب : روان نصر
27 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 41
منذ 5 ساعات
عبد الفتاح كيليطو
من هو عبد الفتاح كيليطو؟
من أبرز أعمال عبد الفتاح كيليطو الأعمال الكاملة:
من أقوال عبد الفتاح كيليطو؟
أبرز أقوال عبد الفتاح كيليطو:
لن أتكلم لغتهم."
ينبغي أن نقرأ مرتين، مرة من أجل المتعة، ومرة من أجل الفهم."
لا أقرأ إلا ما يروق لي، وما يثير فضولي، وما أعتقد أنه سيفيدني بطريقة أو بأخرى."
من هو صاحب مؤلف الأدب والغرابة؟
هل كان يسمح بـ"المتعة" و"الاختلاق" في الكتابة أم كانت تهمة؟
ما هو المنهج الذي اعتمده عبد الفتاح كيليطو؟
كيليطو والنقد الحر:

يقول عبد الفتاح كيليطو: “لا أقرأ إلا ما يروق لي، وما يثير فضولي، وما أعتقد أنه سيفيدني بطريقة أو بأخرى.” تنبع هذه العبارة من موقف قارئٍ مثقفٍ لا يرى في القراءة مجرّد تمرين ذهني، بل مسارًا لاكتشاف الذات والعالم من حوله. ومن هذا المنطلق، تأتي هذه الدراسة لتسلّط الضوء على الحرية ، محاولةً الاقتراب من النصوص بما يشبه ذلك الفضول المحَرِّك، والميل إلى ما يوقظ الأسئلة ويستدعي التأويل.

من هو عبد الفتاح كيليطو؟

عبد الفتاح كيليطو ولد في مدينة الرباط بالمغرب عام 1945. ونشأ في بيئة ثقافية متعددة اللغات، مما ساهم في تشكيل مشروعه الفكري والأدبي الفريدو لقى كيليطو تعليمه في المغرب. ثم تابع دراساته العليا في فرنسا. حيث تخصص في الأدب الفرنسي والأدب العربي الكلاسيكي. يجيد اللغتين العربية والفرنسية، ويكتب بهما.يشغل كيليطو منصب أستاذ الأدب الفرنسي والأدب المقارن في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط. كما ألقى محاضرات في جامعات ومؤسسات أكاديمية مرموقة في العالم العربي وأوروبا وأمريكا

يتميّز عبد الفتاح كيليطو باهتمامه العميق بالأدب العربي القديم. وخاصة كتب التراث مثل مؤلفات الجاحظ، ابن المقفع، ابن رشد. وألف ليلة وليلة. هو كاتب وناقد أدبي مغربي. يعد من أبرز المفكرين العرب المعاصرين في مجال الأدب المقارن. وخصوصًا في علاقته بالتراث العربي الكلاسيكي والسرديات الحديثة. لكنه لا يقرأ هذه النصوص بمنظور تقليدي، بل يعيد تأويلها بعيون حديثة مستفيدًا من مناهج النقد الغربي المعاصر (مثل السيميائيات والتفكيك والسرديات)، ليكشف عن أبعاد جديدة فيها.

تعرف أيضًا على:كيف يؤثر الأدب على المجتمع ويغير الفكر

من أبرز أعمال عبد الفتاح كيليطو الأعمال الكاملة:

عبد الفتاح كيليطو

(الغائب -الأدب والغرابة -لن تتكلم لغتي -العين والإبرة عبد الفتاح كيليطو  -الحكاية والتأويل -أنا الآخر -حصان نيتشه) ويركز كيليطو على موضوعات مثل ( العلاقة بين اللغة والهوية -ازدواجية اللغة (العربية والفرنسية) -الكتابة والقراءة في التراث العربي -موقع الكاتب العربي بين التقليد والحداثة)

عبد الفتاح كيليطو يعد من المفكرين القلائل الذين نجحوا في تجسير الفجوة بين التراث والحداثة دون أن يقف في صف أحدهما ضد الآخر. يقرأ على نطاق واسع في الأوساط الأكاديمية والثقافية، سواء في العالم العربي أو في الغرب، وترجمت أعماله إلى عدة لغات. [1]

تعرف أيضًا على:المقال الأدبي: وجهة نظر فنية بأناقة الكلمات!

من أقوال عبد الفتاح كيليطو؟

أبرز أقوال عبد الفتاح كيليطو:

لن أتكلم لغتهم.”

من كتابه “لن تتكلم لغتي”هذه العبارة تعكس معاناة الكاتب العربي الذي يكتب بلغةٍ لا تعتبر “لغة السلطة” في السياق الثقافي أو الاستعماري.

يشير كيليطو هنا إلى شعور القطيعة أو الإقصاء اللغوي، وكيف أن اللغة ليست فقط وسيلة تواصل بل أداة تصنيف وإقصاء.

ينبغي أن نقرأ مرتين، مرة من أجل المتعة، ومرة من أجل الفهم.”

وردت في أحد حواراتهتعبر هذه العبارة عن رؤيته للقراءة باعتبارها نشاطًا مركّبًا، فيه شغفٌ ولذة، وفيه تأملٌ وتحليل.المتعة لا تناقض الفهم، بل تفتح الطريق إليه.وهذا يتجلى في أسلوبه الذي يمزج بين التأمل في النصوص التراثية ومقارنتها بنصوص حديثة.

لا أقرأ إلا ما يروق لي، وما يثير فضولي، وما أعتقد أنه سيفيدني بطريقة أو بأخرى.”

هنا يتحدث عن القراءة كاختيار شخصي لا يخضعه للإكراه الأكاديمي أو الاجتماعي.فالقراءة بالنسبة له فعل حرّ، يختار فيه ما يحرك فضوله. [2]

تعرف أيضًا على:النقد الأدبي: قراءة بين السطور وكشف الأسرار

من هو صاحب مؤلف الأدب والغرابة؟

عبد الفتاح كيليطو

صاحب مؤلف “الأدب والغرابة” هو عبد الفتاح كيليطو، المفكر والناقد الأدبي المغربي المعروف. نشر هذا الكتاب أول مرة سنة 1982، ويعدّ من أبرز أعماله النقدية، بل يعتبر حجر الأساس في مشروعه الفكري.

موضوع عبد الفتاح كيليطو الأدب والغرابة ان الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات النقدية التي تبحث في علاقة القارئ العربي بالنصوص السردية الكلاسيكية.وكيف تشكلت مفاهيم الأدب والخيال والسرد في الثقافة العربية

ويبدأ الكتاب من سؤال: لماذا نعتبر بعض النصوص “أدبًا”، ونقصي نصوصًا أخرى؟ ثم يتوسع في تحليل: كيف استقبل العرب الرواية والسرد وكيف تعامل النقاد القدماء مع “الغرابة” و”الخيال”.

هل كان يسمح بـ”المتعة” و”الاختلاق” في الكتابة أم كانت تهمة؟

أما لماذا الغرابة لان الكلمة تشير إلى عنصر الدهشة. الخروج عن المألوف عبد الفتاح كيليطو يستكشف كيف أن الخيال والعجائب في الأدب العربي كانا أحيانًا ينظر إليهما بشك. رغم حضورهما القوي في نصوص مثل ألف ليلة وليلة.

تعرف أيضًا على:الفرق بين الكتابة الأدبية والكتابة العلمية

ما هو المنهج الذي اعتمده عبد الفتاح كيليطو؟

عبد الفتاح كيليطو

عبد الفتاح كيليطو ليس ناقدًا تقليديًا يعتمد منهجًا واحدًا صريحًا، بل هو مفكر نقدي حرّ. يميل إلى الانفتاح المنهجي، أي استخدام مجموعة من المناهج النقدية بشكل مرن ومتكامل دون الوقوع في التقنين أو الجمود. ويمكن القول إنه مارس منهجًا تأويليًا تركيبيًا، يجمع بين القراءة التراثية والقراءة الحداثية للنصوص، مستفيدًا من عدة تيارات فكرية.

في البداية المنهج التأويلي (الهيرمينوطيقي) عبد الفتاح كيليطو يؤمن أن النصوص لا تبوح بكل معانيها من القراءة الأولى، بل تتطلب تأملًا وتأويلاً وهو لا يبحث عن “النية الأصلية للمؤلف”، بل عن الأسئلة التي يثيرها النص وعن “كيف يتكلّم النص؟” بدلًا من “ما الذي يقوله فقط؟”والجليل علي ذلك حين يقرأ ألف ليلة وليلة، لا يهتم فقط بمحتوى الحكايات، بل بآليات السرد، بمن يتكلم، وبمتى ولماذا يسكت.

تعرف أيضًا على:الرواية الأدبية: عالم من الخيال والمتعة!

كيليطو والنقد الحر:

يليه المنهج السردي (Narratology)حيث تأثر عبد الفتاح كيليطو  كثيرًا بمناهج التحليل السردي، خاصة تلك التي طورها نقاد مثل جيرار جينيت وتودوروف وبارت ويطبق أدوات هذا المنهج على نصوص تراثية مثل الجاحظ، ابن المقفع، التوحيدي، ألف ليلة وليلة، المقامات حيث يهتم بـصوت الراوي والعلاقة بين الكاتب والقارئ والبناء الزمني والتواطؤ السردي

وفي النهاية المنهج التفكيكي (Deconstruction) – على نحو غير متشدد لا يستخدم التفكيك بمعناه الراديكالي كما عند دريدا، لكن يتأمل تناقضات النصوص، ويظهر كيف أن بعض النصوص تنقض نفسها أو تقول أكثر مما تقصد مثال: كيف أن نصوصًا تراثية تدين الخيال، لكنها لا تستطيع إلا أن تستعمله.

تعرف أيضًا على:سيرة حياة ابن عبد ربه: مؤلف العقد الفريد وأدب الأندلس

وهكذا، فإن محاولة فهم النصوص الأدبية لا تكتمل إلا بانفتاحها على التأويلات المتعددة والأسئلة التي تثيرها في ذهن القارئ. وكما يقول عبد الفتاح كيليطو: “ينبغي أن نقرأ مرتين، مرة من أجل المتعة ومرة من أجل الفهم.” ولعل هذا المزج بين المتعة والفهم هو ما سعت إليه هذه الدراسة، حيث لم يكن الغرض فقط تحليل النص، بل الدخول في حوار حيّ معه، يبقي القراءة فعلًا متجدّدًا لا ينتهي عند حدود التفسير الواحد.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة