رياح الخماسين في مصر والشرق الأوسط

تعد ظاهرة رياح الخماسين. من أبرز الظواهر الجوية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خاصة في مصر، حيث تحمل معها طابع فريد يمزج بين القوة والجمال. فهي تضرب المنطقة في فترة زمنية محددة لها تأثيرات عميقة على البيئة والمناخ والحياة اليومية،  فهي ليست مجرد رياح عادية بل هي عاصفة رملية تحمل معها الغبار والأتربة. مما يضفي على السماء لون مميز، ويغير من ملامح المشهد الطبيعي. سنتناول في هذا المقال ماهية هذه الظاهرة أسبابها وتأثيراتها وكيف أنها جزء لا يتجزأ من هوية المنطقة الجغرافية.

ما هي رياح الخماسين؟

تعرف رياح الخماسين بأنها رياح جنوبية حارة وجافة ومحملة بالأتربة والرمال. تهب من الصحاري الكبرى في شمال أفريقيا والجزيرة العربية، هذه الرياح تتشكل نتيجة مرور منخفضات جوية صحراوية قادمة من الغرب إلى الشرق فوق شمال أفريقيا وتحديد فوق الصحراء الكبرى. عندما تتحرك هذه المنخفضات فإنها تسحب الهواء من الجنوب وهو هواء حار قادم من الصحراء. مما يؤدي إلى زيادة سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، كما تحمل هذه الرياح معها كميات هائلة من الرمال والغبار مما يقلل من مدى الرؤية بشكل كبير ويؤثر على جودة الهواء.

تعرف أيضًا على: الجفاف البيئي وأسبابه

 تشير دراسات عديدة إلى أن من أين تهب رياح الخماسين عادة ما يكون من الصحراء الغربية في مصر وليبيا. وتستمر في طريقها نحو الشرق لتصل إلى بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية، فهذه الرحلة الطويلة تزيد من قوتها وتأثيرها وتجعلها ظاهرة إقليمية واسعة النطاق. على الرغم من التأثيرات السلبية. لهذه الرياح على صحة الجهاز التنفسي بسبب الأتربة إلا أن هناك جانب إيجابي لها فتساعد رياح الخماسين. في تطهير الجو من الحشرات الضارة ،كما أن بعض المزارعين يعتقدون أنها مفيدة لبعض أنواع المحاصيل الزراعية لأنها تساعد في عملية التلقيح. هذه الظاهرة الجوية ليست مجرد حدث عابر. بل هي جزء من الدورة الطبيعية التي تشكل البيئة الصحراوية ،وتؤثر في طبيعة الحياة اليومية في المنطقة.

 تعد دراسة هذه الرياح مهمة للتنبؤ بحدوثها وتخفيف آثارها فتستخدم الأقمار الصناعية ومحطات الرصد الجوي. لتتبع مسارها وتوقع قوتها مما يتيح للسلطات اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحذير المواطنين. ففي كثير من الأحيان تصدر تحذيرات بخصوص القيادة الآمنة ،وتجنب الخروج في حالة العواصف الرملية الشديدة. فيمكن القول إن رياح الخماسين. هي إحدى السمات المميزة للمناخ الصحراوي وتعد تجربة فريدة لكل من يعيش في هذه المنطقة.[1]

تعرف أيضًا على: التسونامي وأسبابه الطبيعية

متى تبدأ رياح الخماسين ومتى تنتهي؟

تعرف رياح الخماسين بفترة زمنية محددة ترتبط بفصل الربيع وتحديداً في مصر والشرق الأوسط، فتبدأ هذه الرياح عادة من منتصف شهر مارس وتستمر حتى نهاية شهر مايو، وتتزامن هذه الفترة مع بداية فصل الربيع. حيث تحدث تغيرات جوية ملحوظة. يطلق عليها اسم “الخماسين” لأنها تستمر لفترة تقارب الخمسين يوما على الرغم من أنها. قد لا تهب بشكل مستمر طوال هذه الفترة بل تكون على شكل موجات متقطعة قد تستمر ليوم أو يومين ثم تتوقف لتعود مرة أخرى.

تعرف أيضًا على: الفيضانات وأثرها على المدن

 تتزامن بداية هذه الرياح مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في الصحراء الكبرى. مما يخلق تباين حراري بين الصحراء والمناطق الساحلية والبحرية، وهذا التباين هو المحرك الرئيسي لتشكل هذه المنخفضات الجوية. أما فيما يتعلق بفوائد رياح الخماسين فإنها تساهم في تهيئة التربة الزراعية. لزراعة بعض المحاصيل الصيفية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة المصاحب لها يقلل من رطوبة التربة الزائدة.

 لا يمكن تحديد تاريخ ثابت لبدء هذه الرياح أو انتهائها بشكل دقيق. لأنها تعتمد على الظروف الجوية والمناخية لكل عام. ففي بعض السنوات قد تبدأ في وقت مبكر وتكون شديدة وفي سنوات أخرى. قد تكون خفيفة لكن النمط العام هو أنها تظهر في الفترة ما بين مارس ومايو وتعتبر هذه الفترة هي ذروة نشاطها. تعد رياح الخماسين. جزء من التغيرات الموسمية التي تحدث في المناخ وتأثيرها يختلف من منطقة لأخرى. ففي رياح الخماسين في السعودية. قد تكون تأثيراتها مختلفة  بسبب طبيعة الصحاري السعودية، ولكنها تظل تحمل نفس الخصائص الأساسية. من حيث كونها رياح حارة وجافة فيجب الانتباه إلى أن هذه الرياح ليست فقط ظاهرة مناخية. بل هي حدث يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين من حيث التخطيط للأنشطة الخارجية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.[2]

تعرف أيضًا على: الكسوف الجزئي للشمس ومشاهدته

لماذا سميت رياح الخماسين والسموم بهذا الاسم؟

تعرف رياح الخماسين بعدة أسماء تعكس جوانب مختلفة من طبيعتها والان سنجيب على لماذا سميت رياح الخماسين بهذا الاسم ؟  وأبرز أسباب تسميتها هي:

• الخماسين: ينسب هذا الاسم إلى الفترة الزمنية التي تهب فيها الرياح والتي تستمر حوالي خمسين يوما بداية من منتصف شهر مارس وحتى نهاية شهر مايو. هذه التسمية تعكس طبيعتها الموسمية التي تتكرر كل عام في هذه الفترة.
• السموم: تطلق هذه التسمية على الرياح بسبب تأثيرها السلبي على صحة الإنسان، فالهواء يكون حار جدا وجاف ومحمل بالغبار والأتربة الدقيقة مما يجعل التنفس صعب ويسبب شعور بالضيق كأن الهواء “سام”.
• الرياح الجنوبية: يعود هذا الاسم إلى مصدر الرياح حيث تهب من الاتجاه الجنوبي قادمة من الصحاري الكبرى في شمال أفريقيا مما يفسر سبب ارتفاع درجة حرارتها وجفافها.
• الرياح الرملية والعواصف الرملية: تعرف بهذه الأسماء عندما تشتد قوتها وتثير كميات هائلة من الرمال والغبار.

 فهذه الأسماء تصف المظهر الأكثر وضوحاً للظاهرة حيث تقل الرؤية بشكل كبير وتتغير ملامح المشهد الطبيعي.

تعرف أيضًا على: خسوف القمر وأنواعه

ما هي ظاهرة الخماسين؟

ظاهرة رياح الخماسين. هي ظاهرة مناخية مميزة تتمثل في هبوب رياح جنوبية حارة وجافة ومحملة بالغبار والأتربة على مناطق واسعة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط خاصة في فصل الربيع فتعرف هذه الظاهرة بآثارها المتعددة على البيئة والحياة اليومية. من الناحية المناخية تبدأ هذه الظاهرة بتشكل منخفضات جوية عميقة فوق الصحراء الكبرى. والتي تعرف بـ “المنخفضات الخماسينية” فهذه المنخفضات تعمل على سحب الهواء الحار والجاف من الجنوب، مما يرفع درجات الحرارة بشكل كبير ويؤدي إلى انخفاض الرطوبة. في كثير من الأحيان تصاحب هذه الظاهرة ارتفاعات حادة في درجات الحرارة قد تصل إلى مستويات قياسية مما يؤثر على المحاصيل الزراعية ويزيد من استهلاك الطاقة.

 تسبب هذه الرياح في انخفاض مستوى الرؤية بشكل كبير بسبب الأتربة العالقة في الجو مما يؤثر على حركة النقل البري والجوي، كما أن الغبار المتطاير يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والعيون خاصة للأشخاص الذين يعانون من الربو والحساسية. على الرغم من كل هذه التحديات فإن ظاهرة الخماسين تعد جزء من دورة الحياة الطبيعية في المنطقة.

 تشير الدراسات إلى أن التغيرات المناخية قد تؤثر على تكرار وشدة هذه الظاهرة في المستقبل. لذا أصبح فهم هذه الظاهرة ومراقبتها أمرا بالغ الأهمية فتستخدم التكنولوجيا الحديثة مثل النماذج المناخية والأقمار الصناعية للتنبؤ بحدوث هذه الرياح وتأثيراتها مما يسمح للسلطات باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. يمكن القول أن ظاهرة الخماسين هي جزء من هوية المنطقة الجغرافية وتشير إلى قوة الطبيعة وتأثيرها على حياة الإنسان.

تعرف أيضًا على: القمر الدموي ومشاهدته النادرة

في الختام تعد ظاهرة رياح الخماسين. جزء لا يتجزأ من البيئة الطبيعية والمناخية في مصر والشرق الأوسط فهي ليست مجرد رياح عابرة بل هي حدث مناخي دوري يحمل معه بصمات الطبيعة الصحراوية من قوة وجفاف ورمال، فلقد ناقشنا في هذا المقال ماهيتها، أسبابها ،وتأثيراتها الإيجابية والسلبية  ففهم هذه الظاهرة يساعدنا على التعامل معها بشكل أفضل سواء على المستوى الفردي أو الحكومي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيراتها السلبية.

• Britannica Khamsin | Desert Heat, Sandstorms & Dust Devils-بتصرف
• Egyptian Streets Egypt Braces for Seasonal Khamaseen Dust Storm -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم