السلطان برقوق: مؤسس دولة المماليك البرجية

الكاتب : مريم مصباح
01 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 11
منذ 3 ساعات
السلطان برقوق
 اين يقع مسجد السلطان برقوق
 مدرسة السلطان برقوق
الزخارف الحجرية والإرث الاجتماعي لمدرسة برقوق
 الظاهر برقوق وتيمورلنك
صراع الرؤى: تحالفات برقوق مقابل بطش تيمورلنك
 مجموعة السلطان برقوق
الأهمية التاريخية والموقع (Historical Significance and Location):
المدرسة (The Madrasa - Center of Learning):
المسجد (The Mosque - Architectural Beauty):
القبة (The Dome - Burial and Veneration):
السبيل (The Sabil - Public Service):
الكُتّاب (The Kuttab - Educational Role):
الخصائص الفنية والتكامل الوظيفي (Artistic Features and Functional Integration):

يعد السلطان برقوق من أبرز سلاطين الدولة المملوكية الذين تركوا بصمة واضحة في العمارة الإسلامية، ومن خلال الحديث عن إنجازاته العمرانية يبرز مسجد السلطان برقوق كأحد أهم الشواهد التاريخية التي تعكس روعة الفن الإسلامي في القاهرة حيث يقع المسجد في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويتميز بموقعه الحيوي الذي يجذب الزائرين ثم إنَّ تصميمه المعماري الفريد يجمع بين الزخارف المملوكية والتفاصيل الدقيقة التي تعكس براعة الحرفيين، وعند الانتقال لرسالته الدينية نجد أنه كان مركزاً للعلم والعبادة.

 اين يقع مسجد السلطان برقوق

يقع مسجد السلطان برقوق في قلب القاهرة التاريخية وتحديدًا في شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يُعد من أبرز الشوارع الأثرية في مصر، ويتميز هذا الشارع بأنه متحف مفتوح يجمع بين كثير من المعالم الإسلامية المختلفة حيث يضم مساجد ومدارس ووكالات وأسبلة وقباب مما يمنح الزائر فرصة فريدة للتعرف إلى العمارة الإسلامية وتطورها عبر العصور، ومن خلال هذا الامتداد العمراني يكتسب المسجد موقعًا مميزًا يجعله أحد أبرز محطات السياحة الثقافية والدينية.

تعرف أيضًا على: الأميرة فوزية: شقيقة الملك فاروق وزوجة شاه إيران

وعند الانتقال للحديث عن طبيعة المكان نجد أن المسجد لم يكن مجرد دار للعبادة بل كان أيضًا مدرسة علمية ومركزًا لحفظ القرآن الكريم مما يعكس الجمع بين الجانبين الديني والتعليمي في تخطيطه، ومن ناحية أخرى فإن موقعه في شارع المعز جعله قريبًا من الأسواق والحياة اليومية للناس فصار ملتقى اجتماعيًا وروحيًا في آن واحد، وهذا الارتباط بين البناء والمجتمع يعكس مدى حرص الحكام على أن تكون منشآتهم جزءًا من حياة المواطنين.

وإضافة إلى ذلك فإن الطراز المعماري الذي يظهر في تصميم المسجد يعبر عن ملامح العمارة المملوكية. حيث يجمع بين الفخامة والبساطة في آن واحد مع عناصر زخرفية متقنة وأحجار ضخمة تحيط بالجدران مما يمنح الزائر إحساسًا بعظمة التاريخ، وإذا تأملنا في تفاصيل المكان سنجد أن المدرسة والقباب والسبيل الملحق به تشكل معًا وحدة معمارية متكاملة تعكس عبقرية التصميم وأصالة الفكرة.
ومع مرور الزمن ظل المسجد قائمًا يؤدي دوره في حفظ الذاكرة التاريخية لمدينة القاهرة بل أصبح شاهدًا حيًا على حقبة مهمة من تاريخ مصر الإسلامي ثم إنَّ وجوده وسط مجموعة من أروع المباني التاريخية جعله نقطة جذب أساسية للباحثين والدارسين والسياح على حد سواء وفي النهاية يمكن القول إن موقعه في شارع المعز يمنحه مكانة فريدة تجمع بين الأهمية المعمارية والدينية والثقافية ليظل أحد أبرز معالم القاهرة القديمة.[1]

تعرف أيضًا على: بسمارك وتوحيد ألمانيا الحديثة

السلطان برقوق

 مدرسة السلطان برقوق

مدرسة السلطان برقوق. تعد واحدة من أهم المعالم الإسلامية التي شيدت في العصر المملوكي في قلب القاهرة حيث أسسها ليجعلها مركزًا يجمع بين العبادة والتعليم والخدمات الاجتماعية في وقت واحد، وهذا ما يعكس طبيعة المؤسسات التي ظهرت في تلك الفترة إذ كانت المدارس المملوكية لا تقتصر على دراسة العلوم الدينية فقط بل امتدت لتشمل علوم اللغة والفقه والحديث مما جعلها مقصدًا للعلماء والطلاب على حد سواء. ومن ناحية أخرى فإن موقع المدرسة في شارع المعز لدين الله جعلها في قلب النشاط الديني والعلمي والسياسي، وهو ما أضفى عليها أهمية إضافية.

تعرف أيضًا على: غازان خان: السيرة الذاتية والحكم في الدولة الإيلخانية

وعند النظر إلى التخطيط الداخلي للمدرسة نلاحظ أن تصميمها اعتمد على الأسلوب المملوكي المعروف الذي يقوم على الفناء المكشوف الذي تحيط به الإيوانات الأربعة بحيث يخصص كل إيوان لمذهب فقهي من المذاهب الأربعة. وهذا التخطيط لم يكن اعتباطيًا بل كان يهدف إلى جمع طلاب المذاهب المختلفة في مكان واحد بما يسهم في نشر المعرفة وتبادل الخبرات بين العلماء بالإضافة. إلى أن وجود القبة والضريح أضفى على المكان طابعًا روحيًا يعكس الجمع بين الجانب العلمي والجانب الديني.

الزخارف الحجرية والإرث الاجتماعي لمدرسة برقوق

وإضافة إلى ذلك نجد أن العمارة التي تميز المدرسة توضح براعة الفنانين والحرفيين في استخدام الحجارة المزخرفة والعقود المدببة والمقرنصات الدقيقة التي تزين المدخل والواجهات على سبيل المثال فإن الواجهة الرئيسة تميزت بالضخامة والزخارف الحجرية التي تعكس مزيجًا من القوة والجمال أما الداخل. فقد احتوى على عناصر زخرفية رقيقة كالمحاريب المزينة بالرخام الملون والأرضيات التي اعتمدت على الفسيفساء البديعة مما جعل المكان متحفًا فنيًا يعكس مهارة الصنعة ودقة التفاصيل.

ومن ناحية أخرى فإن. المدرسة لم تكن مجرد بناء معماري بل شكلت مؤسسة اجتماعية حقيقية حيث ضمت سبيلاً لتوزيع الماء على المارة وكتّابًا لتعليم الأطفال القرآن الكريم، وهو ما يعكس دورها في خدمة المجتمع وإحياء قيم التكافل الاجتماعي بالإضافة إلى ذلك. فقد ارتبطت المدرسة بتاريخ مصر السياسي إذ كانت مركزًا لالتقاء العلماء ورجال الدولة. وكان لها دور في صياغة الحياة الفكرية في تلك الحقبة.
ولهذا يمكن القول إن هذه المدرسة لم تكن مجرد مبنى أثري بل كانت رمزًا للعصر المملوكي وذاكرة حية تعبر عن التقاء الدين والعلم والسياسة والفن في مؤسسة واحدة، ولهذا بقيت المدرسة حتى اليوم شاهدًا خالدًا على عبقرية العمارة الإسلامية وأهمية دورها في المجتمع.[2]

تعرف أيضًا على: سليمان القانوني: أعظم سلاطين الدولة العثمانية

السلطان برقوق

 الظاهر برقوق وتيمورلنك

عندما نتناول الحديث عن العلاقة بين الظاهر برقوق وتيمورلنك فإننا نجد أنفسنا أمام مرحلة حرجة في تاريخ المماليك. حيث شهدت تلك الفترة اضطرابات سياسية وعسكرية كبيرة. وكان من أبرزها المواجهة غير المباشرة بين السلطان برقوق. وبين القائد المغولي تيمورلنك الذي كان يسعى إلى بسط نفوذه على مناطق واسعة من العالم الإسلامي. ومن ناحية أخرى فإن. تيمورلنك لم يكن مجرد قائد عسكري بل كان شخصية ذات طموح سياسي ضخم حاول إخضاع الشام والعراق والأناضول. وهو ما جعل المماليك يواجهون تهديدًا وجوديًا في تلك المرحلة.

تعرف أيضًا على: الناصر محمد بن قلاوون أبرز سلاطين المماليك

بالإضافة إلى ذلك. فإن المصادر التاريخية تذكر أن برقوق سعى إلى تعزيز الجبهة الداخلية لمملكته استعدادًا لأي مواجهة محتملة مع تيمورلنك على سبيل المثال. عمل على تقوية الجيش وتحصين المدن وبالأخص المناطق الحدودية القريبة من بلاد الشام إذ كان يدرك أن خطر المغول يمكن أن يأتي من تلك الجهة في المقابل كان تيمورلنك يستمر في حملاته العسكرية المتتالية التي أخضعت مناطق عدة كخراسان وبلاد ما وراء النهر مما زاد من حجم الخطر الذي شعر به المماليك

صراع الرؤى: تحالفات برقوق مقابل بطش تيمورلنك

وإذا نظرنا إلى السياسة التي اتبعها برقوق نجد أنه لم يعتمد على القوة العسكرية فقط بل حاول أن يقيم تحالفات مع بعض القوى المجاورة مثل العثمانيين وبعض أمراء الأناضول وذلك بهدف خلق توازن يحد من توسع تيمورلنك كما أن المؤرخين يشيرون إلى أن برقوق أدرك أهمية كسب ولاء العلماء والقضاة وشيوخ الأزهر لتعزيز مكانته الداخلية وهو ما وفر له دعمًا معنويًا وسياسيًا قويًا أمام خصومه

ومن ناحية أخرى فإن تيمورلنك كان يتبنى أسلوبًا مختلفًا إذ اعتمد على البطش والتوسع السريع دون الالتفات كثيرًا إلى بناء التحالفات السياسية فكان يرى أن القوة وحدها كافية لإخضاع الخصوم، وقد تجلى ذلك في اجتياحه لمدن عدة. حيث ارتكب مذابح ودمارًا هائلًا، وهو ما جعله مصدر رعب للجميع في المنطقة.
وفي النهاية. يمكن القول إن العلاقة بين برقوق وتيمورلنك تعكس صراعًا بين مشروعي مختلفي مشروع مملوكي يسعى إلى الحفاظ على تماسك الدولة ومكانتها في العالم الإسلامي ومشروع مغولي توسعي يهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة. ولهذا بقيت تلك المواجهة. وإن لم تصل إلى معركة حاسمة بينهما. مثالًا على التحديات التي واجهت الدولة المملوكية في أوج قوتها.

 مجموعة السلطان برقوق

مجموعة السلطان برقوق: تحفة العمارة المملوكية

السلطان برقوق

  • الأهمية التاريخية والموقع (Historical Significance and Location):

    • تعد مجموعة السلطان برقوق من أبرز المجموعات المعمارية. في العصر المملوكي.
    • هي انعكاس لقوة المماليك السياسية والفنية وقدرتهم على المزج بين الأصالة والتجديد.
    • تقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي. مما يمنحها مكانة خاصة في السياق الحضاري للقاهرة.
  • المدرسة (The Madrasa – Center of Learning):

    • أنشأها برقوق كمركز لنشر العلوم الدينية والفقهية.
    • شهدت حلقات علمية غنية ودرس فيها كبار العلماء. مما دعم الحياة الفكرية في مصر.
  • المسجد (The Mosque – Architectural Beauty):

    • تميز بتصميم فريد وعمارة إسلامية دقيقة.
    • احتوى على محراب مزخرف ومنبر مصنوع بعناية. مما يعكس جماليات الفن المملوكي.
  • القبة (The Dome – Burial and Veneration):

    • أنشئت لتكون مثوى لـ برقوق وأسرته.
    • تميز تصميمها بالفخامة والهيبة، مما جعلها مقصدًا معماريًا مميزًا.
  • السبيل (The Sabil – Public Service):

    • كان مخصصًا لتوزيع الماء على الأهالي. مما يعكس الجانب الاجتماعي والإنساني في عمارة المماليك.
  • الكُتّاب (The Kuttab – Educational Role):

    • ألحق بالسبيل، وكان مخصصًا لتعليم الأطفال القرآن الكريم، مما يبرز اهتمام برقوق بالجانب التعليمي.
  • الخصائص الفنية والتكامل الوظيفي (Artistic Features and Functional Integration):

    • لم تكن مجرد مبانٍ متجاورة، بل مشروعًا متكاملًا. يجمع بين الدين والعلم والخدمة العامة.
    • تميزت باستخدام الزخارف الهندسية والنقوش الكتابية. واستخدام الرخام والخشب المزخرف، مما أبرز التقدم الفني المملوكي.

تعرف أيضًا على: المنصور قلاوون سلطان مملوكي

وفي الختام فإن الحديث عن مسجد السلطان برقوق. يوضح لنا مكانته البارزة كواحد من أعظم الآثار المملوكية في القاهرة، ومن ناحية أخرى فإن موقعه في شارع المعز لدين الله الفاطمي جعله جزءًا من قلب القاهرة التاريخية، ولذلك فهو. يمثل مزيجًا رائعًا بين الفن المعماري والدور الديني والتعليمي بالإضافة إلى ذلك فإنه. يعكس حرص المماليك على الجمع بين العبادة والعلوم والخدمات المجتمعية. وهكذا يبقى هذا المسجد شاهدًا خالدًا على روعة العمارة الإسلامية وقيمها الحضارية العريقة

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة