قصص الحب فى الشعر العربي

الكاتب : أميرة ياسر
22 نوفمبر 2024
منذ 11 ساعة
قصص الحب فى الشعر العربى
عناصر الموضوع
1- الحب في الشعر العربي القديم
2- أقوال بعض الشعراء عن الحب
المتنبي:
أمرؤ القيس:
قيس ابن ذريح:
كثير عزة:
عمر بن أبى ربيعة
3- أشهر قصص الحب في الشعر العربي القديم
عنترة وعبلة
قيس وليلى
4-  الشاعرة ولادة بنت المستكفي
5- قصة حب بين ولادة وابن زيدون
واشتد حزن ابن زيدون وغيرته من ابن عبدوس؛ فبعث له رسالة على لسان ولادة يقول فيها:
فبعث إليها في قصيدته الشهيرة:

عناصر الموضوع

1- الحب في الشعر العربي القديم

2- أقوال بعض الشعراء عن الحب

3- أشهر قصص الحب في الشعر العربي

4- الشاعرة ولادة بنت المستكفي

5- قصة حب بين ولادة وابن زيدون

قصص الحب فى الشعر العربى يزخر بالعديد من قصص الحب الرائعة التي بينت لنا أنه برغم قسوة الظروف لم تنتهى قصص الحب، فالحب عاطفة إنسانية سامية، ولكن هل كل قصص الحب أكتملت وتوجت بالزواج أم مات الحبيب شوقا؟

1- الحب في الشعر العربي القديم

التراث العربي ملئ بالكثير من قصص الحب والهيام، بعضها انتهى نهاية سعيدة، وبعضها انتهى بطريقة مأساوية وكان أبطال قصص الحب غالبا شعراء بل هم كذلك، وكانت القصائد قديمًا في عصر ما قبل الإسلام تفتتح بالغزل حيث يتغزل الشاعر في حبيبه واصفا جمالها و فتنتها، ثم يسترسل الشاعر بعض ذلك في قصيدته حسب موضوعها وغرضها. وق حفل الشعر العربي القديم بالعديد من حكايات وقصص الحب التي ما زالت عالقة في الأذهان حتى زمننا هذا، مثل: قيس وليلى، عنترة وعبلة، جميل وبثينة وغيرهم الكثير.، ولعل أعظم قصة حب يمكن أن نسردها هي قصة آدم وحواء، وتحكى قصص السابقين أن آدم نزل بالهند ونزلت حواء بجدة وظلا يبحثان عن بعضهما حتى ألتقيا عند جبل عرفات، فغفر لهما خطأتهما وسكنوا الأرض وعمروها ورزقهم الله الذرية. [1]

2- أقوال بعض الشعراء عن الحب

تكلم الشعراء العرب عن الحب في عدة قصائد، مثل:

المتنبي:

لعينيكما يلقى الفؤاد وما لقى

وللحب ما لم يبق منى وما بقى

وما كانت ممن يدخل العشق قلبه

ولكن من يبصر جفونك يعشق

أمرؤ القيس:

من شعراء العصر الجاهلي واشتهر بعمق معانيه وعرف بالمجون وحبه للنساء وقال فيهن قصائد عدة مثل:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل

وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجملي

وإن كنت قد ساءت منى خليقة

فسلى ثيابي من ثيابك تنسل

أغرك منى أن حبك قاتلي

وأنك مهما تأمرى القلب يفعل

وما ذرفت عيناك إلا لتقدمي

بسهميك فى أعشار قلب مقتلي

قيس ابن ذريح:

من شعراء العصر الأموي وعرف بعشقه ل(لبنى الكعبية)

قال فيها: بانت لبيني فهاج القلب من بانا

وكأن ما وعدت مطلا وليانا

الله يدرى وما يدرى به أحد

ماذا أجمجم من ذكراك أحيانا

قد زارني طيفكم ليلا فأرقني

فبت للشوق أذرى الدمع تهنانا

قال في قصيدة (خليلي مالي قد بليت):

خليلي مالي قد بليت ولا أرى

لبيني على الهجران إلا كما هيا

ألا يا غراب البين مالك كلما

ذكرت لبيني طرت عن شماليا

أحب من الأسماء ما وافق اسمها

وأشبهه أو كان منه مدانيا

تمر الليالي والشهور ولا أرى

ولوعى يزداد إلا تماديا

فقد يجمع الله بعدما

يظنان كل أن لا تلاقيا

وقال في قصيدة (إنى لأهوى النوم)

إنى لأهوى النوم في غير حينه

لعل لقاء في المنام يكون

تحدثني الأحلام إنى أراكم

فياليت أحلام المنام يقين

شهدت بأني لم أحل عن مودة

وإني بكم لو تعلمين ضنين

وإن فؤادي لا يلين إلى هوى

سواك وإن قالوا بلى سيلين

كثير عزة:

قصيدة إنى (لأسمو بالوصال): كان هائمًا بحبيبته عزة فقال:

وإنى لأسمو بالوصال إلى التي

يكون شفاء ذكرها وازديارها

وإن خفيت كان لعينيك قرة

وإن تبد يوما ما لم يعمك عارها

هي العيش ما لاقتك يوما بودها

وموت إذا لاقاك منها ازورارها

وقال أيضا:

خليلى هذا ربع فأعقلا

قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت

ومسا ترابا كان ق مس

وبيتا وظلا حيث باتت وطلت

ولا تيأسا أن يمحو الله عنكما

ذنوبا إذا صليتما حيث صلت

وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا

وما موجعات القلب حتى تولت

ووالله ما قاربت إلا تباعت

بصرم ولا أكثرت إلا أقلت

والله ثم الله لا حل بعدها

ولا قبلها من خلة حيث حلت

عمر بن أبى ربيعة

كان أرق شعراء عصره، قال في الحب في قصيدة (طال ليلى):

كال ليلى وتعناني الطرب

واعتراني طول هم ونصب

أرسلت أماء في معتبة

عتبتها وهى أهوى من عتب

فأجابت رقبتي فابتسمت

عن شنيب اللون صاف كالثغب

وقال في قصيدة (حن قلبي):

حن قلبى من بعد ما قد أنابا

ودع الهم شجوة فأجابا

فأستشار المنسى من لوعة الحب

وأبدى الهموم ولأوصابا

وقال في أخرى:

إنى وأول ما كلفت بحبها

عجب وهل في الحب من متعجب

نعت النساء فقلت لست بمبصر

شبها لها أبدا ولا بمقرب

غراء يعشى الناظرين بياضها

حوراء في غلواء عيش معجب [2]

3- أشهر قصص الحب في الشعر العربي القديم

قصص الحب فى الشعر العربى القديم

عنترة وعبلة

من أجمل القصص وأكثرها تداولا بين الناس قصة الفارس العبسي عنترة بن شدداد، الذي إرم بحب ابنه عمه عبلة الرائعة الجمال، وكان قد طلبها من أبيها وأخيها عمرو لكن رفضا بسبب لون بشرته السوداء، ولكى يعجزه عنها طلبوا منه مئة من النوق الحمر مهرا لعبلة وغالب الصعاب وواجه المشاق وأتى بمهرها ولكن أجابوه بالرفض وجعل والدها رأس عنترة مهرا لمن يريد الزواج منها، وفى النهاية تزوجت عبلة من فارس عبسي، أما عنترة فبقى هائما في الصحراء ينشد الشعر في عبلة، وكان مما كتبه فيها:

زار الخيال خيالي في الكرى

لمتيم نشوان فى محلول العرى

فنهضت أشكو ما لقيت لبعدها

فتنفست مسكا يخالط عنبرا

فضممتها كيما أقبل ثغرها

والدمع من جفني قد بل الثرى

يا عبل إن هواك قد جاز المدى

وأنا المعنى فيك من دون الورى

يا عبل حبك فى عظامي مع دمى

لما جرت روحي بجسمي

قيس وليلى

أحب قيس بن الملوح ابنه عمه ليلى بنت المهدى وكان صغيران يرعيان إبل أهليهما، ولما كبرت ليلى حجبها أهلها عنه وظل قيس على حبه لها وبادلته ليلى الحب، ولما عرف والدها من الناس حبهما غضب ورفض زواجه منها فحزن قيس واعتلت صحته وتدخل والده فذهب لأخيه وقال له: إن ابن أخيك على وشك الهلاك أو الجنون فزوجها له، كنه رفض وأصر على أن يزوجها لغيره وهو “ورد بن محمد”فاعتزل قيس الناس وصار يهيم في الوديان وليس فى ذكراه إلا ليلى، وظل يزور آثار ديارها، ويبكى ويكتب الشعر، حتى أسموه مجنون ليلى.وكانت ليلى تبادله ذلك الحب حتى مرضت وألم بها الهزال وماتت قبله، ولما علم بموتها صار يأتى لقبرها راثيا لها حتى ماتن ومن شعره في ليلى قصيدة (لو كان لي قلبان)

لو كان لي قلبان لعشت بواحد

وأفردت قلبا في هواك يعذب

لكن لي قلبا تملكه الهوى

لا العيش يحلو له ولا الموت يقرب

كعصفورة في كف كفل يهينها

تعانى عذاب الموت والطفل يلعب

فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها

ولا الطير مطلوق الجناح فيذهبا [3]

4-  الشاعرة ولادة بنت المستكفي

هي أميرة أندلسية أجادت الشعر، وهى ابنة الخليفة المستكفي بالله، أمها جارية إسبانية وقد ورثت عنها عينيها الزرقاوين وبشرتها البيضاء وشعرها الأصهب، وكانت موهبتها في الشعر فذة، وكانت تبوأت مكانة عظيمة في زمانها بسبب ثقافتها وجمالها وفتنتها، كان قصر ولادة قبلة الشعراء تستقبلهم كل يوم وتشركهم في المناقشات الشعرية. [4]

5- قصة حب بين ولادة وابن زيدون

نشأ بينها وبين(ابن زيدون)قصة حب جارفة وكان ابن زيدون وزيرا يحظى بمكانة مرموقة آنذاك، ونشأت بينهما قصة حب بعد أن ألتقيا في مجلسها، ووصل حبهما أنه كانت تطلب منه اللقى ذات يوم لاحظت ولادة ميل ابن زيدون لجارية عندها فغارت ولكنها كانت واثقة بنفسها، فكتبت:

لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا

لم تهو جاريتي ولم تتخيرا

وتركت غصنا مثمرا بجماله

وجنحت للغصن الذي لم يثمرا

وزاد حب ابن زيدون لولادة اشتعالا في نفس الوقت الذي ذبل حبها له، وفى هذه الأثناء وقع (أبو عامر ابن عبدوس) في حب ولادة فأنشد ابن زيدون يخاطبه:

أثرت هز بر الثرى إذ ربض

ونبهته إذا هدا فأعتمض

وما زلت تبسط مسترسلا

إليه يد البض لما انقبض

حذار حذار فإن الكريم إذا

سيم خسفا أبى فأمتعض

عمت لشعرى ولم تتئد

تعارض جوهره بالعرض

أضاقت أساليب هذا القريض

أم عَقَار سمه فأنقرض

لعمري فوفت سهم النضال

فأرسله لو اصبت الغرض

واشتد حزن ابن زيدون وغيرته من ابن عبدوس؛ فبعث له رسالة على لسان ولادة يقول فيها:

“أما بعد، أيها المصاب بعقله، المورط بجهله، البين سقطه، الفاحش غلطه، العاثر في ذيل اغتراره، الأعمى عن شمس نهاره، الساقط سقوط الذباب على الشراب، المتهافت تهافت الفراش في الشهاب، فإن العجب أكبر، ومعرفة المرء نفسه أصوب، وأنك راسلتني مستهديا من صلتي ما صفرت منه أيدى أمثالك، متصديا من خلتي ما قرعت دونه أنوف أشكالك” واجتمع مع غيره ابن زيدون غروره وكتب أبياتا يصف فيها ابن عبدوس بأنه فأر يأكل فضلات طعامه:

أَكرِم بِوَلّادَةٍ ذُخراً لِمُدَّخِرٍ لَو فَرَّقَت بَينَ بَيطارٍ وَعَطّارِ

قالوا أَبوعامِرٍ أَضحى يُلِمُّ بِها قُلتُ الفَراشَةُ قَد تَدنو مِنَ النارِ

عَيَّرتُمونا بِأَن قَد صارَ يَخلُفُنا فيمَن نُحِبُّ وَما في ذاكَ مِن عارِ

أَكلٌّ شَهِيٌّ أَصَبنا مِن أَطايِبِهِ بَعضاً وَبَعضاً صَفَحنا عَنهُ لِلفارِ

لكن ولادة عندما سمعت تلك الأبيات قررت هجر ابن زيدون للأبد. وظل ابن زيدون يهيم حبا ب”ولادة” التي صرفت نظرها عنه للأبد، وذبلت عواطفها نحوه.

فبعث إليها في قصيدته الشهيرة:

أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا

ونـاب عن طيب لقيـانا تجافينـا

ألا وقد زال يضحكنا أنسا بقربهم

قد عاد يبكينا غيظ العدا من تساقينا

فانحل ما كان مفقـودا بأنفسـنا

وانبت ما كان موصولا بأيدينــا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم

رأيا ولـم نتقـلد غــيره دينـــا

ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد

بنا ولا أن تسـروا كاشحـا فينـا

كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه

وقد نسينـا فما لليـأس يغرينـا

بنتم وبنـا فمـا ابتلت جوانحنـا

شوقـاً إليـكم ولا جفت مآقينـا

نكاد حين تناجيـكم ضمـائرنا

يقضي علينـا الأسى لولا تأسينا

حالت لفقـدكم أيامنـا فغـدت

سودا وكانت بكـم بيضاً ليالينا

إذا جانب العيش طلق من تآلفنا

ومورد اللهو صاف من تصافينا

ولم تعبأ”ولادة” بهذه الكلمات واعتبرت أن قصة حبها معه مجرد ذكرى وانتهت رغم ما تركه هذا الحب العنيف من أثر بالغ فى كليهما، وكان كبرياء ولادة يمنعها من الصفح عن ابن زيدون رغم شدة حبها له، ولم تتزوج ولادة بنت المستكفى طوال حياتها، وماتت وحيدة في قصرها، ومن أجمل قصائدها:

أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق

سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي

وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا

أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ

فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة

لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي

تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي

وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي

سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً

بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ [5]

وفى الختام حول موضوع قصص الحب في الشعر العربي القديم الحب عاطفة جميلة لكن أحيانا تودى بصاحبها إلى الهلاك كما فعلت في بعض الشعراء، لذا لا بد أن يقترن الحب ببعض من تحكيم العقل، وعدم السير تبعا للعاطفة فقط حتى يكون حبا متوازنًا وإيجابيًا.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة