السنا: ملين طبيعي للتخلص من الإمساك

لقد عرفت السنا في الطب النبوي والطب العربي القديم كمنظف للجهاز الهضمي. واليوم تؤكد الأبحاث الحديثة فعاليتها كملين طبيعي سريع المفعول، في هذا المقال سننطلق في رحلة استكشافية لفهم القوة الحقيقية. وسنتعلم سويًا كيف تعمل هذه العشبة على تليين الأمعاء وتحسين حركتها وسنكشف عن دورها الهام في تنظيف القولون قبل الإجراءات الطبية.

كيف تعمل عشبة السنا على تليين الأمعاء

يكمن السر في فاعلية عشبة السنا كملين قوي في تركيبتها الكيميائية الفريدة وتحديداً في وجود مركبات تسمى جليكوسيدات الأنثراكينون. هذه المركبات هي التي تمنح العشبة قوتها الملينة. بعد تناول عشبة السنا لا يتم امتصاص هذه المركبات في الأمعاء الدقيقة، وبدلاً من ذلك تنتقل إلى القولون. حيث تقوم البكتيريا الطبيعية الموجودة بتحويلها إلى مواد فعالة تسمى سينوسيدات.

تؤدي هذه السينوسيدات إلى تحفيز حركتين رئيسيتين: أولاً تعمل على تهييج بطانة القولون بشكل لطيف مما يحفز العضلات على الانقباض بقوة أكبر ودفع البراز، وثانياً تمنع إعادة امتصاص الماء والإلكتروليتات من القولون. نتيجة لذلك يبقى البراز محتفظاً بكمية أكبر من الماء ويصبح أكثر ليونة بالإضافة إلى زيادة حركة الأمعاء، وهذا التأثير المزدوج يضمن حركة أمعاء سريعة وفعالة للتخلص من الإمساك مما يجعلها دواءً ملينًا من الدرجة الأولى

إن هذه الآلية القوية هي التي تجعلنا نتفكر في الحكمة وراء استخدامها مما يثير التساؤل لماذا أمرنا الرسول بتناول عشبة السنا مكي؟ إشارة إلى قيمتها العلاجية العميقة. [1]

تعرف أيضًا على: الزيتون: من الشجرة إلى المائدة – بركة متكاملة

فوائد السنا لتنظيف القولون قبل العمليات

بسبب فاعلية السنا وقدرتها على إحداث تفريغ كامل وسريع للقولون فإنها تستخدم بشكل شائع في المجال الطبي. كجزء من عملية تحضير المرضى قبل الخضوع لبعض الإجراءات الجراحية أو التنظيرية. تنظير القولون أو بعض أنواع الجراحة تتطلب أن يكون القولون نظيفًا تمامًا وخاليًا من البراز لضمان رؤية واضحة لجدار الأمعاء أو لتقليل خطر حدوث عدوى. فهي توفر هذا التنظيف بفعالية.

تعتبر السنا في هذه الحالة بديلاً طبيعياً فعالاً للمستحضرات الكيميائية المنظفة التي قد تكون قاسية على الجهاز الهضمي. يتم إعطاءها في هذه الحالات بجرعات محددة وتحت إشراف طبي لضمان التطهير الكامل قبل الإجراء. الاستخدام الموثق في تنظيف الأمعاء يعزز سمعتها كعشبة ذات قيمة علاجية هامة وهو ما يجيب على تساؤل ما هي فوائد عشبة السنا؟ بأنها تتجاوز مجرد علاج الإمساك العارض لتشمل الدعم الطبي.

من الجدير بالذكر أن هذا الاستخدام الطبي يختلف عن استخدامها لعلاج الإمساك المنزلي. حيث تكون الجرعات والتركيز تحت إشراف متخصصين لضمان أفضل نتيجة تنظيف ممكنة. [2]

تعرف أيضًا على: الزنجبيل: جذور الطاقة والصحة

طريقة استخدام السنا بشكل آمن وفعال

للاستفادة القصوى من خصائص السنا الملينة مع تجنب آثارها الجانبية غير المرغوبة يجب اتباع طريقة تحضير واستهلاك دقيقة خاصةً أنها عشبة قوية المفعول، وطريقة تحضير مغلي هي استخدم كمية صغيرة عادة نصف ملعقة صغيرة من أوراق السنا الجافة، ثم وضع الأوراق في كوب من الماء المغلي وتركها لتنقع لمدة 5 إلى 10 دقائق فقط. ولا تغلى أوراقها. لأن الغليان يزيد من تركيز المركبات ويجعل المشروب أقوى وأكثر احتمالاً للتسبب في آلام ومغص.

صفِّ المشروب وتناوله دافئًا، كما يمكن إضافة بعض أوراق النعناع أو بذور الشمر لتقليل حدة الطعم وتقليل الغازات والمغص. الذي قد يصاحب استخدام السنا، ويفضل تناول مغلي السنا قبل النوم حيث أن تأثيره يستغرق عادة من 6 إلى 12 ساعة للبدء.

من الضروري التفريق بين الأعشاب المتشابهة في الشكل أو الاسم فقد يتساءل البعض هل الشمر هو السنا؟ والإجابة هي لا الشمر عشبة مهدئة للمعدة ومطردة للغازات بينما السنا عشبة ملينة قوية.

تعرف أيضًا على: العنب: طاقة سريعة وصحة القلب

المدة القصوى لاستخدام السنا المتواصل

على الرغم من فاعلية السنا إلا أنه يجب التعامل معها بحذر شديد وعدم استخدامها بشكل متواصل أو مزمن. حيث تعتبر علاجًا للإمساك العارض أو الطارئ فقط، فالمدة القصوى الموصى بها لاستخدام السنا هي سبعة أيام متواصلة كحد أقصى وإذا لم يتم حل مشكلة الإمساك خلال هذه الفترة فيجب التوقف عن استخدامها والبحث عن بدائل أخرى أو استشارة الطبيب لتحديد السبب.

الاستخدام المتواصل والمزمن أو أي ملين منشط آخر يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة وغير مرغوبة، أهمها

• الاعتمادية: قد تعتاد عضلات القولون على التحفيز الخارجي وتصبح كسولة وغير قادرة على الحركة. بشكل طبيعي دون مساعدة السنا.
• اضطراب الإلكتروليتات: الاستخدام المزمن يسبب فقدانًا مفرطًا للبوتاسيوم. مما قد يؤدي إلى اضطرابات في وظائف القلب وضعف العضلات.
• تغير لون القولون: وهو تغير صبغي غير ضار بشكل عام لكنه مؤشر على الاستخدام المزمن للملينات المنشطة.

تعرف أيضًا على: الصبار (الألوفيرا): صيدلية المنزل الطبيعية

لذلك يجب استخدام السنا كحل مؤقت لحالة الإمساك الحادة وليس كروتين يومي. وهنا يبرز الفرق بين ما هو السنا وما هو السنوت؟ السنوت هو الشمر، ويستخدم السنا بوعي وحذر.

تعرف أيضًا على: القرنفل: مسكن الآلام الطبيعي

بدائل السنا الآمنة للإمساك المزمن

نظرًا للمحاذير المرتبطة بالاستخدام المتواصل لالسنا من الضروري التعرف على بدائل أكثر أمانًا وفعالية يمكن الاعتماد عليها في حالات الإمساك المزمن. أو للحفاظ على صحة الأمعاء بشكل يومي. تعتمد البدائل الآمنة على تحسين العادات الغذائية وزيادة استهلاك الملينات التي تعتمد على الألياف الطبيعية أو الملينات الأسموزية التي تسحب الماء إلى الأمعاء.

ومن البدائل الآمنة والفعالة للإمساك المزمن هي الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان: مثل نخالة الشوفان وبذور الكتان وبذور الشيا والفواكه المجففة. والملينات الأسموزية مثل حليب المغنيسيا أو البولي إيثيلين جلايكول وهي تعمل عن طريق سحب الماء إلى الأمعاء لتليين البراز، ولا ننسى بروبيوتيك لتحسين توازن بكتيريا الأمعاء مما قد يعزز حركة الأمعاء الطبيعية.

زيادة شرب الماء والسوائل لأن الجفاف هو أحد الأسباب الرئيسية للإمساك وزيادة النشاط البدني لأن ممارسة الرياضة تساعد على تحفيز حركة الأمعاء الطبيعيةة الاعتماد على هذه البدائل يضمن علاجًا طويل الأمد للإمساك المزمن دون مخاطر الاعتمادية أو اضطراب الإلكتروليتات المرتبطة بالملينات المنشطة مثل السنا.

تعرف أيضًا على: المليسا: ضد الفيروسات ومحسن للمزاج

في الختام لقد انتهت رحلتنا مع عشبة السنا وتأكدنا أنها قوة علاجية يجب استخدامها بوعي وحكمة، تعلمنا كيف تعمل مركباتها النشطة على تليين الأمعاء وتحفيزها ودورها الهام في تنظيف القولون لبعض الإجراءات الطبية، والأهم سلطنا الضوء على ضرورة عدم تجاوز مدة السبعة أيام لاستخدام السنا لتجنب مخاطر الاعتمادية واضطراب الإلكتروليتات، وتعرفنا على بدائل آمنة وأكثر استدامة للإمساك المزمن ترتكز على الألياف والترطيب، السنا هي أداة قوية للإمساك العارض وليست روتينًا يوميًا، استخدم هذا الكنز الطبيعي بذكاء واجعل الألياف والماء هما أساس نظامك اليومي للحفاظ على جهاز هضمي سليم.

أسئلة شائعة

س 1: هل يمكن للمرأة الحامل أو المرضع تناول عشبة السنا؟

ج: لا ينصح بتناول عشبة السنا للمرأة الحامل أو المرضع إلا تحت إشراف طبي دقيق، والاستخدام المفرط. قد يحفز انقباضات الرحم في الحمل وقد تنتقل بعض مركبات السنا إلى حليب الأم وتؤثر على الرضيع.

س 2: لماذا قد يشعر البعض بآلام في البطن بعد تناول السنا؟

ج: يشعر البعض بالمغص أو التقلصات لأن السنا هي ملين منشط، مركبات الأنثراكينون تحفز عضلات القولون للانقباض بقوة لدفع البراز، ولتخفيف المغص يجب تقليل الجرعة أو نقع الأوراق لمدة أقصر، وإضافة النعناع أو الشمر للمغلي.

س 3: هل تساهم السنا في فقدان الوزن أو التنحيف؟

ج: السنا لا تحرق الدهون ولا تزيد الأيض أي فقدان للوزن يحدث يكون نتيجة للتخلص من محتوى الأمعاء والبراز المتراكم أو السوائل الزائدة احتباس الماء، هذا الفقدان مؤقت ولا يمثل فقدانًا حقيقيًا للدهون ولا يجب استخدامها للتنحيف.

س 4: هل يمكن استخدام بذور السنا بدلاً من أوراقها في المغلي؟

ج: نعم، يمكن استخدام بذور السنا وقرونها التي تحتوي على البذور بدلاً من الأوراق، والقرون والبذور غالبًا ما تكون أقل قوة وتهيجًا من الأوراق ويمكن أن تكون خيارًا أكثر لطفًا لبعض الأشخاص وتستخدم بنفس طريقة النقع.

س 5: هل تناول السنا بشكل متكرر يسبب القولون الكسول؟

ج: نعم الاستخدام المتكرر والمزمن لعشبة السنا أو أي ملين منشط آخر يمكن أن يؤدي إلى حالة تعرف باسم القولون الكسول أو الاعتمادية الملينية حيث تفقد عضلات القولون قدرتها الطبيعية على الانقباض دون التحفيز الكيميائي.

س 6: هل يمكن استخدام السنا لعلاج البواسير؟

ج: لا تستخدم السنا كعلاج للبواسير نفسها ولكنها مفيدة للمرضى الذين يعانون من البواسير المصحوبة بالإمساك، فمن خلال تليين البراز وتسهيل الإخراج تقلل السنا من الضغط والشد أثناء التبرز مما يخفف من تهيج البواسير.

• nhs About senna -بتصرف
• 1mg Senna : Benefits, Precautions and Dosage | 1mg -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم