سيرة ابن الرومي

الكاتب : هبه وليد
01 ديسمبر 2024
منذ 4 أيام
سيرة ابن الرومي
عناصر الموضوع 
1- نَبْذَة عن ابن الرومي
بما وصفه طه حسين؟
2- معلومات عن ابن الرومي             
3- شعر ابن الرومي
أسلوبه الشعري وموضوعاته
براعة في الهجاء
وصفه للبحتري
4- سيرة ابن الرومي
تفاعله مع الطبيعة
5- وفاة ابن الرومي

عناصر الموضوع 

1- نَبْذَة عن ابن الرومي

2- معلومات عن ابن الرومي

3- شعر ابن الرومي

4- وفاة ابن الرومي

الشاعر ابن الرومي هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بلقب ابن الرومي.وُلد في شهر رجب من عام 221هـ في بغداد، ويعود أصله من جهة الأب إلى الروم، ومن جهة الأم إلى الفرس. يعد ابن الرومي من أبرز الشعراء المولّدين في القرن الثالث الهجري خلال العصر العباسي.

يتميز شعره بالسلاسة والعذوبة والإطناب. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتسم هجاؤه بطابع كاريكاتوري.

1- نَبْذَة عن ابن الرومي

ابن الرومي كان مولى لعبد الله بن عيسى، ولا شك أنه من أصل رومي، حيث يذكر ذلك ويؤكده في عدة مواضع من ديوانه.أما والدته فكانت من أصل فارسي، وهي امرأة تقية وصالحة ورحيمة، كما يتضح من رثائه لها.

يُعتبر ابن الرومي شاعرًا بارزًا من العصر العباسي، ويُصنف إلى جانب بشار والمتنبي في فئة كبار الشعراء في تلك الحقبة.

عاصر العديد من المآسي التي تركت بصماتها على قصائده، حيث تنوعت أشعاره بين المدح والهجاء والفخر والرثاء. كان من الشعراء المتميزين في عصره، وله ديوان شعر مطبوع.[1]

بما وصفه طه حسين؟

وصفه طه حسين قائلاً: “نعلم أنه كان سيئ الحظ في حياته، ولم يكن محبوبًا لدى الناس، بل كان مبغضًا لهم.كما كان يحسد أيضًا.ولم يكن سوء حظه هو السبب الوحيد، بل ربما كان ذلك نتيجة لطبيعته الحادة والمضطربة، فقد كان معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، وحساسًا بشكل مفرط.”

أما ابن خلكان فقد وصفه قائلًا: “الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص في المعاني النادرة ويستخرجها من أماكنها، ويبرزها في أجمل صورة، ولا يترك المعنى حتى يستوفيه بالكامل.”

ابن الرومي تلاقى تعليمه على يد محمد بن حبيب، وبدأ في نظم الشعر منذ وقت مبكر. خلال حياته، واجه العديد من الكوارث والنكبات التي لم تمنحه فرصة للتفاؤل، مما جعل أشعاره تعكس تجاربه المؤلمة. إذا نظرنا إلى تاريخ مآسيه، نجد أنه ورث عن والده ثروات كبيرة، لكنه أضاع جزءًا منها بسبب إسرافه ولهوه. علاوة على ذلك، هاجم الجراد مزروعاته، كما احترقت ضيعته وغُصبت داره.

وبعد وفاة والده، لحقته مصائب أخرى، حيث توفيت والدته، ثم أخوه الأكبر وخالته. وبعد زواجه، فقد زوجته وأولاده الثلاثة، ليظل يعيش في حالة من الحزن المستمر.

ابن الرومي

2- معلومات عن ابن الرومي             

كان ابن الرومي شغوفًا بالعلم، حيث انخرط منذ صغره في مجالس العلماء والفقهاء والأدباء والرواة. وقد درس على يد عدد من المعلمين، من بينهم أبو العباس ثعلب الذي تتلمذ على يد حماد بن المبارك. كما اهتم بتعلم الفلسفة، بالإضافة إلى سعيه لاكتساب الثقافة المعاصرة، والشعر، ورواية الأدب القديم والحديث. [2]

3- شعر ابن الرومي

معاناته في بلاط الخلفاء العباسيين
ابن الرومي، شاعر عباسي، عاصر ثمانية من الخلفاء العباسيين، وكان معظمهم يرفضون مديحه ويردون إليه قصائده، ولا يبدون له العطايا. وقد عبر عن معاناته في ذلك بقوله:
“قد بُلينا في دهرنا بملوكٍ
أدباءٍ عَلِمْتُهمْ شعراءِ
إن أجدنا في مدحِهم حسدونا
فحُرِمنا منهُمْ ثوابَ الثناءِ
أو أسأنا في مَدْحهم أنَّبونا
وهَجَوْا شعرَنا أشدَّ هجاءِ
قد أقاموا نفوسَهم لذوي المدْ
حِ مُقامَ الأندادِ والنظراءِ”

أسلوبه الشعري وموضوعاته

تميز ابن الرومي بعمق إحساسه وابتعاده عن التظاهر والتلفيق. حيث نجح في دمج الفخر بالمدح. في قصائده. كان يفضل المدح على الشكوى والأنين، سعيًا لمشاركة السامع في مصائبه مع تذكيره بالألم والموت. إضافة إلى ذلك، كان معروفًا بحادة مزاجه، واعتُبر من أبرز شعراء عصره في الوصف وأبلغهم في الهجاء. كما استكشف مجالات متعددة في الشعر، مما منح أشعاره طابعًا مميزًا من الحركة والدقة في الوصف، مع اهتمام خاص بالموسيقى والقافية، ما جعل أشعاره تتميز بجمالية فريدة.

براعة في الهجاء

في المقابل، كان ابن الرومي بارعًا في الهجاء، حيث كان هجاؤه قاسيًا ومبالغًا فيه، بحيث يصور الشخص المهجو بشكل كاريكاتوري ساخر. وقد قال عنه المرزباني: “لا أعلم أنه مدح أحدًا من رئيس أو مرؤوس إلاّ عاد إليه فهجاه، ولذلك قلت إن فائدته من قول الشعر قليلة، وتحاماه الرؤساء.”

وصفه للبحتري

أما عن وصفه للبحتري، فقد قال فيه:
“البُحْتُريُّ ذَنُوبُ الوجهِ نعرفُهُ
وما رأينا ذَنُوبَ الوجه ذا أدبِ
أَنَّى يقولُ من الأقوال أَثْقَبَهَا
من راح يحملُ وجهًا سابغَ الذَنَبِ
أوْلى بِمَنْ عظمتْ في الناس لحيتُهُ
من نِحلة الشعر أن يُدْعَى أبا العجبِ
وحسبُه من حِباءِ القوم أن يهبوا
له قفاهُ إذا ما مَرَّ بالعُصَبِ
ما كنت أحسِبُ مكسوًا كَلحيته
يُعفَى من القَفْدِ أو يُدْعى بلا لقبِ”
تظهر هذه الأبيات مدى إبداع ابن الرومي في استخدام الهجاء والوصف الدقيق، مما جعله شاعرًا مميزًا في عصره.[3]

4- سيرة ابن الرومي

تفاعله مع الطبيعة

مدح ابن الرومي أبا القاسم الشطرنجي والقاسم بن عبد الله، وزير المعتضد، حيث أبدع في وصف الطبيعة وتفوق على غيره من الشعراء في هذا المجال. تفاعل ابن الرومي بعمق مع عناصر الطبيعة وأجوائها، معبرًا عن مشاعره تجاهها، وقد أحبها بشغف. ومن بين ما قاله في وصفها:
“ورياضٍ تخايلُ الأرض فيها
خُيلاء الفتاة في الأبرادِ
ذات وشيْ تناسَجَتْهُ سوارٍ
لَبقاتٌ بحْوكِه وغوادِ

شكرتْ نعمةَ الوليِّ على الوسْ
مِيِّ ثم العِهاد بعد العِهادِ
فهي تُثني على السماء ثناء
طيِّب النشر شائعًا في البلادِ”

حكمته في الحياة
ثم قال ابن الرومي:
“عدوُّكَ من صديقك مستفاد
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَ
فإن الداءَ أكثرَ ماتراهُ
يحولُ من الطعام أو الشرابِ
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدوًا
مبينًا  والأمورُ إلى انقلابِ”

تميزه في الرثاء
تميز ابن الرومي في فن الرثاء، الذي عكس حزنه بسبب ما مر به من آلام، خاصة في رثائه لابنه الأوسط، حيث قال:
“أبُنَيّ إنك والعزاءَ معاً
بالأمس لُفَّ عليكما كفنُ
فإذا تناولتُ العزاء أبى
نَيْلِيه أن قد ضمَّه الجُننُ
أبُنيّ إن أحزنْ عليك فلي
في أن فقدتُك ساعةً حزنُ”

5- وفاة ابن الرومي

مكيدة الوزير
ابن الرومي توفي نتيجة التسمم ودفن في بغداد. في هذا السياق، ذكر العقاد أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سلمان بن وهب، وزير الإمام المعتضد، كان يخشى هجاءه وكلمات لسانه الفاحشة. لذلك، دبر له ابن فراش مكيدة، حيث قدم له حلوى مسمومة في مجلسه. وعندما تناولها، شعر بآثار السم، فسأله الوزير: “إلى أين تذهب؟” فأجابه: “إلى المكان الذي أرسلتني إليه.” فقال الوزير: “سلم على والدي.” فرد ابن الرومي: “ما طريقي إلى النار.[4]

سخرية ووفاة
إذن، تبرز المكيدة التي أدت إلى وفاة ابن الرومي، التي تكشف عن السخرية والظلم في اللحظات الأخيرة. في الختام، كان التخلص من ابن الرومي هدفًا للعديد من الحكام، خوفًا من هجائه اللاذع. لذلك، دبر الوزير القاسم بن وهب خطة لاغتياله بالسم، خشية أن تسيء هجاءاته إليهم. عبر ابن الفراش، دس الوزير السم في حلوى قدمت له في المجلس. عندما تناولها، بدأ السم يؤثر عليه سريعًا. فسأله الوزير بسخرية: “إلى أين تذهب؟” فأجابه: “إلى المكان الذي بعثتني إليه!” فرد الوزير: “سلم على والدي.” قال ابن الرومي: “ليس طريقي النار!” ثم توفي، مؤكدًا أنه أنهى حياته كما عاش، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا لا يُضاهى.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة