أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة وقائد الشام المتواضع

الكاتب : روان نصر
15 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 60
منذ 6 ساعات
أبو عبيدة بن الجراح
من هو أبو عبيدة بن الجراح؟
أبو عبيدة بن الجراح تاريخ ومكان الميلاد:
قصة إسلام أبو عبيدة بن الجراح ومواقفه مع النبي ﷺ
منزلته عند النبي ﷺ
دوره بعد وفاة النبي ﷺ
صفات أبو عبيدة بن الجراح و فضائل أبو عبيدة بن الجراح:
سبب وفاة أبو عبيدة بن الجراح:
كيف مات القائد أبو عبيدة بن الجراح؟
وفاته:
موقف عمر بن الخطاب من وفاته:
لماذا سمي أبو عبيدة بن الجراح بأمين الأمة؟
قال رسول الله ﷺ:
الأمانة في القيادة:
الأمانة في حفظ الدين:
الأمانة في المال:
التجرد والإخلاص:
ماذا قال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب؟
وجاء في بعض الروايات أنه قال أيضًا:
موقف عمر بن الخطاب من رد أبي عبيدة:
ثم قال بعد وفاته:

في صفحات التاريخ الإسلامي تبرز أسماء عظيمة تركت بصمات لا تُنسى في مسيرة الدعوة والفتوحات، ومن بين هؤلاء الأبطال يلمع اسم أبو عبيدة بن الجراح ، القائد الأمين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “لكل أمة أمين، وهو أمين هذه الأمة “. فقد كان مثالاً في التواضع، والشجاعة، والإخلاص في سبيل الله.

من هو أبو عبيدة بن الجراح؟

أبو عبيدة بن الجراح تاريخ ومكان الميلاد:

تاريخ الميلاد: حوالي 40 قبل الهجرة، الموافق تقريبًا 584 ميلادية

مكان الميلاد: مكة المكرمة – في شبه الجزيرة العربية، من قبيلة قريش، فرع بني فهر.

زوجة أبو عبيدة بن الجراح : لأن أغلب كتب التراجم ركزت على دوره السياسي والديني والعسكري، ولم يكن من الصحابة الذين اشتهروا بكثرة الأزواج أو الذرية مثل علي بن أبي طالب أو عبد الرحمن بن عوف، لذا لم يُذكر له نسب أو أولاد في المصادر المعتبرة.

أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي، أحد كبار الصحابة ومن أعظم رجال الإسلام. وُلِد في مكة في قبيلة قريش، وكان أبو عبيدة بن الجراح السابقين الأولين إلى الإسلام، لمعرفة على يد من أسلم أبو عبيدة بن الجراح هو أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للدعوة الإسلامية.

قصة إسلام أبو عبيدة بن الجراح ومواقفه مع النبي ﷺ

كان أبو عبيدة من أول عشرة أسلموا، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة. شهد مع النبي ﷺ كل الغزوات، وكان له مواقف بطولية عظيمة، أبرزها:

غزوة بدر: شارك فيها بفاعلية، وواجه والده الذي كان مع المشركين، فقتله مضطرًا في ساحة المعركة من أجل نصرة دين الله، في مشهد يجسد قمة الإيمان والتجرد.

غزوة أحد: كان من الذين ثبتوا مع النبي ﷺ، وأحد من دافعوا عنه دفاع الأبطال، حتى قيل إنه اقتلع حلقتي المغفر من وجه النبي بأسنانه يوم أحد، وسقطت ثنيتاه من شدة الحرص والحب لرسول الله.

تعرف أيضاَ على:ماذا تعرف عن الصحابة؟ أسئلة وأجوبة مميزة!

أبو عبيدة بن الجراح

منزلته عند النبي ﷺ

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويثق به كثيرًا، وقال فيه الحديث الشهير:

“إن لكل أمة أمينًا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح

رواه البخاري ومسلم.

وقد اختاره النبي ﷺ لقيادة بعض السرايا، رغم وجود كبار الصحابة، دلالة على ثقته العالية به.

دوره بعد وفاة النبي ﷺ

بعد وفاة النبي، كان أبو عبيدة من أبرز القادة العسكريين في خلافة أبي بكر وعمر:

في عهد أبي بكر الصديق: عُيّن قائدًا على جيوش المسلمين في الشام، وشارك في معارك حاسمة ضد الروم.

معركة اليرموك: كان له دور كبير في قيادة المسلمين وتحقيق النصر على الروم.

فتح الشام: قاد فتح دمشق، حمص، وبيروت، وكان يتصف بالعدل والرحمة في معاملة أهل البلاد المفتوحة.

وقد أراد عمر بن الخطاب أن يختاره خليفة بعده، لولا أن الأجل سبقه.

صفات أبو عبيدة بن الجراح و فضائل أبو عبيدة بن الجراح:

زاهدًا متواضعًا: رغم مناصبه، عاش حياة بسيطة.

أمينًا صادقًا: حتى لقّبه النبي بـ “أمين هذه الأمة”.

شجاعًا مقدامًا: لا يتردد في القتال ولا يخشى الموت.

عادلًا رحيمًا: في تعامله مع أهل الذمة والأعداء.

سبب وفاة أبو عبيدة بن الجراح:

توفي أبو عبيدة بن الجراح في عام 18 هـ (حوالي 639م) في بلاد الشام، بسبب طاعون عمواس الذي أصاب تلك المنطقة. كان عمره آنذاك حوالي 58 عامًا، ودفن هناك.

وقد بكاه عمر بن الخطاب بكاءً شديدًا، وقال:

“لو كنت متمنيًا شيئًا لتمنيت أن يكون أبو عبيدة حيًّا، فأستخلفه”. [1]

تعرف أيضاَ على:أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

أبو عبيدة بن الجراح

كيف مات القائد أبو عبيدة بن الجراح؟

كان أبو عبيدة بن الجراح قائدًا عامًا على جيوش المسلمين في الشام، وعرف بعدله وحكمته في القيادة. وعندما انتشر الوباء، كتب إليه الخليفة عمر بن الخطاب يطلب منه القدوم إلى المدينة المنورة حفاظًا على حياته، فقال له في رسالة:

“إني عرضت لك حاجة، فلا عذر لك في التخلف عنها، فإذا جاءك كتابي هذا ليكن النهار الذي تقف فيه على الطريق”.

لكن أبو عبيدة بن الجراح رفض مغادرة الشام، وكتب إلى عمر يقول:

“يا أمير المؤمنين، إني في جند من المسلمين، ولا أرغب بنفسي عنهم”.

وأصر على البقاء مع جنوده وأهله، رغم علمه بخطورة مرض الطاعون ، واحتسب ذلك عند الله. وكان يقول للناس:

“إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم”.

وفاته:

أصيب أبو عبيدة بالطاعون، ومرض أيامًا قليلة، ثم تُوفي في بلدة “فحل” أو قرب نهر الأردن (حسب بعض الروايات) عن عمر يقارب 58 عامًا.

قبل وفاته، جمع جنوده وخطب فيهم، ووصاهم بالتقوى والثبات، ثم عيّن معاذ بن جبل خلفًا له على الجند، وقال:

“أوصيكم بتقوى الله، والصلاة، والصيام، والصدق، والوفاء، وحسن الخلق”.

ثم توفاه الله، وقد بقي اسمه خالدًا في التاريخ، ليس فقط كقائد حربي، بل كقدوة في الإخلاص والزهد والقيادة الأخلاقية.

موقف عمر بن الخطاب من وفاته:

حين علم عمر بوفاته، بكى وقال: “لو كان أبو عبيدة حيًا لاستخلفته، فإن سألني الله عنه لقلت: استخلفت أمين هذه الأمة”. [2]

تعرف أيضاَ على:من هم أهم الشخصيات الثقافية في الحضارة الإسلامية؟

أبو عبيدة بن الجراح

لماذا سمي أبو عبيدة بن الجراح بأمين الأمة؟

سمي أبو عبيدة بن الجراح بـ “أمين هذه الأمة” لأن النبي محمد ﷺ هو من منحه هذا اللقب العظيم، في حديث صحيح مشهور:

قال رسول الله ﷺ:

“إن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.”

رواه البخاري ومسلم.

لماذا استحق أبو عبيدة هذا اللقب؟

تعرف أيضاَ على:كم بلغ عدد الصحابة حقًا؟ حقائق وأرقام قد تفاجئك

لأن سيرته كانت مثالًا حيًا للأمانة في القول والعمل، ومن أبرز صفاته:

الأمانة في القيادة:

كان أبو عبيدة بن الجراح قائدًا عسكريًا بارعًا، ومع ذلك كان زاهدًا متواضعًا، لا يطمع في سلطة أو جاه، ولم يستغل منصبه لمصلحة شخصية، بل أدار شؤون المسلمين بعدل ورحمة.

الأمانة في حفظ الدين:

كان من السابقين إلى الإسلام، وممن ثبتوا على الحق في أصعب المواقف، وظل على العهد حتى توفي وهو يخدم دين الله في بلاد الشام.

الأمانة في المال:

روي أنه كان يتقاضى راتبًا بسيطًا جدًا من بيت مال المسلمين، وكان عمر يختبره مرة فأرسل له مالًا كثيرًا، فوجده يوزعه على الفقراء فورًا دون أن يبقي لنفسه شيئًا.

التجرد والإخلاص:

عندما طلب منه عمر بن الخطاب أن يعود من الشام لينجو بنفسه من طاعون عمواس، رفض وقال:

“إني في جند من المسلمين، ولا أرغب بنفسي عنهم.”

فآثر البقاء مع المسلمين، حتى مات معهم، وفاءً وصدقًا.

تعرف أيضاَ على:أسئلة دينية ممتعة لاختبار معلوماتك في الدين الإسلامي!

أبو عبيدة بن الجراح

ماذا قال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب؟

قال أبو عبيدة بن الجراح لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمات عظيمة تُجسد الأمانة والإخلاص والتضحية، ومن أشهر ما قاله له، كان في حادثة طاعون عمواس، حين كتب إليه عمر يأمره بالمجيء إلى المدينة المنورة خوفًا عليه من الموت، فرفض أبو عبيدة ذلك وكتب إليه:

“إني في جند من المسلمين، ولا أرغب بنفسي عنهم.”

وجاء في بعض الروايات أنه قال أيضًا:

“إنه قد بلغني أنك تريد أن تخرجني من أرض أصابها الطاعون، فاعلم يا أمير المؤمنين أني في جند من المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم، ولن أفر من قضاء الله.”

موقف عمر بن الخطاب من رد أبي عبيدة:

لما قرأ عمر الرسالة، بكى وقال: “يرحمك الله يا أبا عبيدة، إنك إن خرجت كنت أحب الناس إليّ، وإن مت كنت من أعزهم عليّ.”

ثم قال بعد وفاته:

“لو كان أبو عبيدة حيًا لاستخلفته، فإن سألني ربي، قلت: استخلفت أمين هذه الأمة.”

تعرف أيضاَ على:السبعة الأوائل في الإسلام

أبو عبيدة بن الجراح

وفى الختام هكذا يبقى التاريخ شاهدًا على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومنهم أبو عبيدة بن الجراح ، الذي لم يكن فقط قائدًا عسكريًا بارعًا، بل كان رمزًا للأمانة والتقوى، حتى لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “أمين هذه الأمة”. إن سيرة هذا الصحابي الجليل تظل نبراسًا يُضيء دروب الأجيال، ويعلمنا أن الإيمان والعمل الصادق يصنعان المجد الحقيقي.

 

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة