أجمل موضوع تعبير عن مفهوم الحرية
عناصر الموضوع
1- الحرية اغلي ما في الوجود
2- أهمية الحرية في حياة الإنسان
3- تدعم الدولة الحرة حرية مواطنيها
تمتلك الحرية صور وأشكال عدّة، تتكون من حرية الرأي والتعبير، وأيضا حرية الاعتقاد، حرية ممارسة الإنسان لشعائره الدينية، وأيضا حرية الاختيار، وحرية الأوطان من الاستعمار ومن التحكم بسياساتها، وتمتلك من صور الحرية وللأشكالها الكثيرة، وهي جميعًا حقوق لا يُمكن الاختلاف عليها، وقد تكونها معظم دساتير العالم وقوانين وأنظمتها، ونصّت على أهميّة صونها وضمانها والدفاع عنها.
1- الحرية أغلي ما في الوجود
فإن الحرية هي كنز لا ينتهي، وهي اغلي ما في الوجود، فلا يوجد معنى لحياة الإنسان من غير الحرية، وهي الطريقة لتغيير هذا الواقع، وانتشار كل مفاهيم الحقد والكراهية، والحرية تحتاج ثقافةً واسعةً للغاية؛ لتكون أكثر تماسكًا، لذلك فإن الحرية قيّمة، وواجبنا اتجاهها يكون بأن نعمل بمبادئها وألا نقبل على أنفسنا الخضوع أبدًا، وأن نزرع في أبنائنا هذا المعني.
فإن الحرية لا تعني عدم الاحترام للآخرين أو الإساءة لديانات أو معتقدات أو اتجاهات فكرية باسم حرية التعبير، فلكل شخص يمتلك حرية التعبير عن رأيه بطريقة لائقة دون أن يتناول الآخرين بالشتم أو القدح والذم، فعلى الانتقاد ألا يخرج عن حدود احترام الآخر، فليس من قبيل الحرية التهكم والسخرية من فئة اجتماعية ما، أو من عرق معين. لأنّ ذلك يُؤدي على المدى الطويل لزرع للحقد والكراهية بين أفراد المجتمع وبين البلدان، ما قد يتطور ليُصبح عنفًا لا يُمكن السيطرة عليه، ولا يًمكن أن يزدهر بلد يقمع جماعة معينة، ويعزز الخلافات بين الأفراد والجماعات؛ لأنّ ذلك يعني مزيدًا من التعصّب والتخلّف والجهل والعنف والحروب التي تطول لسنوات، قال عمر المختار: إنّني أُؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح. الجدير بالذكر أنّ الحرية على مستوى أوسع تعني حرية الدول، فمن حق الدول أن تحصل على حريتها، وتُحقق سيادتها فالاستعمار مرفوض بكل صوره وأشكاله، فخيرات البلاد لأهلها ومن حقهم تقرير مصيرهم، وقد ناضلت دول كثيرة للتحرر من الاستعمار، والحصول على استقلالها، وتحقيق سيادتها، ودفعت في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وضحى أبناؤها بدمائهم فداءً لها، شيبًا وشبانًا، رجالًا ونساءً، يقول الشاعر مطلق عبد الخالق: هي الحرية الحمراء تسقى فتنبت بالدم الشرف الرفيعا وتورق في ظلال الموت مجدًا أثيلا باذخًا حيًا منيعًا [1]
فإن الحرية من المفاهيم التي كانت ومحل جدل واهتمام كبير، فتاريخ التفكير في المفهوم وتطوراته قديم جدًّا قِدَم الإنسان بنفسة، إذا وُلد الإنسان وكان متميزًا عن بقية الكائنات وكان بالعقل والإدراك، وبالعقل يمكن أن يختارة، فمن حقّه أن يمتلك حريّة الاختيار، لا سيّما بعد أن يُصبح بالغًا عاقًلا، إذ يستطيع أن يُقرر بشأن مستقبله، وتفاصيل حياته، فيختار ما يُريد أن يفعله في المجالات المختلفة، مثل: الدراسة، أو العمل، أو غيره.
كما لكل شخص أدرى بميوله وقدراته وأحلامه وطموحاته، إذ يختار نمط الحياة التي يُريد، والمراحل التي يودّ أن يقطعها، والطرق الذي يودّ السير بها، وبطبيعة الحال يتعرض الأفراد خلال حياتهم لضغوط كبيرة، منها ما يكون من الأسرة ومنها ما يكون من خارجها، وعلى الرغم من أنّ الأسرة هي منشأ الإنسان الأول ومصدر دعمه، إلا أنها كثيرًا ما يصور ضغطًا على قراراته. قد تتحكم في قراراته، وتضغط عليه لتوجيهه نحو خيار معين، كأن تطلب منه دراسة تخصص معين بدلًا من التخصص الذي يميل إليه ويرغب في دراسته، وهذا ينطبق على باقي الأمور الأخرى في حياة الفرد، ويُواجه الأفراد أيضًا ضغطًا اجتماعيًّا لاتخاذ قرارات معينة، وقد يتمثل هذا الضغط بالإجبار والقمع، فقد يُجبرون على سلوك اتجاه معين، أو يتم قمعهم لردعهم عن اختيار ما. أحد أشكال نجاح مجتمع ما شعور أفراده بكيانهم وحريتهم، بحيث يختار كل شخص المكان الذي يُناسبه، فيُنتج أكثر، ويستطيع أن يُبدع، وهُنا تكمن أهمية الحرية؛ لأنّها السبيل لنجاة الإنسان، وأكّد على هذا المفهوم الدين الإسلامي الذي دعا إلى إعمار الأرض والاستفادة من خيراتها والبعد عن الضلال، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
2- أهمية الحرية في حياة الإنسان
الارتقاء بالأفراد والمجتمعات ودعم نهضة الأمم تُعبر الحرية عن كل شيء يقوم به الإنسان ولا يضر الآخرين، وهي ضرورية لتنمية الشخص وتقوية علاقته ب المجتمع، ويكمن سبب العِلاقة الوطيدة بين حرية الفرد والمجتمع بما يلي:
يمتلك كل فرد من أفراد المجتمع الحر الحرية الكاملة في تعزيز القدرات الإبداعية في المجتمع ودعمها. تعتمد تنمية المجتمع ونهضته على التعاون بين الأفراد للوصول إلى الإبداع واكتشاف القدرات الخاصة لكل منهم، وهو ما يُمكن توفّره فقط عند الحد من القيود المجتمعية. يُمكن لجميع أفراد المجتمع الحر تطوير مهاراتهم وإمكاناتهم في ظل وجود الحد الأدنى فقط من القيود المجتمعية. لا يُمكن لمجتمع أن ينهض دون قيود، ولكن يجب أن تكون هذه القيود إيجابية وهناك سببًا لوجودها، ومن الضروريّ مناقشة هذه القيود من قبل الفرد والمجتمع كليًّا لمعرفة مدى ملاءمتها. يُمكن للفرد معرفة احتياجاته وتلبيتها في مجتمع ديمقراطي بواسطة إعطائه الحرية للتصرف بشكلٍ تلقائيّ وحرّ على أساس المنفعة الاجتماعية، كما يُدرك الفرد في المجتمع الحر بأنّ تحسين وضعه الاجتماعي سيحسن من وضع المجتمع كليًّا. إنّ وجود الحرية الثقافية والفكرية في المجتمع تجعل من أفراده أكثر وعيًا لاحتياجاتهم الإنسانية المتنوّعة.
تنجح الحرية الازدهار للإنسان، ويتحقق هذا التقدم دون أن تعطي حرية على أخرى وتجنبًا للصدام، ويجب على كل فرد ان يتحمل مسؤولية نتائج قراراته والتعاون مع الآخرين لحماية حرية بعضهم البعض واحترامها، كما أنّ على الحكومة وضع قواعد وقوانين للحث على التعاون بأقل قدر ممكن من التدخل والإكراه وتقييد الفرد. يُمكن أن يُنمي منح خيارات واسعة للفرد شعورًا بالمسؤولية تجاه اختياراته وواجباته؛ فمثلًا يُصبح الفرد مُلزمًا بالقيام بواجباته الاجتماعية وإلّا سيعود الأمر بالسوء في حال لم يفعل، كأن يتدنى وضعه الاجتماعي، وبما أنّ الحرية نابعة من الإرادة الداخلية للفرد فإنّ تحمّل المسؤولية أيضًا كذلك.
تكسب الحرية للفرد فرصةً للعمل والسعي وراء أحلامه دون فرض قيود خارجية غير ضرورية، وهو ما يُعزز من مهاراته الإبداعية وقدراته الفكرية ويزيد من الإنتاجية ويُحسن نوعية الحياة.[2]
يتُمكن الحرية الأفراد من العيش مع بعضهم البعض في وئام واحترام، كما تُمكن الفرد من إدراك أهمية حقوق الآخرين، وأنّ السيطرة على الآخرين واستخدامهم كوسيلة لتحقيق غاية يُثبط إبداعاتهم وإمكاناتهم ويُعد هذا فشلًا في احترام الكرامة الإنسانية، كما أنّ من شروط الإرادة الحرة وجود الجانب الأخلاقي فيها، وقد أشار الفيلسوف كانت أنّ عدم اعتبارنا للمصلحة الأخلاقية في الحرية يعني وجود خللٍ في تفسيرنا للالتزام الأخلاقي عامةً. تمنح الحرية الفرد الحق في الاختيار بين فعل وفعل آخر، فهي جزء رئيس يُعبر عن السلوك الأخلاقي للفرد ودون الحرية لا يُمكن للفرد اتخاذ قرار أخلاقي يُعبر عن شخصيته.
تتطلب الحرية خلق توازن بين حقوق الأفراد وبين تلبية احتياجات والتزامات الدولة، لذا فإنّ الحرية التي تُطبق في المدن والبلدان ليست حرية مطلقة، بل يتم وضع عدة قوانين وأحكام قضائية توضح أحكام الحرية وكيفية ممارستها، وهناك العديد من الدول التي وضعت وثائق توضح فيها تعريفًا للحرية وتحديدًا لها، وإنّ الحقوق الأكثر شهرةً هي: حرية الدين، والتعبير عن الفكر، وحرية الصحافة، والتجمع السلمي، وتقديم الطلبات والدعاوى إلى الحكومات أو السلطات. ومع زيادة الوعي لدى الفرد وتوسع تعليمه ومعرفته يبدأ بالتعرف على حقوقه وواجباته والالتزام بها، وسيرى أهمية دوره في المجتمع ويطلب تحسين وضعه وتوسيع نظام الديمقراطية والعدالة فيه.
3- تدعم الدولة الحرة حرية مواطنيها
تعتمد حرية الأفراد على إرادة حكام دولتهم، والدولة الديمقراطية تمنح أفرادها حقوقًا أساسية. تُسيطر الحكومة على الدولة وتمنع حدوث أي نزاع يُمكن أن يعيق حرية المواطنين وحياتهم اليومية، إذ إنّ أي نزاع فردي عنيف يُمكن أن يُعيق الحياة في المجتمع. تحمي الدولة القانون والنظام داخلها وذلك أن إدارة الجيش والشرطة بكفاءة. تبادر الدول الجيدة دائمًا لحماية حرية مواطنيها المتخلفين عن الآخرين.
تعطي المجتمعات كامل الحرّة لسكانها بيئة آمنة ي ليستطيعون مُمارسة أنشطتهم اليومية ويتنقلون بحرية في أنحاء الدولة وخارجها دون خوف أو قلق من العنف أو إلحاق أي خطر بحياتهم، وإذ توافر الدولة نظامًا أمنيًا يحمي الأفراد والمواقع والبنية التحتية ويتجه أي جهة خاضعة للمساءلة للسلطة التشريعية، وإنّ استطاع الأفراد من ممارسة أنشطتهم اليومية في مجتمع آمن كفتح متاجرهم مثلًا وإرسال أطفالهم إلى المدراء والعمل في السوق، من استطاعته أن يبني مجتمعًا صحيًا وحيويًا و ينهض به على جميع الصُّعُد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ودون حرية الأمان في الدولة وحل النزاعات ستبقى دولة راكدة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.
تعدي الحرية الفرد حماية وأمان من المشاكل الطبيعية، مثل: الفيضانات والزلازل والجفاف وغيرهم، ومن المشاكل الاجتماعية: الوَفِيَّات والأمية، ومن المشاكل الاقتصادية، مثل: انخفاض دخل الفرد، وذلك من طريق تقوية العلاقات الديمقراطية بين الفرد والمجتمع، وممّا يؤدي إلى امتلاك الفرد على توزيع الدخل والتمتع برفاهية اجتماعية.
تعد الحرية بأنه قيام الفرد بجميع الأمور التي يستطيع أن يقوم بها دون أن يمس الآخرين باقي ضرر، ومن أجل الحرية أن تنمّي شخصيته، وتقوية مهاراته وإمكاناته الإبداعية، وتطوير علاقته بالأفراد الآخرين وبالمجتمع وتنهض به، ممّا يجعله يتحمل مسؤولية جميع قراراته التي اتخذها بكامل الحرية، كما تعطي لفرد الأمن والأمان في حياته اليومية في مجتمعه وتحميه من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تواجهه، وتحميه من الكوارث الطبيعية، وتشمل هذا الحرية العديد من الأنواع؛ الحرية الطبيعية، والحرية الفردية، والحرية الدينية، والحرية الاقتصادية، والحرية المدنية والحرية السياسية
المراجع
- كتاب مفهوم الحرية تأليف عبدالله العروي الطبعه الخامسة 1993 الصفحة 8أهمية الحرية في حياة الإنسان -بتصرف
- كتاب مفهوم الحرية تأليف عبدالله العروي الطبعه الخامسة 1993 الصفحة 16الحرية اغلي ما في الوجود -بتصرف