أحكام شرعية من سورة يوسف: معاني وحِكم

الكاتب : هبه وليد
06 مارس 2025
عدد المشاهدات : 19
منذ 11 ساعة
أحكام شرعية من سورة يوسف: معاني وحِكم
عناصر الموضوع
1-استخلاص أحكام شرعية من سورة يوسف 
مقاصد السورة
2-إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية
3-توضيح صلة الموضوع بـالأحكام شرعية: سؤال وجواب يطرحها الدارسون
4-الحِكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

عناصر الموضوع

1- استخلاص أحكام شرعية من سورة يوسف 

2- إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية

3- توضيح صلة الموضوع بـالأحكام شرعية: سؤال وجواب يطرحها الدارسون

4- الحِكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

الاسم الوحيد لهذه السورة هو سورة (يوسف). وقد أشار ابن حجر في كتابه “الإصابة” في ترجمة رافع بن مالك الزرقي، نقلًا عن ابن إسحاق، إلى أن أبا رافع بن مالك كان أول من قدم المدينة بسورة يوسف، وذلك بعد أن بايع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العقبة.

وتعود تسمية السورة إلى أنها تروي قصة يوسف عليه السلام بشكل كامل. حيث لم تذكر قصته في سور أخرى. ولم يذكر اسمه في غيرها إلا في سورتي الأنعام وغافر. وهذا الاسم يميزها عن باقي السور التي تبدأ بحروف {الر}.

1-استخلاص أحكام شرعية من سورة يوسف 

مقاصد السورة

تهدف سور القرآن الكريم بشكل أساسي إلى تأكيد الحقائق الدينية العظيمة. حيث تتميز كل سورة بمقاصد خاصة تسعى إلى إبرازها.

 ومن بين المقاصد التي تضمنتها سورة يوسف، نذكر ما يلي:

  • وصف القرآن الكريم بأنه (إبانة) لكل ما يؤدي إلى الهداية، وذلك لما يثبت من كمال علم منزله في الغيب والشهادة، وشمول قدرته في القول والفعل.
  • تأكيد رسالة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وإعجاز كتابه الواضح، والدعوة للاعتبار بقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
  • توضيح أن الرؤيا الحسنة التي يراها المسلم هي حق. حيث تحمل نبوءات عن المستقبل القريب أو البعيد.
  • التأكيد على أن قدرة الله تعالى غالبة، ولا شيء يمكن أن يقف في طريقها، وأن الأمور في نهاياتها لا تخرج عن إرادته سبحانه وتعالى.
  • بيان أن الحاكمية الحقيقية في هذا الكون تعود لله وحده. وأن أي حاكمية أخرى لا تكتسب قيمة في ميزان الشرع.
  • توضيح أن الكرامة والاعتزاز والإباء تعود بالنفع، حتى المادي، أضعاف ما يحققه التذلل والتزلف.
  • تثبيت الوحي الذي جاءت السورة لتأكيده، من بين ما تثبت من قضايا هذه العقيدة وهذا الدين في قلوب المؤمنين.
  • الإشارة إلى أن الكثير من الناس لا يدركون الآيات الدالة على هذه الحقائق.
  • إيضاح أن الإيمان الصادق يتطلب حسمًا تامًا في مسألة السيادة على القلب والسلوك. بحيث لا تبقى في القلب أي ولاء إلا لله سبحانه وتعالى، ولا تظل في الحياة عبودية إلا للرب الواحد الذي لا يرد ما يريده.
  • توضيح أن من سنن الله في خلقه هو معاقبة المكذبين بآياته، والذين يتجاهلون الاعتبار في آياته الكونية.
  • بيان أن سنة الله في الدعوات تتطلب أن تكون مصحوبة بالتحديات، ومحيطة بالمصاعب، حتى لا يتبقى جهد أو طاقة. ثم يأتي النصر بعد فقدان الأمل في جميع الأسباب الظاهرة التي يتعلق بها الناس. يأتي النصر من عند الله، فينجو الذين يستحقون النجاة من الهلاك الذي يصيب المكذبين، ومن الظلم والقهر الذي يمارسه المتجبرون. ويحل بأس الله بالمجرمين، مدمراً بشكل لا يقاوم، ولا يصدهم عن ذلك ولي أو نصير.[1]

2-إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية

تمثل مقاصد القرآن الكريم المدخل الصحيح للتعريف بالدين الإسلامي بشكل دقيق خالٍ من أي تشويه. حيث تقدم بيانًا واضحًا لا يشوبه أي خلل، وتوضح المعاني بشكل كامل دون نقص أو خطأ.

فمقاصد القرآن تكشف عن حقائق الإسلام ومعالمه، وتوجهنا نحو فهم معانيه وقيمه. كما أنها ترشدنا إلى أسراره وغاياته. لذا، فإن التعريف العام بالإسلام يعتمد في البداية على الفهم الصحيح لمقاصد القرآن الكريم، وإدراك أهدافه ومعانيه، ومعرفة مراميه.

يتجلى ذلك بوضوح في العديد من الآيات من القرآن الكريم. كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

وكذلك في قوله سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

وهناك العديد من الشواهد القرآنية الأخرى التي تؤكد أن القرآن الكريم يسعى إلى تعزيز الروابط الإنسانية التي تتجاوز الخصوصيات الدينية والثقافية والمذهبية. كما يهدف إلى إيجاد مساحات مشتركة تتسع لجميع شعوب وأمم ومجتمعات الأرض. ويعزز التعاون بين الناس. ويسعى لبناء قيم إنسانية موحدة يمكن أن يتفق عليها الجميع.[2]

3-توضيح صلة الموضوع بـالأحكام شرعية: سؤال وجواب يطرحها الدارسون

سورة يوسف عليه السلام هي السورة الوحيدة التي تناولت قصة نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بشكل كامل. تعتبر من أجمل القصص التي رواها الله تعالى لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ).

نزلت هذه السورة في عام الحزن المعروف، لما تحمله من عبر وفوائد عديدة تسلي روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم في محنته بفقد أحبته. تحتوي السورة على مضامين مضيئة في قصة ملهمة، تمتاز بحبكتها وتشويقها وإثارتها، بالإضافة إلى عناصر القصة الهادفة التي تسهم في توضيح الأهمية من ذكرها في هذا السياق.

جاءت بأسلوب قرآني فريد ومبدع. سمّيت سورة يوسف بهذا الاسم لأنها تتحدث عن قصة نبي الله يوسف عليه السلام. وهي سورة مكية تتكون من مائة وإحدى عشرة آية، وتحتل المرتبة الثانية عشرة في ترتيب السور في القرآن الكريم.

إنّ من أعظم نعم الله على أمّته هو إنزاله القرآن الكريم، الذي يعتبر من أجلّ النعم التي حظيت بها البشرية. وقد ابتدأت السورة الكريمة بالتفصيل في هذا الموضوع، حيث قال تعالى: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). ثم تناولت السورة قصة نبي الله يوسف عليه السلام، حيث استغرقت في سردها معظم السورة. وفي ختام السورة، أشار الله تعالى إلى حال الأمة بعد هذا البيان العظيم بقوله: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).

يعكس هذا النص إعراض الأمة عن دين الله تعالى، ويشير إلى نعي الله تعالى لكفرهم وعنادهم. ففي سورة هود، التي تسبق سورة يوسف عليهما السلام، دعا الله سبحانه وتعالى الأمة للعودة والتوبة إليه، وحثهم على الصبر والتمسك بدينه والالتزام بأوامره. لكن الناس لم يلتفتوا إلى تلك الدعوة ولم يستجيبوا لشرع الله تعالى. ثم جاءت سورة يوسف عليه السلام، التي تعبر عن الحزن والأسف على حال من لم يؤمن أو يتعظ أو يلتزم بدين ربه تعالى. يحمل اسم يوسف دلالات عميقة من الحزن والأسى، ويظهر ذلك من خلال حزن يعقوب الشديد عليه وعلى فقده. هذا يشبه حال الأمة التي جاءها النذير والبشير من ربها، لكنها أبت ورفضت الإيمان والاستقامة واتباع منهج دين الله الحق، رغم فضل الله تعالى الذي شملهم وهم معرضون. [3]

أحكام شرعية من سورة يوسف: معاني وحِكم

4-الحِكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

تتضمن قصة يوسف مع إخوته العديد من الدروس والعبر القيمة، ومن أبرزها ما يلي:

غيرة إخوة يوسف منه ومن أخيه، حيث ذكر الله -تعالى- ذلك في قوله: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

وتبرز العبرة والعظة من قصتهم في قوله -تعالى-: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ)، مما يدل على أن القرآن من عند الله. ويشير إلى نبوة محمد عليه الصلاة والسلام, كما تبرز أهمية العدل بين الأبناء لتفادي الغيرة التي نشأت في قلوب إخوة يوسف نتيجة تفضيل والدهم له، بالإضافة إلى ما تحث عليه القصة من الصبر على البلاء. كما يتجلى في صبر يعقوب عندما أخبره أبناؤه بأن الذئب قد أكل يوسف. وتظهر أيضًا عناية الله ولطفه بأوليائه وأنبيائه، مما يستدعي الموازنة والمساواة بين الأبناء في جميع الأمور.

واجه يوسف -عليه السلام- العديد من الابتلاءات والفتن، مثل فتنة الشهوة والسلطة، وقد أظهر صبرًا كبيرًا في مواجهتها. قد يحدث الشقاق والنزاع بين الإخوة نتيجة الابتعاد عن منهج الله، أو بسبب إهمال القيم الأخلاقية التي تدعو إلى المحبة، أو عدم تحقيق العدالة بينهم.[4]

وفي الختام, تتضمن قصة يوسف في السجن العديد من الدروس القيمة، ومنها: الدعوة إلى الله وإعلاء وحدانيته حتى في أصعب الأوقات. كما تبرز أهمية التحمل والتضحية التي يجب أن يتحلى بها المسلم في سبيل دعوته، مع ضرورة التوجه الدائم إلى الله وطلب العون منه. بالإضافة إلى ذلك، يجب الإيمان بحكمة الله والرضا والصبر على المحن. حيث تأتي الفرجات بعد الصبر.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة