أسباب الأمراض النفسية: لماذا نصاب بها وكيف نتعامل مع جذورها؟

أسباب الأمراض النفسية متعددة، وتتراوح بين العوامل الوراثية والضغوط اليومية إلى الصدمات النفسية المفاجئة. كثير من الناس يعانون من مشكلات نفسية، بسبب العلاقة بين الوراثة والصحة النفسية أو ضغوط الحياة أو تجارب مؤلمة لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. كما تلعب الوراثة دورًا في زيادة قابلية الإصابة، لكن الوقاية تبقى ممكنة من خلال الوعي والدعم واتباع أساليب الوقاية من الأمراض النفسية.
1- ما هي الأمراض النفسية؟
الأمراض النفسية يطلق عليها (بالإنجليزية: Mental Disorders or Psychiatric Disorder)، وأيضًا اضطرابات الصحة العقلية، فهذه الأمراض تشير إلى وجود العديد من الاضطرابات المختلفة، لذلك يتم البحث بشكل واسع على أسباب الأمراض النفسية.
في الأونة الأخيرة تعرض العديد من الأشخاص لمشكلات عقلية أثرت على حياتهم، وعلى حياة كل من حولهم. ويرجع ذلك إلى ضغوط الحياة اليومية.
علاوة على ذلك، تعبر الصدمات النفسية السبب الرئيسي للاضطرابات النفسية، ومن هذه الاضطرابات التالي:

- اضطراب الذهن.
- اضطراب القلق والتوتر.
- اضطرابات الشهية.
- الوسواس القهري.
- اضطراب المزاج.
- اضطراب العرض الجسدي.
- اضطراب التحكم في الاندفاع.
- الاضطراب الجنسي.
بالإضافة إلى العديد من السلوكيات الشاذة التي من الممكن أن تصل إلى الإدمان. وكما ذكرت منظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من كل ثمانية أشخاص حول العالم من اضطراب نفسي في مرحلة ما من حياتهم.[1]
2- الصدمات النفسية: جذور الألم الصامت
الصدمات النفسية واحدة من أخطر التجارب التي يتعرض لها أي شخص، فهي لها أثر كبير وطويل الأمد على الصحة العقلية والسلوكيات. وتتمثل في حدوث مواقف فجائية أدت إلى حدوث ألم. وهناك العديد من أسباب الأمراض النفسية، على سبيل المثال:[2]
- فقدان شخص عزيز.
- مواجهة حادث.
- اعتداء جسدي أو جنسي.
- الحروب.
- كوارث طبيعية.
- مشكلات بدأت بالطفولة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لتطوير اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) نتيجة عدم تلقي الدعم النفسي المناسب بعد التعرض للصدمة. كما، أن تجاهل الألم أو كتمانه لا يؤدي إلى الشفاء، بل قد يزيد من تعقيد الحالة.
3- ضغوط الحياة اليومية وتأثيرها على الصحة النفسية
تعد ضغوط الحياة اليومية من أبرز أسباب الأمراض النفسية التي تصيب الأفراد من مختلف الفئات العمرية. فالروتين المتسارع، متطلبات العمل، الأزمات المالية، وضغوط العلاقات الاجتماعية، كلها عوامل تتراكم بشكل تدريجي وتؤثر على التوازن النفسي والعقلي للإنسان[3].
عندما تتكرّر هذه الضغوط دون تفريغها أو إدارتها بطرق صحيحة، فإنها قد تتحول إلى مدخل للإصابة بمشاكل نفسية مثل القلق المزمن، الاكتئاب، وحتى الصدمات النفسية في بعض الحالات إذا ارتبطت بتجارب قاسية أو مفاجئة. وتشير دراسات عديدة إلى أن تجاهل التوتر اليومي يعزز من اختلال إفراز هرمونات التوتر في الجسم مثل الكورتيزول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
ولذلك، تأتي الوقاية من الأمراض النفسية كخطوة أساسية في تعزيز جودة الحياة. ويشمل ذلك تعلم تقنيات إدارة الضغط مثل التنفس العميق، ممارسة الرياضة، التحدث مع داعمين نفسيًا، وتجنب العزلة. كما أن فهم الخلفية الشخصية، بما في ذلك الوراثة والصحة النفسية، يساعد على تحديد القابلية للإصابة والاستعداد المبكر للتعامل معها.
في النهاية، لا يمكن إلغاء الضغوط، لكن يمكن إدارتها بوعي لتقليل آثارها وتحقيق استقرار نفسي يدوم.
4- الوراثة والصحة النفسية: هل نرث الاضطرابات النفسية؟
إذا كنت تعاني من واحدة من الاضطرابات النفسية، وتريد أن تنجب طفل أو لديك طفل بالفعل. فإن أحد الأسئلة التي تدور في ذهنك أسباب الأمراض النفسية، هل هي وراثية؟ لذلك سوف نتطرق لفهم العلافة بين الوراثة والصحة النفسية.[4]
تزداد فرصة الفرد بحدوث مرض نفسي في حالة وجود فرد من أفراد العائلة مصاب بمرض عقلي أو نفسي. لكن بالرغم من كون المرض من الممكن أن ينتشر في العائلة، إلا أن هناك اختلافات في شدة العرض.
فمكن الممكن أم يكون مصاب أحد بحالة خفيفة بالرغم من كون شخص آخر مصاب بحالة أكثر شدة، ذلك يرجع إلى أسباب الأمراض النفسية.
5- الوقاية من الأمراض النفسية: هل يمكننا الحماية؟
بعد أن تم التعرف على أسباب الأمراض النفسي، يجب أن يتم التعرف على كيفية الوقاية من الأمراض النفسية. سواء كان السبب فيها بيئية أو لها علاقة بالوراثة والصحة النفسية. فيما يلي سيتم توضيح العديد من النصائح للحفاظ على الصحة النفسية:[5]
- التواصل من الآخرين: يتم التواصل من خلال إنشاء علاقات قوية، فهم يساعدوا بشكل مباشر على الدعم النفسي.
- التسلية: يجب أن يتم تخصيص وقت محدد للتسلية واللعب، فمن خلال الضحك نستعيد شحن طاقتنا.
- طلب المساعدة: يمكن أن يتم طلب المساعدة من الأصدقاء والمقربون.
- الاعتناء بالنفس: في حالة ممارسة التمارين الرياضية وتناول الوجبات الصحية، ذلك يساعد على الوقاية من الأمراض النفسية.
- الحصول على قسط من الراحة: يجب أن يتم النوم بشكل منتظم فلا يقل عدد ساعات النوم اليومية عن 7 ساعات. فالنوم والاستيقاظ في وقت محدد يعيد من نشاط الفرد ويخفف من أعباء اليوم والصدمات النفسية.
- تحد نفسك: تعلم العديد من المهارات الجديدة، ووضع أهداف صعبة تتعلق بكافة جوانب الحياة. فذلك يساعد على تحسب اللياقة الذهنية.
في الختام، فهمنا لـ أسباب الأمراض النفسية يساعدنا على حماية أنفسنا والآخرين. سواء كانت المشكلة ناتجه عن صدمات نفسية، أو ضغوط الحياة اليومية، أو بسبب الاستعداد الوراثي، فإن التعامل الواعي مع هذه العوامل، والسعي نحو الوقاية النفسية، يمكن أن يحقق فرقًا كبيرًا في جودة حياتنا.
المراجع
- منظمة الصحة العالميةالصحة النفسية – منظمة الصحة العالمية (بتصرف)
- APA – الجمعية الأمريكية لعلم النفسTrauma and Shock – APA (بتصرف)
- Mental Health FoundationStress and Mental Health – MHF (بتصرف)
- NIMH – المعهد الوطني للصحة النفسيةGenetics and Mental Health – NIMH (بتصرف)
- Mayo ClinicTips for Good Mental Health – Mayo Clinic (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

كلام عن الصحة النفسية: عبارات ملهمة للتفكير الإيجابى

كيف تعزز صحتك النفسية وتحافظ على توازنك العاطفي

دور العبادة في ضمان الصحة النفسية: تقوية الروح...

طرق تعزيز الصحة النفسية: استراتيجيات عملية للتوازن النفسي

الصحة النفسية والعقلية أساس التفكير الإيجابي

الصحة النفسية للأطفال: بناء أساس قوي للنمو

قياس الصحة النفسية: أدوات ومعايير تقييمية

كتب عن الصحة النفسية: مصادر علمية للتطوير الذاتي

سؤال وجواب عن الصحة النفسية: استفسارات وإجابات توعوية

جهود المملكة في تعزيز الصحة النفسية رؤية وطنية...

الصحة النفسية والجسدية: توازن الحياة المثالي

الصحة النفسية والتكيف الإجتماعي إستراتيجيات النجاح

الصحة النفسية للمرأة: تعزيز القوة الداخلية والرفاهية

دور العقيدة في ضمان الصحة النفسية: إرشادات روحية...
