أسباب تسمية الأشهر الهجرية: تاريخ وأصل التسمية

العديد من الأشخاص يتساءلون: عن أسباب تسمية الأشهر الهجرية فهي سميت بهذا الاسم إلى الهجرة النبوية المباركة لرسولنا من مكة إلى المدينة، فإننا نتناول حكايات قديمة وأحداث تاريخية، ودلالات لغوية ترسخت عبر الزمن فكل شهر من هذه الأشهر يحمل خلفه قصة أو ظرف معين أثر في تسميته مما يجعله أكثر من مجرد رقم في التقويم، سنغوص معًا في رحلة استكشاف عبر معاني الشهور، ونتعرف فيها على تاريخ التسمية، ونتأمل في رمزية أسماء الشهور لنفهم بشكل أعمق كيف كان العرب ينظرون للزمن، والأحداث من حولهم.

أصل تسمية كل شهر هجري

عند استعراض معاني الأشهر الهجرية ولماذا سميت بهذه الأسماء؟ نجد أن معظمها يعود إلى أحوال الطقس أو أنشطة العرب الموسمية أو أحداث بارزة وقعت في أزمنة قديمة.

العرب قبل الإسلام اعتمدوا على تقويم قمري لتحديد مواعيد حياتهم الاجتماعية والتجارية ومن هنا بدأت تسمية الشهور، تعرف على أسباب تسمية الأشهر الهجرية.

محرم

سُمي بهذا الاسم لأنه كان شهر محرم، يُحرم فيه القتال وتبرز هنا أولى ملامح معاني الشهور المرتبطة بالقيم الدينية والاجتماعية.

صفر

سُمي بذلك لخلو صفر البيوت من أهلها للخروج للحروب والغزوات.

ربيع الأول وربيع الآخر

سُميا كذلك تيمّنا بموسم الربيع حيث اعتدال الطقس وازدهار الأرض.

جمادى الأولى وجمادى الآخرة

جاءت تسميتهما من جمود الماء بسبب البرد القارس.

رجب

اشتق اسمه من الترجيب أي التعظيم لأنه من الأشهر الحرم التي يمنع فيها القتال.

شعبان

لتشعب الناس بحثًا عن الماء بعد الجدب والجفاف.

رمضان

نسبة إلى الرمضاء أي شدة الحر.

شوال

سمي بذلك لأن الإبل كانت ترفع أذنابها استعدادًا للتكاثر.

ذو القعدة

لأن الناس يقعدون فيه عن الغزو والترحال.

ذو الحجة

سمي بذلك لارتباطه بموسم الحج الأعظم.

استعرضنا فيما سبق لماذا سميت الشهور الهجرية بهذا الاسم؟ وبهذه الطريقة يعطينا تصور عن نمط الحياة الذي كان سائد، ومدى تأثره بالبيئة والمناسبات الدينية والاجتماعية.

تعرف أيضًا على: ماهي الأشهر الهجرية ؟ ترتيبها وأهم المناسبات فيها

العلاقة بين الاسم والحدث

إذا أمعنا النظر في أسباب تسمية الأشهر الهجرية سنلاحظ أن معظمها لم يأتي عشوائيًا بينما كان مرتبط بحدث واقعي أو ممارسة ثقافية معينة.

وذلك يدل على قدرة العرب الفطرية على التقاط دلالات الأشياء وربطها بحياتهم اليومية.

على سبيل المثال تسمية شهر رجب لها علاقة بمكانة الشهر بين العرب حيث كانوا يعظمونه بتعليق الحرب وهنا تتجلى رمزية أسماء الشهور وكيف كانت تعكس مفاهيم الاحترام والسلام.

أما رمضان فدلالة اسمه ترتبط بالحرارة الشديدة إذ كان العرب يطلقون التسميات بناءً على الظواهر الجوية وهكذا نجد أن معاني الأشهر الهجرية لم تكن سطحية بل ذات أبعاد بيئية وثقافية عميقة.

في شهر شوال مثلاً كانت الإبل ترفع أذنابها كعلامة على نهاية موسم التكاثر فجاء الاسم دالًا على هذه الظاهرة الطبيعية.

وذلك الربط بين البيئة والتسمية يظهر مدى حساسية العرب للطبيعة من حولهم.

من جهة أخرى بعض الشهور ارتبطت بتقاليد دينية حيث جاء التقديس لشهر محرم منذ العصور الجاهلية واستمر هذا التقدير بعد الإسلام.

مما يعزز فكرة أن تاريخ التسمية تراكم عبر أزمان ولم يكن وليد لحظة عابرة.

كثير من الناس أيضًا يتساءلون: عن من سمي أسماء الأشهر الهجرية؟

فمن سمى الأشهر الهجرية هم العرب قبل الإسلام، بالأخص القبائل العربية في الجاهلية.[1]

تعرف أيضًا على: تصنيف الأشهر الهجرية وترتيبها

دلالات لغوية ودينية

تتعدد الدلالات التي يمكن قراءتها من خلال أسباب تسمية الأشهر الهجرية، فهناك دلالات لغوية ترتبط ببنية الكلمة وجذرها في اللغة العربية وهناك دلالات دينية جاءت بعد ظهور الإسلام.

دلالات لغوية

كثير من أسماء الشهور على سبيل المثال جمادى أو شعبان أو رجب تعكس أوصافًا دقيقة لظروف الطبيعة أو سلوكيات المجتمع فجمادى مأخوذة من الجمود والصلابة بسبب شدة البرد.

دلالات دينية

الإسلام أكد على قدسية بعض هذه الأشهر على سبيل المثال محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة وهي ما تعرف بــ الأشهر الحرم فأصبحت رمزية أسماء الشهور تتسع لتشمل معاني تتعلق بالسلام والعبادة والتقوى.

كما أن رمضان اكتسب معناه الروحي المرتبط بالصوم والطاعة لله تعالى مما أضاف بُعد إضافي إلى معاني الشهور.

ولأن اللغة العربية تميل إلى التعبير الكثيف بدلالة قليلة من الألفاظ فإن تسمية شهر بكلمة واحدة مثل صفر تختزن وراءها قصص ومفاهيم شاملة وتعد نموذج مثالي لدراسة تاريخ التسمية.

هل الشهور الهجرية كانت موجودة قبل الإسلام؟

نعم، الشهور الهجرية كانت موجودة قبل الإسلام، واستخدمها العرب في تقويمهم، ولكن بعد الإسلام تم اعتماد هجرة النبي محمد ﷺ بداية للتقويم الهجري.[2]

تعرف أيضًا على: أفضل كتب التاريخ الإسلامي التي يجب أن تقرأها

قصص حول التسميات القديمة

وراء كل اسم من أسماء الأشهر قصص مثيرة تستحق أن تروي، إن معرفة هذه القصص تضيء جوانب إضافية من أسباب تسمية الأشهر الهجرية وتكشف عمق العلاقة بين الزمن والثقافة.

يقال أن العرب قبل الإسلام أسموا بعض الشهور بأسماء مغايرة على سبيل المثال أن يطلق على رمضان اسم باردناتق ثم استقرت التسمية التي نعرفها الآن مع شدة الحرارة.

في قصة رجب كان العرب يخصونه بتقريب القرابين للآلهة في الجاهلية ثم جاء الإسلام فكرم الشهر وأبقى عليه كأحد الأشهر الحرم.

أما عن جمادى فتذكر بعض الروايات أن موسمين شديدي البرد جعلا الناس يسمونهما جمادى الأولى وجمادى الآخرة حفاظًا على الترتيب الزمني للأحداث.

فيما يتعلق بذو الحجة كان العرب يقيمون أسواقهم الكبرى على سبيل المثال سوق عكاظ في موسم الحج مما يعزز أهمية الشهر تجاريًا وثقافيًا.

هذه القصص تظهر كيف أن تاريخ التسمية كان نابضًا بالحياة وكيف أن الناس ربطوا بين أفعالهم وأزمانهم بشكل حي وواقعي.

كما أن إدراك رمزية أسماء الشهور يمكن أن يمنحنا لمحة نادرة عن كيفية تشكل الهوية الثقافية للعرب الأوائل وكيف أن مفاهيمهم عن الزمن والحياة كانت تتداخل مع الطبيعة والدين والمجتمع.

إن التقويم الإسلامي معروف بالتقويم الهجري أيضًا، ذو أهمية بالغة في الإسلام.

وأول من وضع الأشهر الهجرية فقد بدأ تطبيقه على يد الخليفة عمر بن الخطاب.

أكتشف من أين جاءت تسمية الشهور الهجرية

أسماء الأشهر الهجرية مشتقة من خليط من الدلالات العربية والمعاني والتقاليد قبل الإسلام تعكس هذه الأسماء الطبيعة، والتغيرات الموسمية، وأنشطة العرب قبل الإسلام.

تعرف أيضًا على: أروع القصص من التاريخ الإسلامي التي لا تُنسى

في الختام، إن التعمق في أسباب تسمية الأشهر الهجرية يكشف لنا عن جانب غني ومذهل من الثقافة العربية والإسلامية فكل اسم يحمل وراءه قصة أو ظاهرة أو قيمة، حيث تجسد نظرة الإنسان العربي للكون والزمن من خلال فهم معاني الشهور والإطلاع على تاريخ التسمية والتأمل في رمزية أسماء الشهور فندرك أن التقويم الهجري ليس مجرد وسيلة لحساب الوقت بينما هو إرث ثقافي وديني عظيم وإنه مرآة تعكس أحلام الناس وآمالهم ومخاوفهم منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا.

• homework studyDoes the Muslim calendar use BC?(بتصرف)
• csa The Islamic Hijri Calendar(بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم