أصغر شعوب في العالم

أصغر شعوب في العالم سؤال يثير الفضول ويأخذ القارئ في رحلة إلى عالم الجغرافيا والأنثروبولوجيا معًا، حيث يبحث الإنسان دائمًا عن معرفة ما إذا كانت هناك شعوب صغيرة في العدد، أو دول صغيرة في المساحة، أو حتى كيانات محدودة السكان تعيش على أطراف الكرة الأرضية. والإجابة أن العالم يحتوي بالفعل على شعوب ودول تعد من الأصغر حجمًا وعددًا، لكنها تحمل ثقافات فريدة وقصصًا إنسانية مدهشة، تجعل منها موضوعًا يستحق الدراسة.

ما هو أصغر شعب في العالم؟

عندما نتحدث عن أصغر شعوب في العالم فنحن لا نقصد بالضرورة دولة ذات حدود سياسية فقط، بل قد نتحدث عن قبائل صغيرة، أو جماعات عرقية تعيش في بقع معزولة من الأرض. هناك أمثلة كثيرة لشعوب لا يتجاوز عددها عدة آلاف فقط، لكنها تملك تاريخًا ضاربًا في القدم، ولها لغتها وثقافتها الخاصة. هذه الشعوب غالبًا ما تصنَّف تحت مسمى “الأقليات السكانية”، إلا أن حجمها الضئيل جعلها تحظى بالاهتمام الأكاديمي والإعلامي.

فعلى سبيل المثال، في مناطق نائية من أوقيانوسيا أو غابات الأمازون تعيش جماعات بشرية قليلة العدد، يعتمدون على الصيد والزراعة البسيطة، ويعيشون حياة بدائية بعيدة عن التكنولوجيا. كذلك، توجد بعض الشعوب في إفريقيا الوسطى وآسيا التي لا يتجاوز عدد أفرادها بضعة آلاف، ومع ذلك فإنها تشكل كيانات متماسكة اجتماعيًا وثقافيًا. هذه الشعوب الصغيرة تمثل لغزًا بالنسبة للباحثين: كيف حافظت على بقائها رغم ضغوط العولمة؟ وكيف استطاعت الاستمرار رغم كونها محاطة بشعوب أكبر وأكثر عددًا؟

وإذا تأملنا في تفاصيل حياتهم اليومية، نجد أنهم يعتمدون بشكل كبير على الطبيعة، ويتوارثون تقاليدهم شفويًا، فلا وجود للمدارس النظامية أو المؤسسات الرسمية كما نعرفها. في المقابل، لديهم ترابط اجتماعي قوي، حيث يعرف كل فرد الآخر معرفة وثيقة. هذا التماسك الداخلي هو ما يجعلهم قادرين على الاستمرار. ويمكن القول إن “الصِغر” هنا لا يعني الضعف دائمًا، بل قد يكون مصدر قوة وصمود. [1]

تعرف أيضا على : ما هي أصغر دولة في العالم؟ تعرف على دولة بمساحة حي فقط!

ما هي أقصر دولة في العالم؟

عندما يطرح سؤال حول “أقصر” أو أصغر دولة في العالم، تتجه الأنظار إلى الكيانات السياسية التي لا تكاد ترى على الخريطة. في قلب أوروبا مثلًا، توجد دول صغيرة للغاية، بعضها يمكن عبوره مشيًا على الأقدام في بضع ساعات فقط. وفي هذا السياق، يبرز اسم دولة الفاتيكان التي تعتبر أصغر دولة مستقلة في العالم من حيث المساحة، إذ لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع تقريبًا.

لكن هنا يطرح سؤال آخر: هل هناك من ينافسها في هذا الصغر؟ بالفعل، فهناك ما يعرف بـ ثاني أصغر دولة في العالم وهي موناكو، الواقعة على الساحل الفرنسي المطل على البحر المتوسط. موناكو لا تتعدى مساحتها كيلومترين مربعين، ومع ذلك فهي من أغنى دول العالم وأكثرها اكتظاظًا بالسكان.

تاريخيًا، هذه الدول الصغيرة نشأت نتيجة ظروف سياسية معقدة، مثل الانفصال عن إمبراطوريات كبيرة، أو بقاء كيانات دينية مستقلة كما في حالة الفاتيكان. ورغم مساحتها المحدودة، فإن تأثيرها يتجاوز بكثير حجمها، سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو السياحية. ويكفي أن نعلم أن ملايين الحجاج يزورون الفاتيكان سنويًا، بينما تعد موناكو قبلة للأثرياء ومحبي سباقات الفورمولا .

والمثير هنا أن صغر المساحة لم يكن عائقًا أمام بقاء هذه الدول، بل جعلها مميزة، وفتح لها آفاقًا اقتصادية وسياحية واسعة. وهكذا نجد أن مفهوم “القوة” لا يرتبط بالمساحة فقط، بل أحيانًا يكون الكيان الصغير أكثر تأثيرًا من دول أكبر مساحة وأقل تنظيمًا.

تعرف أيضا على : أين تقع هولندا

ما هو ترتيب أصغر دول العالم؟

عند الحديث عن ترتيب أصغر شعوب في العالم من حيث الدول ذات السيادة، نجد أن التصنيف يعتمد غالبًا على المساحة والسكان معًا. فالدولة الأصغر على الإطلاق هي الفاتيكان، تليها موناكو، ثم نيرو في المحيط الهادئ، والتي لا تتجاوز مساحتها 21 كيلومترًا مربعًا. وتأتي بعد ذلك دول أخرى مثل توفالو وسان مارينو.

• الفاتيكان

الأولى من حيث الصغر بمساحة أقل من كيلومتر مربع.

• موناكو

الثانية بمساحة لا تزيد عن كيلومترين مربعين.

• نيرو

الثالثة بمساحة 21 كيلومترًا مربعًا، وبالتالي فهي ثالث أصغر دولة في العالم.

• توفالو

تليها بمساحة لا تتجاوز 26 كيلومترًا مربعًا.

• سان مارينو

تحتل مرتبة متقدمة أيضًا، رغم أنها أقدم جمهوريات العالم.

هذا الترتيب يوضح أن مفهوم أصغر دول في العالم ليس مجرد معلومات جغرافية، بل له دلالات سياسية واقتصادية. فهذه الدول الصغيرة غالبًا ما تعتمد على مصادر دخل محدودة، مثل السياحة أو الصيد أو الخدمات المالية. لكنها في الوقت ذاته تحظى باعتراف عالمي كامل، وتشارك في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.

الأمر اللافت أن بعض هذه الدول الصغيرة أصبحت نماذج في الاستقرار السياسي والاقتصادي، في وقت تعاني فيه دول أكبر مساحة من أزمات خانقة. وهنا تظهر مفارقة لافتة: الحجم لا يحدد مكانة الدولة عالميًا، وإنما قدرتها على التنظيم الداخلي والاستفادة من موقعها الجغرافي ومواردها المحدودة. [2]

تعرف أيضا على : إليك ترتيب دول العالم من حيث المساحة: من الأولى إلى الأصغر

ما هي أصغر دولة ملكية؟

إذا انتقلنا إلى شكل الحكم، فإننا سنجد أن هناك دولًا صغيرة لا تحكم كنظام جمهوري، بل كملكية وراثية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك إمارة ليختنشتاين، التي تعد من أصغر الملكيات في العالم. هذه الدولة الأوروبية الصغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 40 ألف نسمة تقريبًا، ما يجعلها قريبة من تعريف أصغر دولة في العالم من حيث السكان بين الدول الملكية.

ليختنشتاين تقع بين سويسرا والنمسا، وتشتهر بأنها دولة جبلية هادئة، تعتمد على الصناعة والخدمات المالية. ورغم مساحتها المحدودة، فإنها واحدة من أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي. النظام الملكي فيها ما يزال قائمًا بشكل قوي، حيث يتمتع الأمير بسلطات سياسية واسعة، مع وجود برلمان منتخب أيضًا.

والمثير أن هذه الملكيات الصغيرة تتمتع باستقرار سياسي ملحوظ، إذ نادرًا ما تشهد صراعات أو اضطرابات. وهذا يعود إلى طبيعة المجتمع الصغير المتماسك، إضافة إلى الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم. ورغم صغر حجمها، فإنها تعد نموذجًا لدولة ناجحة سياسيًا واقتصاديًا، بل وتعتبر وجهة مفضلة للاستثمارات والأموال.

تعرف أيضا على : ما هي أكبر دولة في إفريقيا؟ تعرّف على عملاق القارة السمراء

في نهاية هذه الرحلة، يمكننا القول إن العالم يضم بالفعل كيانات تصنَّف على أنها أصغر شعوب في العالم سواء من حيث المساحة أو عدد السكان أو طبيعة الحكم. هذه الشعوب والدول الصغيرة أثبتت أن الصغر ليس عائقًا أمام البقاء أو النجاح، بل قد يكون عنصر تميز يمنحها قوة واستمرارية وسط عالم مليء بالتحديات. ومن خلال استعراض أصغر الدول وترتيبها وأشكال حكمها، نكتشف أن التنوع الإنساني لا يقتصر على الكِبر، بل يشمل الصِغَر أيضًا كجزء أصيل من ثراء التجربة البشرية.

• Mentes abiertas psicologia Family Disintegration - بتصرف
• Better help Eight Situations That Commonly Cause Family Conflict_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم