أين حدث أعظم انفجار بركاني في التاريخ وتأثيراته العالمية؟

الكاتب : ميرنا عصام
08 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 65
منذ 5 أيام
أعظم انفجار بركاني في التاريخ
أين حدث أعظم انفجار بركاني في التاريخ الحديث؟
أين سُجِّل أعظم انفجار بركاني في التاريخ؟
أين يقع أكبر بركان العالم؟
متى حدث آخر انفجار بركاني في مدمر؟
ما هو سبب انفجار البركان علميًا؟
ما هي مراحل انفجار البركان؟
المرحلة ١: تراكم الصهارة
المرحلة ٢: زيادة الضغط الداخلي
المرحلة ٣: ظهور مؤشرات النشاط
المرحلة ٤: الثوران البركاني
المرحلة ٥: تكوّن الكالديرا أو الفوهة الجديدة
المرحلة ٦: الاستقرار أو تكرار النشاط
هل يمكن أن يحدث انفجار بركان اليوم؟
ما هو أشهر بركان في العالم ولماذا؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ يمثل حدثا جيولوجيا استثنائيا غير وجه الأرض وترك بصماته على المناخ والحياة لقرون طويلة. عبر تاريخ كوكبنا، شهدت البراكين ثورات مدمرة، لكن هذا الانفجار بالتحديد يقف شامخًا كظاهرة لا مثيل لها في قوتها وتأثيرها. يستعرض هذا المقال تفاصيل هذا الحدث الكارثي وآثاره بعيدة المدى على كوكبنا.

أين حدث أعظم انفجار بركاني في التاريخ الحديث؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ

في أبريل من عام ١٨١٥، وقع الانفجار البركاني الأعظم في العصر الحديث في جزيرة سومباوا الإندونيسية، عندما ثار بركان تامبورا. يعد هذا الثوران البركاني الأقوى في السجلات البشرية، وقد وصف بأنه أعظم انفجار بركاني في التاريخ. بلغت قوته الدرجة السابعة على مقياس الانفجارات البركانية (VEI)، وهي أقصى درجة ممكنة تم تسجيلها.

كان دويّ الانفجار مدويا لدرجة سمع فيها على بعد ٢٥٠٠ كيلومتر. سحابة الرماد التي أنتجها البركان حجبت ضوء الشمس عن الأرض لعدة شهور، وتسببت في ظاهرة نادرة تعرف باسم “عام بلا صيف” في ١٨١٦. انخفضت درجات الحرارة حول العالم، مما أدى إلى فشل المحاصيل الزراعية، واندلاع مجاعات في أوروبا وأمريكا.

خلف هذا الانفجار أكثر من ٧٠ ألف قتيل، نصفهم قضوا بسبب الحمم والغازات السامة، والنصف الآخر نتيجة المجاعات. تشكّلت كالديرا (حفرة بركانية) ضخمة بقطر ٦ كيلومترات وعمق ١.١ كيلومتر نتيجة انهيار قمة البركان.

لم يكن لهذا الانفجار نظيرٌ في حجم الدمار أو التأثير المناخي. إنه الحدث الذي غيّر مجرى التاريخ، وجعل من بركان تامبورا موضوعًا رئيسيًا في دراسات البراكين والمناخ. أما ضمن السياق الأوسع، فقد أصبح يُشار إليه على الدوام بأنه أكبر انفجار بركان في العالم، من حيث التأثيرات المتسلسلة التي خلفها.[1]

تعرف أيضًا على: تأثير الثورات البركانية على المناخ العالمي

أين سُجِّل أعظم انفجار بركاني في التاريخ؟

سجل أعظم انفجار بركاني في التاريخ رسميًا في أرشيف هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في بركان تامبورا، الذي دمرت قمته خلال ثوران ١٨١٥. لم يكن هذا الانفجار مروعًا فقط بسبب حجمه، بل بسبب التوثيق المفصّل الذي وصلنا عنه. فمع تطور علم الجيولوجيا آنذاك، تمكّن العلماء من فهم حجم الكارثة على نحوٍ غير مسبوق.

انبعث من البركان ما يُقدّر بـ ١٦٠ كيلومترًا مكعبًا من المواد البركانية، وارتفع عمود الرماد إلى أكثر من ٤٣ كيلومترًا في السماء، وانتشر الرماد على آلاف الكيلومترات ليصل إلى الصين والهند. تسبب هذا في انعكاس أشعة الشمس، وانخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار ٣ درجات مئوية.

وقد رُصد البركان في دراسات علمية عديدة، أهمها تلك التي نشرت في مجلة Nature، التي أكّدت أن انفجار تامبورا ساهم في تغييرات مناخية لا تقل أهمية عن انفجارات العصر الجليدي. كما تم تصنيفه ضمن أخطر ١٠ براكين في العالم نظرًا لقدرة منطقته على إنتاج انفجارات مشابهة مستقبلاً.

هذا التوثيق لم يُستخدم فقط في الأبحاث الجيولوجية، بل ألهم أيضًا أعمالًا أدبية وفنية، منها قصص الرعب والخيال العلمي، التي ارتبطت بكآبة الأجواء العالمية في العام التالي للانفجار. بهذا، أصبح تامبورا جزءًا من الذاكرة الثقافية العالمية.

تعرف أيضًا على: كيف يحدث إنفجار البركان وماهي الأسباب الرئيسية؟

أين يقع أكبر بركان العالم؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ

من المعروف أن أكبر بركان نشط من حيث الحجم على كوكب الأرض هو بركان مونا لوا الواقع في جزيرة هاواي، التابعة للولايات المتحدة. يغطي هذا البركان مساحة تزيد عن ٥ آلاف كيلومتر مربع، وبارتفاع أكثر من ٤٠٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر، ويعتبر الأضخم من حيث الكتلة.

رغم ضخامة حجمه، لم يتسبب مونا لوا في انفجارات كارثية مثل تامبورا. لكن النشاط البركاني المستمر يجعله تحت المراقبة الدائمة. يذكر أنه كان ضمن قائمة آخر بركان حدث في العالم عند ثورانه في عام ٢٠٢٢، ما أعاد الأنظار إليه دوليًا.

تظهر الدراسات أن بنية مونا لوا تجعله قابلًا لحدوث انزلاقات أرضية هائلة أو ثورانات مفاجئة. ويخشى العلماء من أن تؤدي إحدى ثوراته المستقبلية إلى انهيارات جغرافية قد تنتج عنها موجات تسونامي كارثية. وعلى الرغم من طبيعته الانسيابية (لافا بطيئة)، إلا أن الخطر يبقى قائمًا نظرا لاقترابه من مراكز سكانية مأهولة.

تتم متابعة مونا لوا عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الزلزالي، مما يجعله أحد أكثر البراكين مراقبة في العالم. وبهذا، فإنه يعد نموذجا للدمج بين الطبيعة الخام والتكنولوجيا الحديثة في فهم الظواهر الجيولوجية.

تعرف أيضًا على: تأثير البراكين على سطح الأرض من حيث التغيرات الجغرافية والبيئية؟

متى حدث آخر انفجار بركاني في مدمر؟

شهد العالم آخر انفجار بركاني مدمر في عام ٢٠٢1، عندما ثار بركان نيراجونجو في جمهورية الكونغو الديمقراطية. أدى هذا الانفجار إلى مقتل أكثر من ٣٠ شخصا، ونزوح الآلاف، وانقطاع الكهرباء والماء عن مدينة غوما المجاورة. رغم أن الانفجار لم يصل لقوة تامبورا، إلا أنه يعتبر من أخطر الثورانات البركانية في القرن الحالي من حيث التأثير الإنساني.

المفاجئ في هذا الانفجار هو غياب التحذيرات المسبقة، فقد حدث بسرعة وبدون إشارات زلزالية كبيرة. تدفقت الحمم بسرعة فائقة على الأحياء السكنية، مهددة آلاف الأرواح والممتلكات. مما أعاد النقاش العلمي حول أهمية تطوير نظم إنذار مبكر فعّالة.

وقد صنفه العلماء ضمن الفئة الرابعة على مقياس VEI، ومع ذلك تسبب في هلع عالمي نتيجة قربه من منطقة مأهولة. الأمر الذي جعله يرتبط في أذهان الناس ببركان تامبورا، الذي لطالما عرف بأنه أعظم انفجار بركاني في التاريخ.

وفي سياق الرصد المستمر للبراكين، أدرج نيراجونجو بعد هذه الحادثة مباشرة ضمن لائحة أخطر ١٠ براكين في العالم، لما يحمله من تهديد مباشر للسكان والبيئة المحيطة.

تعرف أيضًا على: ما هي أسباب حدوث البراكين والزلازل؟ شرح مبسط للعوامل الجيولوجية

ما هو سبب انفجار البركان علميًا؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ

لفهم سبب انفجار البركان علينا أن نعود إلى أعماق الأرض، حيث تتراكم الصهارة تحت القشرة الأرضية بفعل الحرارة والضغط. عندما ترتفع درجة حرارة هذه الصهارة وتتشبع بالغازات، يصبح الضغط داخل الغرفة البركانية لا يحتمل، مما يؤدي إلى انفجارها ودفع المواد البركانية إلى الخارج.

الغازات الذائبة في الصهارة (كثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، والكبريتات) تؤدي دورا رئيسيا في هذه العملية. فكلما زادت كمية هذه الغازات، زاد ضغط الانفجار. ولذلك، يمكن أن يكون البركان ساكنا لمئات السنين، وفجأة ينفجر بعنف شديد عند تجاوز حدّ الضغط الداخلي.

علاوة على ذلك، قد تساهم العوامل الجيولوجية الخارجية كتحرّك الصفائح التكتونية أو الزلازل في تسريع هذا الانفجار. وهذا ما يجعل متابعة هذه الحركات الجوفية ضرورية جدًا في التنبؤ بالنشاط البركاني.

وقد أكد باحثون من جامعة كامبريدج في دراسة نشرت في عام ٢٠٢٣ أن الصهارة الغنية بالسيليكا تكون أكثر لزوجة، وتحتجز الغازات داخلها، مما يؤدي إلى ثوران أكثر انفجارية. وهذا ما حدث تماما في بركان تامبورا الذي كان غنيًا بالسيليكا، مما جعله يصنف على الدوام كـ أعظم انفجار بركاني في التاريخ.[2]

تعرف أيضًا على: ما هي مكونات البراكين المركبة وتركيبها الجيولوجي والبركاني؟

ما هي مراحل انفجار البركان؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ

يحدث الانفجار البركاني عبر مجموعة من المراحل المتتالية، يمكن تلخيصها كما يلي:

المرحلة ١: تراكم الصهارة

تبدأ العملية بتجمّع الصهارة المنصهرة تحت الأرض بفعل الحرارة الناتجة عن باطن الأرض.

المرحلة ٢: زيادة الضغط الداخلي

تتراكم الغازات وتزداد لزوجة الصهارة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الحجرة الصهارية.

المرحلة ٣: ظهور مؤشرات النشاط

مثل الزلازل الخفيفة، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وخروج الأبخرة من فوهة البركان.

المرحلة ٤: الثوران البركاني

ينفجر البركان بقوة، مطلقًا الحمم والرماد والغازات، وقد يتبع ذلك تدفقات طينية أو غازية شديدة السخونة.

المرحلة ٥: تكوّن الكالديرا أو الفوهة الجديدة

في بعض الحالات، تنهار قمة البركان مكوّنة حفرة ضخمة.

المرحلة ٦: الاستقرار أو تكرار النشاط

إما أن يهدأ البركان تمامًا، أو أن تحدث سلسلة من الثورانات المتقطعة لاحقًا.

هذه المراحل ليست حتمية دوما، فبعض البراكين قد تتجاوز مرحلة أو أكثر، حسب طبيعة التكوين الجيولوجي ونوع الصهارة، كما حدث في حالة بركان تامبورا الذي مر بكل هذه المراحل وصولا إلى أعظم انفجار بركاني في التاريخ.

تعرف أيضًا على: تأثير البراكين على سطح الأرض من حيث التغيرات الجغرافية والبيئية؟

هل يمكن أن يحدث انفجار بركان اليوم؟

السؤال الذي يراود الجميع: هل من الممكن أن نشهد انفجار بركان اليوم يضاهي في شدته ما حدث في تامبورا؟ الإجابة: نعم، علميًا الاحتمال قائم، خصوصًا في مناطق الحزام الناري حول المحيط الهادئ.

وفقًا لمرصد البراكين العالمي (GVP)، هناك أكثر من ١٥٠٠ بركان نشط حاليًا، منها ما يزيد عن ٢٠ بركانًا تحت المراقبة المستمرة لاحتمالية الانفجار. من بينها بركان “ساكوراجيما” في اليابان و”كليفلاند” في ألاسكا و”نييراجونجو” في أفريقيا.

وقد شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في النشاط البركاني العالمي، مما أثار قلق العلماء بشأن تكرار سيناريو مشابه لما وقع في القرن التاسع عشر. فمع تزايد الاحتباس الحراري وتحرك الصفائح التكتونية، يصبح الخطر أكثر واقعية.

ولكن بفضل التكنولوجيا المتقدمة وأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية، أصبح من الممكن رصد مؤشرات الخطر مبكرًا. ومع ذلك، يبقى من الضروري التوعية المستمرة، خصوصًا في المناطق القريبة من أشهر بركان في العالم، لأن السكان هم الأكثر عرضة للخطر.

تعرف أيضًا على: دليلك إلى أشهر البراكين في العالم وأخطرها عبر التاريخ

ما هو أشهر بركان في العالم ولماذا؟

أعظم انفجار بركاني في التاريخ

يعد بركان فيزوف في إيطاليا أشهر بركان في العالم، ويعود ذلك إلى ثورانه الكارثي عام ٧٩ ميلادية الذي دمر مدينتي بومبي وهيركولانيوم بالكامل. حُفظت آثار هذه الكارثة في التاريخ والروايات والأساطير، وأصبحت جزءًا من التراث العالمي.

لا تكمن شهرة فيزوف في حجم الانفجار فقط، بل في الطريقة التي التُقطت بها مأساة سكان بومبي، الذين تجمّدوا في أماكنهم تحت الرماد البركاني الساخن. لقد أعطى هذا الحدث لمحة عن قسوة الطبيعة وعجز الإنسان أمامها.

يعد فيزوف الآن بركانا نشطا ومراقبا عن كثب. يخشى من تكرار انفجار مشابه في المستقبل بسبب كثافة السكان في منطقة نابولي المحيطة به. وقد تم تصنيفه أيضًا ضمن أخطر ١٠ براكين في العالم، كونه قريبًا من أكثر من ٣ ملايين شخص.

وعلى الرغم من شهرته، إلا أن فيزوف لم يصل في شدته إلى بركان تامبورا الذي ما زال يحمل لقب أعظم انفجار بركاني في التاريخ.

تعرف أيضًا على: ما هي مكونات البراكين المركبة وتركيبها الجيولوجي والبركاني؟

في الختام، يظل أعظم انفجار بركاني في التاريخ شاهدا على قوة الطبيعة الهائلة وقدرتها على إحداث تحولات جذرية في الكوكب. لم تقتصر آثاره على الدمار اللحظي، بل امتدت لتشمل تغييرات مناخية وبيئية طويلة الأمد، ما جعل منه حدثا فارقا في السجل الجيولوجي. إن دراسة مثل هذه الظواهر تعطينا فهما أعمق لديناميكية الأرض وتبرز أهمية رصد الأنشطة البركانية لضمان سلامة البشرية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة