أهمية تعزيز الهوية الذاتية

عناصر الموضوع

1- تعريف الهوية

2- ما الذي يشكل هوية الشخص؟

3- تطور الهوية عبر العمر

4- أهمية الهوية

5- نصائح للتأمل في هويتك

6- الأصالة والإحساس القوي بالذات

الهوية ليست مجرد مفهوم عابر أو فكرة مجردة بل هي حجر الزاوية الذي يشكل نظرتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا فإنها الإطار الذي يحدد شخصيتنا وقيمنا وأهدافنا وحتى طريقة تفاعلنا مع الآخرين فمن الطفولة إلى البلوغ تتطور هويتنا باستمرار مع تجارب الحياة لتصبح مرآة تعكس من نحن وما نسعى لتحقيقه، سنستكشف مفهوم الهوية ومكوناتها وكيفية تطورها عبر مراحل العمر المختلفة بالإضافة إلى أهميتها في بناء حياة متوازنة ومرضية.

1- تعريف الهوية

الإحساس بالذات هو الطريقة التي تدرك بها نفسك ككل. إنه كيف تميز هويتك الفريدة عن الآخرين.

ويُشار إليه أيضًا بمفهوم الذات (Self-concept)، حيث غالبًا ما يوجه إحساسك بالذات أحكامك ويمكن أن يؤثر أيضًا على مزاجك وسلوكك.

هذا الإحساس بالهوية – من أنت وما تؤمن أنك تمثله – غالبًا ما يكون متعدد الأبعاد. يمكن أن يشمل إدراكك لقيمك، وشخصيتك، وعلاقاتك.

قد تدرك نفسك بشكل مختلف بناءً على الأدوار التي تقوم بها في حياتك، مثل كونك أحد الوالدين أو الأخ، مقارنة بأدوارك الأخرى في العمل أو في حياتك الشخصية. ومع ذلك، تظل أنت الشخص نفسه. [1]

2- ما الذي يشكل هوية الشخص؟

هذه بعض العوامل التي يمكن أن تساهم في هويتك:

المظهر الجسدي، السمات العاطفية، التعليم، المهنة، تجارب الحياة، الجينات، الحالات الصحية، الأسرة، الجنسية والعرق والانتماء العرقي والمجتمع الاجتماعي والمجموعة الاجتماعية.

3- تطور الهوية عبر العمر

تطور الهوية هو عملية تستمر مدى الحياة تبدأ في الطفولة، وتبدأ في التصلب في المراهقة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ.

الطفولة

الطفولة هي المرحلة التي نبدأ فيها أولاً بتطوير مفهوم الذات وتشكيل هوية.

كالأطفال، تعتمد بشكل كبير على عائلاتنا لتلبية احتياجاتنا الجسدية والعاطفية. تلعب تفاعلاتنا المبكرة مع أفراد الأسرة دورًا حاسمًا في تكوين هوياتنا.

خلال هذه المرحلة، نتعلم عن عائلاتنا ومجتمعاتنا، وما هي القيم المهمة بالنسبة لهم، كما يقول الدكتور قادر.

فالمعلومات والقيم التي نستوعبها في مرحلة الطفولة تشبه البذور الصغيرة التي تُزرع قبل سنوات من أن نتمكن من التفكير فيها عمدًا كبالغين.

ويمكن للتجارب المؤلمة أو المسيئة أثناء الطفولة أن تعطل تكوين الهوية وتترك آثارًا دائمة على النفس.

المراهقة

المراهقة هي فترة حرجة لتكوين الهوية.

فعندما نكون مراهقين، نبدأ في تطوير شعور بالذات عمدًا بناءً على كيفية ظهور القيم التي نتعلمها في علاقاتنا بأنفسنا وأصدقائنا وأفراد عائلتنا وفي السيناريوهات المختلفة التي تتحدانا.

و المراهقة هي وقت لاكتشاف أنفسنا، وتعلم التعبير عن أنفسنا، ومعرفة مكاننا الاجتماعي (وأين لا ننتمي)، وتطوير العلاقات، وملاحقة الاهتمامات.

هذه هي الفترة التي نبدأ فيها بالاستقلال وتشكيل أهداف الحياة.5 ويمكن أن تكون أيضًا فترة عاصفة وتوتر، حيث نختبر اضطرابات المزاج، ونتحدى شخصيات السلطة، ونخاطر بينما نحاول معرفة من نحن.6

البلوغ

كبالغين، نبدأ في بناء هويتنا العامة أو المهنية7 وتعميق علاقاتنا الشخصية، كما يقول الدكتور قادر.

هذه المراحل ليست ثابتة، بل هي متغيرة، ونحصل على بقية حياتنا لمواصلة تجربة الحياة وتطوير هوياتنا. [2]

4- أهمية الهوية

امتلاك إحساس قوي بالهوية يُعد أمرًا مهمًا لأنه:

يعزز الوعي الذاتي: يمنحك إحساس قوي بالهوية فهمًا عميقًا لذاتك كشخص. يساعدك ذلك على التعرف على ما تحب وما تكره، وفهم أفعالك، ودوافعك، وعلاقاتك.

يوفر التوجيه والتحفيز: يساعدك الإحساس القوي بالهوية على فهم قيمك واهتماماتك بوضوح، مما يتيح لك الوضوح والتوجيه والتحفيز عند وضع الأهداف والعمل على تحقيقها.

يمكنك من بناء علاقات صحية: عندما تعرف نفسك وتتقبلها، يمكنك بناء علاقات هادفة مع الأشخاص الذين يقدرونك ويحترمونك كما أنت ويساعدك إحساسك القوي بهويتك. أيضا على التواصل بفعالية ووضع حدود صحية، والانخراط في تفاعلات أصيلة ومُرضية.

يحافظ على اتزانك: منحنا هوياتنا جذور نستند إليها عندما تبدو الأشياء من حولنا فوضوية أو غير مؤكدة وتساعدنا جذورنا على البقاء متماسكين وتذكر ما هو مهم حقًا في نهاية المطاف.

يحسن عملية اتخاذ القرارات: يساعدك الفهم الجيد لنفسك على اتخاذ خيارات تتوافق مع قيمك ومعتقداتك وأهدافك طويلة المدى فيحد هذا الوضوح من الارتباك والتردد والامتثال لتوقعات الآخرين التي قد تؤدي إلى قرارات سيئة.

يعزز المشاركة في المجتمع: غالبًا ما تتشكل الهوية من خلال السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية والروحية والتاريخية. يمنحك الإحساس القوي بالهوية القدرة على فهم تراثك الثقافي وتقديره والاعتزاز به. ويمكن أن يمكّنك ذلك من المشاركة الفاعلة في المجتمع، والتعبير عن وجهة نظرك الفريدة، والمساهمة في تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع. [3]

5- نصائح للتأمل في هويتك

بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التفكير بهويتك:

الفن: الفن وسيلة رائعة تساعدك على معالجة أفكارك والتأمل في هويتك. يمكن أن يساعدك على التعبير عن نفسك بطرق إبداعية وفريدة.

القراءة: قراءة قصص الناس من خلال السرد طريقة ممتازة لتوسيع آفاقك، وتحديد مشاعرك تجاه العالم من حولك، والتأمل في مكانك فيه.

كتابة اليوميات: يمكن أن تكون كتابة اليوميات مفيدة جدًا للتأمل الذاتي. تساعدك على فهم مشاعرك ودوافعك بشكل أفضل.

الحوار: المحادثات مع الآخرين يمكن أن تكشف لك وجهات نظر متنوعة، وتساعدك على تشكيل وتمثيل وجهة نظرك الخاصة.

الطبيعة: قضاء الوقت في الطبيعة يمنحك فرصة للتأمل بدون إزعاج. غالبًا ما يساعدك التواجد في الطبيعة على وضع الأمور في نصابها الصحيح.

العلاقات: يمكنك تعزيز إحساسك بهويتك بشكل خاص من خلال العلاقات من حولك. من المفيد أن تحيط نفسك بأشخاص يعكسون قيمك الأساسية ولكن قد يكونون مختلفين عنك في جوانب أخرى من الهوية، مثل أساليب الشخصية، والخلفيات الثقافية، والشغف، والمهن، أو المسارات الروحية. هذه الاختلافات تمنحك منظورًا وتعلمًا من الآخرين. [4]

6- الأصالة والإحساس القوي بالذات

قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان لديك نوع شخصية أصلي لأننا جميعا لدينا سماتنا وخصائصنا الفردية.

لا توجد إجابة لقطع ملفات تعريف الارتباط.

ومع ذلك  فإن بعض النقاط الرئيسية التي قد تشير إلى الشخصية الأصلية تشمل:

امتلاك شعور قوي بالتعبير عن الذات

أن تكون مبدعا أو مبتكرا في النهج

رؤية العالم من خلال عدسة خارج المسار المطروق

تفضل التفكير بنفسك بدلا من الاعتماد على معتقدات أو اتجاهات الأغلبية

تعتبر نفسك روح حرة دون أن تندمج بسهولة في صندوق معين.

ما هي خصائص الشخصية الأصلية؟

فيما يلي بعض الخصائص والسمات الأكثر شيوعا لشخص لديه نوع شخصية أصلي:

• إنهم مستقلون ويعتمدون على أنفسهم
• النسخ الأصلية لديها إحساس قوي بالحدس
• إنهم مبدعون ومبتكرون
• لديهم نهج غير تقليدي للحياة
• هذا النوع من الشخصية معبرة وأصيلة
• لديهم كراهية قوية للروتين والملل

أمثلة شخصية أصلية

أنواع الشخصيات الأصلية نادرة  ولكن بعض الأشخاص الأكثر نفوذا في العالم أظهروا ميول أصلية وإبداعا.

اشتهر ستيف جوبز بقدرته على التفكير خارج الصندوق وإحداث ثورة في صناعات مثل التكنولوجيا وتدفق الموسيقى.

أوبرا وينفري هي نوع آخر من الشخصيات الأصلية التي تركت بصمة لا تمحى على المجتمع من خلال إنشاء إمبراطورياتها التلفزيونية والإعلامية الخاصة. [5]

نختم بأن الهوية ليست حالة ثابتة بل هي رحلة مستمرة من الاكتشاف والنمو فإنها البوصلة التي توجهنا في اتخاذ القرارات وبناء العلاقات وتحقيق أهدافنا فمن خلال تعزيز إحساسنا بالذات والعمل على أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين فيمكننا بناء هوية قوية ومتوازنة تمكننا من مواجهة تحديات الحياة بثقة وإيجابية وفي نهاية المطاف والهوية ليست فقط ما نكتسبه من الآخرين أو المجتمع بل هي ما نصنعه لأنفسنا بوعي وهدف.

• verywellmindWhy Identity Matters and How It Shapes Us-بتصرف
• emotionstherapycalgarySense of Self: 7 Proven Ways to Unlock Your True Identity-بتصرف
• wileyErik H. Erikson. Identity, youth and crisis. New York: W. W. Norton Company, 1968-بتصرف
• كتابBaumeister, R. F., & Leary, M. R. (1995). The need to belong: Desire for interpersonal attachments as a fundamental human motivation. Psychological Bulletin, 117(3), 497–529.-بتصرف
• كتاب1. Oyserman, D., Elmore, K., & Smith, G. (2012). Self, self-concept, and identity. In M. R. Leary & J. P. Tangney (Eds.), Handbook of self and identity (pp. 69-104). New York: Guilford Press. -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم