ISO لإدارة المخاطر: المعايير العالمية لضمان نجاح واستدامة الأعمال

الكاتب : آية زيدان
10 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 33
منذ 6 ساعات
إدارة المخاطر
ما هي ISO لإدارة المخاطر؟
ما الفرق بين  إدارة المخاطر وأداره الأزمات؟
 ما هو تعريف ISO 31000 للمخاطر؟
 ما هو الفرق بين ISO 31000 و ISO 14971؟
يمكن القول إن الفرق الجوهري بين المعيارين يتمثل في نطاق التطبيق:

في المؤسسة الناجحة، لا يكفي أن نعرف أننا قد نواجه مخاطر مستقبلية، بل نحتاج إلى منهج واضح للتعامل معها بشكل منهجي وفعّال. هنا يأتي دور إيزو  إدارة المخاطر، وخاصة معيار ISO 31000، الذي يعد بمثابة خريطة شاملة تحتوي على خطوات موثوقة، بدءًا من التعرف على المخاطر، مرورًا بتحليلها وتقييمها، وصولًا إلى معالجتها ومراجعتها وتوصيل ما يحدث بشأنها لجميع الأطراف المعنية. باختصار، هذا المعيار يضع إطارًا يضمن ألا تترك الأمور للمصادفة، بل تدار بإدراك وحكمة على مدار المؤسسة بأسرها.

ما هي ISO لإدارة المخاطر؟

إيزو إدارة المخاطر

عندما نتحدث عن إيزو  إدارة المخاطر، فإننا نقصد مجموعة المعايير العالمية التي تهدف إلى تنظيم وتوجيه طريقة تعامل المؤسسات مع المخاطر التي قد تواجهها أثناء تنفيذ أعمالها. هذه المعايير لا تقتصر على تقليل الأضرار فقط، بل تساعد المؤسسات أيضًا في استغلال الفرص والتخطيط بذكاء لضمان استدامة أعمالها.

ويعد المعيار الدولي ل إدارة المخاطر إيزو 31000 من أهم وأشهر المعايير التي وضعتها المنظمة الدولية للتقييس (ISO) في هذا المجال. يوفّر هذا المعيار إطارًا عامًا ل إدارة المخاطر يمكن تطبيقه على أي نوع من المؤسسات بغض النظر عن حجمها أو طبيعة نشاطها. ويشمل تعريفًا واضحًا للمخاطر، وخطوات عملية لتحديدها، وتحليلها، وتقييمها، ثم اتخاذ القرار بشأن كيفية التعامل معها.

الميزة الأساسية في هذا المعيار أنه لا يلزم المؤسسة باتباع نموذج واحد، بل يعطيها المرونة لتطبيق ما يناسب هيكلها وأهدافها، بشرط أن تكون العملية شاملة، منهجية، ومبنية على سياق المؤسسة الداخلي والخارجي.

ببساطة، ISO  ل إدارة المخاطر لا تعني فقط تجنب المشاكل، بل هي أسلوب متكامل للتفكير الاستراتيجي، يجعل من “الخطر” فرصة للنمو، لا عقبة. وهذا ما جعل المؤسسات العالمية تعتمد هذه المعايير كركيزة أساسية في  إدارة عملياتها اليومية والمستقبلية. [1]

تعرف أيضًا على: علم إدارة المخاطر: فن وعلم حماية المؤسسات من التحديات وتحقيق النجاح

ما الفرق بين  إدارة المخاطر وأداره الأزمات؟

 إدارة المخاطر

يخلط الكثيرون بين مفهومي  إدارة المخاطر و” إدارة الأزمات”، رغم أن لكل منهما دورًا مختلفًا في دورة حياة المؤسسة. في إطار إيزو  إدارة المخاطر، يتم توضيح الفرق بدقة لضمان استخدام كل منهما في الوقت المناسب وبالأسلوب الصحيح.

إدارة المخاطر هي عملية استباقية تعتمد على التنبؤ وتحليل التهديدات المحتملة قبل حدوثها. تقوم المؤسسات من خلالها بتحديد مصادر الخطر، وتقييم تأثيرها، ثم اتخاذ إجراءات لتقليل احتمالية وقوعها أو تخفيف نتائجها في حال حدوثها. الهدف الأساسي من  إدارة المخاطر هو حماية استدامة الأعمال واستقرارها على المدى الطويل.

أما  إدارة الأزمات فهي تأتي بعد حدوث المشكلة فعليًا، وهي استجابة طارئة ومباشرة لأحداث مفاجئة تشكل تهديدًا كبيرًا للمنظمة. هذه الأزمات قد تكون داخلية (مثل انهيار نظام تقني) أو خارجية (مثل كارثة طبيعية أو هجوم إلكتروني). ويتركّز دور  إدارة الأزمات في السيطرة على الوضع، وتقليل الخسائر، واستعادة العمليات في أسرع وقت ممكن.

من هنا ندرك أن  إدارة المخاطر هي بمثابة مظلة وقائية، بينما  إدارة الأزمات تمثل الإسعاف السريع بعد وقوع الضرر. ولهذا السبب، تعتمد المنظمات الرائدة على نظام  إدارة المخاطر ISO 31000 لتكوين نظام تنبؤ وتخطيط فعّال يقلل من احتمالية الوصول إلى مرحلة الأزمة من الأساس.

ولتبسيط الصورة أكثر، سنوضح الفروق الجوهرية بينهما في الجدول الآتي: [2]

وجه المقارنة إدارة المخاطر إدارة الأزمات
الطبيعةاستباقية – قبل وقوع المشكلةتفاعلية – بعد وقوع المشكلة
الهدف الأساسيمنع حدوث المخاطر أو تقليل آثارهااحتواء الأزمات والتقليل من أضرارها
التخطيطيعتمد على خطط طويلة المدى ومراجعة مستمرةخطط طارئة وسريعة التنفيذ
التوقيتتطبَّق بشكل دائم ومستمرتفعّل وقت الأزمات فقط
الاعتماد على ISOتعتمد على معايير مثل نظام  إدارة المخاطر ISO 31000قد تدعم بإرشادات عامة، لكنها ليست دائمًا مبنية على ISO

تعرف أيضًا على: إدارة المخاطر في المستشفيات: كيف نحافظ على حياة المرضى بأمان

 ما هو تعريف ISO 31000 للمخاطر؟

إدارة المخاطر

عندما نتحدث عن المعايير الدولية ل إدارة المخاطر، لا يمكننا تجاهل الدور المحوري لـ ISO 31000، وهو المرجع الأساسي الذي يعتمد عليه عالميًا لتحديد كيفية التعامل مع المخاطر بأسلوب علمي ومنظم. وقد جاء هذا المعيار ليضع إطارًا موحدًا ومبسطًا لكل المؤسسات، مهما اختلفت طبيعة أعمالها أو أحجامها.

وفقًا لتعريف ISO 31000، فإن المخاطر هي:

“تأثير عدم التأكد على تحقيق الأهداف.”
بمعنى آخر، هي أي حدث محتمل الحدوث يمكن أن يؤثر سلبًا أو حتى إيجابًا على قدرة المؤسسة في الوصول إلى أهدافها المنشودة.

ويتميّز نظام  إدارة المخاطر ISO 31000 بأنه لا يقتصر فقط على تحديد التهديدات، بل يشمل أيضًا تقييم مدى خطورتها، وتحليل احتمالية حدوثها، ووضع استراتيجيات للوقاية أو التكيّف معها. فالأمر لا يتعلق بالخوف من المخاطر، بل بالاستعداد الذكي لها.

كما يشجع المعيار المؤسسات على دمج  إدارة المخاطر في كل عملياتها، من اتخاذ القرار اليومي إلى التخطيط الاستراتيجي، مما يعزز من قدرتها على التكيف مع التغيّرات، وتقليل الخسائر المحتملة، واغتنام الفرص التي قد تظهر في بيئة العمل المتغيرة.

وباختصار، فإن إيزو  إدارة المخاطر وفق معيار ISO 31000، لم يعد رفاهية تنظيمية، بل ضرورة لضمان استدامة الأعمال واستقرارها في ظل عالم مليء بالمتغيرات والتحديات.

تعرف أيضًا على: الأزمات التنظيمية: كيف تهدد استقرار المؤسسات؟ وكيف نتصدى لها بفعالية؟

 ما هو الفرق بين ISO 31000 و ISO 14971؟

إدارة المخاطر

عند الحديث عن إيزو  إدارة المخاطر، من المهم التفريق بين المعايير المختلفة التي تنظم هذا المجال، خاصة بين ISO 31000 وISO 14971، فكلاهما يختص ب إدارة المخاطر، لكن لكل منهما نطاقه واستخدامه الخاص.

  • ISO 31000 هو معيار عام ل إدارة المخاطر، ينطبق على جميع أنواع المؤسسات في مختلف القطاعات. يوفر إطارًا مرنًا يمكن تطبيقه على أي نوع من المخاطر، سواء كانت مالية، تشغيلية، بيئية، أو استراتيجية. يركز هذا المعيار على الدمج الشامل ل إدارة المخاطر ضمن الهيكل الإداري العام للمؤسسة.
  • أما ISO 14971  فهو معيار متخصص، يركز تحديدًا على  إدارة المخاطر في الأجهزة الطبية. يحدد كيفية تحديد وتقييم ومراقبة المخاطر المتعلقة باستخدام المنتجات الطبية، بما يضمن سلامة المرضى والمستخدمين، وهو مطلوب بشكل خاص من الشركات التي تصنع أو تطور تقنيات الرعاية الصحية.

يمكن القول إن الفرق الجوهري بين المعيارين يتمثل في نطاق التطبيق:

  • ISO 31000 = شامل وعام.
  • ISO 14971 =   متخصص في المجال الطبي.

وبالتالي، تختار المؤسسات المعيار الأنسب بحسب مجال عملها، وقد تعتمد كليهما إذا تطلب الأمر، خاصة في بيئات عمل معقدة أو خاضعة لمعايير تنظيمية صارمة.

تعرف أيضًا على: خطة إدارة الأزمات: خارطة الطريق لإنقاذ المؤسسات وقت الطوارئ

في النهاية، تمثل معايير إيزو لإدارة المخاطر إطارًا موثوقًا تعتمد عليه المؤسسات حول العالم لضمان جودة الأداء وتقليل مستويات عدم اليقين. سواء كنت تدير مشروعًا صغيرًا أو مؤسسة ضخمة، فإن تطبيق هذه المعايير يمنحك ميزة تنافسية حقيقية، ويزيد من ثقة أصحاب المصلحة في استقرارك ومرونتك.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة