الأمراض الجلدية عند الأطفال

الأمراض الجلدية عند الأطفال تعد من أكثر المشكلات الصحية التي تواجه الأمهات والآباء، فهي مصدر قلق مستمر نظرًا لتأثيرها المباشر على راحة الطفل وصحته. تختلف هذه الأمراض في طبيعتها وأسبابها وأعراضها، فقد تكون بسيطة وعابرة لا تحتاج سوى إلى عناية منزلية محدودة، وقد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستلزم مراجعة الطبيب. من هنا تأتي أهمية معرفة أنواع هذه الأمراض وطرق التعامل معها، حتى يتمكن الوالدان من التمييز بين الحالات الشائعة غير الخطيرة والحالات التي قد تشكل خطرًا على صحة صغيرهم.

ما هي أشهر الأمراض الجلدية عند الأطفال؟

تعد الأمراض الجلدية عند الأطفال من القضايا الصحية الشائعة. إذ أن بشرة الطفل الرقيقة تجعلها عرضة للتأثر بسرعة بالعوامل البيئية. مثل الحرارة والبرودة والرطوبة. وكذلك العوامل الداخلية مثل التغذية والمناعة. يمكن تقسيم الأمراض الجلدية إلى حالات مؤقتة تزول تلقائيًا بعد فترة قصيرة. وأخرى تحتاج إلى تدخل طبي. ويلاحظ أن معظم هذه الأمراض لا تشكّل خطرًا كبيرًا إذا تم التعامل معها بالوعي والرعاية المناسبة.

من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين الأطفال:

الإكزيما

وهي حالة جلدية مزمنة تسبب جفاف الجلد والحكة، وتظهر غالبًا في الوجه وثنيات الجلد.

الجدري المائي

 مرض فيروسي يسبب طفحًا جلديًا وحبوبًا صغيرة مملوءة بالسوائل، ويصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.

تعرف أيضًا على: أطعمة مفيدة لزيادة وزن الطفل النحيف

الطفح الحراري

 يظهر بسبب التعرق الزائد في الطقس الحار، وينتج عنه بثور حمراء صغيرة مزعجة.

الثآليل الجلدية

نموات جلدية صغيرة سببها فيروس الورم الحليمي البشري، وهي منتشرة لدى الأطفال.

التهابات الحفاض

 حالة شائعة لدى الرضع نتيجة الرطوبة المستمرة وارتداء الحفاض لفترات طويلة.

ولعل واحدة من أبرز المشكلات التي تثير قلق الأهل هي علاج ظهور حبوب في جسم الطفل مع حكة، إذ قد يختلط الأمر على الأم بين الحساسية أو العدوى الفيروسية أو حتى لدغات الحشرات. في هذه الحالات، ينصح بعدم استخدام أي كريمات أو أدوية دون استشارة الطبيب، خاصة إذا صاحبت الحبوب أعراضًا أخرى مثل ارتفاع الحرارة أو الخمول.

من المهم أن يعرف الوالدان أن الأمراض الجلدية غالبًا ما تكون مرتبطة بنظافة الطفل ونوع ملابسه وطبيعة بشرته. كما تلعب الوراثة دورًا في ظهور بعض الحالات مثل الإكزيما. وينصح الأطباء دائمًا باستخدام منتجات لطيفة ومناسبة لبشرة الأطفال. وتجنب الصابون القاسي أو المعطرات القوية التي قد تسبب تهيجًا. كما أن ترطيب البشرة بشكل يومي يعدّ إجراءً وقائيًا مهمًا.

تساعد المعرفة المبكرة بأنواع الأمراض الجلدية في طمأنة الأهل وتجنب القلق الزائد. كما تسهّل الملاحظة الدقيقة لأي تغيّر في بشرة الطفل، مما يسهم في سرعة التدخل عند الحاجة، ويمنح الطفل راحة نفسية وجسدية أكبر. [1]

ما هي أنواع حساسية الجلد عند الأطفال؟

تعد الأمراض الجلدية عند الأطفال من أبرز الأسباب وراء ظهور أنواع متعددة من حساسية الجلد، إذ تختلف أشكال الحساسية وفقًا لعمر الطفل واستجابته للعوامل المحيطة. الحساسية الجلدية عند الأطفال قد تكون عابرة أو مزمنة، ويلاحظ أن الكثير من الأطفال يعانون منها في مراحل مبكرة ثم تختفي مع الوقت أو تتحسن مع نمو الجهاز المناعي. معرفة أنواع الحساسية وأعراضها يساعد الوالدين على التدخل المبكر ومنع المضاعفات.

من أبرز أشكال حساسية الجلد:

الإكزيما التحسسية

وهي الأكثر شيوعًا بين الأطفال، تبدأ عادة في عمر الرضاعة وتتميز بجفاف الجلد ووجود بقع حمراء مصحوبة بحكة شديدة، خاصة في الوجه وثنيات المرفقين والركبتين.

الحساسية الناتجة عن الطعام

 قد يصاب بعض الأطفال بطفح جلدي أو تورّم نتيجة تناول بعض الأطعمة مثل البيض أو الفول السوداني أو منتجات الألبان.

تعرف أيضًا على: كيفية تقوية شخصية الطفل بثقة ووعي

الحساسية الناتجة عن العوامل البيئية

 تشمل الحساسية من الغبار، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات، أو المنظفات الكيميائية.

الشرى الجلدي (الأرتيكاريا)

 وهو طفح جلدي يظهر بشكل مفاجئ على هيئة بقع حمراء متورمة ومثيرة للحكة، قد يزول خلال ساعات أو أيام.

الحساسية التلامسية

 تحدث عند ملامسة الجلد لمادة مسببة للتهيج، مثل بعض أنواع الأقمشة أو الصابون أو المعادن.

تساءل الكثير من الأمهات: متى تختفي حساسية الجلد عند الاطفال؟ الإجابة ليست ثابتة. إذ تعتمد مدة اختفاء الحساسية على السبب ونوعها. غالبًا تتحسن الإكزيما مع التقدم في العمر وتصبح أقل حدة في سن المدرسة، بينما قد تزول الحساسية الناتجة عن الطعام إذا تم تجنب المسببات. بعض أنواع الحساسية البيئية قد تستمر لفترات أطول. لكنها تكون أقل تأثيرًا مع العلاج المنتظم. لذلك من المهم مراجعة الطبيب لتحديد نوع الحساسية وخطة العلاج، والتي قد تشمل كريمات مرطبة وأدوية مضادة للحكة وتجنب المواد المثيرة للحساسية.

من الناحية الوقائية، يمكن للوالدين اتباع خطوات بسيطة لتقليل فرص الإصابة بالحساسية الجلدية، مثل:

• استخدام منظفات ومواد عناية بالبشرة مخصصة للأطفال وخالية من المواد الكيميائية القاسية.
• ترطيب الجلد بشكل يومي لتجنب الجفاف الذي يزيد من شدة الحساسية.
• ارتداء الطفل ملابس قطنية مريحة، وتجنب الأقمشة الصناعية التي قد تسبب تهيجًا.
• الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والتقليل من التعرض للغبار والمواد المثيرة للحساسية.

فهم أنواع الحساسية يساعد الوالدين على السيطرة على الأعراض والحد من مضاعفاتها. كما أن التدخل المبكر واستشارة الطبيب المختص يسهمان في حماية بشرة الطفل وضمان نموه في بيئة صحية خالية من المهيجات.

تعرف أيضًا على: العناية بأسنان الطفل منذ ظهورها الأول

ما هي أخطر أمراض جلدية؟

رغم أن معظم الأمراض الجلدية عند الأطفال تكون بسيطة وسهلة العلاج، إلا أن هناك بعض الأمراض الجلدية التي قد تكون خطيرة وتحتاج إلى متابعة دقيقة من الطبيب. فهم الأهل لهذه الأمراض يساعدهم على سرعة التدخل عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية. خصوصًا أن جلد الطفل الرقيق قد يكون أول مؤشر على وجود مشكلة صحية أكبر.

من أخطر الأمراض الجلدية التي قد تصيب الأطفال:

التهابات الجلد البكتيرية

 قد تبدأ بعد خدش صغير أو لدغة حشرة، لكنها تتحول إلى التهاب شديد إذا لم تعالج. في الحالات المتقدمة، قد تنتشر العدوى وتؤدي إلى الحمى أو تضخم الغدد الليمفاوية.

الأمراض الفيروسية مثل الجدري المائي والهربس

 بعض الفيروسات قد تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، وإذا لم يتم التعامل معها بحذر، يمكن أن تنتشر العدوى بسهولة بين الأطفال.

أمراض نقص المناعة الجلدية

 مثل الصدفية أو الذئبة الحمراء، وهي أمراض مزمنة تحتاج إلى إشراف طبي طويل الأمد.

التهابات الجلد الفطرية

 مثل القوباء الحلقية التي قد تنتقل بسهولة عن طريق اللمس أو مشاركة الأدوات الشخصية، وتحتاج إلى علاج مضاد للفطريات.

تعرف أيضًا على: أكل الطفل وقت التسنين وما يجب تجنبه

الحساسية الجلدية الشديدة

التي قد تؤدي إلى تورّم في الوجه أو الحلق وصعوبة في التنفس، وهي حالة طبية طارئة تستلزم التوجه فورًا إلى المستشفى.

في كثير من الأحيان يبحث الأهل عن طرق طبيعية أو سهلة للتخفيف من أعراض الحساسية أو الالتهابات الجلدية. وهو ما يدفعهم للسؤال عن علاج حساسية الجلد عند الأطفال في المنزل. يمكن بالفعل تخفيف بعض الأعراض في المنزل من خلال:

• استخدام الكمادات الباردة لتقليل الحكة والاحمرار.
• ترطيب الجلد بانتظام باستخدام كريمات طبية خالية من العطور.
• ارتداء ملابس قطنية واسعة للحفاظ على راحة الطفل.
• تقليم أظافر الطفل لمنع الخدش والالتهابات الثانوية.
• غسل الجلد بلطف باستخدام ماء فاتر وصابون لطيف.

لكن من المهم التنويه إلى أن العلاج المنزلي هو حل مؤقت للتخفيف من الأعراض وليس بديلاً عن مراجعة الطبيب. فإذا استمرت الحكة أو الطفح لفترة طويلة، أو ظهرت أعراض مثل ارتفاع الحرارة أو فقدان الشهية، يجب طلب استشارة طبية فورية.

الحالات الجلدية الخطيرة لدى الأطفال نادرة، لكن الوعي بها يساعد الأهل على تجنب المضاعفات. كما أن مراجعة الطبيب في الوقت المناسب تمنع تطور الحالة وتحافظ على صحة بشرة الطفل ونموه بشكل طبيعي. [2]

كيف يكون شكل الطفح الجلدي عند الأطفال؟

يعد الأمراض الجلدية عند الأطفال أحد المؤشرات الهامة على صحة الطفل، وغالبًا ما يظهر الطفح الجلدي كأول علامة على وجود مشكلة جلدية أو حساسية. شكل الطفح الجلدي قد يختلف باختلاف السبب، فالطفح الناتج عن حساسية الطعام يختلف عن الطفح الناتج عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية، أو حتى الطفح الناتج عن التهيج الجلدي. مراقبة شكل الطفح بدقة تساعد الأهل على تحديد طبيعة المرض والتصرف بالشكل المناسب.

يمكن وصف الطفح الجلدي عند الأطفال كما يلي:

البقع الحمراء المسطحة

غالبًا ما تظهر في حالات الحساسية أو الإكزيما، وتكون مصحوبة بحكة شديدة.

الحبوب المليئة بالسوائل

 تظهر عادة في الأمراض الفيروسية مثل الجدري المائي، وقد تلتئم خلال أسبوع تقريبًا.

تعرف أيضًا على: أطعمة تساعد على نوم الطفل بهدوء

التقشير أو القشور الجلدية

 وهو شائع في حالات الإكزيما المزمنة أو التهابات الجلد الفطرية.

الطفح الحراري

 بثور صغيرة على شكل حبوب دقيقة غالبًا في الرقبة أو خلف الأذنين أو في طيات الجلد، تظهر بسبب التعرق الزائد.

البثور أو التقرحات المفتوحة

قد تكون علامة على التهابات جلدية بكتيرية تحتاج إلى متابعة طبية.

من المهم أن يعرف الأهل أسباب الطفح الجلدي عند الرضع في الوجه، حيث أن الوجه أكثر المناطق تعرضًا للطفح بسبب حساسية الجلد والرطوبة المتراكمة من اللعاب أو الطعام. من أبرز الأسباب:

• الحساسية الغذائية أو التلامسية.
• التهابات جلدية فيروسية أو بكتيرية.
• الاحتكاك المستمر بالحفاض أو الملابس.
• الظروف المناخية مثل الحرارة والرطوبة الزائدة.

كما يمكن ملاحظة أن شكل الطفح قد يكون مؤشرًا على خطورة الحالة: فالأحمر المسطح والخفيف غالبًا لا يحتاج إلى علاج قوي. بينما الطفح المصحوب بالسوائل أو التقرحات يحتاج إلى تدخل طبي سريع لتجنب العدوى أو المضاعفات.

تسهم متابعة شكل الطفح الجلدي والملاحظة الدقيقة لبشرة الطفل في منع تفاقم الحالات الجلدية، كما أن التعامل المبكر مع الأعراض يمكن أن يقلل من شدة المرض ويجعل العلاج أكثر فعالية، سواء كان ذلك باستخدام طرق منزلية بسيطة أو التدخل الطبي عند الحاجة.

في النهاية، تبقى الأمراض الجلدية عند الأطفال من المشكلات الصحية الشائعة التي تحتاج إلى وعي ومتابعة مستمرة من الوالدين. معرفة أنواع هذه الأمراض، أشكال الحساسية الجلدية، أخطر الحالات، وشكل الطفح الجلدي، يساعد على التعامل السريع والفعال مع أي مشكلة، سواء من خلال الرعاية المنزلية البسيطة أو التدخل الطبي عند الضرورة.

• Bryn mawr dermatology Pediatric Dermatology - بتصرف
• Healthline All About Common Skin Disorders _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم