الإختلاف بين العادات والتقاليد

الكاتب : شروق رضا
24 أكتوبر 2024
منذ 4 أسابيع
عناصر الموضوع
1- الفرق بين العادات والتقاليد
2- العادات و التقاليد والمعتقدات
3- العادات التي أصبحت تقاليد في الزفاف

عناصر الموضوع

1- الفرق بين العادات والتقاليد

2- العادات والتقاليد والمعتقدات

3- العادات التي أصبحت تقاليد في الزفاف

في الأغلب منا يبدو كلًا من مصطلحي من العادات والتقاليد فهم قابلين للتبادل كما لو أن أحدهما ينبعث من الآخر والعكس صحيح، ومع ذلك فإن العادات والتقاليد كلمتان مختلفتان تماماً في المعنى على الرغم من تشابههما واتفاقهما في الاستخدام.

1- الفرق بين العادات والتقاليد

العادات والأعراف والتقاليد من أحد أهم أركان الثقافة وهي التي تحدد خصائص الشعوب والمجتمعات التي سوف تتميز بها.

  • تعريف الثقافة:

عامة بأنها ما هي إلا ظاهرة اجتماعية وهي تعكس الخصائص الشكلانية الروحية والمادية لمجتمع معين، وعلى أن هناك الكثير من التعريفات التي تستخدم للثقافة، فالثقافة نظام متكامل كما أنه يشتمل على كلٍّ من والفن، المعرفة، والقانون، والأخلاق، والعادات والتقاليد، وغيرها كثير من الأمور التي يكتسبها البشر بوصفه أحد أفراد المجتمع.

كما يتم تعريف الثقافة كذلك على أنها أيّ صفة يتّصف بها الإنسان يكون مصدرها الإرث الاجتماعي، والذي يتكون من مجموعة من الأفكار والمعلومات والخبرات التي تنتشر في مجتمع ما بسبب التأييد الاجتماعي لها، ويكون أساسها التراث، بحيث تدور تلك الأفكار حول الحياة والاتجاهات العامة ومظاهر الحضارة التي يتميّز بها شعب ما، وتُكسبه مكانة خاصة في العالم.

فإن الثقافة مكتسبة وتتكون من سمات مثل المعتقدات والعادات والقيم والفن والموسيقى واللغة والطقوس والمعرفة  حيث يتم مشاركة هذه السمات الثقافية بين جميع أعضاء مجمتع معين تقريبًا.

  • ما هى العادات:

العادات وبحكم تعريفها هي من الممارسات الشائعة في مجموعة معينة من الناس أو في مكان معين، وإنها طريقة للتصرف مقبولة من قبل المجتمع العام، أو في مكان أو وقت محدد.

العادات شائعة جدًا لأن كل ثقافة ومجتمع ودين في عالمنا لديها واحدة، والمثال التقليدي الشائع على العادات هو المصافحة والتي غالبا ما تتم عندما يتقابلان شخصان للمرة الأولى كما هو الحال مع التقاليد فيمكن أن تبدأ العادات داخل العائلات فتصبح من عادات عند تكرارها على سبيل المثال لفتة أو نوع معين من السلوك، وعلي الرغم من ذلك عندما تصمد العادة أمام اختبار الزمن وتنتقل من جيل إلى جيل، فإنها تصبح تقليدًا.

هناك اختلافًا مميزاً بين التقاليد والعادات فالفرق الأساسي الذي لا يعرفه الكثير من الناس عن العرف والتقاليد هو أن كلتا الكلمتين تتميزان بالوقت، وفقًا للتعريف فإن العادة هي طريقة مقبولة التفاعل وللتصرف أيضا في منطقة أو مكان أو مجتمع أو وقت محدد جدًا، في حين أن التقليد يكون أطول عمرا وينتقل بين الأجيال.

فأن التقاليد والعادات هي معتقدات وممارسات تطورت مع مرور الزمن حيث أن الاختلاف الوحيد هو طول الوقت ومع مراعاة شريحة أكبر من المجتمع، وكما ذكرنا فالتقليد هو ممارسة تم تناقلها عبر الأجيال ويلتزم بها غالبية الناس في مجتمع أو ثقافة ما، في حين أن العادة يمكن أن تكون قصيرة الأجل ولا يتم الالتزام بها إلا على مستوى الأسرة أو الفرد، علاوة على ذلك، ففي حين أن جميع التقاليد يمكن اعتبارها عادات، إلا أن العادات ليست جميعها تقاليد.

  • ما هى التقاليد:

التقليد هو الطريقة التي يتصرف بها الفرد أو يفكر والتي تم تحديدها وتكوينها من قبل أفراد من مجتمع معين أو أسرة أو حتى المجتمع ولفترة طويله من الزم ويمكن أن يتعلق التقاليد بدين أو ثقافة أوحتى بعائلة معينة، من الأمثلة الرائعة على التقليد المناسبات أو الأعياد والاحتفالية والتي يتم الاحتفال بها في يوم معين من السنة، مثل عيد الفطر و عيد الأضحى عند المسلمين والطقوس التي يمارسها الناس في هذه الأيام، أو مثل يوم الهالوين أحد أقدم الأعياد في العالم، بالإقامة بالحفلات التنكرية والخدع والألعاب ويوم عيدالميلاد وما يتوافق معها من كعكة الميلاد وكل هذه المواسم والاحتفالات تتوارثها الأجيال منذ مئات الأعوام مما يجعلها تقليدًا تتبعته أجيال من العائلات داخل مجتمع معين و دين.

التعريف التقاليد في اللغة الإنجليزية إنه تقليد ينتقل من جيل إلى جيل وتتوارثه الأجيال المتعاقبة وتصبح الاجتماعية أو العادة الدينية التي تنتقل وتتوارث عبر الأجيال تقليدا، ويبدو أن العادات تتحول تدريجياً إلى تقاليد مع تناقلها عبر الأجيال. [1]

2- العادات و التقاليد والمعتقدات

الفكر القبلي:

قبل 50,000 سنة غرب آسيا، خاف نابوليون القطط السوداء، وسقراط العين الشريرة، ورهب يوليوس قيصر الاحلام، أرجع هنري الثامن سبب وقوعه في شرك الزواج من أن بولين إلى السحر، وعانى بطرس الأكبر قيصر روسيا من رعب مرضي عند عبوره الجسور، واعتاد الشاعر الانكليزي الشهير صموئيل جونسون دفع قدمه اليمني أولاً عند الدخول والخروج من المباني ماتزال المعتقدات والعادات القبلية تمنع الكثيرين من المرور تحت السلم، وفتح المظلة داخل المنزل، أو ركوب الطائرة في الثالث عشر من الشهر.

قد يقوم أولئك الناس من طرف آخر، أملاً بملاقاة الحظ الجيد، بعقد أصابعهم بشكل اشارة + أو بالنقر على الخشب، لابد لتلك المعتقدات، بتطور العلم والثقافة، من التراجع الوضوح معانيها الفارغة من كل منطق، على الرغم من التقدم العلمي والتطور الثقافي، نجد الكثيرين ما يزالون يؤمنون بخرافة أوبأكثر. واليوم، ما تزال ملايين أوراق لعب الحظ اليانصيب تباع لاعتقاد متسوقيها بالحظ.

فالمعتقدات القبلية هو جانب الاعماق التراث الانساني حيث اكتشف علماء الآثار، ان الانسان النياندرتالي الذي انتشر عبر غرب آسيا قبل 50,000 عاماً، صاحب أول معتقد قبلي وروحي بالخلاص بعد الحياة، خلافاً للانسان من قبله دفن انسان نياندرتال امواته طبق طقوس دينية خاصة، فدفن مع الميت الطعام والسلاح وفحم النار ليقوم الميت باستخدامها في الحياة الثانية، فأن نؤكد أن للمعتقد القبلي علاقة وثيقة بالدين.

3- العادات التي أصبحت تقاليد في الزفاف

  • تقاليد الزفاف:

۲۰۰ ق.م، شمال أوروبا اعتاد الرجل الجرماني الغوطي أن يتزوج من فتاة من محلته، لكنه كان، عندما يقل وجود النساء، يعمد إلى خطف عروسة من قرية مجاورة، فيعمد بالتعاون مع أحد الرجال لاختطاف أية فتاة شابة تشرد من محيط أسرتها وقريتها الأمن، فليس من تقليد الإشبين أو الشاهد سوى أثر لتلك العادة القديمة المتمثلة بقيام العريس مع أحد اصدقائه (الإشبين) بخطف العروس.

نشأت جراء حوادث الإختطاف هذه عادة حمل الرجل العروسه عند دخولها إلى منزلها الجديد، كانت مهمة الشاهد أو الإشبين حوالي عام ۲۰۰ ق.م أصعب منها في يومنا هذا، فبسبب الخوف من قيام الأهل بمحاولة استعادة ابنتهم بالقوة كان على الإشبين يقف طيلة مراسيم الزفاف إلى جانب العريس وهو متيقظ بالسلاح، ويستمر في حراسة منزل الزوجين الجديدين لفترة طويلة نسبياً بعد الزواج.

إن في السجلات الأثرية التي ما تزال باقية حتى اليوم مثلاً، الخوف من محاولة أهل الفتاة استعادة ابتهم لدى العديد من الشعوب القديمة بمن فيهم الهون والفوطيين الهون شعب مغولي مترحل سيطر على جزء كبير من أوروبة الوسطى والشرقية وذلك بقيادة أتيلا حوالي عام ٤٥٠م والغوطيين الغربيين والوانداليون وهذا ما يفسر وجود مستودعات لوضع السكاكين والرماح بالقرب من مذابح كنائس اولئك الأقوام.

تحمل عادة وقوف العريس علي يمين العروس أثناء مراسيم زفاف ضمنها ما هو أكثر من مجرد أمر له علاقة بآداب السلوك، فقد كان العريس عند الشعوب البربرية التي سكنت شمال أوروبا يضع خطيفته إلى يساره ليحميها، لأن هذه الوضعية توفر له بقاء يده اليمنى حرة فتسارع إلى حمل السلاح في وجه أي هجوم مفاجيء.

  • خاتم الزفاف:

۲۸۰۰ ق.م، مصر كانت هي أصل موضوع ومعنى خاتم الزفاف وما يزال يثار جدل ونقاش، ويقول أحد الآراء أن الخاتم اليوم هو رمز للقيود والاصفاد التي أستخدمها البرابرة لإجبار العروس على البقاء في منزل زوجها.

وإذ كان ذلك صحيحاً فإن تبادل الخاتم بين العريس والعروس اليوم ما هو إلا التعبير عن بالمساواة بين الجنسين، لقد تم ظهور واستخدام خاتم الاصبع لأول مرة في زمن السلالة الثالثة في مملكة مصر القديمة حوالي عام ۲۸۰۰ ق.م، فالحلقة التي لابداية لها ولانهاية تمثل الخلود، وغاية الزواج حسب اعتقاد المصريين في تلك الفترة، فضلت الخواتم الذهبية من قبل قدماء اغنياء المصريين والرومان من بعدهم، ويوجد بين العديد من الخواتم التي يعود تاريخها إلى ما قبل ألفي عام والمكتشفة بين انقاض مدينة بومبي، خاتم نقش عليه تصميم فريد يتمثل بيدين تتصافحان، شاع استخدامه بعد عدة قرون في أوروبا وأميركا.

هناك ما يثبت أن شباب الرومان ذوي الامكانات المادية المتوسطة، غالباً ما كانوا يفلسون في سبيل زوجة المستقبل، وقد ذكر الكاهن المسيحي تيرتوليان في كتاباته التي تعود للقرن الثاني أن معظم النساء كن لا يعرفن عن الذهب. [2]

الوندال:

قبيلة جرمانية اجتاحت فرنسا واسبانيا وشمال إفريقية في القرن الخامس وفي عام ٤٥٥م احتلت روما وكان في ثقافتهم ان خاتم زواج واحد يلبس على الإصبع وكانت الزوجة الرومانية كانت تلبس بفخر وأعتزاز خاتم زفافها الذهبي خارج المنزل وعندما تكون في المنزل فكانت تكتفي بخاتم من الحديد.

غالباً ما كان شكل الخاتم في العصور القديمة يحمل معنى معينا، فهناك خواتم رومانية، ما تزال باقية حتى اليوم، وكان في شكل احد الخواتم مفتاحا مصغراً ثبت من احد طرفيه على الخاتم، وليس كما يتبادر للذهن، لأول وهلة، أن هذا المفتاح يرمز لوسيلة تستخدمها العروس لفتح قلب زوجها وكشف أسراره، بل وعلى الأغلب، وحسب القانون الروماني، فإنه يمثل معتقداً أساسياً لعقد القران ذلك أن الزوجة تصبح قادرة لمقاسمة ثروة زوجها، وبهذا تستطيع، في حال رغبتها، أن تحصل على كيس من الحبوب أو لفافة من الكتان أو أي شيء آخر موجود في مخزن المنزل.

فإن الثقافة والتقاليد والعادات هي ممارسات ومعتقدات تطورت وتحسنت مع مرور الزمن والاختلافات الوحيدة الواضحة هي مقدار الوقت والممارسة ومدى اتباعهم وتوارثهم من قبل جزء أكبر من المجتمع.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة