الإمبراطور ميجي: قائد نهضة اليابان ومؤسس عصر التحديث

يعتبر الإمبراطور ميجي (1867 – 1912) أحد أهم القادة في تاريخ اليابان، إذ قاد عملية التحديث والإصلاح التي عرفت بـ إصلاحات ميجي، وحوّل اليابان من دولة إقطاعية منعزلة إلى قوة حديثة ذات نفوذ عالمي.

من هو الإمبراطور ميجي؟

ميجي تينو الإمبراطور ميجي (3 نوفمبر 1852 – 30 يوليو 1912) هو الإمبراطور الياباني رقم 122 حسب التسلسل التاريخي للملوك، وقد تولى الحكم منذ 3 فبراير 1867 وحتى وفاته. بعد رحيل الإمبراطور ميجي. بدأت ممارسة جديدة بتسمية الإمبراطور الراحل باسم الفترة التي حكمها، وبالتالي تم إعطاؤه اسم ميجي نظرًا لأنه حكم خلال تلك الحقبة. اسمه الأصلي كان موتسوهيتو  وحتى خارج حدود اليابان كان يعرف بالإمبراطور موتسوهيتو.

عند ولادته في عام 1852، كانت اليابان في حالة من الانعزال، وكانت دولة إقطاعية تحت سيطرة الشوغون توكوغاوا والداي-ميو، وعند وفاته كانت اليابان قد شهدت تغييرات جذرية على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وبدأت في الانتقال نحو التصنيع، وهو ما يعرف بإصلاح ميجي. مما أدى إلى أن تصبح اليابان واحدة من أقوى دول العالم. ولِد الأمير موتسوهيتو في 3 نوفمبر 1852 في منزل صغير يعود لأجداده من جهة والدته. في الجزء الشمالي من القصر الإمبراطوري القديم “غوشو”. في ذلك الزمان. كانت تعتبر الولادة شيئًا ملوثًا ثقافيًا، لذا لم يسمح للأمير الملكي بأن يولد داخل القصر. كان من المعتاد أن يولد أفراد العائلة الإمبراطورية في مبنى، غالبًا مؤقت. بالقرب من منزل الأم. وكانت والدة الأمير موتسوهيتو، ناكاياما يوشيكو. إحدى محظيات الإمبراطور كوميه، وهي ابنة المستشار الأعلى بالنيابة ناكاياما تاداياسو. حصل الأمير الصغير على لقب ساشي نو ميا، والذي يعني الأمير ساشي. [1]

تعرف أيضًا على: عظماء غيروا مجرى التاريخ

ما هي ديانة إمبراطور اليابان؟

إن إمبراطور اليابان وذوي العرش يتمتعون بصلة قوية مع الديانة الشنتوية، وتتشكل مهامهم وعلاقتهم بهذه الديانة على النحو التالي:

• كبير كهنة الشنتو: تقليديًا ينظر إلى الإمبراطور كأسمى كاهن في الشنتو، فهو يجري الطقوس والاحتفالات الدينية داخل القصر على مدار العام، ولا سيما تلك المتعلقة بحصاد الأرز وازدهار الوطن. وهذه المراسم لا تخصه حصريًا. بل تجسد جوهر دوره الرمزي.
• الأصل الإلهي: وفقًا للمايثولوجيا الشنتوية، يقال إن سلالة الإمبراطور تعود مباشرة إلى إلهة الشمس أماتيراسو أوميكانـي، وهي أبرز إلهة في الميثاق الشنتوي. وعلى الرغم من أن الإمبراطور هيروهيتو تنازل عن صفة الألوهيةعقب الحرب العالمية الثانية، فإن مهمته كرئيس روحاني للشنتو لم تتوقف.
• موقع الإمبراطور الراهن: بناءً على الدستور الياباني الذي وضع بعد الحرب، يعد الإمبراطور الآن رمزا للدولة ولتوحد الشعب، وقد تم إبعاد الشنتو عن الدولة كدين رسمي. ورغم ذلك، يواصل الإمبراطور وعائلته أداء الطقوس الشنتوية كعادات شخصية لا تمثل احتفالات دينية رسمية للدولة.

الشنتو هي الديانة التي ينتمي إليها إمبراطور اليابان، لكن دوره في الوقت الحاضر يقتصر على الجانب الرمزي والدستوري، حيث يؤدي الطقوس الشنتوية ضمن واجباته التقليدية كرئيس للعائلة الإمبراطورية.

تعرف أيضًا على: كيف مات محمد علي باشا

أين يقع ضريح ميجي-جينغو؟

إنه ضريح شنتوي رائع مخصص لروح الإمبراطور ميجي والإمبراطورة شوكين. يتسم الضريح بوجوده داخل غابة شاسعة وكثيفة تضم حوالي 100 ألف شجرة من التبرعات من مختلف أنحاء اليابان والعالم. هذا يجعله مكانًا للهدوء والطبيعة في منطقة شيبويا الحيوية.

يشتهر الضريح ببوابته الخشبية الضخمة المصنوعة من خشب السرو، وبالحديقة الداخلية التي تحوي حديقة أزهار السوسن الموسمية الشهيرة.

يقع ضريح ميجي-جينغو في وسط طوكيو، محاطًا بجو أخضر جميل، وهو معبد شنتو تم إنشاؤه تكريمًا للإمبراطور ميجي الذي عاش بين 1852 و1912، والإمبراطور شوكن الذي ساعد في تحويل اليابان إلى دولة حديثة. يوصى بأن يكون ضريح ميجي من بين أولى المحطات التي تزورها في طوكيو، حيث ستحتاج حتمًا إلى اللحظات الهادئة التي ستعكسها أثناء تجوالك في مسارات الضريح الممهدة نحو معبده الرئيسي، خاصةً مع تجربة التنقل في شوارع شيبويا وهاراجوكو المزدحمة.

يقع ضريح ميجي هينغو بالقرب من محطتي هارجاكاو وميجي جينغوماي. إذا كنت تستخدم القطار، يتعين عليك استقلال قطار جيه آر على خط يامانوته حتى تصل إلى محطة هارجوكوا. أما إذا كنت تأخذ المترو، يمكنك استخدام خط شيودا أو فوكوتوشين إلى محطة ميجي-جينغوماي. الضريح يبعد حوالي عشر دقائق سيرًا على الأقدام من أي من هاتين المحطتين.

تعرف أيضًا على: أهم أعمال السلطان محمد الفاتح

ما هي حقبة ميجي؟

تعرف فترة ميجي بأنها المرحلة الأولى من تاريخ اليابان الحديث، والتي تمتد من عام 1868 إلى عام 1912. سميت هذه الحقبة باسم ميجي  الذي يعني الحكومة المستنيرة، إشارةً إلى النظام الجديد الذي تولى قيادة البلاد منذ 8 أكتوبر 1868، والذي كان يمثل أيضًا اللقب الرسمي للإمبراطور موتسوهيتو ، المعروف بلقب ميجي تينو.

تولى موتسوهيتو العرش بعد وفاة والده في يناير 1867. وبعد مرور عدة أشهر، في 19 نوفمبر 1867، قدم يوشينوبو (1837-1913)، آخر الشوغونات من عائلة توكوغاوا، استقالته للإمبراطور، مما شكل نهاية فترة إيدو.

بعد وفاة الإمبراطور ميجي في عام 1912، تولى الإمبراطور تايشو العرش، وبدأت فترة تايشو من التاريخ الياباني.

تعرف أيضًا على: من هو مؤسس الدولة الأموية

حكم الإمبراطور ميجي

في حفل مختصر في كيوتو، تولى ولي العهد العرش رسميًا في الثالث عشر من فبراير عام 1867. كان الإمبراطور الجديد يواصل تعليمه التقليدي الذي لم يشمل أي دروس في السياسة. في الوقت ذاته، كانت جهود الشوغون يوشينوبو قائمة للحفاظ على سلطته، حيث كان يطلب باستمرار تأكيد الإمبراطور لقراراته، وقد حصل في النهاية على ذلك، دون أي دلائل تدل على تدخل الإمبراطور الشاب في تلك القرارات. استمر الشيشي والمتمردون الآخرون في رسم تصورهم لليابان الجديدة، ولم يكن في نيتهم إشراك الإمبراطور في دور نشط في السياسة مع احتفاظهم بتقديره.

وصل الصراع السياسي إلى ذروته في نهاية عام 1867. تم التوصل إلى اتفاق يسمح ليوشينوبو بالاحتفاظ بلقبه وبعض صلاحياته، بينما توكل السلطة التشريعية إلى مجلس ثنائي الغرف على النمط البريطاني. لكن هذا الاتفاق انهار، وفي التاسع من نوفمبر عام 1867، قدّم يوشينوبو استقالته رسميًا للإمبراطور وتنازل عن منصبه بعد عشرة أيام.

استعادة الحكم الإمبراطوري

في الشهر التالي. اقتحم المتمردون كيوتو واستولوا على القصر الإمبراطوري. وفي الرابع من يناير عام 1868. قام الإمبراطور بقراءة وثيقة أمام البلاط تعلن عن “استعادة الحكم الإمبراطوري”، وفي الشهر الذي تلاه صدرت وثائق إلى الدول الأجنبية:

يعلم إمبراطور اليابان ملوك جميع الدول الأجنبية وشعوبها أنه قد منح الإذن للشوغون توكوغاوا يوشينوبو بإعادة السلطة الحاكمة بناءً على طلبه. ومن الآن فصاعدًا. سنباشر السلطة العليا في جميع الشؤون الخارجية والداخلية للبلاد. لذا. يجب تغيير لقب تايكون المذكور في المعاهدات إلى لقب “الإمبراطور”. سيتولى موظفونا المعينون من قبلنا الشؤون الخارجية. ومن المرغوب فيه أن يعترف ممثلو الدول الموقعة على المعاهدات بهذا الإعلان. موتسوهيتو

في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1868. تم تغيير اسم الحقبة من كيئو إلى ميجي والذي يعني “الحكم المستنير”، وهو الاسم الذي استخدم لاحقًا كلقب بعد وفاة الإمبراطور ميجي. ومنذ ذلك الحين. أصبح عادة تسمية العصر على اسم الإمبراطور بعد رحيله. [2]

تعرف أيضًا على: أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

في الختام، وبفضل رؤية الإمبراطور ميجي وإصراره على التغيير، دخلت اليابان عصرًا جديدًا من النهضة والتطور، ليصبح عهده علامة فارقة بين الماضي التقليدي والمستقبل الحديث للأمة اليابانية.

الأسئلة الشائعة

س: من هو الإمبراطور ميجي؟

ج: هو الإمبراطور الياباني الذي حكم من عام 1867 حتى 1912، ويعتبر رمزًا لنهضة اليابان الحديثة.

س: ما هي أبرز إنجازاته؟

ج: قاد إصلاحات ميجي التي شملت تحديث الجيش، إلغاء النظام الإقطاعي، تطوير التعليم، وتشجيع الصناعة والتكنولوجيا.

س: لماذا سمّيت إصلاحاته بـ”إصلاحات ميجي”؟

ج: لأنها كانت ثورة شاملة غيّرت بنية الدولة اليابانية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

س: كيف أثرت إصلاحات ميجي على مكانة اليابان عالميًا؟

ج: جعلت اليابان قوة صناعية وعسكرية كبرى، ورفعتها إلى مصاف الدول الكبرى في أقل من نصف قرن.

س: هل واجه الإمبراطور ميجي تحديات في عهده؟

ج: نعم، واجه مقاومة من بعض القوى التقليدية، بالإضافة إلى صعوبات في التوفيق بين التقاليد اليابانية والتأثيرات الغربية.

س: ما الأثر الثقافي لعصر ميجي؟

ج: كان عصرًا للانفتاح على العلوم والفنون الغربية مع الحفاظ على الهوية اليابانية، مما خلق مزيجًا فريدًا بين الأصالة والحداثة.

س: لماذا يعد عهده نقطة تحول في تاريخ اليابان؟

ج: لأنه نقل اليابان من العزلة الإقطاعية إلى دولة حديثة قوية ذات نفوذ عالمي.

• Five able - Emperor Meijiبتصرف
• Macao magazine _ بتصرف What Was the Meiji Restoration؟

مشاركة المقال