الاحتواء العاطفي للأبناء ودوره في التربية

يعد الاحتواء العاطفي للأبناء من العناصر الأساسية التي تقوم عليها التربية الصحيحة، فهو الأساس الذي يبني عليه شعور الطفل بالأمان والانتماء داخل أسرته. عندما يجد الأبناء قلوب مفتوحة لهم يفهم مشاعرهم ويقدر إحساسهم، فينشؤون في بيئة سليمة تساعدهم على النمو النفسي والاجتماعي بشكل متوزان. بالإضافة إلى أن الاحتواء العاطفي للأبناء ليس مجرد كلمات طيبة أو عبارات تشجيعية، بل هي عملية متكاملة تقوم على الإصغاء الحقيقي لهم واحترام آرائهم. وإن دور الاحتواء العاطفي للأبناء في التربية يظهر في كونه يشكل الدرع الواقي للطفل من القلق والخوف أو الشعور بالوحدة، كما أنه يساعد في تكوين شخصية قادرة على التفاعل الإيجابي مع المجتمع، ويوفرلهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم دون خوف من الرفض.
ما هي طرق احتواء مشاعر الأبناء؟

وفيما يلي مجموعة فعالة من طرق احتواء مشاعر الأبناء:
الاستماع والتعاطف بإخلاص:
يجب أن تستمعي إلى طفلك بانتباه كامل دون مقاطعة، وعبر عن تفهمك لما يمر به بكلمات بسيطة مثل أري أنك غاضب جداً، وهذا يعطيه شعور الأمان والقبول. واستخدم الصمت التعاطفي أو بعض الكلمات كطريقة لتأكيد أنك معها.
امنح الأمان والدعم العاطفي:
تأكد من أن طفلك يشعر بالأمان في بيئة داعمة ومتقبلة والاحتواء العاطفي للأبناء، وهذا يعزز ثقته في التعبير عن عواطفه. لا تقلل من مشاعره، حتى لو بدت بسيطة، بل استقبلها بقبول واحترام.
تعرف أيضًا على: أهمية الثقة في الحياة الزوجية
تعليم استراتيجيات تهدئة ذاتية:
ساعد طفلك على أن يتعلم تقنيات مثل التنفس العميق، والعد إلى عشرة، أو الرسم كوسيلة ااتعبير والتفريغ.
بناء علاقة صداقة وثقة:
يجب أن تحرص على قضاء وقت ممتع معه بانتظام، عب بأنشطة مشتركة، تحدث وكن حاضراً بالكامل. وعزز الصداقة بالاحترام والتقدير، وأظهر حبك غير المشروط حتى في لحظات العصيان.
استخدم الأنشطة الإبداعية والقصص:
قم بقراءة أو استخدام ألعاب تعليمية تظهر كيفية مواجهة الشخصيات لمشاعرها، وشجع الطفل على التعبير بريشة أو قلم، أو عن طريق اللعب، لكي يعبر عن مشاعره بأريحية.
التفاعل الجسدي الإيجابي:
استخدم الاحضان أو التربيت أو التواصل الجسدي الناعم لإظهار الدعم والتقليل من التوتر.
تعرف أيضًا على: صلة الرحم وأثرها على استقرار الأسرة
ما هو الاحتواء العاطفي؟
الاحتواء العاطفي هو تفاعل إيجابي ووجدان دافئ بين الفرد وغيرهم، حيث أن الاحتواء العاطفي للأبناء يبدأ من البيئة الأسرية والرحم وينمو مع مراحل الطفولة المبكرة لكي يؤسس الأمان والطمأنينة النفسية. وهو توفير الاحتياجات العاطفية للأطفال وفهم مشارعهم ومنحهم الحب والدعم اللزمين، وهذا يساهم في بناء أساس قوي لتوازن نفسي وسلوك اجتماعي صحي. وفيما يلي أهمية وظاهر الاحتواء العاطفي:
1-تطوير الذكاء العاطفي وتنظيم المشاعر:
حيث أن الأطفال المحيطون عاطفياً يتعلمون التعرف على مشاعرهم، والتعبير عنها بطريقة صحية، ويكون لديهم قدرة على التفاعل الاجتماعي.
2-تأصيل الأمان النفسي والانسجام الأسري:
يحسن الاحتواء العاطفي للأبناء شعورهم بالأمان، الثقة بالنفس، والانتماء داخل الأسرة.
تعرف أيضًا على: طرق تقليل وقت الشاشة للأطفال
3-الحماية النفسية من الاضطرابات والانحدار:
غياب الاحتواء العاطفي للأبناء يؤدي إلى قسوة نفسية واضطرابات سلوكية مثل العنف والانعزال، حتى قد يصل إلى اضطرابات خطيرة لدي الأطفال.
4-الاحتواء كمهارة حياتية أساسية:
يعتبر الاحتواء في علم النفس من المهارات الأساسية لبناء العلاقات الصحية، فمهارة الحب والتفهم والتسامح أساسية لاستمرار السعادة والتماسك.
5-فهم الآخر وخلق بيئة داعمة:
حيث أن الاحتواء يشمل الاستماع الفعال، والتفهم والتعبير باستمرار عن الحب، واحترام مشاعر الآخرين حتى عند الاختلاف والمشاكل.[1]
تعرف أيضًا على: كيف أتعامل مع المراهقين داخل البيت بحكمة
كيفية توفير الاحتواء العاطفي؟
لكي توفر الاحتواء العاطفي للأبناء، يجب أن يبني الوالدان أسلوب واعي ومتعاطف في التعامل مع مشاعر أطفالهم. وفيما يلي الطرق الفعالة لتحقيق ذلك:
أولاً الاستماع الفعال والتفهم:
يعتبر الاستماع الفعال دون أي مقاطعة من أساسيات الاحتواء العاطفي للأبناء. وعند الاستماع يجب أن تظهر الاهتمام والتعاطف مع مشاعر الطفل، وهذا يحسن من شعوره بالأمان والقبول.
ثانياً التعبير عن الحب والمشاعر الإيجابية:
يساعد التعبير المستمر عن الاهتمام والحب، مثل “أنت مهم بالنسبة لي”، في تعزيز الاحتواء العاطفي للأبناء. حيث أن هذه الكلمات تبني رابطة قوية بين الوالدين وأبنائهم.
ثالثاً احترام مشاعرهم وتوجيههم بلطف:
بدلاً من التقليل من مشاعر الطفل، يجب احترامها وتوجيهه بلطف. مثلاً عند الغضب، يمكن توجيه الطفل بهدوء والتعبير عن مشاعره بالكلمات.
رابعاً تقديم الدعم في المواقف الصعبة:
عند مواجهة الطفل لمواقف صعبة مثل الفشل، ويجب تقديم الدعم العاطفي والتأكيد على أنه ليس وحده، وهذا يعزز الاحتواء العاطفي للأبناء.
خامساً تعزيز الثقة بالنفس:
يجب تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته الخاصة وتقدير جهوده يساعد في بناء ثقته بنفسه، مما يحسن الاحتواء العاطفي للأبناء.[2]
تعرف أيضًا على: كيفية تقوية شخصية الطفل بثقة ووعي
ما معنى احتواء الطفل؟
الاحتواء العاطفي للأبناء هو عملية تقديم الدعم النفسي والوجداني للطفل، حيث أنها تهدف إلى توفير احتياجاته العاطفية، وفهم مشاعره وتعزيز شعوره بالأمان. ويعد هذا النوع من الاحتواء جزء أساسي من التطور النفسي والعاطفي للأطفال، ويساعد الاحتواء العاطفي للأبناء على بناء أساس قوي لصحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي. وفيما يلي مظاهر الاحتواء العاطفي للطفل:
التعبير عن الحب والقبول:
من المهم أن ستخدم كلمات وأفعال تظهر للطفل أنه محبوب ومقبول كما هو.
الاستماع الفعال:
يجب الإنصات الجيد لمشاعر الطفل دون مقاطعة، وهذا يشعر الطفل بالاحترام والتقدير.
تعليم التعبير عن المشاعر:
مساعده الطفل في أن يتعرف على مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية ومناسبة.
تعرف أيضًا على: قضاء وقت ممتع مع الأسرة بطرق بسيطة
وفي الختام، فإن الاحتواء العاطفي للأبناء يشكل عنصر الأساس في التربية الناجحة، وهو ليس مجرد تعبير عن الحب أو كلمات طيبة نوجهها للأطفال، بل هو استراتيجية متكاملة لبناء شخصيات متوازنة وقوية نفسياً. حيث أن الطفل الذي ينشأ في بيئة تحتضن مشاعره وتستجيب لاحتياجاته يكون أكثر قدره على فهم ذاته.
المراجع
- oxfordcbt.co.ukWhat is Emotional Containment? )بتصرف)
- treehousecare.orgEmotional Containment, Connection, and Healing (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

متى يبدأ الرضيع في تناول الطعام

تنظيف الكنب من البقع الصعبة

أفكار لتغيير ألوان البيت

مواعيد النوم والرجيم وعلاقتها بالحرق

تجهيزات العيد للأسرة بخطوات بسيطة

عالم الأبراج وأسراره

أفكار إضاءة خارجية للحدائق

أفكار جلسات مريحة في الحديقة

تدابير منزلية للمرأة العاملة

تنظيم نوم الرضيع لراحة الأم والطفل

ألعاب عائلية ممتعة في ليالي الشتاء

خلطة للتعقيم بالليمون والخل

أعراض التسنين عند الرضع وكيفية التعامل معها

أفكار لتجديد غرف النوم بلمسات عصرية
