البحيرات التي تختفي فجأة

الكاتب : سهام أحمد
06 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ 3 ساعات
البحيرات التي تختفي
البحيرات التي تختفي: مفهوم الظاهرة
الاختفاء اللحظي مقابل الجفاف
النظم الكارستية
الأسباب الجيولوجية: ميكانيكية الابتلاع
الذوبان المائي
الانهيار المفاجئ
انخفاض منسوب المياه الجوفية
التغيرات الهيدروستاتيكية داخل البحيرة
النشاط البشري والتنمية العمرانية
أمثلة من بلدان مختلفة: الشواهد العالمية
دور العلماء في دراسة الظاهرة: البحث عن حلول
الأسئلة الشائعة 
س: ما هي جيولوجيا الكارست؟
س: هل يمكن للبحيرة التي تختفي أن تعود للظهور؟
س: هل تسبب هذه الظاهرة أضراراً للمنشآت البشرية؟
س: ما هو دور العلماء في دراسة الظاهرة؟

تعد البحيرات التي تختفي فجأة من أعجب الظواهر الطبيعية وأكثرها غموض على كوكب الأرض. فأن ترى بحيرة عامرة بالحياة تختفي خلال أيام أو حتى ساعات. مشهد يثير الدهشة ويكشف قوة العوامل الجيولوجية الكامنة في باطن الأرض. هذه الظاهرة لا ترتبط بالتبخر المعتاد. بل تحدث بسبب تضاريس الكارست التي تبتلع المياه عبر تشققات عميقة. مما يجعلها مثال مذهل على قدرة الطبيعة على إعادة تشكيل وجه الأرض في لحظات.

البحيرات التي تختفي: مفهوم الظاهرة

البحيرات التي تختفي

لا تقتصر ظاهرة البحيرات التي تختفي فجأة على مسطحات مائية صغيرة. بل قد تشمل بحيرات كبيرة نسبياً. المفهوم الأساسي للظاهرة يرتكز على وجود اتصال غير مرئي ومفاجئ بين سطح البحيرة والأنظمة الجوفية الضخمة من الكهوف والممرات المائية.

الاختفاء اللحظي مقابل الجفاف

يجب التمييز بين الاختفاء المفاجئ والتبخر الطبيعي. الاختفاء المفاجئ يعني أن كميات هائلة من المياه تنساب إلى باطن الأرض عبر فوهة أو “بالوعة” (Sinkhole) تتشكل حديثاً أو تنشط فجأة. هذا النزول السريع للمياه هو ما يميز البحيرات التي تختفي فجأة ويجعلها حدث درامي يستدعي الاهتمام الجيولوجي. هذا النمط من الزوال المفاجئ هو نتيجة لـ الأسباب الجيولوجية المرتبطة بجيولوجيا الذوبان.

النظم الكارستية

 البحيرات القادرة على الاختفاء بهذه السرعة توجد في المناطق التي تتميز بالتضاريس الكارستية. تتكون هذه التضاريس. التي تعد موطن لـ البحيرات التي تختفي فجأة من صخور قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري، الدولوميت أو الجبس. تعمل مياه الأمطار الحمضية على إذابة هذه الصخور ببطء على مدى آلاف السنين. مما يصنع شبكة معقدة من الكهوف والممرات تحت السطح. وعندما ينهار سقف كهف قريب أو يتشكل صدع جديد. يتكون مسار سريع لسحب مياه البحيرة.[1]

تعرف أيضًا على: الحيوانات الشفافة

الأسباب الجيولوجية: ميكانيكية الابتلاع

البحيرات التي تختفي

لفهم البحيرات التي تختفي فجأة. من الضروري التعمق في الأسباب الجيولوجية التي تحفز هذه العملية, والتي تتمحور حول آليتين رئيسيتين: الذوبان والانهيار.

الذوبان المائي

 هذا هو السبب الجذري لتشكل البنية الكارستية. تتسرب المياه إلى الصخور القابلة للذوبان وتعمل على تآكلها كيميائياً. مع مرور الوقت. تتوسع الشقوق لتشكل بالوعات  ومجاري  تحت الأرض. قد تكون البحيرة قائمة لقرون فوق كهف ضخم. وتبقى المياه محتجزة بفعل طبقة من الطين أو الرواسب غير النفاذة في قاعها.

الانهيار المفاجئ

الأسباب الجيولوجية لاختفاء البحيرة تبدأ عندما تنهار الطبقة الطينية الحاجزة أو سقف الكهف تحت ضغط وزن الماء أو بفعل اهتزاز زلزالي خفيف أو تغير في منسوب المياه الجوفية. هذا الانهيار يصنع فوهة أو بالوعة ضخمة تعمل كـ “مصرف” عملاق يسحب مياه البحيرة بالكامل وبسرعة مدهشة إلى الأنظمة المائية الجوفية. تعرف هذه الظاهرة محليًا باسم “بوتشو” في بعض المناطق الكارستية، وهي تبرز مدى سرعة زوال البحيرات التي تختفي فجأة.

تعرف أيضًا على: الحيوانات التي تنام نصف دماغها

تتضافر عدة عوامل بيئية وجيولوجية لتسريع أو تحفيز عملية الاختفاء المفاجئ لـ البحيرات التي تختفي فجأة:

البحيرات التي تختفي

  • انخفاض منسوب المياه الجوفية

عندما ينخفض منسوب المياه الجوفية في المنطقة (غالباً بسبب الجفاف الشديد أو الإفراط في ضخ المياه). يقل الدعم الهيدروليكي لسقوف الكهوف والبالوعات تحت البحيرة. هذا النقص في الدعم يضعف الهياكل الجيولوجية ويجعلها أكثر عرضة للانهيار المفاجئ.  مما يمثل أحد الأسباب الجيولوجية الرئيسية.

  • التغيرات الهيدروستاتيكية داخل البحيرة

يمكن أن يؤدي الهطول الغزير المفاجئ إلى ارتفاع سريع ومؤقت في منسوب البحيرة. مما يزيد بشكل كبير من الضغط الهيدروستاتيكي على الرواسب الطينية التي تسد البالوعات الجوفية. هذا الضغط العالي يمكن أن يخترق الطبقة الحاجزة فجأة. مما يؤدي إلى “فتح” المصرف الجوفي وابتلاع المياه بسرعة.

  • النشاط البشري والتنمية العمرانية

يعد النشاط البشري، مثل أعمال الحفر والبناء القريبة من البحيرات الكارستية. عامل محفز هام. يمكن لاهتزازات الآليات الثقيلة أو تغيير تدفق المياه السطحية والجوفية أن يزعزع استقرار الأقبية الكارستية الضعيفة، مما يؤدي إلى تسريع عملية الانهيار وظهور ظاهرة البحيرات التي تختفي فجأة في أماكن غير متوقعة.[2]

تعرف أيضًا على: أغرب التوائم في العالم

أمثلة من بلدان مختلفة: الشواهد العالمية

تنتشر ظاهرة البحيرات التي تختفي فجأة في العديد من المناطق الكارستية حول العالم. وتقدم أمثلة من بلدان مختلفة قصص مدهشة عن هذه العملية الجيولوجية. مثل بحيرة بويانغ، الصين فعلى الرغم من أن بحيرة بويانغ لا تختفي بشكل كامل. إلا أنها تشهد ظاهرة اختفاء مذهلة للمياه في حوض خاص بها يعرف باسم “بالوعة التنين”خاصة في مواسم الجفاف.

تعرف أيضًا على: الثعابين الطائرة

هذه البالوعة تسحب كميات هائلة من المياه إلى باطن الأرض. وهو مثال كبير الحجم على البحيرات التي تختفي فجأة وتبرز قوة الأسباب الجيولوجية. وأيضاً بحيرة لويز بالولايات المتحدة الأمريكية ففي  ولاية أوريغون. كانت بحيرة لويز تختفي بشكل موسمي تقريباً. كانت المياه تتدفق بسرعة إلى بالوعة مفتوحة في قاعها. ثم تعود البحيرة لتمتلئ مجدداً في مواسم الأمطار. ولكن في عام 2018، اختفت البحيرة بالكامل تقريباً في يوم واحد. مما لفت الأنظار لـ أمثلة من بلدان مختلفة حول قوة الظاهرة.

بحيرة شيركنو، سلوفينيا فتعد بحيرة شيركنو في سلوفينيا التي تقع في منطقة كارستية نموذجية.  من أشهر أمثلة من بلدان مختلفة على البحيرات الدورية. تختفي البحيرة بشكل روتيني تقريباً في أشهر الصيف الجافة. حيث تنساب مياهها عبر نظام من البالوعات إلى نظام كهفي ضخم. ثم تعود وتظهر مرة أخرى في الشتاء والربيع، عندما تكون كمية الأمطار أكبر من قدرة النظام الكهفي على تصريفها. هذه الدورية الطبيعية تمنحها أهمية بيئية كبيرة.

تعرف أيضًا على: الحيوانات التي تغير جنسها

دور العلماء في دراسة الظاهرة: البحث عن حلول

البحيرات التي تختفي

تلعب دور العلماء في دراسة الظاهرة دور حيوي ليس فقط في فهم البحيرات التي تختفي فجأة. بل وفي إدارة الموارد المائية في المناطق الكارستية المعرضة للخطر. كالتصوير الجيوفيزيائي فيستخدم العلماء تقنيات متقدمة مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) والتصوير الكهربائي للمقاومة (ERT) لتحديد ورسم خرائط الممرات والكهوف الجوفية تحت البحيرات. يساعد هذا العمل في تحديد المناطق الضعيفة في قاع البحيرة التي قد تكون عرضة للانهيار المفاجئ. وبالتالي فهم دور العلماء في دراسة الظاهرة والـ الأسباب الجيولوجية الكامنة.

و أيضا نمذجة تدفق المياه فقد قام العلماء بإنشاء نماذج هيدرولوجية معقدة لمحاكاة البحيرات التي تختفي فجأة وتدفق المياه بين سطح الأرض والأنظمة الجوفية. تسمح هذه النماذج بتقدير كمية المياه التي يمكن للبالوعة أن تسحبها. وسرعة الاختفاء وكيفية تأثير الجفاف أو الأمطار الغزيرة على هذه الظاهرة. هذه الأبحاث حاسمة للتخطيط العمراني وإدارة موارد المياه. والتدخلات الهندسية والأخلاقية تشمل دور العلماء في دراسة الظاهرة أيضًا تقديم المشورة بشأن التدخلات الهندسية. في بعض الحالات يحاول المهندسون سد البالوعات باستخدام الخرسانة أو مواد أخرى لمنع فقدان المياه. لا سيما في المناطق التي تعتمد على البحيرة كمصدر للمياه. ومع ذلك. يثير هذا التدخل تساؤلات أخلاقية حول تغيير دورة المياه الطبيعية للنظام الكارستي. حيث قد تكون هذه العملية الجيولوجية ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي الجوفي.

تعرف أيضًا على: أغرب الفواكه في العالم

في الختام تبرز البحيرات التي تختفي فجأة كأحد أسرار الطبيعة التي تذكرنا بمدى تغير كوكبنا الدائم. فما يبدو مستقر قد يختفي في لحظة تارك خلفه لغز علمي يدعو للتأمل والبحث. هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد جيولوجي نادر. بل رسالة من الأرض عن قوتها الخفية وقدرتها على إعادة تشكيل نفسها باستمرار. لتؤكد أن الثبات في الطبيعة هو مجرد استثناء عابر.

الأسئلة الشائعة 

س: ما هي جيولوجيا الكارست؟

ج: هي نوع من التضاريس تتشكل من ذوبان الصخور القابلة للذوبان (مثل الحجر الجيري والجبس) بواسطة المياه. مما ينتج عنه ميزات سطحية وجوفية مميزة مثل البالوعات (sinkholes) والكهوف.

س: هل يمكن للبحيرة التي تختفي أن تعود للظهور؟

ج: نعم في كثير من الحالات، تعود البحيرات التي تختفي فجأة لتمتلئ مرة أخرى (بحيرات دورية)، خاصة في الأنظمة الكارستية مثل بحيرة شيركنو. عندما تتجاوز كمية الأمطار معدل التصريف الجوفي.

س: هل تسبب هذه الظاهرة أضراراً للمنشآت البشرية؟

ج: بشكل غير مباشر يمكن أن يؤدي الانهيار الجوفي المفاجئ. الذي هو جزء من الأسباب الجيولوجية لاختفاء البحيرات. إلى تشكل بالوعات كبيرة قد تبتلع المباني أو الطرق القريبة من هذه البحيرات.

س: ما هو دور العلماء في دراسة الظاهرة؟

 ج: يتمثل دورهم في رسم خرائط الأنظمة الجوفية. ونمذجة تدفق المياه وتحديد المناطق المعرضة لخطر الانهيار. والمساعدة في إدارة الموارد المائية في هذه البيئات الهشة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة