البراء بن مالك: بطل فتوحات العراق وصاحب الدعاء المستجاب

الكاتب : آية زيدان
21 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 52
منذ 8 ساعات
البراء بن مالك
ما هي قصة البراء بن مالك؟
نشأته وإسلامه
جهاده وبطولاته
ماذا قال النبي عن البراء بن مالك؟
أ- النبوءة بالشهادة
ب- دعاؤه المستجاب
ماذا قال الرسول عن البراء بن مالك؟
هل انتحر البراء بن مالك؟
ما هي قصة البراء بن مالك في معركة تستر؟

البراء بن مالك شخصية عظيمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنه البطل الشجاع والفارس المغوار. في هذا المقال سنتعمق في سيرة هذا الصحابي الجليل. بدءاً من قصته الملهمة. مروراً بما قاله عنه النبي الكريم. ثم سنتناول حادثة أثارت الجدل حول حياته، وصولاً إلى بطولته الخالدة في معركة تستر. هذا المقال سيكشف لنا جوانب متعددة من حياته. الشجاعة التي لا تلين، والإيمان الراسخ، وكيف أصبح رمزاً للفداء والتضحية في سبيل الله.

ما هي قصة البراء بن مالك؟

البراء بن مالك

البراء بن مالك هو أخو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنس بن مالك رضي الله عنهما، وقد كان له شأن عظيم في الإسلام.

نشأته وإسلامه

نشأ  في المدينة المنورة، وفتح عينيه على نور الإسلام. حيث أسلم مبكراً وكان من السابقين إلى اعتناق هذا الدين العظيم. نشأته في كنف النبي صلى الله عليه وسلم وبين صحابته الكرام صقلت شخصيته وزادت من إيمانه و كذلك شجاعته.

جهاده وبطولاته

عرف بفروسيته وشجاعته النادرة، فلم يتخلف عن غزوة أو معركة شهدها المسلمون. كان له دور بارز في العديد من الفتوحات الإسلامية، وخاصة في فتوحات العراق وفارس.  بينما كان في طليعة المقاتلين. يبذل روحه في سبيل الله دون تردد، وتذكر له مواقف عديدة تدل على إقدامه وتفانيه. فقد كان لا يهاب الموت. بل يطلبه في ساحات الوغى نصرة لدين الله. قد كان جهاده نموذجاً يحتذى به في التضحية والفداء. [1]

تعرف أيضا على: ماهي عاصمة فلسطين في عهد الدولة الأموية

ماذا قال النبي عن البراء بن مالك؟

البراء بن مالك

لقد حظي البراء بن مالك بمكانة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هناك أقوال نبوية تدل على فضله ومكانته.

أ- النبوءة بالشهادة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عنه ما يدل على مكانته وشجاعته العظيمة، ولكن الأبرز هو وصفه بأنه “أشعث أغبر ذو طمرين. لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره”. هذا الوصف يدل على زهده وتواضعه، وفي نفس الوقت على قربه من الله تعالى واستجابة دعائه. لم يكن النبي يمدح أحداً إلا بما يستحق، وهذا يدل على ما كان يتمتع به  من صفات حميدة وإيمان راسخ. لم يكن الرسول يشيد إلا بالنماذج المضيئة التي تقتدى، والبراء  كان واحداً من تلك النماذج.

ب- دعاؤه المستجاب

من أبرز ما اشتهر به  هو دعاؤه المستجاب، ففي العديد من المعارك، كان المسلمون يلجأون إليه ليدعو الله لهم بالنصر، وقد استجاب الله لدعواته في مواقف عدة. هذه الكرامة لم تكن لتمنح لأي شخص. بل هي دليل على قربه من الله تعالى وإخلاصه في عبادته. في إحدى الغزوات. طلب منه المسلمون أن يدعو الله لهم بالنصر، فدعا، فما لبثوا أن رأوا النصر بأعينهم. أما بخصوص

ماذا قال الرسول عن البراء بن مالك؟

إجابته تتجسد في مكانته العالية التي جعلت دعاءه مستجابًا، وفي وصفه بصفات عظيمة تؤكد زهده وورعه. [2]

تعرف أيضا على:  الأحكام الفقهية للحج أهم مقاصده الدينية

هل انتحر البراء بن مالك؟

البراء بن مالك

في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، تحصن أتباع مسيلمة في حديقة عظيمة يحيط بها سور عالٍ، وكانت تمثل معقلاً حصيناً لهم، اشتدت المعركة، ورأى المسلمون صعوبة في اقتحام الحديقة. هنا. عرض البراء بن مالك أمراً مذهلاً.فقد طلب من أصحابه أن يحملوه على درع ويرفعوه فوق السور. ثم يلقوا به داخل الحديقة ليفتح لهم الباب. كان هذا القرار يبدو ضرباً من الانتحار في نظر البعض، ولكن البراء بن مالك كان يرى فيه وسيلة للنصر وتضحية في سبيل الله. لقد كان البراء بن مالك وحديقة الموت عنواناً للشجاعة المطلقة.

لقد نفذ البراء بن مالك خطته، وألقى بنفسه داخل الحديقة وسط جموع الأعداء. فقاتلهم ببسالة حتى تمكن من فتح الباب للمسلمين. بفضل هذه التضحية العظيمة. تمكن المسلمون من اقتحام الحديقة والقضاء على أتباع مسيلمة الكذاب، وتحقيق نصر حاسم.

ما فعله  لم يكن انتحاراً. بل كان تضحية فدائية عظيمة تحسب له في ميزان حسناته، ودليلاً على شجاعته وإقدامه الذي لا يعرف الخوف. فقد خاطر بحياته لإنقاذ إخوانه المسلمين وتحقيق النصر لدين الله. صفات البراء بن مالك تتجلى بوضوح في هذا الموقف. فهو الشجاع المقدام. الذي لا يخشى الموت في سبيل الله. أما بالنسبة متى ولد البراء بن مالك لا يذكر على وجه التحديد. لكن مسيرته الجهادية تشير إلى شبابه وقوته في تلك الفترة.

تعرف أيضًا على: عمر بن عبد العزيز: خامس الخلفاء الراشدين وباعث العدل من جديد

ما هي قصة البراء بن مالك في معركة تستر؟

البراء بن مالك

تعد قصة البراء بن مالك في معركة تستر واحدة من أروع قصص البطولة والفداء في التاريخ الإسلامي. بينما وقعت معركة تستر في بلاد فارس، وكانت من المعارك العنيفة التي خاضها المسلمون لفتح هذه البلاد. بينما حاصر المسلمون مدينة تستر حصاراً طويلاً، واشتد الحصار عليهم، وأصيب الكثير من المسلمين.

في خضم هذه الشدائد، طلب المسلمون من البراء بن مالك أن يدعو  الله لهم بالنصر. لعلمهم أن دعاءه مستجاب. وقد رفع البراء بن مالك يديه إلى السماء ودعا الله أن ينصر المسلمين وأن يرزقه الشهادة. كانت قصة البراء بن مالك في معركة تستر محفوراً في ذاكرة التاريخ.

استجاب الله لدعاء البراء بن مالك، فبعد دعائه. تمكن المسلمون من فتح تستر وتحقيق نصر عظيم. وفي هذه المعركة. استشهد البراء بن مالك متأثراً بجروحه. فلقي ربه شهيداً كما تمنى. لقد كانت شهادته خاتمة عطرة لحياة مليئة بالجهاد والتضحية في سبيل الله. لقد عاش بطلاً ومات شهيداً، وترك خلفه سيرة عطرة مليئة بالإنجازات و كذلك البطولات التي تلهم الأجيال. حيث يعتبر  نموذجًا للصحابي الذي جمع بين الشجاعة والإيمان الصادق.

تعرف أيضًا على: أبو العباس القلقشندي (مؤرخ وأديب)

في الختام، لقد تناولنا في هذا المقال حياة البراء بن مالك. الصحابي الجليل الذي سطر بدمائه الزكية أروع قصص البطولة والفداء، وتتبعنا مسيرته الجهادية الحافلة.  من خلال نشأته وإسلامه. مروراً بجهاده في سبيل الله وبطولاته في ساحات الوغى، ووصولاً إلى حادثة حديقة الموت التي أظهرت شجاعته اللامتناهية، وشهادته التي كانت تتويجاً لحياة مليئة بالعطاء والتضحية في معركة تستر. لقد كان حقاً بطلاً من أبطال الإسلام، وصاحب دعاء مستجاب. ومثلاً أعلى في الإقدام والتفاني. نسأل الله أن يرضى عنه وعن سائر الصحابة الكرام، وأن يجعلنا من السائرين على نهجهم.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة