البولينغ: رياضة التسلية والتركيز

تعد رياضة البولينغ واحدة من أقدم الألعاب في التاريخ، وقد تطورت عبر العصور لتصبح مزيجًا فريدًا من التسلية الجذابة والاحترافية الدقيقة. على الرغم من بساطة هدفها الظاهري المتمثل في إسقاط عشرة أوتاد، فإن البولينغ تتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا وتنسيقًا جسديًا دقيقًا، مما يجعلها نشاطًا مثاليًا يجمع بين متعة اللعب مع الأصدقاء والتحدي الشخصي للدقة والمهارة.

تاريخ رياضة البولينغ وتطورها

ما هي رياضة البولينج؟

أصول وتاريخ البولينغ القديم

تعود أقدم الأدلة على وجود لعبة تشبه البولينغ إلى آلاف السنين:

مصر القديمة

يعتبر هذا هو أقدم أصل معروف للعبة. حيث أن في عام 1930، اكتشف عالم الأنثروبولوجيا البريطاني السير فلندرز بيتري مجموعة من الكرات والدبابيس البدائية (الأوتاد) في قبر صبي مصري، مما يشير إلى ممارسة شكل بدائي للبولينغ منذ أكثر من 5200 سنة.

ألمانيا القديمة

تطورت اللعبة في ألمانيا، ولكن في البداية لم تكن رياضة بل كانت احتفالًا دينيًا. كما كانت تمارس كطقس لتطهير النفس من الخطيئة، حيث كان الراهب يدحرج صخرة نحو عصا تمثل الوثني أو الشرير.

تعرف أيضًا على: السباق: كيف تصبح عداء محترف

تطور البولينغ في العصور الوسطى والحديثة

شهدت اللعبة انتشارًا وتطورًا في أوروبا، ثم انتقلت إلى أمريكا:

إنجلترا

ففي عام 1366، ذكر الملك إدوارد الثالث اللعبة في وثيقة رسمية عندما حظرها، معتبرًا إياها إلهاءً لجنوده عن ممارسة الرماية. وفي القرن الحادي عشر، ظهرت الصيغة المعروفة حاليًا بشكل مبكر.

علاوة على ذلك، وصلت أشكال مختلفة من لعبة البولينغ خاصة لعبة الناين بين إلى أمريكا الشمالية مع المستعمرين الإنجليز والهولنديين والألمان. وبسبب ارتباط لعبة الناين بين (تسعة أوتاد) بالمقامرة، حظرتها بعض الولايات (مثل نيويورك وكونيتيكت) في منتصف القرن التاسع عشر. وللتحايل على هذا الحظر، قام اللاعبون بإضافة وتد عاشر، مما أدى إلى ولادة صيغة تين بين بولينغ (Ten-Pin Bowling)، وهي الشكل الأكثر شيوعًا اليوم.

البولينغ اليوم

تمارس لعبة البولينغ اليوم بشكل واسع كلعبة داخلية في صالات بولينج خاصة، وتتطلب مزيجًا من الدقة والقوة والاستراتيجية. في أعلى مستوياتها، كما تتطلب تنسيقًا عصبيًا عضليًا شديدًا. تلعب باستخدام كرات بلاستيكية أو راتنجية ثقيلة  يصل وزنها إلى 16 رطلاً  ويذكر أن الاتحاد الدولي للبولينج معترف به من قبل اللجنة الأولمبية منذ عام 1979.

تعرف أيضًا على: التجديف: رياضة الاستكشاف على المياه

كم عدد قطع البولينج؟

في لعبة البولينغ (Ten-Pin Bowling)، عدد قطع البولينغ سواء الأوتاد أو الدبابيس هو 10 قطع. [1]

أشهر لاعبي البولينغ: بيلير ميندي، بيت ويبر

بيت ويبر

يعد بيتر ديفيد ويبر الملقب بـ بيت ويبر أحد أكثر لاعبي البولينغ إثارة للجدل ونجاحًا في التاريخ، وهو ابن الأسطورة ديك ويبر، ويعدان أول ثنائي أب وابنه يفوز ببطولات في جولة PBA. ولد في21 أغسطس 1962. وحصل على 37لقبًا في جولة PBA وهذا رابع أعلى رقم في التاريخ. كما لديه 10 ألقاب كبرى، متعادل مع إيرل أنتوني في المركز الثاني تاريخيًا. بالإضافة لذلك، يعد بيت ويبر أول لاعب في تاريخ PBA يكمل التاج الثلاثي مرتين في مسيرته وهو الفوز ببطولة أمريكا المفتوحة، وبطولة الأساتذة، والبطولة الوطنية.

تعرف أيضًا على: السباحة الفوائد وأفضل الأساليب

أساطير البولينغ الآخرون

• والتر راي ويليامز جونيور: يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب التي حصدها في جولة واحدة، بالإضافة إلى عدد البطولات التي حصدها في ظروف مختلطة.
• إيرل أنتوني: كان أول نجم حقيقي في اللعبة، برصيد 43 لقبًا. ويعتبر إيرل أول لاعب بولينج يحقق شهرة حقيقية.
• ديك ويبر: هو والد بيت ويبر. ويعتبر أول نجم لامع في رياضة البولينج الاحترافية منذ انطلاقها عام ١٩٥٨. كما حصد 30 لقبًا.
• جيسون بيلمونت: هو اللاعب الأسترالي المعاصر، يعد الأبرز حاليًا، وصاحب طريقة الرمي باليدين. كما يحمل الرقم القياسي في الفوز بجائزة أفضل لاعب في العام (POY).

تعرف أيضًا على: رياضات منوعة لجميع الأعمار المختلفة

تقنيات البولينغ: الإمساك بالقذيفة

يوجد ثلاث طرق رئيسية لحمل كرة البولينغ، وتختلف بناءً على مدى إدخال الأصابع في الثقوب:

الإمساك التقليدي

هذا هو الأسلوب الأكثر شيوعًا للمبتدئين واللاعبين الترفيهيين حيث يتم إدخال الإبهام كاملاً في ثقب الإبهام، وإدخال الإصبعين الأوسط والسبابة حتى المفصل الثاني. هذا الأسلوب يوفر أقصى درجات التحكم والثبات للكرة أثناء الحركة المتأرجحة، ويقلل من فرصة سقوط الكرة من اليد. كما يصعب إعطاء الكرة دورانًا قويًا عند نقطة الارتكاز؛ لأن الأصابع تخرج متأخرة نسبيًا.

الإمساك شبه التقليدي

يستخدم هذا الإمساك من قبل اللاعبين المحترفين حيث يتم إدخال الإبهام كاملاً، ولكن يتم إدخال الإصبعين الأوسط والسبابة فقط حتى المفصل الأول. يسمح هذا الإمساك ببقاء الأصابع خارج الثقوب بسرعة أكبر بعد خروج الإبهام، مما يتيح للاعب تطبيق أقصى قدر من الدوران على الكرة، وهو المفتاح لإحداث الانحناء الحاد المطلوب.

لكنه يتطلب دقة أعلى في اختيار قياس الثقوب والتمرين المتواصل؛ لأنه يوفر تحكمًا أقل وثباتًا أضعف.

تعرف أيضًا على: أفضل رياضات منوعة للفتيات

الإمساك باليدين

تعتبر هذه التقنية حديثة وأشهر من يطبقها هو النجم جيسون بيلمونت حيث لا يتم فيها إدخال الإبهام في الكرة. يمسك اللاعب الكرة بإصبعيه الأوسط والسبابة فقط، ويستخدم يده الأخرى غير الرامية لدعم الكرة وتوجيهها أثناء الرمي. كما تتيح هذه التقنية توليد سرعة دوران هائلة للكرة، مما يخلق أقوى انحناء ممكن. لكنها تتطلب تغييرًا جذريًا في نهج المشي على الممر، كما أنها تجهد المعصم نسبيًا.

تقنيات التسديد في البولينغ

تقسم عملية التسديد إلى خطوات تبدأ بالموقف وتنتهي بالإفراج. حيث يجب أن يكون الجسم مستقيمًا ومسترخيًا، والكتفان متعامدين مع المسار الذي ترغب في رمي الكرة نحوه. ويجب إبقاء الركبتين مثنيتين قليلاً لتحقيق التوازن.

طريقة المشي

تعد الخطوات الأربع أو الخمس هي الأكثر شيوعًا وتتم بتوقيت منتظم. فالخطوة الأولى والثانية تكون للبدء بالحركة ووضع الكرة في الموضع الخلفي. والخطوة الثالثة تكون نقطة أقصى تأرجح للكرة خلف اللاعب. أما الخطوة الرابعة هي الخطوة الانزلاقية النهائية، حيث يكون اللاعب منخفضًا على الممر، والكرة جاهزة للإفراج.

تعرف أيضًا على: الرياضة والحيوانات: أشهر الحيوانات في العالم الرياضي

التأرجح

يجب أن يكون التأرجح مستقيمًا وطبيعيًا قدر الإمكان مثل حركة البندول. كما يجب تجنب ثني الكوع أو دفع الكرة بقوة من الكتف. القوة تأتي من قوة الجاذبية والحركة السلسة.

الإفراج والدوران

هذه هي اللحظة الحاسمة لإعطاء الكرة الدوران المطلوب فعند النقطة السفلية للتأرجح، يجب أن يخرج الإبهام أولاً بسرعة. وبعد خروج الإبهام، يقوم اللاعب بقلب المعصم أو لفه قليلاً، بينما يدفع الإصبعين الأوسط والسبابة الكرة للأمام وللأعلى في حركة تشبه رفع الكرة. كما يجب أن تستمر اليد في الحركة صعوداً بعد إفلات الكرة، كما لو أن اللاعب يصافح هدفًا أمامه. هذه المتابعة تضمن بقاء الرمية في خط مستقيم وزيادة الدوران.

تعرف أيضًا على: الكرة الطائرة الشاطئية: قفز على الرمال

فوائد البولينغ على التنسيق الجسدي

تتطلب البولينغ توازنًا وحركة متزامنة بين الأطراف، مما يعزز التنسيق العضلي العصبي:

تحسين التوازن والمرونة

يتطلب تسديد الكرة سلسلة من الحركات المعقدة كالمشي، التأرجح، الانزلاق على خطوة واحدة. ويتوجب على اللاعب الحفاظ على توازن جسمه كاملاً أثناء الانزلاق النهائي وإطلاق الكرة. هذا التدريب المتكرر يحسن بشكل كبير من استقرار الجسم الأساسي والقدرة على التوازن. كما تتطلب حركة التأرجح التي تمتد من الأمام إلى الخلف ثم الارتفاع لرمي الكرة تمديدًا في الكتفين والذراعين، كما أن الانحناء المنخفض في الخطوة النهائية يحسن مرونة أوتار الركبة والساقين.

تعرف أيضًا على: رياضة الهوكي: سرعة على الجليد

التنسيق بين اليد والعين

يجب على اللاعب أن يركز على نقاط محددة على الممر (السهام الموجهة) بدلاً من الأوتاد نفسها. كما يتطلب نجاح الرمية تزامنًا دقيقًا بين حركة التأرجح للذراع والتوقيت الصحيح لإطلاق الكرة في اللحظة التي يصل فيها الجسم إلى نقطة الانزلاق النهائية. هذا التزامن يحسن من قدرة الدماغ على توجيه الحركات الدقيقة.

تقوية العضلات وبناء القوة

يتم تقوية عضلات الكتفين، والذراعين، والمعصم، والساعد، حيث تعمل هذه العضلات على رفع وتأرجح والتحكم في كرة ثقيلة نسبيًا. كما تستخدم هذه العضلات (عضلات الساقين والأرداف) بشكل مكثف في خطوات المشي والانزلاق وفي تثبيت وضعية الجسم المنخفضة عند الرمي. [2]

تعرف أيضًا على: أحدث صيحات الرياضات الجديدة في 2025

فوائد البولينغ على التنسيق الذهني والتركيز

التركيز الذهني والهدوء

حيث يجب تكرار روتين الرمية بدقة لكل ضربة (توقف، مشي، تأرجح). ينمي هذا الروتين القدرة على التركيز الجيد ويساعد على منع جميع عوامل التشتيت المحيطة، مثل ضوضاء القاعة. كما ينمي هذا الروتين هدوء النفس للمتنافسين لأنهم يحتاجون إلى الحفاظ على هدوئهم وهدوئهم تحت ضغط شديد عند ترك عصا واحدة ثابتة بعد إخفاقهم في الضربة.

التخطيط واتخاذ القرارات (الاستراتيجية)

يجب على اللاعبين تحليل نمط الزيت على الممر واستجابته للكرة. هذا يتطلب التخطيط وتعديل نقطة الهدف أو زاوية الرمي في كل جولة، مما يشحذ مهارات التحليل السريع والتكيف. كما يجب اتخاذ قرار بشأن نوع الكرة التي سيتم استخدامها كالكرات ذات الدوران العالي، أو الكرات الموجهة، وأين سيهدف اللاعب، وهذا يطور مهارات حل المشكلات الاستراتيجية.

تعرف أيضًا على: الفوائد العقلية والبدنية لتمرين تسلق الجبال

الفوائد الاجتماعية والصحة العقلية

• التفاعل الاجتماعي: تمارس البولينغ غالبًا ضمن مجموعات أو فرق، مما يوفر فرصة ممتازة للتفاعل الاجتماعي وتعزيز الروابط بين الأفراد.
• تخفيف التوتر: يعد النشاط البدني المعتدل والتركيز على لعبة ممتعة وسيلة رائعة لتخفيف التوتر والإجهاد وتحسين الحالة المزاجية العامة.

وفي الختام، تبقى البولينغ مثالًا للرياضة التي لا تقتصر على فئة عمرية أو مستوى لياقة محدد. فمن جهة، هي مصدر للتواصل الاجتماعي والبهجة، ومن جهة أخرى، هي اختبار مستمر للانضباط الذهني وقوة التركيز. مما يرسخ مكانتها كرياضة جامعة بين المرح والتحدي الاستراتيجي.

الأسئلة الشائعة

1) ما هي لعبة البولينغ؟

البولينغ هي رياضة تعتمد على دحرجة كرة ثقيلة على مسار خشبي بهدف إسقاط أكبر عدد من القوارير (البيادق)، وتجمع بين التسلية والتركيز والدقة.

2) هل البولينغ تناسب جميع الأعمار؟

نعم، فهي من الرياضات التي يمكن للجميع ممارستها، وتتوفر كرات بأوزان مختلفة للأطفال والبالغين.

تعرف أيضًا على: كيفية ممارسة رياضة الجري

3) كيف يتم احتساب النقاط؟

يحصل اللاعب على نقاط بناءً على عدد القوارير التي ينجح في إسقاطها خلال كل محاولة، مع مكافآت إضافية عند تحقيق “سترايك” أو “سبير”.

4) كيف أختار كرة بولينغ مناسبة؟

ينصح باختيار كرة وزنها يتراوح بين 10–16 رطلًا، حسب قدرة اللاعب، مع فتحة إصبع مناسبة تعطي تحكمًا أكبر في الكرة.

5) هل تتطلب لعبة البولينغ لياقة بدنية عالية؟

ليست لياقة عالية، لكنها تحتاج لتوازن جيد وتحكم في الذراع وتركيز ذهني كبير.

6) ما فوائد ممارسة البولينغ؟

تحسن التوازن، تقوي الذراع والكتف، تخفف التوتر، وتزيد التركيز والدقة.

7) كيف أطور مهارتي في ضربات السترايك؟

بتعلم زاوية الدخول الصحيحة، التحكم في دوران الكرة، وتقوية ثبات الجسم عند الإطلاق.

8) هل تختلف المسارات بين الصالات؟

نعم، فهناك اختلاف في نوعية الزيت على المسار، وهو ما يؤثر على حركة الكرة وانحرافها.

9) هل توجد بطولات رسمية للبولينغ؟

نعم، توجد بطولات محلية وعالمية، أشهرها بطولات PBA في الولايات المتحدة.

• Bowl History of bowling _ بتصرف
• out of bounds co.uk The Surprising Benefits of Bowling _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم