حكم الحج بمال الغير وهل يؤثر على صحته؟

الكاتب : آية زيدان
26 مارس 2025
عدد المشاهدات : 40
منذ 6 أيام
أثر الحج على الذنوب
عناصر الموضوع
1- حكم الحج بمال الغير
2- شروط صحة الحج
3- متى يكون الحج صحيحًا؟
أركان الحج:
4- الحج بالدَّين
5- هل يؤثر على الأجر؟
6- قصص من السنة عن الحج بمال الغير

عناصر الموضوع

1- حكم الحج بمال الغير

2- شروط صحة الحج

3- متى يكون الحج صحيحًا؟

4- الحج بالدَّين

5- هل يؤثر على الأجر؟

6- قصص من السنة عن الحج بمال الغير

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام. وهو رحلة دينية يقصد بها المسلم التقرب من الله. بينما يسأل البعض عن حكم أداء الحج بمال غيره، وهل يؤثر هذا على قبول الحج وثوابه. سنوضح هذا لك من خلال هذه المقالة.

1- حكم الحج بمال الغير

يجوز للمسلم أن يحج بمال غيره كابنه أو أخيه أو صديقه، ولا يبطل ذلك الحج، فليس من شروط الحج أن يكون المال من نفقة الحاج نفسه، فقد سُئلت لجنة الإفتاء عن امرأة تكفل مضيفها بكل تكاليف حجها، فأجابت اللجنة أن ذلك لا يؤثر على صحة حجها، وإذا تم الحج مستوفياً للشروط والأركان والواجبات، فقد أجزأها ذلك، حتى لو كانت التكاليف على غيرها.

ومع ذلك اختلفوا الفقهاء في وجوب أن تكون نفقة الحج من مال الحاج نفسه، فاشترط الحنفية وبعض الشافعية أن يكون المال من مال الشخص العاجز عن الحج، وذلك لأن الاعتماد على الغير فيه نوع من الامتنا،  بينما يرى آخرون من الشافعية صحة التبرع بنفقات الحج عن غير القادر، سواء كان المتبرع قريباً أو أجنبياً.

 بناءً على ذلك، فإن أداء الحج بمال الغير جائز شرعًا، ولا يؤثر ذلك على صحة الحج، بشرط استيفاء الشروط والأركان والواجبات.​[1]

2- شروط صحة الحج

عليك أن تعلم أن للحج شروط، فإذا لم تتوفر في المرء، فلا يجب عليه الحج وهي:

أولًا: الإسلام

ثانيًا: العقل

ثالثًا: البلوغ

رابعًا: الحرية

خامسًا: الاستطاعة

وبالنسبة للصبي والمجنون فليسا بمكلفين، وقد روى علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رفع القلم عن ثلاثة:

  1.  النائم حتى يستيقظ،
  2. الصبي حتى يشبَّ،
  3. المعتوه حتى يعقل”. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي.

وأما العبد

فلا يجب عليه، لأنها عبادة تستمر مدتها، وتتطلب قطع مسافة، وتشترط القدرة على ذلك بالزاد والراحلة ونحوه، وتضيع حقوق مولاه اللازمة له، فلم يجب عليه الحج كالقتال.

وأما الكافر

لا يخاطب بفروع الدين خطاباً يلزمه فعلاً، ولا يوجب قضاءً، وغير القادر لا يجب عليه، لأن الله تعالى خصص المستطيع بالإيجاب، فقال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286].

الاستطاعة، هي القدرة على توفير ما يكفي من المال للمصاريف، وصحة الجسم، وتوفر الأمن على الطريق، وإمكانية السفر، وهذا للرجل والمرأة على حد سواء، وتضاف إلى ذلك بالنسبة للمرأة وجود زوج أو قريب محرم يرافقها. [2]

3- متى يكون الحج صحيحًا؟

يعتبر الحج مقبولاً عندما يلتزم الحاج بالشروط والأركان والفرائض المبيّنة في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى الشروط الأولية التي تجعل الحج فريضة، كالإسلام، والتمييز، والنضج، والحرية، والقدرة، هناك أركان وواجبات يجب على الحاج القيام بها ليضمن صحة حجه.

أركان الحج:

الحج بمال الغير

  • الإحرام:

هو عزم الدخول في النسك مصاحبًا بالتلبيبة، ويشترط أن يكون في أشهر الحج المحددة قانونًا.

  • الوقوف بعرفة:

يعتبر الركن الأعظم في الحج، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”. ويكون الوقوف في اليوم التاسع من ذي الحجة.​

  • طواف الإفاضة:

هو الطواف حول الكعبة بعد النزول من عرفة، ويبدأ وقته من فجر يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) ويستمر حتى نهاية ذي الحجة.​

  • السعي بين الصفا والمروة:

يكون بعد طواف الإفاضة أو طواف القدوم، ويجب أن يكون بعد طواف صحيح.​

إذا ترك الحاج ركنًا من أركان الحج، لم يصح حجه إلا بإتمام هذا الركن، أما إذا ترك واجبًا من واجبات الحج، فيجبره بذبح شاة تُعطى لمساكين الحرم، ويُستحسن للحاج أن يلتزم بمناسك الحج كما وردت في السنة، وأن يتجنب ما نهى عنه الشرع ليُقبل حجه.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحاج التحلي بالأخلاق الفاضلة، والابتعاد عن الرفث والفسوق والجدال أثناء الحج، تحقيقًا لقوله تعالى: “فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” (البقرة: 197). [3]

4- الحج بالدَّين

إذا كان الدين مستحق السداد في الحال، فإن الأولوية تعطى لسداد هذا الدَّين قبل التفكير في أداء الحج، ذلك لأن سداد الديون واجب، والحج لا يجب إلا عند الاستطاعة المالية، لقول الشيخ ابن باز رحمه الله: “الدين أبدأ أهم حق المخلوقين أهم في هذا، والحج ما هو بواجب عليه إلا مع الاستطاعة وما دام مدين ليس عنده شيء يستطيع به قضاء الدين والحج فالله لم يوجب عليه الحج هذا من رحمة الله”.​

إذا أذن الدائن للمدين بأداء الحج مع بقاء الدَّين، فلا بأس بذلك، بشرط أن يكون المدين قادرًا على السداد بعد عودته دون مشقة.​

وإذا كان الدَّين مؤجلًا أو مقسطًا على فترات زمنية محددة، وكان المدين ملتزمًا بسداد الأقساط في مواعيدها، فلا حرج في أداء الحج، بشرط ألا يؤثر ذلك على قدرته على السداد المستقبلي.

أما الاقتراض للحج ليس فرضًا، بل مستحسَن فقط إذا كان المقترِض يستطيع السداد دون عناء، فقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله:”لا بأس إذا اقترضت شيئًا فلا بأس، إذا كان عندك ما يسدده بعد الرجوع فلا بأس، وأما إذا كان ما عندك شيء فالأولى أن لا تقترض، وأنت بحمد الله معذور؛ لأن الحج إنما يجب مع الاستطاعة”. [4]

5- هل يؤثر على الأجر؟

كما ذكرنا أعلاه أنه لا مانع من ذلك إذا سافر الشخص ليؤدي الحج بصحبة غيره على حساب شخص آخر؛ فلا إشكال، ولكن إذا حج بماله الخاص؛ يكون أفضل وأحسن، إلا إذا رأى أن الحج مع الآخرين على نفقة شخص آخر له فوائد دينية، مثل التفقّه في الدين والتعلّم، فهذا فيه فائدة كبيرة، ولو كان على نفقة شخص آخر، لا بأس، جيد حتى يستفيد من العلم. وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحج على نفقة شخص آخر لا ينقص من الثواب والأجر. [5]

6- قصص من السنة عن الحج بمال الغير

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك؛ ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك؛ ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور».

وعن حج عبدالله بن جعفر – رضي الله عنه – ومعه ثلاثون راحلة وهو يمشي على رجليه، حتى وقف بعرفات، فأعتق ثلاثين مملوكًا وحملهم على ثلاثين راحلة، وأمر لهم بثلاثين ألفًا، وقال: اعتقهم لله – تعالى – لعله – سبحانه – يعتقني من النار.

هكذا فهم السلف الصالح هذا الشهر المبارك وهذا الوقت الفضيل، وقت الرحمات والمغفرة، شهر العودة والتضرع والارتقاء والنقاء. [6]

في الختام، فإن الحج عبادة عظيمة تتطلب الإخلاص والتقوى، وهو فرصة للتطهر من الذنوب والتقرب إلى الله. اللهم ارزقنا حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا، واجعلنا من المقبولين عندك يا أرحم الراحمين.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة