التعامل مع الطفل كثير الحركة

الطفل كثير الحركة هو مصدر حيرة وقلق للكثير من الآباء والأمهات. فبينما يرى البعض في هذه الحركة الطبيعية مؤشرًا على الحيوية والذكاء يخشى آخرون أن تكون دليلاً على مشكلة سلوكية أو صحية. في الواقع تعد الحركة المفرطة سمة شائعة في مرحلة الطفولة وهي جزء أساسي من تطور الطفل واكتشافه للعالم من حوله، ولكن متى تتجاوز هذه الحركة حدود الطبيعي لتصبح علامة تستدعي الانتباه؟ وما هي الأسباب التي تقف وراءها؟
هذا المقال سيستعرض هذه النقاط بتفصيل ليقدم لكم فهم أعمق لكيفية التمييز بين الحركة الطبيعية وفرط النشاط وكيفية التعامل مع هذا الأمر بشكل إيجابي وفعال.
على ماذا يدل طفل كثير الحركة؟

إن وجود طفل كثير الحركة لا يعني بالضرورة وجود مشكلة. بل قد يكون دليلاً على عدة أمور إيجابية تتعلق بشخصيته وتطوره.
فالطفل الذي يتحرك باستمرار غالبًا ما يكون لديه فضول كبير ورغبة في استكشاف محيطه فهذه الحركة هي وسيلته للتعلم عن طريق التجربة الحسية واللمس، وهي جزء لا يتجزأ من نموه المعرفي والجسدي. فتشير الدراسات إلى أن
هل الطفل كثير الحركة ذكي؟
نعم قد يكون ذلك مؤشرًا على ذكاء عالي وقدرات إدراكية متقدمة. هذا النوع من الأطفال غالبًا ما يمتلك طاقة هائلة يحتاج إلى توجيهها بشكل صحيح.
في المقابل قد تدل كثرة الحركة على حاجة الطفل للتعبير عن مشاعره وطاقته الزائدة فبعض الأطفال يستخدمون الحركة كوسيلة للتنفيس عن التوتر، أو الإثارة، أو حتى الملل.
بدلاً من الجلوس لساعات يفضلون النشاط المستمر الذي يساعدهم على التركيز و لذلك، فإن فهم دوافع حركة الطفل هو الخطوة الأولى للتعامل معها. فيمكن توجيه هذه الطاقة في أنشطة بناءة مثل الألعاب الرياضية، الفنون أو حتى الأعمال المنزلية البسيطة.
هذا التوجيه يساعد الطفل على تعلم الانضباط الذاتي واستغلال طاقته بشكل مفيد.
التعامل مع الطفل كثير الحركة يتطلب صبرًا وفهمًا كبيرين فبدلاً من معاقبة الطفل على نشاطه، يجب توفير بيئة آمنة ومليئة بالفرص التي تسمح له بالتحرك والاكتشاف. على سبيل المثال يمكن تخصيص وقت يومي للعب في الخارج، أو الاشتراك في الأنشطة البدنية التي تساعد على استهلاك الطاقة الزائدة.
كما أن تحديد روتين يومي ثابت يساعد الطفل على تنظيم وقته وطاقته مما يقلل من الحركة غير الهادفة. وفي حالة الطفل كثير الحركة في عمر السنة، فإن هذه الحركة تكون طبيعية جدًا وتدل على نمو العضلات والمهارات الحركية الدقيقة.[1]
تعرف أيضًا على: نمو الطفل في السنة الأولى: مراحل وتطورات
متى تكون حركة الطفل غير طبيعية؟
في حين أن معظم حالات كثرة الحركة عند الأطفال هي أمر طبيعي وصحي، إلا أن هناك علامات معينة قد تشير إلى أن الحركة قد تكون غير طبيعية وتستدعي استشارة الطبيب.
إذا كانت حركة الطفل لا يمكن السيطرة عليها على الإطلاق، وتؤثر سلبًا على قدرته على التعلم. في المدرسة أو التفاعل الاجتماعي مع أقرانه، فقد يكون هذا مؤشرًا على حالة صحية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. (ADHD) ومن العلامات الأخرى التي يجب الانتباه لها هي عدم قدرة الطفل على الجلوس بهدوء. ولو لفترة قصيرة في مواقف تتطلب ذلك، مثل تناول الطعام أو مشاهدة التلفاز.
إضافة إلى ذلك إذا كان نشاط الطفل يسبب له مشاكل أو مخاطر. مثل السقوط المتكرر أو الإصابات نتيجة الاندفاع، فإن هذا يستدعي تقييمًا طبيًا.
يمكن أن يصاحب فرط النشاط صعوبة في التركيز والتشتت السريع والاندفاع في اتخاذ القرارات دون تفكير في العواقب. فكل هذه العلامات قد تدل على أن الطفل كثير الحركة ليس مجرد طفل نشيط. بل قد يكون يعاني من حالة تتطلب تدخلًا متخصصًا.
من المهم جدًا التفرقة بين الحركة الطبيعية وفرط النشاط.
هل الطفل كثير الحركة طبيعي؟
الإجابة تعتمد على مدى تأثير هذه الحركة على حياته اليومية.
فالطفل الطبيعي النشيط يستطيع أن يهدأ ويركز عند الضرورة. بينما الطفل الذي يعاني من فرط النشاط يجد صعوبة بالغة في ذلك. فإن المراقبة الدقيقة لسلوك الطفل والتعاون مع معلميه في المدرسة، يساعد الوالدين على تحديد ما إذا كانت الحركة طبيعية أم تحتاج إلى استشارة طبية.[2]
تعرف أيضًا على: رعاية الطفل فى الصيف وأهم النصائح للأمهات
ما هي أسباب النشاط الزائد عند الأطفال؟
تتعدد أسباب النشاط الزائد عند الأطفال، بعضها طبيعي وبعضها الآخر قد يكون مؤشرًا على حالة تتطلب التدخل.
من الأسباب الشائعة للنشاط الزائد هو النظام الغذائي للطفل حيث أن استهلاك السكريات والدهون المشبعة بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة لديه ويسبب له حالة من النشاط الزائد. لذلك، ينصح بتوفير غذاء متوازن وغني بالبروتين والألياف
تأثير البيئة على الطفل
من الأسباب الأخرى هو البيئة المحيطة بالطفل، فالأطفال الذين لا يحصلون على وقت كافي للعب في الهواء الطلق أو ممارسة الأنشطة البدنية قد يجدون صعوبة في استهلاك طاقتهم، مما يؤدي إلى زيادة حركتهم.
يمكن أيضًا أن يكون النشاط الزائد ناتجًا عن نقص في النوم فالطفل الذي لا يحصل على قسط كافي من الراحة قد يصبح متوترًا ومفرط الحركة.
أخيرًا قد يكون النشاط الزائد مرتبطًا بالعوامل الجينية، فبعض الأطفال يولدون بطبيعة أكثر نشاطًا من غيرهم.
ففي حالات نادرة قد يكون النشاط الزائد عرضًا لمشكلة صحية مثل اضطراب الغدة الدرقية، أو حساسية من بعض الأطعمة. لذلك إذا كانت كثرة الحركة تثير قلقك، فإن استشارة الطبيب هي الخطوة الصحيحة لتحديد السبب وراء هذا السلوك والبدء في التعامل معه بالشكل الأمثل.
إن فهم الأسباب يساعد في التعامل مع الطفل كثير الحركة بفاعلية.
تعرف أيضًا على: ما أفضل طرق العناية بالطفل الخديج في المنزل؟
كيف أعرف إذا كان طفلي يعاني من فرط الحركة؟
لكي تتمكن من تحديد ما إذا كان طفلك يعاني من فرط الحركة، يجب أن تلاحظ مجموعة من السلوكيات التي تظهر بشكل مستمر وتؤثر على حياته اليومية في أكثر من بيئة، مثل المنزل والمدرسة. أهم العلامات التي يجب الانتباه إليها تشمل:
صعوبة البقاء في مكانه
يجد الطفل صعوبة بالغة في الجلوس بهدوء، حتى في الأماكن التي تتطلب ذلك مثل الفصل الدراسي أو أثناء تناول الطعام. قد يتململ باستمرار، أو يهز قدميه، أو ينهض من مقعده بشكل متكرر دون سبب واضح.
الاندفاع في التصرفات
يتخذ الطفل قرارات سريعة دون التفكير في العواقب فقد يجيب على الأسئلة قبل اكتمالها، أو يقاطع الآخرين في المحادثات والألعاب، وقد يقوم بأفعال خطيرة دون وعي.
مشاكل في التركيز
يتشتت الطفل بسهولة من المحفزات الخارجية، ويجد صعوبة في إكمال المهام التي تتطلب تركيزًا. قد ينسى الأوامر أو التعليمات التي تعطى له، ويبدو وكأنه لا يستمع عندما يتحدث إليه أحد.
النشاط المفرط المستمر
يظهر الطفل مستويات عالية من الطاقة بشكل مبالغ فيه، ويجد صعوبة في التهدئة فقد يركض ويتسلق ويتحدث باستمرار وكأنه “مدفوع بمحرك داخلي” لا يتوقف.
تأثير سلبي على الأداء
هذه السلوكيات ليست مجرد جزء من شخصية الطفل. بل هي سلوكيات تظهر بشكل مستمر وتؤثر على أدائه الأكاديمي والاجتماعي.
قد يواجه صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ عليها وقد يتلقى ملاحظات سلبية من المعلمين بسبب سلوكه.
إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من فرط النشاط، فإن الخطوة الأولى هي التحدث مع معلمي الطفل وأفراد الأسرة الآخرين للحصول على رؤية شاملة لسلوكه.
بعد ذلك يجب استشارة طبيب متخصص أو أخصائي نفسي لتشخيص الحالة بشكل دقيق. لا يمكن لأي من مشروبات لتهدئة الطفل كثير الحركة أن تعالج هذه الحالة. بل يتطلب الأمر تدخلًا متخصصًا.
تعرف أيضًا على: فطام الطفل: متى وكيف أبدأ الفطام الصحيح؟
في الختام يعد التعامل مع الطفل كثير الحركة تحديًا يتطلب الصبر والفهم فمن المهم التمييز بين الحركة الطبيعية. التي تدل على الحيوية والنشاط وبين فرط النشاط.. الذي قد يكون مؤشرًا على حالة طبية إن توفير بيئة داعمة وغنية بالأنشطة البدنية والتركيز على التغذية السليمة يساعدان في توجيه طاقة الطفل بشكل إيجابي.
المراجع
- heloaHyperactive child: practical solutions for families and teachers-بتصرف
- mottchildrenMovement Disorders (pediatric)-بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

متى يبدأ الرضيع في تناول الطعام

تنظيف الكنب من البقع الصعبة

أفكار لتغيير ألوان البيت

مواعيد النوم والرجيم وعلاقتها بالحرق

تجهيزات العيد للأسرة بخطوات بسيطة

عالم الأبراج وأسراره

أفكار إضاءة خارجية للحدائق

أفكار جلسات مريحة في الحديقة

تدابير منزلية للمرأة العاملة

تنظيم نوم الرضيع لراحة الأم والطفل

ألعاب عائلية ممتعة في ليالي الشتاء

خلطة للتعقيم بالليمون والخل

أعراض التسنين عند الرضع وكيفية التعامل معها

أفكار لتجديد غرف النوم بلمسات عصرية
