الفرق بين الصدفة والقدر

22 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 19
منذ 18 ساعة
عناصر الموضوع
1- تعريف الصدفة
2- تعريف القدر
3- الاختيار والمصير
4- الفرق بين القدر والاختيار
5- هل العبادة اختيار أم قدر؟
6- هل الإنسان مخير أم مُسيّر في زواجه؟

عناصر الموضوع

1-تعريف الصدفة

2-تعريف القدر

3-الاختيار والمصير

4-الفرق بين القدر والاختيار

5-هل العبادة اختيار أم قدر؟

6-هل الإنسان مخير أم مُسيّر في زواجه؟

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنّا كُل شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) ومن هنا نستطيع أن نقول إن القدر هو كل ما قدره الله من مخلوقاته، فهو المتحكم في هذا الكون بكل تفاصيله، وعلمه يشمل كل ما حدث، وسيحدث في هذا الكون مهما كان تافهًا أو عظيمًا، فهو يعلم متى، وأين سيحدث كل شيء، وما سبقه، وما سيتبعه بعده.

وأما وقوع الأشياء معًا بالصدفة، فهذا أن يجتمع شيئان أو أكثر متصلان في مكان وزمان واحد دون أن يدبره أحد، وهذا طبيعي ومكتوب في القدر، فالأشياء قد تحدث بالصدفة، والمكتوب مرتبط بذلك. في هذا المقال تعرف على مفهوم القدر في الإسلام وكيف يختلف عن فكرة الصدفة، والفرق بين القدر والاختيار.

1- تعريف الصدفة

  • إن الصدفة أمر عادي، وقد يكون حدوثها في بعض الأحيان لطيفًا للإنسان، كأن يلتقي بصديق فقدته منذ زمن بعيد في مكان عام، أو يعثر على حل لمشكلة، وهو يفكر في شيء آخر.
  • وقد تكون الصدفة مزعجة في أوقات أخرى، كأن يلتقي بشخص لم يكن ليحب أن يراه في مكان لم يكن من المفترض أن يتواجد فيه.
  • وقد تكون الصدفة شيئاً محايداً، لا يسر، ولا يزعج، كأن يشترك صديقان في أسماء متشابهة أو حتى تواريخ ميلاد متشابهة، وهو أمر شائع جدًا ومقبول حتى بقواعد الرياضيات.
  • تحدث المصادفات عندما يشترك الكثير من الناس في نفس الوقت والمكان، ولكل منهم قصة حياته الخاصة التي يجب أن يكملها؛ لذلك قد يكون مقدرًا لك أن تذهب إلى السوق في ذلك اليوم، تمامًا كما قد يكون مقدرًا لشخص لم تره منذ سنوات أن يذهب إلى نفس السوق، وأن تلتقيا عند مدخل السوق في ذلك الوقت المحدد.
  • كل هذا مكتوب في كتاب الأقدار، نعرف جزءًا منه، لكن معظمه مخفي عنا. [1]

2- تعريف القدر

  • إن القدر أو المصير أقوى وأعمق من مجرد مصادفة، وتعلمه أو فهمه إلى النهاية هو فقط في يد صاحب الجلالة.
  • إن كتابة القدر والحفاظ على هذا التوازن المثالي في العالم أمر عجيب يتجاوز إدراك البشر، ولا يمكن أن يقوم به إلا الله.
  • فالمؤمن الصالح على يقين من أن الله تعالى يخطط لحياته الشخصية، وجعلها تتناسب مع من حوله، وجعلها تتناسب مع حياة كل شخص آخر ظروف دنيوية أخرى.
  • ولكل فرد قدر الله تعالى نصيبه من الحياة على الأرض: الرزق، ومدة الحياة، والسعادة، والشقاء، وكل شيء صغير يتعلق بهذه الحصة يمكن أن يخطر على بال أحد. بل إن كل مصادفة يمر بها الإنسان هي مقدرة له ومكتوبة في قدره منذ بدأ الله الخلق.[2]

3- الاختيار والمصير

قد يخلط البعض عند الحديث عن القدر بين كون الإنسان مختارًا أو مقدرًا في هذه الحياة الدنيوية. وقد يكون أقرب إجابة على هذه المسألة أن الإنسان مقدر في أمور معينة، فبعضهم يولد في مكان معين ولأبوين معينين، وفي مستوى معين من الثروة أو الطبقة الاجتماعية.

إن الإنسان لا يملك الخيار في هذه الأمور، وإن كانت حياته أمامه، فهو يستطيع أن يختار بين أن يؤمن أو لا يؤمن، وأن يحاول أن يغير وضعه أو أن يتركه كما هو، وأن يختار مجال دراسته، ومهنته، وعلاقته بعائلته، علاقته بشريك حياته، أن يسافر أو أن يبقى في بلده. والقائمة طويلة فيما يمكن للإنسان أن يقرره، وما يقدره الله له أو يرفعه عنه، وكل ذلك خير.

إن الإنسان الذي يؤمن بقدرة الله ورحمته في خلقه لابد، أن يدرك أن الله لا يخفى عليه شيء، وأنه يضع للإنسان قدرًا يناسب مستقبله لا يعلمه، ولو ظهر في البداية على أنه اختبار.[3]

4- الفرق بين القدر والاختيار

الفرق بين الاختيار والقدر

كل شيء مقدر من الله تعالى، ولكن من شروط العدل الإلهي أن يكون للإنسان خيار في أفعاله فيما يتعلق بالجزاء يوم القيامة كما دلت على ذلك الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، فكيف يكون للإنسان اختيار، وفي نفس الوقت يكون كل شيء مقدرًا من الله تعالى؟ لقد وضع الله تعالى في الإنسان عقلًا ورغبة، وهي القدرة على الاختيار، فيختار الإنسان ما يشاء بحرية.

وبما أنه مرتبط بالقدر، فإن الله يعلم منذ البداية ماذا سيفعل الإنسان، ويختار، ولكن الإنسان يختار بإرادته وحريته. والله يعلم هذا، فالاختيار والقدر مرتبطان، لأن الإنسان حر في فعله واختياره، ولكن الله يعلم ما سيختاره.

5- هل العبادة اختيار أم قدر؟

كل الأعمال التي تؤدي إلى الثواب يوم القيامة. والتي تترتب عليها أعمال صالحة أو سيئة، هي في اختيار الإنسان وإرادته الحرة. وهذا يدخل في عدل الله تعالى. ومن أمثلة ذلك الإذن بالقيام بالأعمال الدينية، مثل الصلاة. بعض الناس لا يصلون، ويقولون: لو شاء الله لصليت.

والواقع أن الأمر ليس كذلك الله لا يريد أن يضع عباده في ورطة. قال تعالى: (وَاللَّـهُ يُرِيد أَن يَتُوبَ عَلَيْكُم). والحقيقة أن العبادة اختيارية، بمعنى أنها من اختيار الإنسان. وهو مسؤول عما يحدث، بسبب قيامه بها أو عدم قيامه بها. وأما اختياره في الدنيا فهو معلوم عند الله تعالى.[4]

6- هل الإنسان مخير أم مُسيّر في زواجه؟

هناك قول شائع يقول: “الزواج قدر”. وهذا صحيح، ولكن ليس بالمعنى الواسع جدًا. عندما يرغب الإنسان في الزواج ويقرر القيام بهذا الفعل. فإنه يدخر جزءًا من ماله باختياره وإرادته. كما يختار الشخص الذي يريد الزواج منه باختياره. وللفتاة الحق في اختيار الشاب الذي تريده. وهذا أيضًا اختيار.

أما الشكل النهائي والأفضل للزواج فهو القدر، وإذا أراد الله أن يتم ذلك فلا أحد يستطيع أن يمنعه، وفي نفس الوقت إذا لم يكن ذلك في إرادة الله فلن يحدث ذلك القدر أبدًا، واختيار الشريك حق من حقوق الإنسان، لأن الإنسان يكمل حياته مع شريكة حياته، وبناءً على ذلك فهو الذي يختار، وبالطبع لا ينبغي أن ننسى أن أهم شرط في الشريك هو دينه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضونَ دينَه وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا: يا رسولَ اللهِ! وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضونَ دينه وخُلقهُ فأنْكحوهُ، ثلاث مرات). [5]

وفي الختام. إن المصير محدد ومقرر لكل فرد، فيعيش الإنسان بما قدره الله تعالى له، وخلال ذلك قد تقع أحداث بعض المصادفات. والمسلم يؤمن بالقدر كما يؤمن بالله، ولا يعاني من اعتقاد المصادفات التي يمكن أن تؤثر على مجرى حياته، وإنما هي جزء من القدر الدنيوي، ولا يؤثر على ثقته بالعقيدة والنصيب المكتوب، ولا يهتز إيمانه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة