المجتمع الرقمي
عناصر الموضوع
1- المميزات الأساسية للمجتمع الرقمي
2- سلبيات المجتمع الرقمي
3- فوائد المجتمعات الرقمية
4- أنواع المجتمعات الرقمية المتخصصة
المجتمع الرقمي هو المجتمع العصري المتقدم الذي ينشأ نتيجة لتبني ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات الحياة المختلفة مثل المنزل، العمل، التعليم، والترفيه. في هذا المجتمع، تتداخل الثقافة مع التجارة، ويشهد نموًا وازدهارًا اقتصاديًا عندما تتوفر لمواطنيه الحرية والأمان وحماية حقوقهم.
1- المميزات الأساسية للمجتمع الرقمي
يعتمد هذا المجتمع على الإنترنت كوسيلة رئيسية لإجراء جميع معاملاته وخدماته، حيث يثق أفراده بهذه البوابة لإنجاز معاملاتهم بشكل إلكتروني. من خلال الإنترنت، يمكنهم دفع الفواتير، طلب البيانات، الوصول إلى المعلومات المهمة، بالإضافة إلى الحصول على الخدمات الحكومية مثل تسجيل الشركات وتجديد رخص القيادة ورخص السيارات وغيرها من الخدمات. في هذا السياق، يتراجع استخدام النقد، حيث تزداد الثقة في المعاملات الإلكترونية
في هذا المجتمع الرقمي، يتم ربط جميع الوحدات الحكومية إلكترونيًا، مما يسهم في تحسين وتطوير الخدمات العامة بشكل أفضل. وبفضل امتلاك أفراد هذا المجتمع للمعرفة والمهارات الإلكترونية، ستساعد خدمات الحكومة الإلكترونية في تسهيل حياتهم وتحسينها. [1]
2- سلبيات المجتمع الرقمي
- فقدان الخصوصية
يتيح المجتمع الرقمي حرية التواصل السريع واليسير مع الآخرين، مما يسهل الاطلاع على الأخبار والأحداث بشكل فوري. في هذا السياق، لا توجد أسرار يمكن إخفاؤها، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات أو المؤسسات. لقد كتبت التكنولوجيا ووسائل الاتصال الذكية بوضوح على أبواب المجتمع الرقمي: “هنا لا توجد أسرار، كل ما تفعله وتفكر فيه معروف، وما نعرفه ونفكر فيه ونعمله يعرفه الكثيرون.”
- الإنسان الافتراضي
يمكن وصف الإنسان الافتراضي بأنه الفرد الذي يجلس أمام جهاز الكمبيوتر، يتصفح المواقع الإلكترونية، ويتنقل في العالم الافتراضي، ويتواصل مع الآخرين، ويناقش، ويجادل، ويشتري، ويبيع، ويحقق الأرباح أو يتكبد الخسائر، ويختبر مشاعر الحزن والفرح دون أن يغادر مكانه. يعيش هذا الإنسان في عالم افتراضي محاط بمدن ضخمة وأشخاص كثر، بينما هو جالس بمفرده. لا يحتاج للذهاب إلى العمل أو السوق أو اللقاءات الاجتماعية، بل يعمل من غرفته خلف الشاشة، ويشتري كل ما يحتاجه عبر الإنترنت، ويلتقي بأصدقائه في أي وقت يشاء دون الحاجة للتحرك. بدأت هذه الفكرة تتسلل إلى المجتمعات العربية التي تعتز بمفاهيم الاستشارة والدعم والإخاء وتبادل المعرفة، مما ساهم في تحقيق نجاح مماثل في تعزيز كفاءة الدعم للإبداع وتسريع الإنجازات لأعضائها.[2]
3- فوائد المجتمعات الرقمية
فما هي الفوائد الحقيقية لهذه المجتمعات المهنية، وكيف يمكن أن تُحدث فرقًا في مسيرتك المهنية عند الانضمام إليها؟ إليك أبرز 7 فوائد:
الانضمام إلى أشخاص يواجهون نفس التحديات أو يسعون لتحقيق أهداف مشابهة**: الإنسان كائن اجتماعي يميل إلى التواصل مع من يشبهونه في الاهتمامات، حيث يشاركونه تجاربهم ويعرفون كيف يشعر، مما يخلق بيئة من الثقة والدعم المتبادل.
- الحصول على الدعم والتدريب الموجه
تعتمد المجتمعات المهنية على مبدأ تطوير المهارات، لذا توفر برامج تدريبية مستمرة تبرز نقاط القوة لدى الأعضاء وتساعدهم في التغلب على نقاط الضعف. كما يوجد نظام خاص لدعمك في حال واجهت أي عقبة خلال مسيرتك أو أثناء تنفيذ مشاريعك.
- الاستفادة من تجارب الأعضاء الآخرين في مسيرتك المهنية
في المجتمع المهني، ستلتقي بالعديد من الأعضاء الذين يمرون بمراحل مختلفة في مسيرتهم، مما يتيح لك تبادل الخبرات والنصائح والمعارف. كما أن التعرض لوجهات نظر متنوعة يسهم في نموك الشخصي، من خلال توسيع آفاقك وزيادة قدرتك على اقتناص الفرص وتحقيق النجاح.
- البقاء على اطلاع بمستجدات مجالك
يشهد العالم تطورًا سريعًا في الاكتشافات وكمًا هائلًا من المعلومات في جميع المجالات، مما قد يجعل من الصعب عليك متابعة الأحداث الجديدة وسط مشاغلك المتعددة. الانضمام إلى مجتمع متخصص في مجالك المهني يمنحك الفرصة لمعرفة تفاصيل المستجدات ومتابعة ما يهمك منها.
تعزيز المسيرة المهنية من خلال بناء علاقات وشراكات استراتيجية
- توسيع شبكتك المهنية وبناء شراكات فعالة
العلاقات المهنية الجيدة تعزز مسيرة أي فرد، بغض النظر عن مجاله. من الطبيعي أن تجد في مجتمعك المهني من يبحث عن شريك مكمل أو مستشار أو داعم، مما يسهم في تعزيز وجودك كمتخصص في مجالك ويفتح أمامك أبواب الشراكات الفعالة التي تثري مسيرتك وتدعمها.
- حضور الفعاليات والمناسبات الحصرية للأعضاء
يتمتع كل مجتمع بتقويم خاص يتضمن أحداثًا ولقاءات واستضافات لأعضاء أو خبراء من داخل أو خارج المجتمع. تُصمم هذه الفعاليات بعناية لتلبية احتياجات الأعضاء، وغالبًا ما تكون حصرية لهم وغير متاحة للجمهور العام. لذا، إذا لم تكن عضوًا في أحد هذه المجتمعات، فلن تتعرف على هذه الفعاليات أو تتلقى أي إعلانات بشأنها.
- الوصول إلى موارد غير محدودة في مجالك
تعمل المجتمعات على تجميع مجموعة واسعة من الموارد المعرفية والأدوات التقنية التي تسهم في تسهيل مهام الأعضاء المهنية. تكون هذه الموارد ذات قيمة عالية وقد تم تجربتها مسبقًا. مما يجعلها غالبًا حصرية للأعضاء الذين يدركون أهميتها وفوائد استخدامها في مجالاتهم.[3]
4- أنواع المجتمعات الرقمية المتخصصة
تتواجد المجتمعات الرقمية بأشكال متنوعة وتهدف إلى تحقيق أهداف مختلفة، حيث يمكن أن تكون موجهة نحو الأنشطة الترفيهية، أو بناء العلاقات، أو تحسين الذات، أو حل المشكلات، أو مزيج من هذه الأهداف.
قد تجد مجتمعًا يجمع بين مزايا عدة أنواع، وهذا أمر طبيعي. إذ يتم تشكيل وتطوير المجتمع وفقًا لاحتياجات أعضائه وأهدافهم.
يمكننا تصنيف 6 أنواع شائعة، مع تقديم مثال لكل نوع لتوضيح الفكرة، في حال كنت مهتمًا بالانضمام إلى أحدها أو تفكر في إنشاء مجتمع خاص بك
1- مجتمعات العلامة التجارية
ترتبط بعلامة تجارية معينة تقدم منتجات محددة. وتلعب دورًا حيويًا في الترويج لتلك المنتجات والخدمات، وتعزيز الروابط العاطفية مع العملاء، وجذب عملاء جدد.
من أبرز الأمثلة على هذا النوع من المجتمعات هو المجتمع الخاص بشركة آبل.
2- مجتمعات الدعم
هي الأماكن التي يلجأ إليها الأفراد لطلب المشورة بشأن اتخاذ قرارات متنوعة. تُطرح فيها نقاشات ونصائح حول كيفية معالجة مشكلات معينة. يمكن أن تكون هذه المجتمعات مفيدة للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة. أو للأشخاص الذين يواجهون تحديات معينة ويحتاجون إلى الدعم أو المتابعة. أو حتى لمستخدمي برامج محددة أو محترفين في مجالات معينة.
من الأمثلة على ذلك مجتمع شركة HP الشهيرة للطابعات، الذي يركز على تقديم الدعم وحل مشكلات التركيب والصيانة للأجهزة التابعة للشركة.
أنواع المجتمعات الرقمية وأثرها في التعلم والعلاقات الاجتماعية
3- مجتمعات التعلم
تمثل هذه المجتمعات أفضل وسيلة للتعلم، حيث يمكن للأعضاء اكتساب المعرفة والمهارات من خلال الدورات المتاحة، مما يدعم تطور كل فرد وفقًا لسرعته الخاصة.
كما توفر هذه المجتمعات فرصًا للنمو والتفاعل، وطرح الأسئلة، ومشاركة الأفكار. والحصول على التعليقات والدعم من مجتمع متكامل يتكون من مدربين وطلاب.
4- مجتمعات المعجبين
فهي غالبًا ما تُنشأ بواسطة المعجبين أنفسهم وليس من قبل العلامة التجارية. تُخصص هذه المجتمعات لمتابعة أخبار شخصية مشهورة أو شركة معينة. حيث يقوم المعجبون بمشاركة العروض الجديدة، والتحدث عن الخدمات والمنتجات والأخبار. وتبادل الوسائط.
ومن الأمثلة على ذلك: مجتمع المعجبين بسلسلة أفلام وكتب “هاري بوتر”.
أنواع المجتمعات الرقمية وأثرها على التفاعلات الاجتماعية والمهنية
5- المجتمعات الاجتماعية
تُبنى عادةً على تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل فيسبوك، وتليجرام، وواتساب وغيرها.
تركز هذه المجتمعات بشكل كبير على العلاقات الإنسانية، ومشكلات الحياة اليومية، والتواصل بين الأصدقاء والعائلة والمعارف، بالإضافة إلى متابعة الأخبار وغيرها من المواضيع.
6- مجتمعات بناء العلاقات تُعنى بالعمل على إنشاء روابط مهنية
والبحث عن شراكات مميزة، وتطوير المشاريع والخطط، والاستفادة من أفكار وآراء الآخرين.
ينتمي الأعضاء في هذه المجتمعات إلى نفس الصناعة أو المهنة. حيث يلعب المجتمع دورًا في توفير فرص العمل، وتنظيم الفعاليات الخاصة بالمجال، وضمان التحديث المستمر.
يمكن أن تحتوي هذه المجتمعات أيضًا على مزايا إضافية مثل الدعم والتعليم. ومن الأمثلة على هذه المجتمعات هو “مجتمع رديف”، الذي يجمع مجموعة من الكتّاب وصنّاع المحتوى العرب.
تشير الإحصائيات إلى انخفاض ثقة مستخدمي الإنترنت في تطبيقات التواصل الاجتماعي. وذلك بسبب التعليقات السلبية أو المحتوى غير المناسب. بالمقابل، هناك زيادة في الثقة بالمجتمعات الرقمية.
حيث تصل نسبة الثقة في هذه المجتمعات إلى 48%. وهي تقريبًا تعادل نسبة الثقة التي يمنحها مستخدمو الإنترنت لمصادر الأخبار المعروفة! (المصدر: amity.com) [4]
في الختام، يُعتبر المجتمع الرقمي مجتمعًا ينمو ويزدهر اقتصاديًا واجتماعيًا. شريطة أن تتوفر لمواطنيه الحرية والأمن وحماية الحقوق. ومن أبرز مؤشرات هذا المجتمع هي الثقافة الرقمية، المهارات الرقمية. الشمولية الرقمية، ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بالإضافة إلى تدفق البيانات والمعلومات.
المراجع
- ويكيبيديامدينة رقمية-بتصرف
- الجمعية المصرية ما هو المجتمع الرقمي؟-بتصرف
- المنصة الوطنيةDigital society-بتصرف
- Research gateالمجتمع الرقمي-بتصرف