النثر المترجم تحديات وإبداعيات الترجمة الأدبية

الكاتب : هبه وليد
27 أكتوبر 2024
منذ 4 أسابيع
عناصر الموضوع
١- نظرة عامة على الترجمة الأدبية
٢- ماهي الترجمة الأدبية؟
٣- أنواع الترجمة الأدبية
٤- خصائص الترجمة الأدبية
أساليب وتقنيات الترجمة الأدبية

عناصر الموضوع

١- نظرة عامة على الترجمة الأدبية

٢- ما هي الترجمة الأدبية؟

٣- أنواع الترجمة الأدبية

٤- خصائص الترجمة الأدبية

إن الترجمة الأدبية هي نوع من  أنواع الترجمة المُهمة جدا؛ التي يتم بواستطها ترجمة النصوص الأدبية ونقلها من لغة إلى لغة أخرى،ولكن مع الحفاظ على المشاعر التي تحملها هذه النصوص.

١- نظرة عامة على الترجمة الأدبية

تُعتبر الترجمة الأدبية مهمه وضرورية بشكل كبير؛ لأنها تساعد القارئ  على فهم العالم من حولهم، والتعرف على ثقافات الكثير من المجتمعات التي لم يحتكوا بها من قبل، وكأنهم يسافرون عبر البلدان من خلال قرائتهم لأعمالهم الأدبية.

كما يمكن للأمم أن يتعرفوا من خلال الترجمة الأدبية على الممارسات القديمة والديانات المختلفة ومختلف جوانب الأحداث السياسية والفلسفة والتاريخ وغيرها، والتي كانت منتشرة في المجتمع.

وتحتاخ الترجمة الأدبية إلى درجة عالية من الخبرة لدى المترجمين حتى يستطيعون من نقل المشاعر والأحاسيس التي تحملها النصوص الأدبية الي الناس؛ حتى لا تحدث فجوة بين النص الأصلي والمترجم وبالتالي يخرخ النص المترجم عن هدفه الأساسي.[1]

٢- ماهي الترجمة الأدبية؟

فإن عملية الترجمة الأدبية عملية تحويل النصوص الأدبية مثل الروايات والقصص وقصائد الشعر والنثر الإبداعي من اللغة الأصلية إلى لغات أخرى متعددة؛ لجعل الموروث الأدبي متاحًا لجمهور أوسع بكثير.

وتُعتبر أيضاً بأن الترجمة الأدبية ضرورية بشكل كبير؛ لأنها تساعد الناس على فهم العالم من حولهم، والتعرف على ثقافات العديد من المجتمعات التي لم يحتكوا بها من قبل، فيشعر وكأنهة يسافر عبر البلدان المختلفة من خلال قرائتهم لأعمالهم الأدبية.

وايضاً يمكن للأشخاص أن يتعرفوا من خلال الترجمة الأدبية على الثقافات القديمة والديانات ومختلف جوانب الأحداث السياسية والفلسفة والتاريخ وغيرها، والتي تعتبر منتشرة في كل مجتمع.

وتحتاخ أيضاً الترجمة الأدبية إلى درجة عالية  جدا من الخبرة لدى المترجمين حتى يتمكنوا من نقل المشاعر والأحاسيس التي تحملها النصوص الأدبية؛ حتى لا تحدث فراغ بين النص الأصلي والمترجم وبالتالي يتجرد النص المترجم عن الهدف.

نصائح عامة لترجمة النصوص الأدبية

فإن هناك مجموعة من النصائح الهامة جدا  التي يُفضل أن يتبعها المترجم قبل البدء في عمله كلما أمكن ذلك؛ لأنها تستطيع  على تحسين الجودة بشكل كبير ، وتعد أبرز تلك النصائح فيما يلي:

أـ التواصل مع المؤلف الأصلي

يصبح المؤلف الأصلي هو أكثر الأشخاص الذين يفهمون النص بشكل عميق وعظيم؛ لأنها تنشر الأفكار وآرائ الشخصية، لذلك من الأفضل أن تستغل فرصة التواصل معه قبل البدء في مشروع الترجمة -إذا استطاع ذلك.

ويمكنك أيضاً وقتها أن تطلب منه توضيحًا حول الأجزاء الغامضة  الغير واضحة التي تعثرت في ترجمتها أو تتحدث معه عن الأسباب التي جعلته يكتب هذا النص أو غيرها من المعلومات الغامضة التي بالطبع ستفيدك من خلال عملية الترجمة.

فإن، هذا التواصل قد لا يكون سهلًا في أغلب الأحيان، فربما يكون المؤلف قد توفي أو يصعب الوصول إليه مباشرة أو بسبب غيره من العوائق.

ولكن يمكنك البحث عن المزيد من الاعمال أو مشاهدة لقاءات سابقة أجراها حول الكتاب يشرح فيها أفكاره، كل هذا قد ييسر عليك الوصول إلى الهدف بشكل أسرع.[2]

ب- فهم الكتاب بشكل شامل

كما وضحنا في أكثر من موقع، إذا لم تفهم المعاني بشكل عظيم فلن تتمكن من نقلها بشكل صحيح، وبالتالي لن يتحقق الغرض من الترجمة ولم يفهم القراء المستهدفين الكتاب بشكل كامل؛ لذا من الضروري أن تتأكد من فهمك لجميع اشكال وجوانب الكتاب قبل البدء في الترجمة.

ج- تطوير الأسلوب الأدبي الخاص بك

لا يستطيع أن تكون مجرد متحدثًا بارعًا فقط في كلا اللغتين الأصلية والمستهدفة كي تصبح مؤهلًا للترجمة الأدبية بشكل صحيح، بل يجب أن تكون كاتبًا بارعًا في الأساس أو شخصًا يستطيع اللعب بالكلمات ويمتلك قدرًا عاليًا من البلاغة في اللغة؛ حتى يتمكن من تقديم ترجمة أدبية بشكل احترافي.

د- اقرأ بشكل مستمر

ومن الضروري أيضاً ألا تتوقف عن قراءة الكتب المتعلقة بالمجال الأدبي بشكل مستمر؛ لتطوير مفرداتك ولتوسيع أسلوبك الأدبي، وهذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على جودة ترجمتك الأدبية، ومن شأنه أن يجعلك أكثر احترافية وقدرة على توصيل المعاني التي تحملها النصوص المختلفة، وتذكّر دائمًا أن الكاتب الجيد يجب أن يكون قارئًا جيدًا.

٣- أنواع الترجمة الأدبية

تتشكل أنواع الترجمة الأدبية وتشمل الكثير من الفروع المتنوعة والمختلفة، ولكنهم يتفقون جميعًا على ضرورة أن يكون القائم بالترجمة شخص ذو خبرة واسعة ومهارة كبيرة ؛لكي يتمكن من إنتاخ نصوص عالية الجودة تعبر عن المقصود من النص الأصلي، ومن أشكال الأنواع نذكر ما يلي:

ترجمة الروايات والقصص القصيرة

يتعلق هذا النوع من الترجمه بترجمة الروايات الطويلة والقصص القصيرة التي ينتجها كتاب من الثقافات المختلفة، ويحتاخ المترجم إلى الفهم العميق للكلام والشخصيات والأسلوب الأدبي الذي يتبعه المؤلف الأصلي والغاية من الرواية التي يجب أن ينقلها في النص المترجم.

 وأيضاً يحتاخ هذا النوع إلى فهم المترجم لكل الجوانب الثقافية في المجتمع التي ظهرت فيه الرواية أو القصة؛ ليستطيع من التعبير عنها بشكل مفسر في النص المترجم.[3]

ترجمة القصائد الشعرية

ويتعلق ترجمة القصائد الشعرية إلى لغات عديدة، ويتمثل هذا الأمر تحديًا كبيرًا للمترجم بسبب طريقة بناء القصائد الشعرية وكيفية التعبير عن التشبيهات المعقدة بشكل مبين ويتناسب مع بناء القصيدة.

ترجمة الأعمال الدرامية والمسرحية

يعتبر ترجمة الأعمال الدرامية والنصوص المسرحية من أكثر أنواع الترجمة الأدبية انتشارًا، فإنة يجذب الكثيرون نحو متابعة أعمال درامية من ثقافات شتئ للتعرف على بلدان وشعوب لم يروها من قبل ابدا.

ويجب أيضاً على المترجم في هذه الأعمال بأن يوازن بين التعبير عن الثقافات المختلفه في المجتمعات ولكن في الوقت نفسه يراعي ثقافات المجتمعات المستهدفة؛ لكي لا يحدث تنافر من تلك الأعمال بسبب اختلافها تماماً عن أفكار الجمهور المتلقي.

ترجمة الكتب والمقالات

تتمثل الكتب والمقالات اليومية جزءًا كبيرًا جدا من ثقافة وفكر الشعوب والتي يجب أن نقلها إلى اللغات الأخرى للتعبير عن مختلف الفترات التاريخية والتي تعيشها تلك المجتمعات المختلفة، وذلك بإعتبار أن الكتب والمقالات وسيلة فعالة لتوثيق التاريخ لتتناقله الأجيال المتعاقبة ويتعرف عليه العالم بأسره.

ترجمة التراث الفلكلوري

وتُعد ترجمة القصص الشعبية والأساطير إلى لغات مختلفة أمر ضروري للغاية؛ للحفاظ على التراث الثقافي للمجتمعات، ولكنه يحتاخ في الوقت نفسه إلى أن يكون المترجم مُلمًا بجوانب هذا التراث الثقافي بشكل كبير جدا لكي يحسن من التعبير عنه في ترجمته.

٤- خصائص الترجمة الأدبية

تتميز الترجمة الأدبية ببعض من الخصائص التي تميزها عن غيرها من فروع الترجمة، والتي يجب أن يأخذ باعتبارها أن المترجم عند العمل على النصوص الأدبية المتنوعة، وتشتمل تلك الخصائص ما يلي:

الحفاظ على الأسلوب الأدبي للكاتب الأصلي

وضع لمسة إبداعية للنص لا تعني تجاوز أسلوب الكاتب الأصلي، ينبغي على المترجم أن يحافظ عليه لأقصى درجة ممكنة؛ لأنه في النهاية مالك النص بشكل كبير، وهذا الأمر يتطلب قدرًا كبيرًا من المرونة لنقل التعبيرات والأساليب الأدبية بدقة.[4]

الإهتمام بالثقافة والسياق المحيط بالنص

تطلب الترجمة الأدبية فهمًا عميقًا للثقافة الاجتماعي والتاريخي المحيط بالنص الأصلي، حيث يمكن أن تتأثر معاني الكلمات بتلك العوامل وبالتالي تؤثر على ترجمتها بشكل عظيم.

الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة

تحتوي النصوص الأدبية على العديد من التفاصيل التي تؤثر في الشكل الدرامي للنص، والتي يجب على المترجم أن ينتبه لها بدقة للغاية ويفهمها بوضوح؛ لكي يتمكن من التعبير عنها في النص المترجم بشكل ينقل نفس التأثير الموجود بالنص الأصلي الموجود.

أساليب وتقنيات الترجمة الأدبية

هناك أيضاً مجموعة من الأساليب والتقنيات التي يستخدمها المترخ في الترجمة الأدبية لتحقيق أهدافه النهائية، ومن بين تلك التقنيات ما يلي:

التكيف

تُستخدم هذه التقنية عندما تحتاخ إلى ترجمة جملة و كلمة من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف، ولكن هذه العبارة والجملة وقد لا تكون معروفة أو مناسبة للجمهور المتلقي، يتم استبدالها بكلمة أخرى تكون أكثر توافقًا مع الثقافة المستهدفة.

وعلى سبيل المثال، إذا كنت تترجم نص يحتوي على تعبيرات منتشرة في المجتمع الأصلي، فإنه إذا قمت بترجمتها بشكل حرفي للغاية للغة المستهدفة فلن يفهم معناها الجمهور المتلقي، حينها يصبح لزامًا على المترجم أن يبحث عما يكافئ ذلك التعبير في اللغة ؛ لإيصال المعنى بشكل صحيح.

التمدد اللغوي

تُستخدم التقنية عندما يكون هناك كلمة أو مصطلح في لغة المصدر ولا يوجد له ما يعادله بشكل مباشر في اللغة المستهدفة، وقتها يتجه المترجم إلى إضافة كلمات او عبارات أخرى ؛ لتساعده على شرح هذا المصطلح بشكل أفضل.

التعويض

وهذه التقنية في عملية التعويض عن المعاني المفقودة لا يتمكن المترجم من التعبير عنها أثناء الترجمة بسبب ظروف النص نفسه، لأن كل لغة تختلف في تركيباتها التعبيرية عن اللغات المختلفة، وحينها يتجه المترجم إلى نقل معلومات أو تعبير لغوي ما من مكانه الأصلي في النص إلى مكان آخر يتناسب مع تركيب النص المترجم الجديد بشكل أفضل.

الحذف

يعتبر هذه التقنية عكس تقنية التمدد اللغوي، حيث إنه باستخدامها يقوم المترجم بإزالة بعض من المعلومات أو التفاصيل الموجودة في النص الأصلي، والتي قد يتسبب وجودها في تعقيد النص وصعوبة فهمه بشكل صحيح، فيقوم المترجم بحذفها؛ لتحسين الأسلوب.

الإقتباس

وتهدف أيضاً هذه التقنية إلى استخدام كلمة و تعبير موجود بالنص الأصلي دون إحداث أي تغيير في النص المترجم، ويمكننا أيضاً استخدام هذه التقنية  المفيدة عندما تكون الكلمة أو التعبير معروفًا بالفعل في اللغة المستهدفة أو عندما لا يمكن ترجمتها بشكل صحيح، فيتجه المترجم إلى الإبقاء عليها في النص المترجم.

وفي الختام نذكر أن النثر المترجم هو فنّ نقل الأفكار والمعاني من لغة إلى أخرى بأسلوب يحرص على الحفاظ على روح النص الأصلي وجماليته. يعتبر جسراً بين الثقافات، حيث يُمكّن القراء من الاطلاع على أدب الشعوب الأخرى وتجاربهم الحياتية وأفكارهم بوضوح. النثر المترجم لا ينقل الكلمات فقط، بل يحاول أن ينقل الأحاسيس والدلالات الثقافية الكامنة. باختصار، هو أكثر من مجرد “ترجمة”، إنه إعادة خلق للأدب بلغته الخاصة، وتقديمه للقراء في حُلّة جديدة ومثيرة.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة