بركة خان: أول قائد مغولي يعتنق الإسلام وحاكم القبيلة الذهبية

الكاتب : سهام أحمد
13 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 17
منذ 5 ساعات
بركة خان
كيف أسلم بركة خان؟
تحول بركة خان للإسلام صدمة في البيت المغولي وتأسيس تحالف إنقاذ الحضارة.
كم كان عدد جيش بركه خان؟
القوة الاستراتيجية التي أنقذت العالم الإسلامي
من هو مؤسس القبيلة الذهبية؟
استقلال القبيلة الذهبية وحليف استراتيجي للمسلمين تحت راية الإسلام.
هل جنكيز خان مسلم؟
بركة خان تاريخ ومكان الميلاد
كيف مات بركة خان
أبناء بركة خان
قصة بركة خان م أرطعغرل
أسئلة وأجوبة شائعة  عن بركة خان
س: ما دور بركة خان في معركة عين جالوت؟
س2: كيف أثر إسلام بركة خان على علاقته بالإلخانيين؟

بركة خان هو الابن الرابع لجوجي الابن الأكبر لجنكيز خان ويعتبر شخصية محورية وفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي والمغول على حد سواء. لكن لم تكن قوته العسكرية هي ما خلد اسمه بل كانت قناعته الروحية العميقة فكان بركة خان أول قائد مغولي ذي شأن يعتنق الإسلام ليحول بذلك وجه سلالة جنكيز خان إلى مسار آخر تماماً ويغير مسار الصراع المغولي الإلخاني المدمر ضد الخلافة العباسية والمماليك.

كيف أسلم بركة خان؟

بركة خان

لم يكن إسلام بركة خان مجرد تحول ديني شخصي بل كان قرار سياسي واجتماعي عميق الأثر أدى إلى تأسيس دولة إسلامية داخل قلب الإمبراطورية المغولية المترامية الأطراف فقد بدأ هذا التوجه الروحي مبكر في حياته، حيث نشأ تحت تأثير الخاتون رسالة وهي إحدى زوجات والده جوجي خان، وكانت امرأة مسلمة ورعة فالأمر الذي زرع في نفسه احترام عميق للثقافة الإسلامية وأهله.

علاوة علي ذلك كانت أراضي القبيلة الذهبية تمتد على مناطق شاسعة في شرق أوروبا وغرب آسيا ويسكنها أغلبية من الشعوب التركية المسلمة مثل أتراك القفجاق مما جعل احتكاك بركة خان اليومي بالإسلام أمر حتمي. هذا التفاعل الثقافي والديني المستمر بالإضافة إلى ميله الفطري للعدل جعله منفتح على تعاليم الإسلام في وقت كان فيه أقرانه لا يرون في المسلمين سوى فريسة فجاءت اللحظة الحاسمة لإعلان إسلامه عندما كان عائد من زيارة قره قورم العاصمة التقليدية للمغول حوالي عام 650هـ (1252م). فقد مر بركة خان بمدينة بخارى أو سراي باتو، وهناك التقى بأحد كبار علماء المسلمين الصوفيين وهو الشيخ نجم الدين مختار الزاهدي أو الشيخ أبو المعالي سعيد بن المطهر الباخرزي.

تعرف أيضًا على: فرديناند ماركوس: الزعيم الذي حكم الفلبين لأربعة عقود

تحول بركة خان للإسلام صدمة في البيت المغولي وتأسيس تحالف إنقاذ الحضارة.

فقد أجرى بركة خان حوارات مطولة وعميقة مع الشيخ حول تفاصيل الدين والإيمان. وتأثر تأثر كبير بوضوح منطق الإسلام وعقيدته التوحيدية مما دفعه لإعلان اعتناقه للدين الحنيف. و لم يكن هذا الاعتناق سر بل كان إعلان رسمي وقرار قيادي فقام بتغيير اسمه من “بركاي” ليصبح بركة وأمر بإقامة الشعائر الإسلامية في مملكته. مما جعل القبيلة الذهبية أول خانية مغولية تتحول بشكل كامل إلى الإسلام. مما وضعها في مواجهة مباشرة مع الوثنيين المغول في فارس وخاصة الإلخانيين وكان التحول الديني لـ بركة خان بمنزلة صدمة في البيت المغولي وشكل بداية الانشقاق بين الفروع. فبينما كان ابن عمه هولاكو يقوم بتدمير المراكز الإسلامية الكبرى ويؤسس الدولة الإلخانية على أساس وثني كان بركة خان يدافع عن مصالح المسلمين، ويستخدم نفوذه العسكري لحماية الأراضي الإسلامية.

تعرف أيضًا على: سوهارتو: الرئيس الذي حكم إندونيسيا لأكثر من ثلاثة عقود

بالتالي لقد بدأ يرى في هولاكو عدو لا يقف عند حدود الإخوة وقد قام بتوثيق العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع الظاهر بيبرس سلطان المماليك في مصر. ليؤسس تحالف متين عابر للقارات هدف إلى محاصرة القوة الإلخانية من الشمال والجنوب فهذا الإخلاص للعقيدة هو ما جعل المؤرخين يطلقون عليه لقب “منقذ الحضارة الإسلامية” لأن تدخله في الصراع المغولي الداخلي أضعف هجمات المغول على بلاد الشام ومصر بشكل كبير.[1]

تعرف أيضًا على: سوكارنو: مؤسس إندونيسيا الحديثة ورمز الاستقلال الوطني

كم كان عدد جيش بركه خان؟

بركة خان

تميزت القبيلة الذهبية التي ورثها بركة خان بكونها إحدى أكبر وأقوى الكيانات المغولية التي انبثقت عن تقسيم إمبراطورية جنكيز خان. مما يعني أن جيشها كان ضخم وفعال بشكل استثنائي و على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة وثابتة لعدد جيش بركة خان في كل حملة إلا أن تقديرات جيوش المغول تشير إلى أن قادة هذه الخانيات الكبرى.كانوا قادرين على حشد عشرات الآلاف من الفرسان في أي وقت.

علاوة علي ذلك كان هذا الجيش يتألف بشكل رئيسي من الفرسان المغول والقبائل التركية التي انضوت تحت حكمهم (القفجاق). والذين كانوا يتمتعون بمهارات قتالية عالية وخبرة واسعة في حرب السهوب. فإن قدرة بركة خان على مواجهة بقية فروع الإمبراطورية المغولية وخاصة الإلخانيين، تدل على امتلاكه لقوة عسكرية هائلة ومنافسة فتجسدت قوة جيش بركة خان. بشكل واضح في المواجهة الكبرى. ضد ابن عمه هولاكو خان، والمعروفة بحرب بركة-هولاكو فهذه الحرب الأهلية اندلعت بشكل أساسي بسبب غضب بركة خان من فظائع هولاكو في بغداد وسوريا وتحالفه مع الظاهر بيبرس لغرض ديني استراتيجي. لقد قاد جيشه ببراعة ودارت بينهما معارك طاحنة في منطقة القوقاز. فأبرز هذه الانتصارات كانت في معركة نهر تيريك عام 1262م حيث نجح جيش بركة خان في سحق جيش الإلخانيين سحق كامل. وهي هزيمة تاريخية قلبت الموازين وكسرت شوكة هولاكو الذي اضطر للانسحاب وتجميد خططه لغزو المشرق الإسلامي.

القوة الاستراتيجية التي أنقذت العالم الإسلامي

فهذا الانتصار لم يكن ليتحقق إلا بوجود جيش ضخم ومنظم بقيادة قائد استراتيجي. فذ مثل بركة خان فقد كانت هذه الحرب الأهلية عامل حاسم في إنقاذ العالم الإسلامي من مصير محتوم. حيث أثبت جيش بركة خان فاعليته كقوة موازية قادرة على إجبار هولاكو على تحويل جل قوته واهتمامه من غزو مصر والشام إلى تأمين حدوده الشمالية. إن هذا الجيش لم يخدم فقط مصالح بركة خان السياسية. بل كان أيضاً وسيلة لنشر الإسلام في مناطق نفوذ القبيلة الذهبية. حيث قام بركة خان بضم المزيد من القبائل التركية المسلمة لصفوف جيشه. مما زاد من قوته العددية وصبغته الإسلامية. وهكذا لم يكن عدد جيش بركة خان مجرد رقم. بل كان مؤشر على القوة الاستراتيجية التي ساهمت بشكل مباشر في إيقاف الزحف المغولي على الغرب الإسلامي.[2]

تعرف أيضًا على: لي كوان يو رؤى وإرث زعيم سنغافورة المؤسس

من هو مؤسس القبيلة الذهبية؟

بركة خان

مؤسس القبيلة الذهبية التي تعرف أيضاً باسم “أولوس جوجي” هو جوجي خان  وتوفي عام 1227م وهو الابن الأكبر لجنكيز خان و تأسست الخانية بناء على النظام الذي وضعه جنكيز خان لتوزيع الأراضي على أبنائه الأربعة. حيث كانت حصة جوجي تشمل سهول القفجاق الشاسعة والمناطق الواقعة غرب نهر إيرتيش أي ما يعادل حالياً أجزاء كبيرة من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان. ورغم أن جوجي هو الذي ورث المنطقة إلا أنه توفي قبل والده بعام واحد ولم يتمكن من إرساء دعائم الحكم بشكل كامل. لذلك يعتبر ابنه باتو خان الأخ غير الشقيق لـ بركة خان هو المؤسس الفعلي الذي قام بتثبيت أركان الدولة وتوسيعها.

علاوة علي ذلك قام باتو خان بقيادة الغزو المغولي لأوروبا (1237-1242م) ووسع الخانية بشكل هائل لتشمل مناطق واسعة من روسيا. وبولندا، والمجر وبنجاحه في تثبيت الحكم جعل من مدينة سراي باتو. بالقرب من أستراخان حالياً. عاصمة لهذه الخانية الضخمة لقد كان باتو خان يتمتع بنفوذ كبير في الإمبراطورية المغولية ككل.  فبعد وفاته تسلسل الحكم في القبيلة الذهبية. بين أبناء جوجي إلى أن تولى بركة خان الزعامة عام 1255م. ورغم أن المؤسس الأصلي كان وثنياً، إلا أن بركة خان حول هذه الإمبراطورية الهائلة إلى أول قوة مغولية كبرى تعتنق الإسلام.

استقلال القبيلة الذهبية وحليف استراتيجي للمسلمين تحت راية الإسلام.

بالتالي لقد استمرت القبيلة الذهبية تحت قيادة بركة خان. وخلفائه كقوة مستقلة تسيطر على طرق التجارة الحيوية بين آسيا وأوروبا. فكان هذا الكيان مستقل عملي عن خان المغول الأعظم في قره قورم وتحول بفعل إسلام بركة خان إلى حليف استراتيجي للمسلمين. وعلى النقيض من فروع العائلة المغولية الأخرى وخاصة الإلخانيين الذين قاموا بأعمال وحشية ضد المسلمين. كانت القبيلة الذهبية منذ عهد بركة خان تظهر تعاطف كبير مع المسلمين. مما شجع على انتشار الإسلام بين القبائل التابعة لها ورغم التحديات الداخلية وصراعات الخلافة التي واجهها بركة خان. فإنه نجح في توحيد القبيلة تحت راية الإسلام. ليصبح إرثه مرتبط ليس بالتأسيس العسكري فحسب بل بالتأسيس العقائدي للدولة.

تعرف أيضًا على: مياموتو موساشي سيد السيف وفيلسوف القتال

هل جنكيز خان مسلم؟

بركة خان

الاجابة القاطعة هي: لا فكان جنكيز خان المؤسس العظيم للإمبراطورية المغولية على الديانة التقليدية للمغول. وهي الشامانية  (دين الأرواح والسماء الزرقاء الأبدية). لم يعتنق جنكيز خان الإسلام قط ولا أي ديانة توحيدية أخرى. كما لم يكن أي من أبنائه الأربعة الكبار مسلم أيضاً لكنه كان متسامح ديني بشكل كبير. حيث ضمنت قوانينه (الياسق العظيم) حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين والبوذيين داخل إمبراطوريته. وكان هذا التسامح هو الباب الذي تسلل منه الإسلام للتأثير على أحفاده وأبرزهم بركة خان الذي كان أول أبناء جنكيز خان المسلمين. من القادة البارزين وتبعته لاحقاً أجيال أخرى من قادة الإلخانيين في فارس. و إليك تفصيل للحقائق التاريخية المتبقية المتعلقة بـ بركة خان:

بركة خان

  • بركة خان تاريخ ومكان الميلاد

يرجح أن بركة خان ولد حوالي عام 1208م في مناطق السهوب الآسيوية. قبل وقت قصير من وفاة جده جنكيز خان.  فهذه الفترة الزمنية تجعله شاهد على التوسع المغولي الهائل. كما أن ولادته في قلب السهوب المغولية أعطته خبرة عسكرية أصيلة.

  • كيف مات بركة خان

توفي بركة خان عام 1266م (أو 1267م) أثناء قيادته لحملة عسكرية لغزو أراضي الإلخانيين (بقيادة أباقا خان) في منطقة القوقاز. تشير المصادر إلى أنه توفي لأسباب طبيعية. (مرض) خلال الحملة. مما أدى إلى توقف زحف جيشه وعودته وتولى الحكم بعده حفيد أخيه منتقل بذلك إلى الجيل التالي من قادة القبيلة الذهبية.

  • أبناء بركة خان

المعلومات عن أبناء بركة خان محدودة للغاية ولا يوجد لهم دور بارز في حكم القبيلة الذهبية من بعده. حيث لم يكن الحكم وراثي بالضرورة. بل كان يعتمد على اختيار القادة من العائلة الحاكمة وفق للقوانين المغولية.

  • قصة بركة خان م أرطعغرل

لا توجد مصادر تاريخية موثوقة تؤكد لقاء بركة خان (الذي كان حاكم بعيد في مناطق روسيا والقوقاز). مع أرطغرل (والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية الذي كان في الأناضول). و غالباً ما يتم تضمين هذه القصة كحبكة درامية في الأعمال الفنية الحديثة لإظهار وحدة القوى الإسلامية لكنها ليست حقيقة تاريخية موثقة.

تعرف أيضًا على: مهاتير محمد: القائد الذي غير مسار ماليزيا الحديث

في الختام لقد كان بركة خان رمز للتحول حيث حول القبيلة الذهبية من قوة وثنية مدمرة إلى حامي للدين الإسلامي. فإن إرثه لا يقتصر على كونه أول قائد مغولي مسلم بل يمتد إلى السياسة الدولية. التي انتهجها بالتحالف مع الظاهر بيبرس ضد هولاكو وهي استراتيجية حاسمة ضمنت بقاء العالم الإسلامي.

أسئلة وأجوبة شائعة  عن بركة خان

س: ما دور بركة خان في معركة عين جالوت؟

ج: لم يشارك بركة خان مباشرة لكنه ساهم بشكل غير مباشر حين حارب هولاكو عام 1262م ما أجبر الأخير على سحب قواته من الشام. فضعف جيش المغول. وسهل انتصار المماليك في عين جالوت.

س2: كيف أثر إسلام بركة خان على علاقته بالإلخانيين؟

ج: إسلامه حول الخلاف مع هولاكو من صراع سياسي إلى ديني فاعتبر نفسه حامي المسلمين. وتحالف مع المماليك ضد المغول الوثنيين. مما عمق الانقسام داخل الإمبراطورية المغولية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة