بسمارك وتوحيد ألمانيا الحديثة

الكاتب : سهام أحمد
01 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 9
منذ 3 ساعات
بسمارك
من هو القائد بسمارك؟
ماذا قال بسمارك عن السلطان عبد الحميد؟
كيف وحد بسمارك ألمانيا؟
ما معنى بسمارك؟
بسمارك من رجل دولة إلى رمز للقوة والتأثير العالمي
الأسئلة الشائعة حول بسمارك
ما هو لقب بسمارك الشهير؟
هل كان بسمارك ديمقراطيًا؟
ما هي أهم حروب بسمارك؟
هل كان بسمارك قائدًا عسكريًا؟
متى توفي بسمارك؟

بسمارك اسم لا يمكن فصله عن تاريخ ألمانيا الحديث فإنه ليس مجرد سياسي أو قائد عسكري. بل هو مهندس الوحدة الألمانية الذي شكل مصير أمة بأكملها ففي عالم كان يتميز بالحروب والصراعات بين الممالك والإمارات الألمانية .جاء بسمارك ليفرض رؤية جديدة قائمة على القوة والذكاء السياسي وليجمع شتات الأمة الألمانية في دولة واحدة.

من هو القائد بسمارك؟

بسمارك

بسمارك  واسمه الكامل أوتو إدوارد ليوبولد فون بسمارك كان سياسي ورجل دولة ألماني. فقد ولد في 1 أبريل 1815 و يعرف بلقب “المستشار الحديدي” (Der Eiserne Kanzler) وهو اللقب الذي اكتسبه بفضل سياسته الخارجية الحازمة والقوية. في البداية كان دبلوماسي بروسي ثم أصبح رئيس وزراء بروسيا عام 1862 وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1890. فخلال هذه الفترة لعب دور محوري في توحيد الولايات الألمانية في إمبراطورية ألمانية موحدة.

كان بسمارك شخصية معقدة ومثيرة للجدل. فمن جهة كان يتمتع بذكاء حاد. وفهم عميق للسياسة الدولية وقدرة مذهلة على التخطيط الاستراتيجي. ومن جهة أخرى كان عنيد وقاسي ولا يتردد في استخدام القوة لتحقيق أهدافه. كان يؤمن بمبدأ “الواقعية السياسية” (Realpolitik) والذي يعني أن القرارات السياسية. يجب أن تتخذ بناء على المصالح والمكاسب وليس على المبادئ الأخلاقية أو الأيديولوجية فهذه الواقعية هي التي قادته إلى توحيد ألمانيا بالحديد والدم.

بعد توحيد ألمانيا في عام 1871 أصبح بسمارك أول مستشار لها. واستمر في منصبه حتى عام 1890. فخلال فترة حكمه عمل على بناء إمبراطورية قوية ومستقرة ووضع العديد من القوانين الاجتماعية التي كانت رائدة في ذلك الوقت مثل التأمين الصحي والتأمين ضد الحوادث. لكنه أيضًا كان قاسي على خصومه مثل الكاثوليك والاشتراكيين الذين رأى فيهم تهديد لوحدة الدولة.[1]

تعرف أيضًا على: بليز باسكال: الفيلسوف والعالم الذي جمع بين الرياضيات والإيمان

ماذا قال بسمارك عن السلطان عبد الحميد؟

بسمارك

لا توجد أدلة تاريخية موثوقة تشير إلى أن بسمارك قال شيئ محدد وموثق عن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني. فغالبًا ما ينسب إليه هذا القول في بعض المصادر غير الموثقة: “لقد قرأت تاريخ العالم فلم أجد دولة عظمى زالت بإصلاحات داخلية بل زالت بثورة لكن عبد الحميد الثاني زال بإصلاحات داخلية وثورة”.

هذا القول يظل محل شك كبير بين المؤرخين ولا يوجد ما يثبت صحته في أي من وثائق بسمارك الرسمية أو رسائله الخاصة. فإن هذه المقولة ربما تكون من تأليف مؤرخين لاحقين أو كتاب لتسليط الضوء على شخصية السلطان عبد الحميد الثاني وقراراته الإصلاحية.

تعرف أيضًا على: ماو تسي: تونغ الزعيم الصيني مؤسس جمهورية الصين الشعبية وقائد الثورة الشيوعية

في الواقع كانت علاقة ألمانيا بالإمبراطورية العثمانية. في عهد بسمارك علاقة استراتيجية. بحتة وليست مبنية على المودة الشخصية أو الإعجاب المتبادل بين الزعيمين. فكان بسمارك يرى في الإمبراطورية العثمانية حليف محتمل يمكن استخدامه لاحتواء نفوذ روسيا القيصرية في البلقان خاصة بعد أن بدأت الإمبراطورية العثمانية تفقد سيطرتها على أراضيها الأوروبية.

كان بسمارك يدرك أهمية الإمبراطورية العثمانية كقوة توازن في المنطقة. وكان يهدف إلى الحفاظ على هذا التوازن لتجنب أي صراع أوروبي كبير قد يهدد استقرار ألمانيا الموحدة حديثًا. لقد كان بسمارك معروف ببراعته في الدبلوماسية وكان يفضل الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع القوى الكبرى. بما في ذلك الدولة العثمانية لضمان عدم وجود تحالفات معادية لألمانيا فهذا التوجه السياسي هو ما يفسر عدم وجود تصريحات حادة من جانبه تجاه السلطان عبد الحميد الثاني.

فكان تركيز بسمارك منصب على القارة الأوروبية وتأمين مصالح ألمانيا. بينما كان السلطان عبد الحميد منشغل بمشاكل إمبراطوريته الداخلية والخارجية وعلى الرغم من أن المقولة المنسوبة إلى بسمارك. قد تبدو مقنعة للبعض إلا أنها لا تتفق مع الأسلوب الدبلوماسي الحذر الذي كان يتبعه المستشار الألماني والذي كان يجنبه التصريحات الحادة التي لا تخدم مصالحه.[2]

تعرف أيضًا على: المنصور قلاوون سلطان مملوكي

كيف وحد بسمارك ألمانيا؟

كان توحيد ألمانيا مشروع طموح ومعقد وقاده بسمارك بمهارة فائقة فلم يعتمد على أسلوب واحد بل على مزيج من الدبلوماسية والسياسة والقوة العسكرية و يمكن تلخيص استراتيجيته في الخطوات التالية:

بسمارك

  • القضاء على النفوذ النمساوي: كانت الإمبراطورية النمساوية هي القوة الأكبر التي تعيق توحيد ألمانيا حيث كانت تسيطر على العديد من الولايات الألمانية الجنوبية و في عام 1866 أعلن بسمارك الحرب على النمسا وانتصرت بروسيا عليها في حرب استمرت سبعة أسابيع و هذا الانتصار أدى إلى إخراج النمسا من الشؤون الألمانية، وفتح الطريق أمام توحيد ألمانيا تحت قيادة بروسيا.
  • بناء القوة العسكرية: كان بسمارك يرى أن القوة العسكرية هي مفتاح تحقيق الوحدة لذلك عمل على تحديث الجيش البروسي وتقويته وجعله الجيش الأقوى في أوروبا فكان هذا الجيش هو الأداة التي استخدمها في حروبه ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا.
  • الحرب الفرنسية البروسية: كانت فرنسا تحت قيادة نابليون الثالث ترى في توحيد ألمانيا تهديدًا لمصالحها لذلك عمل بسمارك على استفزاز فرنسا وإعلان الحرب عليها في عام 1870. و كانت هذه الحرب بمثابة فرصة لتوحيد الأمة الألمانية حيث انضمت الولايات الألمانية الجنوبية إلى بروسيا لمحاربة فرنسا. و انتهت الحرب بانتصار ساحق لبروسيا وحلفائها الألمان، وتنازلت فرنسا عن أراضٍ مهمة (الألزاس واللورين) وهو ما ثبت قوة بروسيا.
  • إعلان الإمبراطورية الألمانية: بعد النصر على فرنسا تم إعلان الإمبراطورية الألمانية في قاعة المرايا في قصر فرساي عام 1871 و أصبح الملك البروسي فيلهلم الأول أول إمبراطور لألمانيا وأصبح بسمارك أول مستشار لها.

تعرف أيضًا على: الناصر محمد بن قلاوون أبرز سلاطين المماليك

ما معنى بسمارك؟

بسمارك

كلمة بسمارك هي اسم عائلة ألماني وهي ذات أصول جرمانية قديمة و تعني “بزماركة” أو “باسممارك وهو اسم مدينة صغيرة في منطقة “ألت مارك” في ولاية ساكسونيا-أنهالت الألمانية. هذا الاسم يتكون من كلمتين: “باسم” التي قد تعني نوع من الأشجار أو المنطقة العشبية و”مارك” التي تعني “علامة” أو “حدود”. فيمكن ترجمة الاسم بشكل تقريبي إلى “علامة الحدود” أو “منطقة الأشجار الحدودية”.

هذا الاسم الذي كان مجرد اسم لعائلة نبيلة اكتسب شهرته العالمية. بسبب شخصية واحدة وتحول معنى الاسم “بسمارك”. من مجرد اسم جغرافي أو اسم عائلة إلى رمز للقوة والدهاء والإرادة. التي لا تلين وذلك بفضل أعمال أوتو فون بسمارك لقد كان رجل مصمم على تحقيق الوحدة الألمانية بأي ثمن ونجح في ذلك بفضل خططه الاستراتيجية التي كانت تتصف بالدقة والجرأة.

تعرف أيضًا على: سليمان القانوني: أعظم سلاطين الدولة العثمانية

بسمارك من رجل دولة إلى رمز للقوة والتأثير العالمي

بسمارك

هذا النجاح هو الذي جعل اسم بسمارك معني للقوة السياسية والعسكرية. فقد أصبح اسمه يرمز إلى الدولة القوية والمهيمنة في أوروبا وبفضل تأثيره التاريخي. لم يعد اسم بسمارك. ينحصر على كونه اسم عائلة بل أصبح يستخدم لتكريم شخصيته القوية.

على سبيل المثال تم إطلاق اسم “بسمارك” على الكثير من الأماكن في العالم. مثل مدينة بسمارك في ولاية داكوتا الشمالية بالولايات المتحدة. كما تم إطلاق اسمه على واحدة من أكبر وأشهر السفن الحربية في التاريخ وهي السفينة الحربية الألمانية بسمارك التي خدمت في الحرب العالمية الثانية وأصبحت رمز للقوة البحرية الألمانية. كل هذه الأمور تؤكد كيف أن شخصية واحدة يمكن أن تحول معنى اسم عادي إلى رمز تاريخي خالد.

في الختام يظل بسمارك واحد من أعظم رجال الدولة في التاريخ الحديث. فقد كان شخصية معقدة لكنه كان مصمم على تحقيق هدف واحد وهو توحيد ألمانيا وجعلها قوة عظمى و من خلال سياسته “الحديد والدم” تمكن بسمارك من تحويل الخريطة السياسية لأوروبا بشكل كامل ووضع الأسس لألمانيا التي نعرفها اليوم. فإن قصته هي شهادة على أن الإرادة القوية والرؤية الواضحة يمكن أن تغير مجرى التاريخ.

تعرف أيضًا على: غازان خان: السيرة الذاتية والحكم في الدولة الإيلخانية

الأسئلة الشائعة حول بسمارك

ما هو لقب بسمارك الشهير؟

لقبه الشهير هو “المستشار الحديدي”.

هل كان بسمارك ديمقراطيًا؟

لا لم يكن بسمارك ديمقراطيًا بالمعنى الحديث بل كان يؤمن بأن الحكم يجب أن يكون من خلال قوة الدولة وليس من خلال البرلمان.

ما هي أهم حروب بسمارك؟

أهم حروبه هي حرب النمسا-بروسيا (1866) والحرب الفرنسية-البروسية (1870-1871) والتي أدت إلى توحيد ألمانيا.

هل كان بسمارك قائدًا عسكريًا؟

لم يكن بسمارك قائدًا عسكريًا محترفًا ولكنه كان القائد السياسي الأعلى الذي يخطط للحملات العسكرية ويديرها.

متى توفي بسمارك؟

توفي بسمارك في 30 يوليو 1898 عن عمر يناهز 83 عام.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة