جمال عبد الناصر: الزعيم الذي بنى الجمهورية المصرية

يتألق اسم جمال عبد الناصر. في أوراق تاريخ مصر المعاصر، كعلامة فارقة لا يمكن تجاهلها. إنه ليس فقط رئيسًا للدولة. بالتالي رمزٌ ألهم الجماهير العربية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، وقراراته غيرت مسار السياسة والاقتصاد والمجتمع. في هذه السطور. سنغوص في مسيرة هذا القائد الفريد، باحثين عن سر تحوله من ضابط صغير إلى قائد للثورة، وكيف أسس مصر الحديثة.

من هو جمال عبد الناصر باختصار؟

جمال عبد الناصر. من أبرز رجالات السياسة في القرن العشرين، علامة فارقة في سجل مصر والعالم العربي. أبصر النور في 15 كانون الثاني 1918 بقرية بني مر، محافظة أسيوط. كان أبوه موظفاً في البريد، الأمر الذي نقل العائلة بين مدن مصرية عديدة، ممهداً له طريق معرفة آلام المصريين عن كثب. التحق بالكلية الحربية عام 1937 وتخرج منها ضابطاً في الجيش المصري.

علاوة علي ذلك تمتع بحس وطني بالغ وتأجج غضبه من الفساد والاحتلال البريطاني الجاثم على البلاد. هذه المشاعر دفعته للانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار السري. الذي سعى للإطاحة بالنظام الملكي وإعادة العزة لمصر. يرجع أصل جد جمال عبد الناصر. إلى صعيد مصر، مما يوضح مدى التصاقه بجذور الشعب المصري.

تعرف أيضًا على: تعرف على أشهر الشخصيات السياسية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر

بالتالي في 23 تموز 1952، قاد جمال عبد الناصر. ثورة الضباط الأحرار التي أزاحت الملك فاروق وأنهت الحكم الملكي في مصر. عقب الثورة، علاوة علي ذلك  تبوأ اللواء محمد نجيب منصب أول رئيس للجمهورية. لكن سرعان ما برز جمال عبد الناصر. كقوة محركة للأحداث. في عام 1954، تولى رئاسة مجلس قيادة الثورة، وفي عام 1956 أصبح رئيساً للجمهورية بعد استفتاء شعبي.

كذلك اتسم عهده بتحولات جذرية في السياسة والاقتصاد. سعى لتحقيق استقلال مصر التام عن النفوذ الأجنبي. واعتنق سياسات اشتراكية ترمي لتحقيق العدالة الاجتماعية. آمن بوحدة العالم العربي، وصار رمزاً للقومية العربية. كم سنة حكم جمال عبد الناصر؟ حكم مصر من عام 1954 حتى وفاته في عام 1970، أي ما يقارب 16 عاماً، شهدت مصر خلالها تبدلات عميقة. [1] 

تعرف أيضًا على: ماجد القصبي: وزير المهمات المتعددة في الحكومة السعودية

بماذا يشتهر جمال عبد الناصر؟

برز جمال عبد الناصر. بمحطات فارقة رسمت صورته كشخصية استثنائية في تاريخ مصر والعالم العربي. كان يُنظر إليه كرجل زعامة راسخ وشجاع، لا يتوانى عن خوض غمار التحديات العظمى.

كذلك من أبرز ما ارتبط بجمال عبد الناصر، قراره الجريء بتأميم قناة السويس في عام 1956. هذا القرار شكل تحديًا مباشرًا للقوى الاستعمارية الكبرى، بريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا تسيطران على القناة. كان هذا القرار سببًا في العدوان الثلاثي على مصر، ولكنه في النهاية أفضى إلى انتصار دبلوماسي مصري باهر، وعزز مكانة عبد الناصر في المنطقة العربية.

تعرف أيضًا على: شي جين بينغ: القوة الصاعدة التي تعيد تشكيل الصين

علاوة علي ذلك ذاع صيته أيضًا كرمز للقومية العربية والوحدة العربية. سعى جاهدًا لتوحيد الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي. بالتالي كان خطابه السياسي يصل مداه إلى كل أرجاء العالم العربي، وألهم العديد من الحركات القومية، أقوال العلماء في جمال عبد الناصر. متباينة إلى حد كبير، فمنهم من يراه مصلحًا وقائدًا استثنائيًا، ومنهم من ينتقد سياساته الداخلية والخارجية.

بعيدًا عن ساحات السياسة الضاجة وصراعات الدبلوماسية، تجسد جمال عبد الناصر. كإنسان عادي في حياته الخاصة. بالتالي كان يعلي من شأن العائلة، ويجد المتعة في تمضية الأوقات مع أطفاله وزوجته السيدة تحية كاظم. لم يعر اهتمامًا للمظاهر الفاخرة أو الزخارف، بل آثر العيش بتواضع يعبر عن جذوره الشعبية. هذه البساطة مثلت جزءًا جوهريًا من كيانه، وأسهمت في تقريبه من أفئدة الجماهير. [2]

تعرف أيضًا على: قائمة أسماء سياسية بارزة في التاريخ العربي والعالمي

ماذا قدم جمال عبد الناصر لمصر؟

أتى جمال عبد الناصر بمصر بإنجازات جمة، ما زالت بصماتها راسخة حتى اللحظة، رغم أن بعضها أثار جدلاً واسعًا، ومن أبرز إنجازاته:

• تشييد السد العالي بأسوان

ذاك المشروع العملاق كان له تأثير بالغ على الزراعة والاقتصاد المصري، إذ وفّر مياه الري وحصن البلاد من الفيضانات العارمة. فضلاً عن ذلك، أمّن الكهرباء الضرورية لتقدم الصناعة المصرية.

• سعى لتحقيق العدالة الاجتماعية عبر تبني سياسات اشتراكية

كذلك حيث قام بتأميم البنوك والشركات الكبرى، ووزع الأراضي على الفلاحين، وقدم التعليم المجاني والخدمات الصحية للجميع. بالتالي تلك السياسات أدت إلى تحسين مستوى معيشة الفئات الفقيرة والمتوسطة، وقلصت الفجوة بين الأثرياء والفقراء.

• عزز دور مصر في العالم كقوة إقليمية

حيث كان من مؤسسي حركة عدم الانحياز، والتي سعت إلى استقلال الدول عن المعسكرين الشرقي والغربي إبان الحرب الباردة. جمال عبد الناصر. لعب دورًا محوريًا في صياغة السياسة الخارجية لمصر وجعلها صوتًا للدول النامية.

تعرف أيضًا على: مريم العتيبي وأثرها في قضايا حقوق المرأة بالسعودية

من هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية؟

السؤال المطروح يبعث على بعض الارتباك، فالإجابة الصحيحة لا تتعلق بجمال عبد الناصر. الرئيس الأول لجمهورية مصر العربية كان اللواء محمد نجيب، عقب ثورة 23 يوليو 1952، ألغيت الملكية وأُعلنت الجمهورية، وتسلّم محمد نجيب منصب الرئاسة.

علاوة علي ذلك تولى محمد نجيب سُدّة الحكم في عام 1953، وبقي في موقعه حتى عام 1954. اتّسمت فترة حكمه بالقِصَر والاضطراب، كذلك نظرًا للخلافات مع أعضاء مجلس قيادة الثورة، وبالأخص مع جمال عبد الناصر. انتهى الأمر بتقديم محمد نجيب لاستقالته، وتولّي عبد الناصر السلطة الفعلية للرئاسة.

بالتالي على الرغم من أن محمد نجيب هو أول رئيس للجمهورية المصرية، إلا أن جمال عبد الناصر يُعتبر المؤسس الحقيقي لها. بالتالي كان هو القوة المحركة للثورة، وهو الذي قاد مصر نحو التغيير الجذري، وصاغ سياستها الداخلية والخارجية.

تعرف أيضًا على: تعرف على حسان دياب رئيس وزراء لبنان السابق

في ختام هذا المقال، نكون قد سلطنا الضوء على مسيرة جمال عبد الناصر. القائد الذي لا يمكن غض الطرف عن بصمته في سجل مصر المعاصر. لقد تتبعنا سيرته الذاتية، باقتضاب، ابتداءً من نشأته المتواضعة وصولاً إلى تبوئه أعلى هرم السلطة. تطرقنا إلى أبرز ما اشتهر به، مثل تأميم قناة السويس وتزعمه للقومية العربية. كذلك، استعرضنا أهم منجزاته التي أثمرت لمصر، كالسد العالي ونظام العدالة الاجتماعية، بالتالي  إن إرث جمال عبد الناصر. ما زال نابضًا بالحياة ومحسوسًا في المجتمعين المصري والعربي. لقد كانت حياته حافلة بالقرارات الشجاعة والتحديات الجسام. وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، لا يمكن لأحد أن يتجاهل تأثيره العميق على مسار الأحداث في المنطقة.

• britannica Gamal Abdel Nasser -بتصرف
• Nasseryouthmovement Gamal Abdel Nasser -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم