حروب الردة: توحيد الجزيرة العربية

13 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 4 ساعات
حروب الردة
الخلفية: ارتداد القبائل بعد وفاة الرسول
ادعاء النبوة
منع الزكاة
العودة إلى الجاهلية
نتائج حروب الردة
من هم الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام؟
القائد: خالد بن الوليد
أهم معاركه في حروب الردة
معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب
الإعداد للمواجهة
نهاية مسيلمة الكذاب ومعركة اليمامة الحاسمة
معركة بزاخة ضد طليحة الأسدي
سير المعركة والحسم
الأسئلة الشائعة
س: ما سبب اندلاع حروب الردة؟
س: من أبرز قادة حروب الردة؟
س: من أشهر مدعي النبوة في تلك الفترة؟
س: ما أهمية حروب الردة في التاريخ الإسلامي؟
س: ماذا كانت نتائج حروب الردة؟

بعد وفاة النبي ﷺ، واجهت الدولة الإسلامية الوليدة تحديًا خطيرًا تمثل في حروب الردة، حيث ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وامتنعت عن الزكاة أو ادعت النبوة. علاوة على ذلك قاد أبو بكر الصديق رضي الله عنه تلك المعارك بحزم وإيمان، ليعيد وحدة الجزيرة العربية تحت راية الإسلام، وليثبت أن العقيدة لا تبنى على الأشخاص بل على الإيمان الثابت بالله ورسوله.

الخلفية: ارتداد القبائل بعد وفاة الرسول

ما هي حروب الردة في الإسلام؟

حروب الردة هي سلسلة من المعارك والأحداث الهامة التي وقعت بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرةً في عام 11 هـ. تحديداً في عهد الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

أسباب ومظاهر ارتداد القبائل

ارتبط ارتداد بعض القبائل واعتراضها بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعددت أشكال هذا الارتداد:

حروب الردة

ادعاء النبوة

ظهر عدد من الأشخاص الذين ادعوا النبوة في أجزاء مختلفة من الجزيرة العربية، والتف حولهم بعض القبائل. من أبرز هؤلاء:

  • مسيلمة الكذاب في بني حنيفة باليمامة.
  • طليحة بن خويلد الأسدي.
  • الأسود العنسي في اليمن، وقد قتل قبل وفاة النبي لكن الردة عادت بعد ذلك.
  • سجاح التغلبية في بني تميم.

تعرف أيضًا على: الحروب الصليبية: صراع بين الشرق والغرب على الأرض المقدسة

منع الزكاة

بعض القبائل لم ترتد عن الإسلام كدين، لكنها رفضت أداء فريضة الزكاة للخليفة أبي بكر الصديق، بحجة أنها كانت تدفع للنبي صلى الله عليه وسلم شخصياً. علاوة على ذلك اعتبروا أنهم غير ملزمين بدفعها لأحد بعده.

العودة إلى الجاهلية

ارتداد بعض القبائل بالكلية عن الإسلام وعودتها إلى ما كانت تعبد من أصنام أو إلى جاهليتها.

دور أبي بكر الصديق في حروب الردة

كان موقف الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حاسماً وثابتاً، حيث أصر على قتال المرتدين ومانعي الزكاة على حد سواء، قائلاً قولته الشهيرة: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة.

حيث جهز أبو بكر الصديق أحد عشر لواءً بقيادة قادة محنكين، وأمرهم بالتحرك إلى مختلف أنحاء الجزيرة العربية لمواجهة حركات الردة. بالإضافة إلى ذلك كان خالد بن الوليد رضي الله عنه هو القائد الأبرز في هذه الحروب، وقاد أعظم المعارك ضد المرتدين.

تعرف أيضًا على: معركة ليبانت: نهاية التفوق البحري العثماني

حروب الردة

نتائج حروب الردة

انتهت حروب الردة بانتصار المسلمين وتوحيد صفوفهم تحت راية الإسلام مرة أخرى، وكانت لها نتائج عظيمة، منها:

  • توحيد الجزيرة العربية: أعادت هذه الحروب الجزيرة العربية بالكامل تحت سيطرة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
  • ثبات الدولة: ثبتت أركان الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مما مهد الطريق أمام الفتوحات الإسلامية الكبرى لاحقاً.
  • ظهور قوة المسلمين: أظهرت هذه الحروب قوة المسلمين في الدفاع عن دينهم ووحدتهم، مما أرهب أعداء الإسلام في المناطق المجاورة.

من هم الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام؟

وقعت حالات ارتداد قليلة ومحدودة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعضهم يعد من الصحابة، ومنهم: عبد الله بن سعد بن أبي السرح أسلم، ثم ارتد وعاد إلى قريش قبل فتح مكة. وقد أهدر النبي دمه يوم الفتح، لكن عثمان بن عفان شفع له فعاد إلى الإسلام وحسن إسلامه بعد ذلك. وهناك بعض من ارتدوا بعد حادثة الإسراء والمعراج وهم قلة محدودة، لكنهم عادوا للإسلام. بالإضافة إلى ذلك في حروب الردة تم ارتداد القبائل بأكملها حتى لو كان فيهم أفراد رأوا النبي، ولم تكن الردة تخص كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين كانوا في المدينة المنورة.

تعرف أيضًا على: معركة شقحب: إنقاذ مصر من المغول

القائد: خالد بن الوليد

خالد بن الوليد رضي الله عنه، المعروف بـ سيف الله المسلول، لعب دوراً محورياً وحاسماً في القضاء على حركات الردة، وكان العقل المدبر والمنفذ لمعظم الانتصارات التي حققها المسلمون في تلك الفترة. علاوة على ذلك لقد أوكل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد قيادة أهم وأخطر الجيوش التي وجهت لقتال المرتدين. كانت مهام خالد متعددة ومتتابعة:

  • قيادة الجيش الأقوى: كان خالد أمير الأمراء ورأس الشجعان، وقائد اللواء الذي وجهه أبو بكر لمقاتلة أخطر حركات الردة.
  • القضاء على أدعياء النبوة: كان هدفه الأساسي هو إنهاء فتنة ادعاء النبوة التي شكلت تهديداً وجودياً للدولة الإسلامية الوليدة.
  • السرعة والحسم: تميزت حملات خالد بالسرعة والحسم والانتقال من معركة إلى أخرى، مما لم يتح للمرتدين فرصة لتوحيد صفوفهم أو إعادة تنظيم قوتهم.

أهم معاركه في حروب الردة

تنقل خالد بن الوليد بجيشه ليخمد حركات الردة في الشمال والشرق والوسط، ومن أبرز معاركه:

  • معركة بزاخة: كانت ضد طليحة بن خويلد الأسدي، أنتهت بانتصار حاسم للمسلمين وهزيمة طليحة الذي فر إلى الشام ثم أسلم لاحقاً.
  • معركة ظفر: ضد أم زمل، أنتهت بانتصار المسلمين وقتل أم زمل، مما أدى إلى إخضاع القبائل في تلك المنطقة.
  • معركة اليمامة: من أهم وأشرس معارك الردة حيث انتهت بنصر عظيم للمسلمين ومقتل مسيلمة الكذاب على يد وحشي بن حرب، وتأمين أهم مناطق نجد.

بفضل قيادة خالد الحكيمة والمظفرة، تمكنت الدولة الإسلامية من القضاء على الردة خلال عام واحد تقريباً. بالإضافة إلى ذلك تثبيت أركان الخلافة الراشدة. [1]

تعرف أيضًا على: معركة جكردلن: الصراع العثماني الصفوي

حروب الردة

معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب

تعد معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب واحدة من أشرس وأعنف المعارك في التاريخ الإسلامي المبكر، وهي المعركة الفاصلة التي أنهت أخطر حركات الردة.

الإعداد للمواجهة

  • الموقع: اليمامة (في منطقة نجد، وسط الجزيرة العربية).
  • القائد المرتد: مسيلمة بن حبيب الحنفي، المعروف بـ مسيلمة الكذاب، وقد حشد جيشاً ضخماً، يقدر عدده بنحو 40 ألف مقاتل من بني حنيفة وغيرهم، بعضهم قاتل بدافع العصبية القبلية.
  • قائد المسلمين: خالد بن الوليد، بعد أن أرسل أبو بكر الصديق قبله جيشين بقيادة عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة، ولكنهما لم يتمكنا من حسم الأمر فتوجه إليهما خالد ليتولى القيادة.
  • تشكيل الجيش: لاحظ خالد بن الوليد في بداية القتال اختلاط صفوف المسلمين وتراجع بعض الأعراب حديثي العهد بالإسلام، فقام بقرار عبقري: فرق جيشه إلى كتائب يمتاز فيها كل قوم برايتهم (كتائب المهاجرين، وكتائب الأنصار، وكتائب أهل البوادي)، مما خلق روح المنافسة في الثبات والقتال.

كانت المعركة ضارية جداً، وبدأ القتال عنيفاً من الطرفين. في البداية، كادت كثرة جيش مسيلمة أن تفت في عضد المسلمين، ووصلت قوات مسيلمة إلى معسكر المسلمين نفسه. أظهر كبار الصحابة والقراء ثباتاً منقطع النظير في هذه المعركة. فكانوا يتقدمون إلى الموت طلباً للشهادة، ومن أبرزهم:

  • زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب.
  • سالم مولى أبي حذيفة الذي حمل راية المهاجرين بعد سقوطها.
  • أبو دجانة سماك بن خرشة.
  • الصحابية نسيبة بنت كعب المازنية (أم عمارة)، التي شاركت في القتال وأصيبت بجروح بالغة.

تعرف أيضًا على: معركة مرج دابق: بداية الحكم العثماني

نهاية مسيلمة الكذاب ومعركة اليمامة الحاسمة

عندما اشتد الهجوم الحاسم من المسلمين، تراجع مسيلمة ومن بقي معه من مقاتليه إلى حديقة محصنة عرفت لاحقاً باسم حديقة الموت. طلب الصحابي البراء بن مالك رضي الله عنه من المسلمين أن يرفعوه على رماحهم ويلقوه داخل الحديقة، ففعلوا. قفز البراء إلى داخل الحصن وناضل ببسالة حتى تمكن من فتح باب الحديقة، فتدفق المسلمون إليها، وفي داخل الحديقة، تم العثور على مسيلمة الكذاب. بالإضافة إلى ذلك تمكن وحشي بن حرب من رميه بحربة، ثم شاركه رجل من الأنصار في القضاء عليه.

كانت نتيجة المعركة أنه قتل من جيش مسيلمة الكذاب ما يزيد عن 20 ألف مقاتل، وانتهت فتنة مسيلمة الكذاب بالكامل. علاوة على ذلك، كانت المعركة قاسية على المسلمين أيضاً، حيث استشهد منهم نحو 1200 من الصحابة والتابعين، وكان عدد كبير منهم من حفظة القرآن الكريم.

كانت هذه الخسارة الكبيرة لحفظة القرآن دافعاً أساسياً للخليفة أبي بكر الصديق لجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، بناءً على مشورة عمر بن الخطاب، خوفاً من ضياعه باستشهاد القراء. [2]

حروب الردة

معركة بزاخة ضد طليحة الأسدي

من أشهر معارك حروب الردة؟

كانت معركة بزاخة من أوائل المعارك التي خاضها خالد بن الوليد في حروب الردة. بالإضافة إلى ذلك كانت حاسمة في القضاء على فتنة طليحة بن خويلد الأسدي في شمال الجزيرة العربية.

وقعت المعركة في بزاخة عام 11 هـ، في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. كان القائد المرتد هو طليحة بن خويلد الأسدي، الذي ادعى النبوة وحشد حوله قبائل بني أسد وبعضاً من غطفان بقيادة عيينة بن حصن الفزاري. علاوة على ذلك كان خالد بن الوليد مكلفاً من الخليفة أبي بكر بالتوجه أولاً إلى طيئ لدعوتهم، ثم السير إلى بزاخة لقتال طليحة، ثم التوجه إلى البطاح لقتال مانعي الزكاة.

تعرف أيضًا على: معركة الزاب: نهاية الدولة الأموية

سير المعركة والحسم

  • جهود عدي بن حاتم: قبل وصول خالد إلى بزاخة، نجح الصحابي عدي بن حاتم الطائي (وهو من طيئ) في إقناع قبيلته بالعودة إلى الإسلام ودفع الزكاة، فانضم جزء من طيئ إلى جيش خالد.
  • مقتل الرصد: أرسل خالد بن الوليد عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري (وكانا من خيرة الصحابة) للاستطلاع، فلقيا طليحة وأخاه، فقتلهما طليحة وأخوه قبل المعركة، فكان لذلك أثر على معنويات المسلمين.
  • موقف طليحة: في المعركة، كان طليحة يتظاهر بالوحي (التنبؤ) بينما كان القتال على أشده. كان عيينة بن حصن، حليف طليحة وقائد بني فزارة، يقاتل في المقدمة.
  • نهاية الكهانة: كلما اشتد القتال، كان عيينة يعود إلى طليحة يسأله: هل جاءك جبريل؟، وطليحة يجيب: لا. وعندما سأله في المرة الثالثة. ادعى طليحة أن الوحي جاءه بالقول: “إن لك رحا كرحاه، وحديثاً لا تنساه”. أدرك عيينة أن طليحة كذاب، ونادى في قومه يا بني فزارة، إنه كذاب، فانصرفوا.
  • الانتصار: بعد تخلي عيينة وقومه، انهارت صفوف المرتدين، وانهزم جيش طليحة، ففر طليحة راكباً فرسه إلى الشام.

كانت بزاخة نصراً حاسماً، وأنهت قوة طليحة الأسدي كمدع للنبوة. وفر طليحة إلى الشام، ثم أسلم وحسن إسلامه بعد ذلك، وشارك في فتوحات العراق والشام وأبلى فيها بلاءً حسناً، واستشهد في معركة نهاوند. بعد هزيمة طليحة، أخضعت قبائل بني أسد وغطفان وسائر المرتدين في تلك المنطقة.

في الختام، انتهت حروب الردة بـ انتصار حاسم للمسلمين، وتحديداً في معارك فاصلة مثل اليمامة و بزاخة. أسفرت هذه الحروب عن القضاء التام على حركات الردة ومدعي النبوة. بالإضافة إلى ذلك إعادة كافة القبائل إلى طاعة الدولة المركزية في المدينة المنورة.

الأسئلة الشائعة

س: ما سبب اندلاع حروب الردة؟

ج: بعد وفاة النبي ﷺ، ظن بعض العرب أن سلطة الإسلام قد انتهت، فرفضوا أداء الزكاة أو اتبعوا مدعي النبوة، فكان لابد من موقف حازم لإعادة الاستقرار.

س: من أبرز قادة حروب الردة؟

ج: الخليفة أبو بكر الصديق قادها بنفسه، وشارك معه قادة كبار مثل خالد بن الوليد والعلاء الحضرمي وعكرمة بن أبي جهل.

تعرف أيضًا على: القائد صلاح الدين الأيوبي: محرر القدس وبطل معركة حطين

س: من أشهر مدعي النبوة في تلك الفترة؟

ج: مسيلمة الكذاب، طليحة الأسدي، سجاح التميمية، والأسود العنسي.

س: ما أهمية حروب الردة في التاريخ الإسلامي؟

ج: أعادت توحيد الجزيرة العربية تحت لواء الإسلام، وأثبتت صلابة الدولة الإسلامية الناشئة في وجه الانقسام والتمرد.

س: ماذا كانت نتائج حروب الردة؟

ج: توطيد وحدة المسلمين، استقرار الدولة، تمهيد الطريق لفتوحات فارس والروم، وترسيخ مبدأ الطاعة لله ولخليفة المسلمين.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة