حياة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عناصر الموضوع
1- نسب الصحابي عمر بن الخطاب ونشأته
2- إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
3- سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق
4- خلافة أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب.. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وثاني الخلفاء الراشدين، له كثير من الألقاب منها الفاروق حيث أنه فرق بين الحق والباطل وهو أول خليفة بُلقب باسم أمير المؤمنين. عُرف بالشجاعة حيث دعا الرسول صلى الله عليه وسلم: “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” رواه الترمذي وصححه الألباني. وكان قصد النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرين عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام (يُعرف بأبو جهل). وأسلم بعد ذلك عمر بن الخطاب الذي أعز الله الإسلام والمسلمين به .حيث كان يخاف ويختبأ المسلمون وانتهى ذلك بعداسلامه.[1]
1- نسب الصحابي عمر بن الخطاب ونشأته
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. ويرجع نسبة إلى قبيلة قريش ويتشارك مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب. وكانت أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة وتتشارك أمه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة.
كان مولده بعد مرور عام الفيل وهو أصغر في العمر من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمقدار ثلاث عشرة سنة. ولد ونشأ في قريش في بيئة جاهلية تعبد الأوثان وبقى على دين قومه حتى أعلن اسلامه. وتعلم القراءة وكان منزله في جبل يسمى جبل العاقر (يسمى الان جبل عمر). وعمل في رعي الإبل وهو في سن صغير. تعلم بعض الرياضات مثل المصارعة والفروسية وركوب الخيول وعلم أيضاُ الشعر. وكان مهتماً بالأسواق مثل سوق ذي المجاز وسوق عكاظ وسوق مجنة، وتعلم عن طريق حضور أسواق العرب التجارة التي مكنته من أن يكون أحد أغنياء مكة. كان يذهب في الصيف إلى بلاد الشام ويذهب في الشتاء إلى اليمن. كان عمر بن الخطاب أحد أشراف قريش.[2]
2- إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لقد أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد عدد قليل من أوائل المسلمين. وكان المسلمون في ذالك الوقت أي قبل إسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب لا يجهرون بإيمانهم خوفاً من بطش المشركين. لكن بعد إسلام حمزة وعمر وجد المسلمين دفاع قوي وحماية. حيث أنهما كانا من أقوى وأشد رجال قريش.
شجاعة عمر
وكان عمر يعلن ويجهر بإسلأمه ولا يخاف أحداً. وقال بعض العلماء أنه اسلم في السنة السادسة من بداية النبوة وهو في سن ستة وعشرون سنة. وحضر غزوة بدر وجميع الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم. وورد في السنة النبوية أحد أسباب إسلام الصحابي عمر بن خطاب حيث أخرج أحمد عن عمر قال: (خرجت أتعرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم. فوجدته قد سبقني إلى المسجد. فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة. فجعلت أتعجب من تأليف القرآن، فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، فقرأ: إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون الآيات. فوقع في قلبي الإسلام كل موقع).[3]
3- سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق
تٌعرف كلمة (الفاروق) تنها لقب أو كلمة لوصف شخص عادل يفرق بين الحق وبين الباطل. وهو لقب الصحابي عمر بن الخطاب. والمعروف هو أن من أطلق عليه هذا اللقب هو الرسول صلى الله عليه وسلم. ويذكر في رواية أنه عندما علم عمر بأن المسلمين يصلون بالصلاة في الخفاء بعيداً عن بطش الكفار قال للنبي “يا رسول الله ألسنا على الحق؟”، فأجابه: “نعم”، قال عمر: “أليسوا على الباطل؟”، فأجابه: “نعم”، فقال عمر بن الخطاب: “ففيمَ الخفية؟”. قال النبي: “فما ترى يا عمر؟”، قال عمر: “نخرج فنطوف بالكعبة”. فقال له النبي: “نعم يا عمر”. وخرج المسلمون للمرة الأولى يكبرون في صفين على رأس أحدهما حمزة بن عبد المطلب وعلى الآخر عمر. وبينهما يقف النبي حتى دخلوا الكعبة ويقول عمر “فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق يومئذ”.
4- خلافة أمير المؤمنين
عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر الصديق بتولي خلافة المسلمين. وكان مستشاره ووزيره عمر بن الخطاب حيث كان يحمل عبء الخلافة مع أبي بكر. وعندما توفي أبي بكر الصديق قام المسلمين بمبايعة عمر رضي الله عنه ليصبح الخليفة الثاني للمسلمين وأمير المؤمنين.
الامبراطورية الاسلامية التي أسسها عمر
ولقد أسس عمر بن الخطاب إمبراطورية إسلامية كبيرة قضي بها على أسطورتي (الفرس والروم). وامتدت توسعاته من بلاد فارس إلى الصين ومصر وبحر قزوين والسودان واليمن. وعرف عنه العدل والزهد في الدنيا والتواضع والإحساس بالمسؤولية أمام الله وأمام المسلمين. قام رضي الله عنه بالعديد من الإنجازات بعيداً عن الحروب والفتوحات. منها أنه قام باتخاذ هجرة النبي بداية للتاريخ الإسلامي. وكان أول من ينشأ بيت المال وتدوين الدواوين وأهتم بتوسيع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو أول من طبق الجزية وأعفى منها النساء والأطفال والشيوخ. وفي أحد الأيام كان يصلي عمر بن الخطاب بالمسلمين أندفع (أبو لؤلؤة المجوسي) صفوف المسلمين وطعن أمير المؤمنين عدة طعنات حتى تمزقت أحشاؤه وسقط بين بركة من الدماء. وحاول المسلمين اللحاق بالقاتل لكنه طعن نفسه بنفس الخنجر الذي طعن به عمر ومات قبل أن يقبض عليه المسلمين. وانتهى عهد الفاروق أمير المؤمنين.[4]
وفي الختام، يمكن القول إن عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتسم بالعدل والفتوحات والحكمة. ولعل ما يميز هذا العهد هو أن مصدر ازدهاره كان أمير المؤمنين نفسه. إذ كان يراقب نفسه وأعماله دائماً، وكان شعوره بالمسؤولية كبيراً إلى درجة اهتمامه حتى بالحيوانات والبهائم. ومما يدل على ذلك قوله: “والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسؤولاً عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق”. بالإضافة إلى ذلك، كان عمر شديداً في محاسبة الأمور المالية، ويدقق جيداً في اختيار من يتولى أمور المسلمين. لذلك، لم يكن مستغرباً أن يُعد عهده رضي الله عنه وقتاً مهماً في التاريخ الإسلامي.
المراجع
- twinkl العشرة المبشرون بالجنة – شخصيات من التاريخ الإسلامي
- ويكيبيديا عمر بن الخطاب
- إسلام ويب موسوعة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي عمر بن الخطاب
- إسلام أون لاين الفاروق عمر بن الخطاب....دولة العدل والفتوحات