حياة سيدنا نوح عليه السلام
عناصر الموضوع
1- نسب سيدنا نوح عليه السلام
2- دعوه سيدنا نوح إلى التوحيد
3- رفض قومه للدعوة
4- بناء السفينة وعقوبة قوم نوح
5- الطوفان
سيدنا نوح عليه السلام هو أحد أول الرسل وأرسله الله إلي البشرية لهدايتها إلي التوحيد. وترك عبادة الأوثان. وردت قصته في العديد من سور القرآن الكريم. مثل سورة هود , الفرقان , والشعراء .
يمثل سيدنا نوح عليه السلام بداية مرحلة جديدة لدعوة لعبادة الله بعد أن عمَ الفساد في الأرض. وحياة سيدنا نوح ليست فقط سردا تاريخيا. بل هي درس في الصبر والإيمان والطاعة. دعوته التي استمرت سنين عديدة تحمل معاني من العزم والثبات أمام التحديات .
1- نسب سيدنا نوح عليه السلام
سيدنا نوح عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى لهداية البشر، يعود نسب سيدنا نوح عليه السلام إلي سلسلة طويلة من الأنبياء بداية من سيدنا آدم عليه السلام. إذا قيل إنه نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم عليه السلام .
يروي المؤرخون أن نوح كان معروفا بين قومه بالصدق والأمانة حتى قبل البعثة .
كان يدعي نوح عليه السلام ب “شيخ الأنبياء” لأنه عاش أطول فترة بين قومه
يعتبر نوح عليه السلام هو جد البشرية الثاني بعد آدم عليه السلام. حيث قضي حياته في الدعوة إلي مجتمع غارق في الكفر. كان قومه يعبدون الأصنام. فبدأ يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد لا شريك له. لكنهم استمروا في الضلال والكفر رغم مئات السنين التي قضاها في الدعوة. [1]
2- دعوه سيدنا نوح إلى التوحيد
قضي نوح عليه السلام ما يقارب 950 عاما يدعو قومه إلي عبادة الله وحده لا شريك له كما ورد في قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [ سورة العنكبوت: 14]
أ- أسلوب النصيحة المباشرة : كما قال الله تعالى:(قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) مما يوضح حرص سيدنا نوح على هدايتهم .
ب- التذكير بآيات الله في الكون : أثبت نوح لقومه أن خلق السموات والأرض أكبر دليل على قدرة الله تعالى .
ج- الدعوة المستمرة : دعا نوح عليه السلام قومه ليلا ونهارا. وفي السر والعلن. مما يبرز كيفية صبر. وتحمل نوح عليه السلام. [2]
3- رفض قومه لدعوة
رغم المجهود العظيم الذي بذله سيدنا نوح عليه السلام. رفض معظم قومه الإيمان بالله واستمروا في عبادة الأصنام. مثل ود وسواع ويغوث. وفيما يلي استعراض لجوانب موقف قوم نوح من دعوته:
أ- رفض الدعوة:
قوم نوح كانوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم في عبادة الأصنام التي ورثوها عن آبائهم. ورفضوا الاستماع إلى دعوة سيدنا نوح. مفضلين عنادهم على التفكير في الحق.
ب- اتهام نوح عليه السلام بالجنون:
لم يكتفِ قوم نوح برفض دعوته فحسب. بل وصفوه بالكذب والجنون. في محاولة لتبرير عدم اتباعهم له أمام الآخرين. كان هذا جزءاً من استراتيجيتهم لتشويه سمعته والتقليل من شأنه.
ج- التحدي والسخرية:
لم يكتفوا بالرفض. بل تجاوزوا ذلك إلى السخرية. عندما أخبرهم سيدنا نوح بعذاب الله القادم. استهزؤوا به، خاصة عندما بدأ في بناء السفينة في الصحراء، قائلين له بسخرية:
﴿قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [هود: 32].
د- إصرارهم على الكفر:
رغم التحذيرات المتكررة من سيدنا نوح عليه السلام بشأن عذاب الله. أصر قومه على كفرهم. واستمروا في عنادهم دون أي تراجع، مما أدى إلى هلاكهم في النهاية.
قال الله تعالى : ” ﴿إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ سورة [ نوح: 27] , تبين هذه الآية مدي إصرارهم على العصيان.[3]
4- بناء السفينة وعقوبة قوم نوح
بدأ سيدنا نوح عليه السلام ببناء السفينة بأمر من الله بعيدا عن البحر. في استهزاء واضح من قومه الذين لم يصدقوا وقوع الطوفان.
أ- امره الله بالبناء عندما أوحي الله إلي سيدنا نوح ببدء بناء السفينة , كان ذلك إشارة إلي قرب حدوث العقاب قال الله تعالى :” ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾. السفينة كانت خلاص للمؤمنين , ودليل على عدل الله .
ب- مواد البناء والطريقة: صنع نوح عليه السلام السفينة باستخدام الخشب والمسامير, كما جاء في قوله تعالى:﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ سورة القمر(13). استمر بناء السفينة فترة طويلة
بعدما استنفذ سيدنا نوح كل وسائل الدعوة. دعا على قومه. فقال : (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا)
استجاب الله لدعائه. وجاء العقاب على هيئة طوفان شامل. [4]
5- الطوفان
قصة الطوفان الذي أرسله الله على قوم نوح عليه السلام تحمل العديد من العبر .
وتعتبر رسالة واضحة عن عاقبة الكفر, وعن قدرة الله في إنقاذ المؤمنين ومعاقبة الظالمين.
بدأ الطوفان عندما تفجرت الينابيع. كما جاء في قوله تعالى ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) ﴾
بعد انحسار الطوفان. استقرت السفينة على جبل الجودي.
قال الله تعالى ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ “.
الطوفان لم يكن مجرد حدث طبيعي. بل كان آية عظيمة تبين أن الله يمهل، ولا يهمل.[5]
تظل قصة سيدنا نوح عليه السلام شاهدة على حكمة الله في إدارة شؤون عبادة. ودليل واضح على أهمية الصبر والدعوة إلي الله .
معجزه الطوفان تذكرنا بأن لكل ظلم نهاية. وأن النصر حليف المؤمنين دائما.
وفى الختام نرى أن الطوفان العظيم الذي حدث أصبح رمز للعدالة الإلهية. حيث نجا المؤمنون وهلك الظالمون. هذه القصة مناره لكل إنسان يبحث عن الهداية والإيمان بالله ويجب التوكل علي الله عز وجل والأخذ بالاسباب والدعاء لله عز وجل أن نسلك سبيل الأنبياء والمرسلين ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]
المراجع
- مقال إسلامي نسب سيدنا نوح عليه السلام
- رابط تفسيري تفسير الطبري لسورة نوح عليه السلام
- اسلام ويبدراسة نوح عن قصة عليه السلام
- القرآن الكريم ( سورة هود , سورةالقمر) كتب التفسير ابن كثير والقربطي نصوص دينية
- اسلام ويب قصة الطوفان في القرآن